المستشار الحمر في ندوة بمهرجان أصيلة: لابد من الإيمان بقدرات الأمة العربية وما يمكن أن تقدمه للبشرية من علم وثقافة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أكد سعادة السيد نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، بأن تاريخ العلاقات بين الدول العربية وأوروبا قديم ومعقد، حيث شهدت تحديات ومشاكل عديدة على مر العصور.
وأضاف الحمر، في كلمة له ضمن ندوة بمنتدى أصيلة بالمملكة المغربية، أنه وخلال القرون الثلاثة الماضية كانت أوروبا مهيمنة على العالم، ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا المنطقة العربية، وكانت في صعود عبر ديناميكية الدولة المستعمرة وعبر ديناميكية نشر التنوير والثورة الصناعية والنظم الديمقراطية الليبرالية، كما كانت النموذج للنظام السياسي والاقتصادي والفكر الحر.
وقال الحمر إن التساؤلات تطرح عن ما إذا كانت أوروبا قادرة على الاستمرار في تواصل الصعود أم إنها بدأت ودخلت في مراحل السير نحو الانحدار والخروج من التاريخ.
وأشار إلى أن نوازع القوة والانحدار والخروج من التاريخ في أوروبا وغيرها هو موضوع شائك ومعقد يتعلق بتحوّل الدول والشعوب والتأثيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تؤثر في هذا السياق، كما لا يوجد حاليًا أي دليل على أن أوروبا تخرج من التاريخ أو تنحدر بشكل ما، وأن الواقع أوروبا لا تزال تلعب دورًا هامًا في الشؤون العالمية وتحتفظ بتاريخ غني وتراث ثقافي واقتصادي قوي، ويمكن أن توجد بعض التحديات والمشكلات التي تؤثر على بعض الدول الأوروبية بشكل أكبر من غيرها، وهذا لا يعني انها تدخل في مرحلة الانحدار التاريخي.
ونوه الحمر إلى أنه لا يمكن اعتبار أوروبا خارجة عن التاريخ، أو بدأت مرحلة الانحدار، حيث لا يزال لديها تأثير كبير على الساحة العالمية، ومن خلال العمل المشترك والتكامل الأوروبي يمكنها الاستمرار في الحفاظ على تأثيرها وتحقيق التقدم والتطور في العديد من المجالات، كما يمكنها أن تستمر في لعب دور بارز في الشؤون العالمية من خلال العمل المشترك والتحالفات والتفاعل مع التحديات الجديدة بعيدا عن العقلية الاستعمارية والهيمنة التي كانت تمارسها مع دول العالم، وبشكل خاص الدول العربية والقارة الافريقية، حيث لم تعد هذه دول تقبل الهيمنة والرضوخ لأية قوة والاستكانة لأية جهة في استباحة الثروات التي لديها.
وأشار الحمر إلى وجود تحديات تواجه أوروبا، ولكنها تحديات جاءت ضمن الدور الذي أطلعت به، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، طيلة القرون الماضية من الهيمنة على مناطق كثيرة في العالم ومسؤولياتها في هذا الجانب، وأن من بين هذه التحديات التي تواجهها اليوم الأزمات المالية التي تعرضت لها بعض دولها خلال العقد الماضي، والتي تسببت في صعوبات اقتصادية واضطرابات سياسية في بعض الحالات.
وتطرق مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام إلى مسألة الهجرة واللاجئين، والتي شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة، وهو ما أثر على الاستقرار السياسي والاقتصادي في بعض دولها وظهور التخوف من الصراعات العرقية، حيث إن هناك تحديات سياسية داخلية، وما تعانيه بعض الدول الأوروبية من التوترات السياسية الداخلية والانقسامات الاجتماعية والثقافية التي قد تؤثر على القدرة على اتخاذ قرارات موحدة والتعاون الفعال بين الدول الأعضاء، كما أن تحديات الأمن والتهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة والتحديات الأمنية الأخرى قد تعزز المخاوف بشأن استقرار أوروبا وتؤدي إلى التأثير السلبي عليها، وهي مخاوف قد تكون موضع تصورات وآراء مختلفة، وقد تختلف الآراء بين الأشخاص المختلفين بشأن مدى تأثير هذه العوامل ومستوى الخطر الذي قد يشكله على أوروبا.
