انطلقت أمس، أعمال منتدى كليات الصحافة في العالم العربي، الذي ينظمه معهد الجزيرة للإعلام، بالشراكة مع جامعة قطر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».
يناقش المنتدى، الذي يستمر على مدار 3 أيام بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والصحفيين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية والأكاديمية من داخل وخارج قطر، التحديات التي تواجه العمل الإعلامي وخطط الارتقاء بالمهنة ومواكبة التطور وتطوير مهارات العاملين بالحقل الصحفي، بالإضافة إلى استعراض أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.


وأكدت السيدة إيمان العامري مديرة معهد الجزيرة للإعلام، في كلمة لها خلال افتتاح المنتدى، أن كليات الصحافة شريك أساسي للمعهد في تكوين جيل من الصحفيين الشباب الذين سيكون لهم الدور الأبرز والأهم في مستقبل المهنة، مشيرة إلى أن التحديات التي تواجه العاملين في هذا الحقل، تتطلب تكاتف جهود الجميع، وخصوصا أبناء المهنة الذين يعملون في الميدان وأصحاب الخبرة الأكاديمية من أساتذة الصحافة والإعلام.
وأضافت أن الارتقاء بجودة المحتوى الصحفي يبدأ بتمكين الصحفيين من أداوت العمل الإعلامي، منوهة في هذا الصدد بالتعاون والمبادرات والشراكات المثمرة بين المعهد وكليات ومعاهد الصحافة المختلفة لتطوير المهنة وتعميق الخبرة والارتقاء بمستوى الأداء ولممارسات الإعلامية.
وقال الدكتور وائل عبدالعال رئيس قسم الإعلام بجامعة قطر إن الجامعة تهتم بتطوير المناهج الإعلامية، وأنها وضعت لذلك خططا تهدف للمواءمة بين المعارف والمهارات والتطبيق العملي، ومواكبة تطورات سوق العمل ومتطلبات التحول الرقمي والربط الوثيق بين المناهج الأكاديمية والممارسة العملية، مشيرا إلى أن التطورات الحديثة تستلزم ترقية الجوانب القيمية والأخلاقية والمعرفية للحد من التأثيرات السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي والمنصات والتطبيقات الجديدة.
بدوره، رأى السيد صلاح خالد مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، أن الصحفيين في العالم العربي يواجهون تحديات ومواقف صعبة بشكل يومي، حيث يعملون في بيئات غير مستقرة، وفي كثير من الأحيان في بيئات الصراع والنزاع، كما أن عليهم مواكبة عالم متغير تكنولوجيا يتطور يوميا.
وأضاف أن طلبة وطالبات الصحافة والإعلام وصحفيي وصحفيات المستقبل ينبغي أن يكونوا على أتم الاستعداد لواقع العمل الصحفي، بكل فرصه ومستجداته وتحدياته، ومن المهم التأكيد على عدم فصل المناهج التدريسية عن واقع الممارسة العملية، كما يجب أن يتمتع الصحفيون المحترفون بإمكانية الوصول إلى التعليم المستمر والأدوات الجديدة ليكونوا على اطلاع دائم على أحدث التطورات والبرامج.
وناقشت الجلسة الأولى للمنتدى، التي شارك بها مختصون وأكاديميون وصحفيون، التوجهات الحديثة في الصحافة ومدى مواكبة كليات الصحافة لهذه التوجهات، وما اذا كانت مهارات الإعلاميين الجدد تتناسب واحتياجات السوق، وركزت الجلسة الثانية على عرض بعض التجارب العربية في إعلام المستقبل، بالإضافة إلى عرض تقديمي عن إنتاج الفيديو للمنصات الرقمية، بينما تناولت الجلسة الثالثة، التي خصصت لعرض أفضل الممارسات العالمية في تدريس الصحافة، كيفية إعداد كليات الصحافة نفسها وطلبتها للمستقبل والدور المنوط بالمدرسين من ناحية تطوير القدرات.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر منتدى كليات الصحافة معهد الجزيرة للإعلام اليونسكو جامعة قطر

