ذكرى ثورة أكتوبر محطة ملهمة لإعلان الكفاح المسلح ودحر المحتلين الجدد من جنوب الوطن
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
يمانيون- متابعات
من تحت رماد الظلم والقهر والاستبداد، اندلعت شرارة ثورة الـ 14 من أكتوبر، التي أشعل جذوتها الثوار الأحرار من جبال ردفان الشامخة، معلنين ميلاد فجر الحرية والانعتاق من الاستعمار البريطاني البغيض الذي جثم على الشطر الجنوبي من الوطن لنحو 128 عاماً.
تعد ثورة الـ 14من أكتوبر التي فجرّها الثوار الأحرار عام 1963م، واحدة من أبرز الثورات اليمنية العربية التي قامت ضد أعتى إمبراطورية استعمارية، وأجبرتها على الرحيل منكسرة وذليلة وخانعة أمام ثبات وعزيمة وإصرار الثوار الأحرار على نيل الحرية وتحقيق الاستقلال.
شكل اندلاع الثورة من جبال ردفان بداية مرحلة الكفاح المسلح، الذي استمر طيلة أربع سنوات ابتداء من العام 1963 حتى إعلان الاستقلال، على الرغم من العمليات العسكرية والقصف الذي شنته القوات البريطانية ضد الثوار، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.
استمر الكفاح المسلح على الرغم من المؤامرات التي حاول الاحتلال من خلالها إحداث شرخ في جبهة المقاومة غير أنها واصلت عملياتها ضد مواقع الاحتلال وكبدته الكثير من الخسائر المادية والبشرية، وأجبرته بعد ذلك على منح الاستقلال لجنوب اليمن في الـ30 من نوفمبر 1967م.
إلا أن ذكرى هذه المناسبة الوطنية العظيمة، تأتي للعام التاسع على التوالي في ظل الاستعمار الجديد الذي عاد إلى المحافظات الجنوبية في العام 2015م، تحت مسمى التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي.
إذ مثل تواجد قوات التحالف منذ العام 2015م، إنتكاسة وبداية لحقبة استعمارية جديدة بحكم ما تمارسه دول الاحتلال السعودي الإماراتي من انتهاكات وجرائم بحق المواطنين وتدخلات سافرة تمس بسيادة اليمن.
يتطابق الاحتلال الجديد في تحركاته وأطماعه مع سلفه البريطاني الذي يُعد هو الآخر شريكا أساسيا في العدوان على اليمن ويسعى من خلال شراكته تلك إلى تحقيق حلمه بالعودة إلى جنوب الوطن.
تُعتبر بريطانيا من الفاعلين الدوليين الأساسيين في العدوان على اليمن، وتمارس استراتيجياتها الاستعمارية القديمة الجديدة عبر الإمارات من خلال احتلال معظم السواحل اليمنية الجنوبية والغربية.
كما أن العدوان والاحتلال الجديد في جنوب الوطن يقوم بل ويعتمد على الإرث والخبرة البريطانية كونها صاحبة العلاقات والروابط مع القوى المحلية العميلة سواء في اليمن أو في بعض دول الخليج.
وعملاً بذات النهج الاستعماري البريطاني، تقوم الإمارات اليوم بدعم المجلس الانتقالي العميل وأحزمته الأمنية وإعطائه حكماً ذاتياً للمحافظات الجنوبية ليضمن للإمارات وبريطانيا المصالح والطموحات الاستعمارية.
ولعل من أوجه التشابه بين الاحتلال البريطاني وسلفه السعودي الإماراتي أيضاً السياسة الاستعمارية المتبعة لتعزيز سلطات الاحتلال والتي تقوم على تغذية الصراعات المناطقية والتيارات الانفصالية في المحافظات الجنوبية تماماً، كما كانت تفعل بريطانيا من خلال دعمها للمشيخات والسلاطين قبل العام 1967م.
ومثلما كان الاحتلال البريطاني يسيطر على الجزر والممرات المائية الاستراتيجية اليمنية، تتسابق دول العدوان السعودي الإماراتي اليوم ومن ورائها قوى دولية أبرزها أمريكا وبريطانيا وفرنسا على احتلال الجزر اليمنية والسيطرة على نفس الممرات المائية التي تتحكم في خطوط التجارة العالمية.
