الثورة نت:
2025-01-20@09:03:13 GMT

عن جريمة التهجير

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

 

 

في يونيو الماضي، عربد الكيان الصهيوني لاقتلاع عائلات فلسطينية من أراضي الـ48، ولم يكن من شك أن تجدد السلوك الصهيوني لمحاولات إخلاء كل القدس من الفلسطينيين إنما تتزعمه هذه المرة الجماعات المتطرفة التي وجدت لطموحاتها متنفسا أكبر مع ظهور حكومة التقاسم الصهيونية، لتفرض مساعيها من أجل استعادة ما تسميه بـ”الحوض التاريخي المقدس”، الذي يبدأ من شيخ جراح، شمالي البلدة القديمة، وصولاً إلى سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، بما فيها البلدة القديمة في محيط الأقصى.


حينها نتذكر كيف وقفت عائلة (صب لبن)، حائلا دون استكمال عمليات التهجير، رافضة الخروج من منزلها، ووقتها لم تكن المقاومة هناك، إلا أن أصواتاً عالمية استشعرت مدى الانتهاك الذي عمل عليه الكيان الاسرائيلي لتمرير مخططه فانتقدت بشدة السلوك الصهيوني معتبرة إياه جريمة حرب، غير أن الكيان تجاهل كل ذلك وتمكن في الأخير بقوة السلاح من طرد العائلة من منزلها.
فعل التهجير والترحيل للفلسطينيين من قراهم، فعل مارسه الاحتلال في الأراضي الفلسطينية منذ وقت مبكر، بدأ به اغتصاب الأراضي وإقامة مستوطناته فيها منذ ما قبل الـ48، حين كانت العصابات الصهيونية تتكئ على الاحتلال البريطاني ودعم اللوبي الصهيوني في أمريكا وبريطانيا، والقارئ للتاريخ يتذكر أحداث الثلاث سنوات الدموية من 1947 إلى 1949.
الأمر اليوم، ورغم أن ظروفه تختلف عن ذاك اليوم القريب والبعيد، ورغم صدور العديد من القرارات الدولية التي تؤكد حق الفلسطينيين -ولم ينفذ منها شيء- إلا أن الصوت الدولي يبدو غائبا، والكيان يجتهد في محاولته إخلاء أو تهجير أهالي غزة إلى جنوب القطاع، انتقاما من حركة حماس التي قادت عملية «طوفان الأقصى»، وأنظار الصهاينة تتجه إلى شبه جزيرة سيناء في مصر كوطن بديل للفلسطينيين، وهي مسألة لم يخفها الجيش الاسرائيلي وإنما طالب بها صراحة الأهالي بالتوجه إلى سيناء.
الاختلاف هذه المرة هو الحالة الثورية التي تسود المزاج العام داخل فلسطين والشارع العربي والإسلامي عموما، ففعل المقاومة الجبار الذي جسدته عملية «طوفان الأقصى» أحيا الأمل باستعادة الأراضي المحتلة وتهجير الكيان الغاصب خصوصا مع ما تبين من قوة هشّةٍ كانت مغلفة بالدعاية الإعلامية عن ثالث أقوى جيش في العالم، حسب الإيعاز الأمريكي لوسائل الإعلام المتحالفة معه بالترويج له، وصاحب القبة الحديدية التي لا تُكسر، والاستخبارات التي لا يمكن أن تمر عليها شاردة أو واردة.
تنبهت مصر مبكرا للمخطط الصهيوني وخرجت بتصريحات قوية تحذر الكيان من مغبة تصفية القضية الفلسطينية بهذه الطريقة، كما حذرت سلطة عباس أبو مازن من المخطط الصهيوني، وانتقدت منظمات دولية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيومن رايتس، التوجه الاسرائيلي باعتباره فعلا يتناقض مع القانون الدولي الإنساني، فضلا عن ردّ أهالي غزة بالرفض الصارم للخروج من أرضهم.
إلى ذلك كله، وضعت الملحمة البطولية للمقاومة بتنفيذها عملية الطوفان، الحقائق في سياقها الطبيعي، لجهة تأكيد حق أبناء فلسطين الراسخ في أرضهم من ناحية، ومن ناحية أخرى كشف حقيقة ضعف الكيان.
وتحت سقف هذه المعطيات تتعقد الأمور كثيرا أمام الاحتلال في تهيئة المناخات لتنفيذ أجندته في الأراضي المحتلة، بل وتتعقد أكثر في تهيئة بيئة ومناخات الاستمرار والبقاء على أراضي الفلسطينيين بنفس الأريحية التي كان عليها إلى ما قبل السابع من أكتوبر المجيد، إن لم نقل أنه صار إلى العد التنازلي لزواله، ما يجعل مطالبته أهالي غزة بالرحيل ضرب من الهذيان.
ربما لم يشهد التاريخ مثل هذه الروح الثورية السائدة في فلسطين ولدى كل الشعوب العربية بما فيها الخاضعة لسلطات الأنظمة المطبعة، ليتمثل في ذلك متغير جديد أمام الكيان الذي عمل طويلا من خلال الأمريكان والبريطانيين والألمان والفرنسيين وباقي الدول «الإمّعة»، على برامج قتل الثوابت الدينية والقومية في نفوس الشباب العربي، وصولا إلى تجهيلهم، وهو الفشل الذي اعترف به قادة صهاينة بعد موجة التطبيع من بعض الدول العربية، حين أكد أن تطبيع العلاقات مع الأنظمة لم ينجح في التأثير على الشعوب، وبدا أن الأمر منفصل بين الأنظمة وشعوبها، وهو ما يزيد من التأكيد أن على الكيان قراءة هذه المعطيات بعقلانية عندما يصدر تصريحاته أو قراراته الهوجاء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني

 

الثورة /
شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وعشرات الساحات والميادين العامة بمختلف المحافظات اليمنية أمس، مسيرات مليونية كبرى، تحت شعار ” مع غزة.. ثبات وانتصار”، تأكيدا على ثبات الموقف ومباركة للشعب الفلسطيني انتصاره على كيان العدو الصهيوني بعد عام وثلاثة أشهر من العدوان.
وتتويجا للخروج اليمني التاريخي الأضخم على مدى 15 شهرا، و66 أسبوعا، واستجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، فاض أكبر ميادين العاصمة بطوفان مليوني مجددا دعما وإسنادا للشعب الفلسطيني، حيث رفع المشاركون فيه الأعلام اليمنية والفلسطينية واللبنانية ورايات الحرية والمقاومة، وصورا لقائد الثورة.
وجددت الحشود المليونية، التأكيد على استمرار الشعب اليمني في مناصرة قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة وزوال الكيان الصهيوني المجرم..
وباركت الحشود للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وأحرار الأمة، الانتصار التاريخي المحقق ضد العدو الصهيوني، الذي أرغم صاغرا على القبول بشروط المقاومة.
وعبرت عن الفخر والاعتزاز بالموقف العظيم والمشرف للشعب اليمني تحت قيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وثمنت الحشود، العمليات النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية المتمثلة في القوة الصاروخية والبحرية وسلاح الجو المسيَّر، ضد قوى العدوان والاستكبار الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
وأوضح البيان الصادر عن المسيرة المليونية، أن العدو الإسرائيلي تلقى في هذه الجولة أقوى الضربات وأشد الاستنزاف في تاريخ احتلاله المؤقت، وجسدت هذه الجولة أقوى صور الوحدة والأخوة الإيمانية من خلال جبهات الإسناد التي امتزجت فيها أزكى دماء الأمة في مختلف ساحات المواجهة والإسناد.
وأشار البيان، إلى أن خروج الشعب اليمني “اليوم” في مسيرات مليونية، يأتي استجابة لله ولرسوله وللسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – جهاداً في سبيل الله وابتغاء لمرضاته، ونصرة ومساندة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وتتويجاً لموقفنا المشرف المستمر والمتصاعد منذ بدء عملية طوفان الأقصى والذي سيستمر بإذن الله وتوفيقه حتى يتحقق الوعد الإلهي المحتوم بزوال هذا الكيان الغاصب، ويتحقق النصر لعباده المؤمنين.
وبارك البيان، للشعب الفلسطيني المسلم المجاهد الصابر الصامد في غزة وفي كل فلسطين، هذا الانتصار الإلهي العظيم الذي أشفى قلوب المؤمنين وسود وجوه المجرمين الظالمين..كما بارك أيضا، للمجاهدين الأبطال الثابتين في حركات المقاومة الفلسطينية في كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل المجاهدة، هذا الانتصار الإلهي التاريخي الناجز، والذي كان ثمرة من ثمار الجهاد في سبيل الله والتضحية والصبر؛ فأرغم العدو على القبول بشروط المقاومة صاغراً، وما كان ذلك ليحصل لولا هذه التضحيات، وهذا الصبر والصمود في سبيل الله تعالى.
وأكد البيان، الاستعداد الدائم للتحرك الشامل في مواجهة أي تصعيد عدواني إجرامي إسرائيلي، سواء خلال هذه الأيام أو ما بعدها، واليقظة الدائمة لكل مخططات الأعداء تجاه بلدنا أو بلدان منطقتنا لإغراقنا من جديد في أي صراعات تصرفنا عن قضيتنا الأساسية والمركزية، واستعدادنا بعون الله وتوفيقه لمواجهتها وإفشالها في كل المجالات، والتطوير الدائم لكل عوامل القوة الإيمانية والمادية بالتوكل على الله والاعتماد عليه.
وخلال المسيرات، ألقى ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع بيانا، أعلن فيه تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافا حيوية للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، بـ4 صواريخ مجنحة وحققت أهدافها بنجاح.. وتنفيذ سلاح الجو المسيَّر عمليتين عسكريتين، الأولى استهدفت أهدافا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بـ3 طائرات مسيَّرة، والعملية الثانية استهدفت هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيَّرة وحققت العمليتان أهدافهما بنجاح بفضل الله.
كما أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن العمليات الثلاث تزامنت مع عملية عسكرية رابعة نفذتها القوات البحرية، استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” شمالي البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيَّرة وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • ما سر الهدايا التي منحتها «حماس» للأسيرات الإسرائيليات في غزة؟
  • منها اقتحام عدة قرى.. الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على قطاع غزة
  • الإمارات تواصل عسكرة سقطرى لخدمة الكيان الصهيوني وسط صمت المرتزقة
  • يديعوت أحرونوت: خطر اليمن على الكيان الصهيوني مستمر ويتطور
  • الموقفُ اليمني وتأثيراتُه على الكيان الصهيوني
  • أبو عبيدة: 471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال
  • في أول ظهور منذ شهور.. أبو عبيدة: التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى / فيديو
  • "النواب اللبناني" يؤكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي لا تزال تحتلها
  • توجوا الخروج الشعبي الأضخم في العالم على مدى 15 شهراً بطوفان بشري “مع غزة.. ثبات وانتصار” اليمنيون يباركون الانتصار التاريخي للمقاومة الفلسطينية وهزيمة الكيان الصهيوني
  • عون يؤكد ضرورة التزام الكيان الصهيوني باتفاق وقف إطلاق النار