إقرأ أيضاً:

ترجمة الأدب العربي.. جسر حضاري في فضاءات معرض مسقط الدولي للكتاب

في فضاءات معرض مسقط الدولي للكتاب، ووسط أجواء تزدان بالمعرفة والحوار، تواصلت فعاليات اليوم السادس بحضور جماهيري متنوع واهتمام ثقافي لافت، حيث تنوعت الجلسات والندوات بين الأدب والفكر، وجمعت بين الأجيال، لتؤكد أن الكلمة ما زالت قادرة على نسج خيوط الوعي وبناء جسور التلاقي. وفي هذا الإطار، شهد جناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب في معرض مسقط الدولي للكتاب مساء أمس أمسية أدبية حملت عنوان "ترجمة الأدب العربي"، أدارتها المترجمة العمانية منال الندابية، واستضافت خلالها المترجمة البريطانية أليس جوثري، واستهلت الجلسة بتقديم نبذة عن "جوثري"، التي بدأت رحلتها مع اللغة العربية قبل أكثر من عقدين، من خلال تعلم اللهجة الشامية، ثم استكمال دراستها الأكاديمية، مما قادها لاحقًا إلى العمل كمترجمة أدبية محترفة، ومحررة نصوص، وأستاذة متخصصة في الترجمة.

وفي بداية حديثها، أكدت "جوثري" على أهمية اللقاء المباشر مع الجمهور العربي، والحديث بلغته، رغم التحديات اللغوية التي قد تواجهها، مشيرة إلى أن شغفها بترجمة الأدب العربي انطلق من شعور مبكر بغياب معرفة حقيقية بثقافة العرب في الغرب، الأمر الذي ألهمها للمساهمة في ردم هذه الفجوة عبر الترجمة.

واستعادت ذكريات بداياتها، مشيرة إلى أن أول تماس حقيقي مع الأدب العربي جاء عبر قراءتها باللغة الإنجليزية لرواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للأديب السوداني الطيب صالح، وهي الرواية التي فتحت أمامها بوابة سحرية لفهم جمالية السرد العربي وتعقيداته، ودفعها لاحقًا للغوص في أعماق النصوص العربية بلغتها الأصلية.

كما تحدثت عن علاقتها العاطفية العميقة باللغة العربية، ووصفتها بأنها "رحلة حب" طويلة تمر بتقلبات مزاجية لكنها تظل ثابتة في القلب، مؤكدة أن تعلم اللهجات المختلفة، والتعايش المباشر مع العرب في بلاد الشام وسلطنة عمان، لعب دورًا محوريًا في صقل مهاراتها وفهمها للنصوص بثقافتها الأصلية، وليس فقط بمعناها السطحي.

وفي حديثها عن الترجمة الأدبية، أوضحت أن الترجمة ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل عملية دقيقة ومعقدة تتطلب قدرة على تفكيك الرموز الثقافية واللغوية للنص، والغوص في بنيته الداخلية، مشيرة إلى أن العمل الأدبي العربي يفيض بالصور البلاغية والأساليب الرمزية التي تمثل تحديًا خاصًا لأي مترجم يسعى إلى الحفاظ على روح النص عند نقله إلى لغة أخرى.

واستعرضت "جوثري" تجربتها الحالية في ترجمة رواية "دلشاد" للكاتبة العمانية بشرى خلفان، مشيدة بغنى العمل وسعة تفاصيله الثقافية والاجتماعية، وأكدت أن التواصل المباشر مع الكاتبة كان عنصرًا حاسمًا لفهم المصطلحات المحلية والدلالات الخاصة التي لا تظهر على السطح. وأوضحت أنها تعتبر الترجمة تفاعلًا حيًا مع النص والمؤلف، وليس مجرد مهمة تقنية.