وسلط الحمر الضوء على مسألة استجدت إثر نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا؛ إذ أثرت الحرب سلبًا على مبدأ الحريات في أوروبا وعلى المستوى العالمي أيضا، وقد تسببت في انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، كما تعرض السكان المدنيون في المناطق المتأثرة بالصراع لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والتهجير.
وفيما يتعلق بالحريات الأساسية؛ أشار الحمر إلى أن الحرب شهدت تقييداً كبيراً لحرية التعبير وحرية الصحافة، وتم تكميم الأصوات المعارضة وقمع حرية الإعلام بين الجانبين، وما يشكله ذلك من ازدواجية في معايير ومبادئ حرية تدفق المعلومات، وأصبحت الدول الأوروبية تمارس ضغوطات غير مسبوقة على المؤسسات الصحفية والإعلامية، وهو إجراء كانت تنتقد فيه سابقاً دول العالم الثالث وتعتبره إجراء متخلف لتلك الدول وطبقت عليها إجراءات قاسية للحد من الإجراءات المقيدة لحرية الصحافة والإعلام.
وعلى المستوى العالمي، ذكر الحمر أن الحرب الأوكرانية الروسية أدت أيضاً إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتوتر العلاقات الدولية وتفاقم التوتر بين روسيا والدول الغربية، مما أثر سلبًا على التعاون الدولي وقدرة المجتمع الدولي على التعامل مع قضايا أخرى تتعلق بحقوق الإنسان والحريات، مبيناً أنه ومع ذلك وبمعزل عن ما تقدم، تجب أيضاً الإشارة إلى أن أوروبا لا تزال تستمر في التقدم في العديد من المجالات، إذ لديها اقتصاد قوي ومتنوع، وتلعب دوراً رئيسياً في الابتكار والبحث العلمي، وتحظى بتكامل اقتصادي وسياسي قوي في إطار الاتحاد الأوروبي.
وذكر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام أن بعد الحرب العالمية الثانية تراجعت القوة الاقتصادية والسياسية لأوروبا بشكل عام، بينما نشأت قوى جديدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والصين، فيما شهدت العقود الأخيرة تحولًا في النظام العالمي، حيث تقدمت العديد من البلدان النامية اقتصادياً وأصبحت تكتسب نفوذاً سياسياً، وأدى هذا إلى وجود قوى ذات نفوذ في خط متوازي مع النفوذ الأوروبي، وبذلك تعزيز دور الدول الصاعدة الأخرى بشكل ملفت للنظر، وأنه لطالما كانت أوروبا منطقة مهمة على الصعيد العالمي، والتي شهدت تاريخاً طويلاً من الصراعات والتغيرات السياسية والاقتصادية.
ونوه الحمر إلى العصور الوسطى، التي كانت الدول الأوروبية تتنافس على السيطرة على الأراضي والثروات، وكان للقوة العسكرية والاقتصادية دوراً كبيراً في تحديد نفوذ الدول.
وقال الحمر أنه مع مرور الوقت، تطورت أوروبا بشكل كبير وشهدت تكوين الدول الوطنية وتوحيد بعض القارات وتأسست الاتحادات الأوروبية، وبدأ العمل على تعزيز التكامل السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء، وقد أدى ذلك إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى تعزيز السلام والازدهار في المنطقة وتشكلت تكتلات قوية تنافست مع أوروبا وغيرها من القوى الدولية.
وأكد مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام على أنه لم تظهر بوضوح مسألة إسقاط القوى الأخرى للقوى التقليدية المعروفة بنفوذها وهيمنتها بقدر ما ظهرت مسألة الرغبة في التعاون والتنسيق عبر تجمعات القوى الكبرى مثل G20 - G8 - G7.