كان الهدف الرئيس للاحتلال البريطاني لجنوب الوطن نهب الثروات، وحرمان أبناء البلد من حقوقهم وثرواتهم، الذي يتطابق مع ما يقوم به تحالف العدوان اليوم، عبر أدواته المحلية بإحكام سيطرته على كل منابع الثروة، وبطريقة الاستعمار القديم نفسها يسخّر ثروات وموارد اليمنيين لمصالحه ويحرمهم منها.
تعود ذكرى ثورة أكتوبر اليوم في ظل واقع مرير تعيشه المحافظات المحتلة أفرزته تسع سنوات من الحرب تزامناً مع استمرار تدخل دول الاستعمار القديم الجديد في شؤون البلد، وما تقوم به من تعميق للأزمات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية ودعم للكيانات والمليشيات المناطقية المسلحة ونهب للموارد والثروات، والتي كان لها انعكاسات خطيرة على حياة ومعيشة الشعب اليمني، خصوصا في المناطق المحتلة.
حيث تصطلي المحافظات المحتلة من الوطن اليوم بنيران احتلال بغيض يُمارس القمع والنهب والعبث بمقدرات وثروات اليمن، ويعمل على تعطيل المنشآت والمصالح الخدمية والاقتصادية في المحافظات المحتلة، محولاً حياة المواطنين فيها إلى سلسلة من الأزمات، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي زاد من حدتها انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
تبرز مسألة الاحتلال السعودي الإماراتي لجنوب اليمن كأحد أهم القضايا الوطنية، التي تشغل الحيز الأكبر من اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، وتؤكد على الدوام الالتزام الوطني والديني والأخلاقي بطرد الغزاة وتطهير كل شبر من الأرض اليمنية، وصون السيادة الوطنية، في البر والبحر والجو.
ومن هذا المنطق ترى قيادة الثورة وكافة الأحرار من أبناء الشعب اليمني أن الاحتفال بذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر يظل منقوصاً مادام هناك جندي إماراتي أو سعودي أو أمريكي على تراب الوطن شماله وجنوبه.
وعلى ضوء ذلك تبرز أمام الشعب اليمني اليوم مهمة ملحة وضرورية في مواصلة نهجه الثوري، في التصدي للعدوان الذي كان من أهم أهدافه إعادة الوصاية على اليمن، وحرمان الشعب من تحقيق طموحاته في بناء دولة قوية واقتصاد وطني متحرر من التبعية للخارج، وتعزيز قدرات البلد الدفاعية والهجومية التي بدأت تتحقق على الرغم من الظروف الصعبة.
وعليه فإن المضي قُدماً في مواجهة العدوان ومرتزقته هو السبيل الوحيد أمام أبناء الشعب اليمني من أجل تحرير البلد، واستعادة سيادته وموارده وثرواته، وإعادة بنائه وصناعة مستقبل أجياله، بعيداً عن الهيمنة والوصاية.
وكما احتفل اليمنيون ذات يوم بخروج آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن، لابد أن يحتفلون عاجلا أم آجلا بدحر قوى الغزو والاحتلال الإماراتي السعودي من كافة الأراضي اليمنية.
السياسية/ يحيى جارالله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السعودی الإماراتی الشعب الیمنی جنوب الوطن
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، إن تمكين ودعم شباب الإمارات أحد أهم أولويات صندوق الوطن وفق رؤية الشاملة التي تحمل شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، من أجل تأهيلهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتحقيق أهدافهم بامتلاك مشاريعهم الخاصة القابلة للتطور والاستمرارية.
وأضاف معاليه، أن الصندوق وفر للمشاركين بالبرنامج على مدى حوالي 6 أشهر التدريب العملي والنظري على أيدي خبراء عالميين، والدعم الإشراف، ثم الدعم والمتابعة الضامنة للنجاح المشاريع على أرض الواقع، مؤكدا أن أبناء وبنات الإمارات يحظون برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، باعتبارهم حاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي.
جاء ذلك عقب تكريم معاليه، لعدد من أبناء وبنات الإمارات الذين اجتازوا البرنامج التدريبي ” مستقبلي” وانطلقوا لتنفيذ مشروعاتهم، على أرض الواقع، بعدما وفر لهم الصندوق الاستشارات الفنية والمالية، إضافة إلى المتابعة المجانية من جانب خبراء الصندوق المتخصصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك في إطار جهود صندوق الوطن المستمرة لتمكين أبناء وبنات الإمارات وتعزيز قدراتهم لاقتحام ريادة الأعمال.