كما تطرقت الضيفة إلى التحديات الكبرى التي تواجه المترجمين في نشر الأدب العربي باللغات الأخرى، مبينة أن الأعمال الأدبية المترجمة لا تتجاوز نسبة 10% من إجمالي الكتب المنشورة بالإنجليزية، وأن نصيب الأدب العربي منها لا يزال ضئيلًا للغاية، رغم التحولات الإيجابية التي بدأت تلوح في السنوات الأخيرة بفضل ترجمات متميزة مثل رواية "سيدات القمر" للكاتبة جوخة الحارثي.

وفي سياق متصل، ناقشت أثر الجوائز الأدبية في الترويج للأعمال المترجمة، معتبرة أن الفوز بجوائز كبرى قد يفتح الأبواب أمام العمل، لكنه ليس ضمانًا للانتشار، مشددة على أهمية الدور الذي يقوم به المترجم شخصيًا في تسويق النصوص واقتناص الفرص.

وخلال الأمسية، تحدثت جوثري أيضًا عن تجربتها الخاصة في توثيق سير العائلات العمانية، موضحة أنها تعمل على كتابة سِيَر عائلية خاصة، تستند إلى مقابلات شفوية وتوثيق دقيق للذاكرة الاجتماعية، معتبرة أن هذا المشروع يشكل امتدادًا لرسالتها الثقافية في حفظ الحكايات والأصوات المحلية للأجيال القادمة، وأن هذه التجربة العمانية ساعدتها كثيرًا في فهم التفاصيل اليومية والثقافية التي تثري النصوص الأدبية التي تترجمها.

أما عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل الترجمة الأدبية، فقد عبرت جوثري عن مخاوفها البيئية أولًا، مشيرة إلى أن تشغيل الخوادم العملاقة التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة هائلة يؤثر سلبًا على البيئة. وأكدت أن الترجمة الإبداعية ستبقى ميدانًا إنسانيًا خالصًا، يحتاج إلى شعور المترجم وحسه الثقافي، وهو أمر لا يمكن للآلات أن تحل محله بشكل كامل، مهما تطورت قدراتها.

شهدت الجلسة حوارًا غنيًا مع الحضور، الذين أثاروا أسئلة عميقة حول خصوصية الترجمة الأدبية، ومدى تأثير الفروقات الثقافية على خيارات المترجم، كما ناقشوا مسألة الموازنة بين الأمانة للنص الأصلي وبين ضرورة تكييف بعض التفاصيل كي تصل بوضوح إلى القارئ بلغته الجديدة.

واختتمت المترجمة البريطانية أليس جوثري حديثها برسالة مؤثرة، أكدت فيها أن الترجمة تظل واحدة من أرقى أشكال التواصل الإنساني، وجسرًا حيويًا لمدّ جسور التفاهم بين الحضارات والثقافات، داعية إلى الاستمرار في الاستثمار في الترجمة بوصفها عملًا إنسانيًا خالصًا، لا غنى عنه في عالم سريع التغير.

مقالات مشابهة

  • البلشي: الصحافة الحرة المدعومة بجمعية عمومية فاعلة الضامن الحقيقي لإصلاح المهنة
  • مدير الإدارة العامة للاستخدام والهجرة: سوق العمل السوداني يواجه تحديات كبيرة
  • الجامعة العربية تنظم اجتماع لجنة تحكيم جائزة «التميز الإعلامي العربي» 5 مايو
  • شعبة المصدرين: تأهيل العمالة المصرية أخلاقيا أولوية لمواجهة تحديات سوق العمل
  • ملتقى بصحار يناقش توظيف الذكاء الاصطناعي في السلامة المهنية
  • ملتقى يوصي بإدراج الواجبات الأسرية في المناهج التعليمية
  • اتحاد الصحفيين يبحث مع مديرية إعلام ريف دمشق تطوير الواقع الإعلامي
  • وزير الطوارئ والكوارث يناقش مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر التحديات التي تواجه الشعب السوري
  • مجلس الشورى يناقش جذب جمهور الشباب وتطوير المحتوى الإعلامي
  • ترجمة الأدب العربي.. جسر حضاري في فضاءات معرض مسقط الدولي للكتاب