خالد السعود: مشكلة عبدالله الحمدان انه انتقل للهلال.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

قبل الإطاري ما كان عندي مشكلة مع البرهان

ولو أن صديقنا الصحفي المتمرد على مهنة الصحافة وأخلاقياتها المعروفة حلل هذا النص بأدوات التحليل الخطابي المعروف ( discourse analysis ) وتتبع دوافعه، لوجد أن حميدتي نفسه لم يكن يملك مشكلة مع دولة ٥٦ التي يحاربها ، ولو أن صديقنا الغارق في أوحال جرائم الميليشيا نظر لسياقات نشوء الدعم السريع وتأسيسه لعلم أن الدعم السريع هو واحد من منتجاتها المنبوذة وأسوأ ما أخرجته تلك الدولة .

بدأت مشكلة حميدتي مع الدولة التي يحاربها بعد فشل مسعاه في الهيمنة عليها ، فلو أنه تمرد على وضعية الدولة في عزها ومجدها وتبنى شعارات مطلبية تدعو للمساواة والعدالة من داخل مؤسساتها ، لقلنا أن الرجل كان يملك مشروعاً إصلاحياً وفهماً عميقاً لمشكلات السودان دعته ليخطو طريقاً جديداً يرفض فيه نهج الدولة وممارساتها ،ولكن حميدتي نفسه ابن الدولة المدلل وأحد عوراتها المخفية .

حميدتي لا يستطيع الانفكاك عنها أو لعنها أو حتى نقد ممارساتها ، ففي نقده لها سبة عليه كونه أحد أدواتها الباطشة ، ولو أراد مستشاروه وكل صحفيّ الدعم السريع وكتابه وأكلي أموال جرائمه وكل من أستقطبهم لخدمة مشروعه الفاشي أن يجملوا أفعاله ، لما نجحوا في وضع نقطة بيضاء في تاريخة المظلم ، ولو كانت دولة ٥٦ جيدة فإن نقدها يأتي من ثغرة الدعم السريع الذي هو أحد الفصول القاتمة في تاريخها ، ولو كانت سيئة يكفي فقط ذكر أسم حميدتي لتأكيد سوءها وإنحراف نهجها ..

يحاول صديقنا المقارنة بين حميدتي وقادة الحركات المسلحة كونهم جميعاً رفعوا مطالب عادلة ، وهذه مقارنة غريبة ، فهؤلاء عارضو الدولة في أوج قوتها واستقرارها ، وقاتلوها رافعين عليها مطالبهم ، فمثلاً الشهيد خليل إبراهيم كان داخل السلطة وزيراً فيها ولما رأى اعوجاجها تمرد عليها وهو الوزير المحنك والطبيب المتعلم ولو أراد البقاء فيها لظل في أعلى مناصبها ، لم تلفظه الدولة ولم يرغب في الهيمنة عليها ، وكذلك مناوي الذي عارضها وأتفق معها وخرج عليها لما رأى أن وجوده لا يحقق مارفعه من مطالب ، وغيرهم كثر ممن كانوا في أنظمتها وخرجوا عليها ..

إن الطريق نحو بناء دولة العدالة والقانون على أسس “عادلة ” يتطلب إزاحة حالة النشاز التي صاحبت الدولة من مظاهر الفوضى المتمثلة في الميليشيات الأسرية المرتهنة لإرادات خارجية ، وإن محاولات صحفي ” الدعم ” لتجميل قبح الميليشيا وأفعالها لهو الإنحطاط بعينه ،

فممارسات الميليشيا ليست عابرة او جرائم جانبية حتى يضعوا لها مساحيق تخفي عوراتها، بل هي أصل في بنيتها وتكوينها الفوضوي ، سنعيد ما ذكرناه سابقاً بأن هذه الميليشيا لا يمكن تعريفها إلا من خلال كونها مجموعة من المرتزقة والمجرمين لا غير ..

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 5 أسباب للإصابة بالسعال المستمر.. متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟
  • عودة 4 لاعبين من الإعارة للهلال وجيسوس سيحدد مصيرهم
  • الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر: غزة أصبحت غير قابلة للعيش
  • عبدالله بن سالم القاسمي يعزي في وفاة الشيخة ناعمة بنت خالد القاسمي
  • إصابة 4 أشخاص إثر حادث تصادم 3 سيارات فى جسر السويس
  • ننشر التشكيل النهائي لمجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية
  • مراسلة سانا: انطلاق أعمال الدورة الـ 48 لاجتماع الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، والتي يستضيفها الهلال الأحمر العربي السوري في فندق الداما روز بدمشق
  • مدبولي: مشكلة تخفيف الأحمال ستنتهي بالكامل بنهاية 2024
  • قبل الإطاري ما كان عندي مشكلة مع البرهان
  • البدء بتنفيذ مشروع استراتيجي لحل مشكلة مياه الشرب في قضاء جمجمال بالسليمانية