حضر التكريم معالي سارة عوض عيسى مسلم وزير دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وسعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وأوضح معاليه، أن البرنامج التدريبي “مستقبلي”، الذي ينظمه صندوق الوطن ويشرف عليه عدد من الخبراء العرب والأجانب، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال، يعد أحد أهم أدوات صندوق الوطن في إطار جهوده المستمرة لدعم ورعاية أبناء الإمارات وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، مؤكدا أن الخريجين الذين تم تكريمهم اليوم، اجتازوا بالفعل المحاور الثلاثة للبرنامج، حيث حصلوا على تدريب يتضمن تعريفهم بأهم الطرق المعمول بها عالميا لتحويل الأفكار والمبادرات لدى الشباب إلى مشروع أو شركة تستطيع العمل وتتعدد فرص نجاحها، وفق أفضل الممارسات، ثم تم عرض كافة الأفكار التي طرحها المتدربون عقب إتمام المرحلة الأولى من البرنامج على لجنة متخصصة لاختيار أفضل المشاريع، والتي كرم صندوق الوطن أصحابها، حيث قام صندوق الوطن بدعم المشروعات التي رشحتها اللجنة المتخصصة، إضافة إلى توفير سبل الإرشاد العملي والتوجيه المستمر لأصحاب هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هناك مشروعات بدأت فعليا وحققت نجاحات ومن ضمنهما المكرمون لهذا اليوم.
ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خبراء الصندوق، بأهمية متابعة ودعم كافة الشباب الذين اجتازوا التدريب وتم اختيار مشروعاتهم كمرحلة أخيرة تضمن تحقيق النجاحات المأمولة لهم، كما شدد معاليه على أهمية توفير نظام شامل للإشراف من خلال الخبرات العالمية والمحلية التي يوفرها الصندوق، لمتابعة تلك المشروعات خلال مرحلة ما بعد الانطلاق، إضافة إلى توفير نظام حماية لكافة أبناء وبنات الإمارات الذين يثبتون جديتهم ورغبتهم في اقتحام مجال ريادة الأعمال من خلال برنامج “مستقبلي”.
ومن جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن مجلس إدارة صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، حريص كل الحرص على تقديم الدعم والمساندة لكافة أبناء وبنات الإمارات لتأهيلهم لسوق العمل أو دعمهم لاقتحام مجال ريادة الاعمال، إضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز الهوية الوطنية وفق شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، مؤكدا أن هدف صندوق الوطن من تنظيم برنامج مستقبلي هو الالتزام بدعم قدرة أبناء وبنات الوطن في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الجديدة، ودعم كافة الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة، منوها إلى أن الصندوق يقوم بهذا الدور لتشجيع أصحاب المبادرات ومساعدهم وتوفير فرص النجاح لهم، والعمل معهم على تقوية التواصل مع أقرانهم في داخل الدولة وخارجها، ما يجعل من برنامج “مستقبلي” تجسيدا عمليا لتوجهات مجلس إدارة صندوق الوطن.
من جانبهم، قال خريجو البرنامج إنهم محظوظون للغاية لمشاركتهم في البرنامج التدريبي مستقبلي، الذي أطلقه صندوق الوطن، لأنهم استطاعوا من خلال البرنامج الحصول على كم كبير من الخبرات والتعرف على سوق العمل عن قرب، إضافة إلى لقائهم بخبراء في مجال ريادة الاعمال، والذين أسهموا كثيرا في ترتيب أفكارهم وتعريفهم ببيئة العمل والمنافسة المتوقعة، وكيفية مواجهة التحديدات، بل والاستعداد لتقبلها، والعمل على تجاوزها.
وأكد خريجو “مستقبلي”، أن توافر الفرصة صندوق الوطن الفرصة لهم للحوار مع الخبراء وأصحاب التجارب النجاحة أضاف لهم الكثير من الخبرات والمعارف، خاصة بعد الانطلاقة الأولى لمشروعاتهم، مثمنين جهود ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك لتمكينهم وتأهيلهم، من خلال صندوق الوطن وما يقدمه من خدمات ومتابعة، حيث استطاعوا تحويل أفكارهم إلى مشاريع على الأرض يمكنهم أن يحققوا من خلالها ربحا ويوفروا فرص عمل للآخرين، بل ويمكنهم أن يتطوروا في المستقبل ليغطوا دائرة أوسع لأنشطتهم، مشيدين بدعم الصندوق ودور خبرائه في تعريفهم بالأسس التي يمكنهم من خلالها اطلاق مشروعاتهم بأسلوب صحيح.