وأشار الحمر بعد هذه النظرة السريعة وما يهم في الوصول له سواء كانت مسألة أوروبا بشكل خاص أو الغرب بشكل عام، والذي يشمل أمريكا وكندا أو الشرق القادم بقوة كالصين والهند، أنه ما يهم في كل ذلك الدور العربي وكيف تكون للأمة العربية بما لديها من إمكانيات تؤهلها لتأخذ دورها بين كل هذه القوى وتأثيرها وفقاً للمصالح العربية والمحافظة على المكانة اللائقة بها، وان العالم اليوم أصبح متعدد الأقطاب والمكانة والقوة تتشكل من خلال الايمان بمدى الإمكانيات وكيفية الحفاظ عليها وكيفية رعاية المصالح في عصر تعددية القوى والاقطاب.
وقال الحمر؛ علينا الايمان بقدرات الأمة العربية وما يمكن أن تقدمه للبشرية من تطور وعلم وثقافة ومبادئ وأخلاق، بعيدا عن القلق والخوف من الانحدار، وعندما تتواجه المصالح العربية مع أوروبا ومع الاقطاب الأخرى في العالم سنرى العديد من التحديات والفرص التي تتطلب التعاون والتفاهم، لتلتقي المصالح العربية مع مصالح الأقطاب الأخرى عبر تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والبحث العلمي وزيادة التفاهمات عبر اتفاقيات التجارة الحرة وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمار والتكنولوجيا والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتعاون في مكافحة التهديدات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة، عبر تبادل المعلومات والتنسيق الأمني، وكذلك التعاون الثقافي والعلمي وتعزيز التفاهم وتبادل الثقافات.
وختم مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام كلمته بأن الحوار السياسي المستمر يجب أن يكون مفتوحا ومستمرا لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المشتركة، والبحث عن حلول مشتركة ويجب أن يتم تنفيذه بناءً على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل، وبما يخدم مصالح الجميع بعيدا عن قلق الانحدار والخروج من التاريخ.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مستشار جلالة الملک لشؤون الإعلام الدول الأوروبیة من التاریخ العدید من الحمر إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
نجاح مقاطعة فيلم سنو وايت في الدول العربية.. الملكة الإسرائيلية تخسر مجددا
تعرضت شركة "ديزني - Disney" لضربة قوية بعد فشل النسخة الحية الجديدة من فيلم "سنو وايت - Snow White"، ويُتوقع أن تصل خسائره إلى حوالي 115 مليون دولار، ما يجعله من أكبر إخفاقات الشركة في مجال النسخ الحية من أفلامها الكلاسيكية.
وتعرض الفيلم لحملة مقاطعة واسعة في الدول العربية، ما ساهم في فشله بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت المولودة في الأراضي المحتلة، في الفيلم بدور "الملكة الشريرة"، وهي التي خدمت في جيش الاحتلال، وكانت مدافعة صريحة عن جرائمه خاصة خلال حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة.
الدول العربية
واجه الفيلم حراكًا واسعًا للمقاطعة سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي في الدول العربية، بسبب مشاركة الإسرائيلية غادوت، وهو حدث ومقاطعة تتكرر لمعظم الأفلام التي تشارك فيها.
في البداية، أعلنت شركة السينما الوطنية الكويتية "Cinescape" وشركتا "غراند سينما - Grand Cinema" وفوكس سينما - Vox Cinema" عن إلغاء عرض الفيلم بسبب مشاركة غادوت.
رضوخـاً لمطالب شعبية كويتية واسعة
تم سحب فيلم سنو وايت من دور السينما الكويتية.
لتستمر المقـاطعة، قـاطع ديزني الشركة الداعمة للاحتلال في ارتكاب المجازر ضد شعبنا الفلسطيني ???? pic.twitter.com/JyywFjxzxi — BDS Kuwait حركة (@BDS_Kuwait) April 13, 2025
وأفادت صحيفة "القبس" الكويتية بأن القرار يتماشى مع الموقف الرسمي والشعبي الثابت في الكويت الذي يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على كافة المستويات، بما في ذلك المجال الثقافي والفني.
Disney's Snow White has been pulled from Kuwaiti theaters as it stars former IDF recruit Gal Gadot. The decision follows calls by civil society groups in Kuwait to ban the movie in line with the state's official position against normalization with Israel in the political and… pic.twitter.com/KG2G8RebCM — KUWAIT TIMES (@kuwaittimesnews) April 13, 2025
ويُعد قانون مقاطعة "إسرائيل" في الكويت أحد أقدم وأهم القوانين العربية في هذا المجال، ويستند إلى القانون رقم 21 لسنة 1964، الذي تم تبنيه استجابة لتوصيات جامعة الدول العربية.
ويتضمن القانون حظر التعامل التجاري والمالي، وحظر استيراد وتداول المنتجات الإسرائيلية، وحظر مرور السفن الإسرائيلية، إضافة إلى حظر التعامل الإلكتروني.
في السنوات الأخيرة، وافق مجلس الأمة الكويتي مبدئيًا على تعديلات تهدف إلى توسيع دائرة حظر التعامل أو التطبيع مع "إسرائيل"، ما يعكس التزام الكويت المستمر بدعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.
أما في لبنان، فقررت السلطات أيضًا منع عرض الفيلم في دور السينما المحلية، بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية غادوت.
'Snow White' Banned in Lebanon Due to Gal Gadot Being on Country's 'Israel Boycott List' https://t.co/8aPn2xKkIt — Variety (@Variety) April 16, 2025
جاء قرار المنع بأمر من وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، استجابة لتوصية من هيئة الرقابة على الأفلام والإعلام، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام لبنانية.
نبارك للبنان منع عرض فيلم "سنوايت" في الصالات اللبنانية، والفيلم المذكور من بطولة المجندة السابقة في جيش الاحتلال والداعمة له "غال غادوت".وايضا الفيلم منع من العرض في دولة #الكويت
البيان كاملاً ????https://t.co/utM3SpLWoO#Boycott #galgadot #SnowWhite — Boycott Campaign (@BoycottCampaign) April 14, 2025
أوضح ممثل شركة "إيطاليا فيلمز"، وهي الموزع الرسمي لأعمال "ديزني" في الشرق الأوسط، أن غادوت مدرجة منذ فترة طويلة على "قائمة مقاطعة إسرائيل" المعتمدة في لبنان، ولم يُعرض أي من أفلامها داخل البلاد من قبل، بحسب ما تحدث لمجلة "فارايتي".
ويأتي منع عرض فيلم "سنو وايت" في لبنان في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها السلطات في البلاد قبل نحو شهرين، عندما لم يُسمح بعرض فيلم "كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" من إنتاج شركة مارفل بسبب وجود الممثلة الإسرائيلية شيرا هاس في الفيلم.
ويحظر قانون مقاطعة "إسرائيل" في لبنان الصادر منذ 1955، على الأفراد والشركات اللبنانية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عقد أي اتفاقات مع هيئات أو أشخاص مقيمين في "إسرائيل" أو يعملون لحسابها.
يشمل القانون بذلك الصفقات التجارية، العمليات المالية، أو أي تعامل آخر مهما كانت طبيعته.
وفي عُمان، قالت حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS": "كل التحية لمجموعات المقاطعة والقوى الشعبية في المنطقة العربية لتسجيلها نجاحًا جديدًا في مسيرة النضال ضد التطبيع الثقافي للعدو الإسرائيلي، بعد سحب فيلم سنو وايت من دور السينما في كل من الكويت ولبنان وعُمان".
وأضافت أنه منذ الإعلان عن مواعيد عرض الفيلم في بعض البلدان في المنطقة في نهاية آذار/ مارس الماضي، بالتزامن مع مواصلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأمريكية ضد قطاع غزة، تضافرت الجهود الشعبية لتصعيد الضغط على دور السينما والجهات المختصة من أجل وقف عرضه، وتكثيف نداء مقاطعته في حال عرضه.
كل التحية لمجموعات المقاطعة والقوى الشعبية في المنطقة العربية لتسجيلها نجاحاً جديداً في مسيرة النضال ضد التطبيع الثقافي للعدو الإسرائيلي، بعد سحب فيلم "سنو وايت" من دور السينما في كل من الكويت ولبنان وعُمان استجابة للضغط الشعبي المتصاعد، فضلاً عن عدم جدولته في عدد من البلدان. pic.twitter.com/pTHlfdPb5C — حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) (@BDS_Arabic) April 20, 2025
ومن ناحية أخرى، أكدت حركة المقاطعة في الأردن أنه لم يتم جدولة عرض فيلم "سنو وايت" في دور السينما، ولن يتم عرضه، وذلك بسبب مشاركة الممثلة والمجندة الإسرائيلية السابقة، غال غادوت.
وقالت الحركة: "نحيي جماهيرنا وكل من دعا لمقاطعة الفيلم وتحرك من أجل رفض التطبيع! ونؤكد أننا سنواصل متابعة دور السينما لرصد أي حالة تراجع".
ويأتي ذلك بعدما تصاعدت المطالبات في الأردن بمنع عرض الفيلم، وتوجيه النائبة في البرلمان الأردني نور أبو غوش استفسارًا رسميًا إلى هيئة الإعلام الأردنية بشأن نية عرض الفيلم في المملكة، مشددة على أن مشاركة غال غادوت، التي خدمت سابقًا في جيش الاحتلال وأعلنت دعمها العلني له، يعد استفزازًا لمشاعر الأردنيين ومنافيا لموقفهم الرافض للتطبيع.
وأكدت أبو غوش أن عرض الفيلم في الأردن يتعارض مع الموقف الرسمي للدولة تجاه القضية الفلسطينية، مطالبة باتخاذ موقف واضح لمنع عرضه.
وفي مصر، يستمر عرض الفيلم رغم عدم تراجع الشركة الموزعة سابقًا عن عرض فيلم "كابتن أميركا" في البلاد، ورغم ذلك أكدت حركة المقاطعة بمصر أنها رصدت إقبالًا ضعيفًا على الفيلم، ما يؤكد على نجاح حملة المقاطعة الشعبية، وأنّ عدم استجابة دور السينما والسلطات المختصة للمطالب الشعبية في المنطقة العربية سيعود عليها بخسائر مادية كبيرة.
وقالت حركة المقاطعة في مصر إنه "بالرغم من تكرار ندائنا للشركة الموزعة "UMP Movie Group" بسحب هذا الفيلم ومطالبة السينمات المصرية بالامتناع عن عرضه، فقد بدأ عرض الفيلم منذ 16 نيسان/ إبريل الجاري.. نكرر نداءنا للشركة الموزعة لسحب هذا الفيلم الذي سيفشل في مصر والوطن العربي كما فشل عالميًا".
"SNOW WHITE" يتسبب بخسائر كارثية لديزني.. اسحبوا هذا الفيلم الفاشل فورًا.
بعد العديد من نداءات المقاطعة التي توالت على شركة ديزني ومارفل المملوكة لها، ستبدأ الشركة الإنصات بجدية إلى مطالب الجماهير بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بفيلمها المنتظر "SNOW WHITE". pic.twitter.com/zHCvkZ67Xn — BDS Egypt (@BdsEgypt) April 17, 2025
مواجهة مبكرة
منذ الإعلان عن مشاركة غادوت في الفيلم قبل سنوات من العرض التشويقي، بدأت مطالبات مقاطعة العمل بسبب مشاركتها ودعمها المتواصل حاليًا لجيش الاحتلال الذي يعمل على تحسين وتلميع صورته عالميًا.
ويبدو أن الصراع بين "بياض الثلج" و"الملكة الشريرة" بدأ حتى قبل انطلاق الفيلم، بعدما نشرت الممثلة الأمريكية راشيل زيغلر، تغريدة تشكر فيها الجماهير على التفاعل الواسع مع العرض التشويقي، إلا أنها أضافت: "وتذكروا دائمًا.. الحرية لفلسطين".
thank you 4 speaking, better late than never — sofi (@abeIena) May 11, 2024
وردًا على تلك التغريدة، انطلقت حملة إسرائيلية تطالب باستبعاد زيغلر من الفيلم، في حين طالبها آخرون بحذفها، إلا أنها لم ترد ولم تحذف المنشور ولم تصدر أي موقف بعد ذلك.
and always remember, free palestine. — rachel zegler (she/her/hers) (@rachelzegler) August 12, 2024
وتعد زيغلر من أبرز الوجوه التي عبرت منذ اللحظة الأولى لبدء حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع، وحتى قبلها عن تضامنها التام مع الفلسطينيين، وحثت الأمريكيين على مطالبة ممثليهم بدعم وقف إطلاق النار، وهو ما أدى إلى حملات تشويه متواصلة لصورتها، وضغوط على شركات الإنتاج لفض التعاقدات معها.
خسائر واسعة
تقدر تكلفة إنتاج الفيلم ما بين 240 و270 مليون دولار، ما يجعله من بين أغلى الأفلام التي أنتجتها شركة ديزني، وذلك عند إضافة تكاليف التسويق والتوزيع، التي تُقدّر بما بين 70 و100 مليون دولار، ليصل إجمالي الاستثمار إلى حوالي 350 مليون دولار.
ويحتاج الفيلم إلى تحقيق إيرادات تتجاوز الـ400 مليون دولار عالميًا لتحقيق التعادل المالي ما بين التكلفة والمردود، إلا أنه حقق 194.6 مليون دولار فقط، منها 85.1 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا، و109.5 مليون دولار من الأسواق الدولية.
ومع أن الفيلم تصدّر شباك التذاكر في أسبوعه الافتتاحي بإيرادات بلغت 42.2 مليون دولار، إلا أن الأداء تراجع بشكل حاد في الأسابيع التالية، حيث انخفضت الإيرادات بنسبة 66 بالمئة في الأسبوع الثاني، لتصل إلى 14.3 مليون دولار، ثم إلى 6.1 مليون دولار في الأسبوع الثالث.
وتُعزى هذه الخسائر إلى عدة عوامل، بما في ذلك الجدل المحيط باختيار الممثلة راشيل زيغلر لدور البطولة باعتبار أنه اختيار غير مألوف بسبب أنها من أصل لاتيني ولديها آراء غير مألوفة (دعم القضية الفلسطينية)، بحسب ما نقل موقع "تيين فوغ".
ومن أسباب هذه الخسائر أيضًا التغييرات في القصة الأصلية والفيلم الكلاسيكي، بالإضافة إلى التوترات السياسية بين زيغلر والممثلة غادوت بسبب مواقفهما المتباينة من القضية الفلسطينية.
نتيجة لهذه الخسائر، قررت ديزني تأجيل مشاريع أخرى مشابهة، مثل النسخة الحية من فيلم "تانغلد - Tangled"، ما يُشير إلى أن أداء "سنو وايت" قد يؤثر على استراتيجية الشركة المستقبلية في إنتاج النسخ الحية.
وتعد ديزني إحدى الشركات الرائدة في مجال الترفيه العائلي العالمي ووسائل الإعلام المتنوعة، وتضم مجموعة متنوعة من الشركات والفروع الكبيرة والمؤثرة في مجال صناعة الترفيه حول العالم.
في عام 1999، وصفت فعالية لديزني القدس بأنها "عاصمة إسرائيل" ثم تراجعت عن الوصف نتيجة ضغط دول عربية واسعة، رغم ضغوط كبيرة مارسها حينها أريئيل شارون، على الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، بيل كلينتون.
ومع اندلاع الحرب ضد قطاع غزة، فقد تبرعت شركة ديزني في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بمليوني دولار لـ "منظمات إنسانية" إسرائيلية وأدانت ما أسمتها الهجمات التي "طالت أبرياء وأعمال الإرهاب"، بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى.