لمعالجة مخاطرها على الإستقرار المالي.. خارطة طريق لتنظيم العملات المشفّرة
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
مراكش – واس
قال محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، إن العملات المشفّرة ووسطائها يشكّلون خطراً محتملاً على الاستقرار المالي.
وأضاف السياري خلال جلسة الاقتصاد العالمي والأصول المشفّرة في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين في مدينة مراكش المغربية، إلى حاجة العملات المشفّرة إلى إشراف وتنظيم جيدش التنسيق لأنشطة العملات المشفرة.
وأضاف: ندعم العمل وخارطة الطريق ذات الصلة بصندوق النقد الدولي ومجلس الاستقرار المالي لمعالجة المخاطر المتعلقة بالعملات المشفّرة. ونوقشت عدد من الموضوعات خلال الاجتماع، منها تطورات الديون السيادية العالمية، وسبل تعزيز بنوك التنمية متعددة الأطراف؛ لمواجهة التحديات المشتركة في القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى تطورات الآفاق الاقتصادية العالمية، وخارطة طريق مجموعة العشرين, لتنظيم العمل بالأصول المشفرة. واستعرض خلال الاجتماع التطورات التي يشهدها اقتصاد المملكة والسياسات والإصلاحات التي أسهمت في تعزيز النمو المستدام وارتفاع نمو القطاع غير النفطي مدعوماً بنمو القطاع الخاص. كما نوقشت عدد من الموضوعات المطروحة ضمن جدول أعمال الاجتماع والتطورات التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
الإدارة الأمريكية ورسائلُها “المشفَّرة”
يمانيون – متابعات
كثيرةٌ هي الرسائلُ الأمريكيةُ التي ظاهرُها الإنسانيةُ والرقيُ والتحضُّرُ، وباطنُها الانحطاط، والإجرام والوحشية والهمجية.
وسنعرض هنا عددًا من تلك الرسائل المشفرة، ففي خطابه الذي ألقاه بتاريخ 18 أُكتوبر 2023م في يافا المسماة “تل أبيب” عاصمة كيان الاحتلال الإجرامي الصهيوني الوظيفي ضمَّنَ السفاح الأكبر بايدن ذلك الخطاب عددًا من الرسائل المشفرة التي نَفَّذَ جيشُ كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوني الإجرامي مضمونَها بدقة، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى أكثر من عام وامتدادات الجريمة في الضفة الغربية والضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت وفي مناطق متعددة من الجغرافيا اللبنانية.
وعلى امتداد رقعة واسعة من الجغرافيا العربية، وكما حدّدتها الرسائل المشفرة الواردة في خطاب المجرم السفاح بايدن، ونص أول هذه الرسائل (جئتُ إلى “إسرائيل” حاملًا رسالة واحدة مفادها: إنكم لستم وحدكم، إنكم لستم وحدكم) ومضمون هذه الرسالة أن أمريكا المصنفة أنها قوة عظمى هي المعنية أَسَاسًا بمواجهة تبعات عملية السابع من أُكتوبر، وليس الكيان الوظيفي الصهيوغربي المسمى دولة “إسرائيل”، وأن الخطر الذي ترتب على عملية السابع من أُكتوبر قد مس مباشرة القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، التي تلتزم علنًا ذلك الخطر، وأن مضمون هذه الرسالة ليس مُجَـرّد تعاطف أَو تضامن ولكنه التزام حقيقي بالتصدي لهذا الخطر القادم من غزة، وهو ما اتضح فعلًا على أرض الواقع على مدى أكثر من عام ارتُكبت فيه مئاتٌ من أفعال جريمة الإبادة الجماعية المُستمرّة والمتتابعة.
وأكّـد بايدن هذه الرسالة المشفرة برسالة أُخرى مماثلة وردت في الخطاب ذاته، ونصها (وما دامت الولايات المتحدة صامدة –وسنصمد إلى الأبد– فلن نسمح أبدًا بأن تكونوا وحدكم) وليس هناك من مسوغ لتورط الإدارة الأمريكية في جريمة الإبادة الجماعية بكل ذلك الإصرار على اقترافها سوى أن الكيان الوظيفي الصهيوني جزء لا يتجزأ من بُنيتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، وإن اتخذ هذا الكيان لضرورات الخداع والتضليل شكل دولة، إلا أنه في الواقع لا يخرج عن كونه فرعًا أَو قاعدة للقوى الاستعمارية الغربية التي شاركت بفاعلية في إنشاء هذا الكيان الوظيفي في أربعينيات القرن الماضي؛ لحماية مصالحها الاستعمارية مجتمعة، ولعل مخاطبة الرئيس الفرنسي قبل أسابيعَ، وتنبيهه لنتن ياهو بأن دولته أنشأتها الأمم المتحدة، وعليه أن يلتزم بقراراتها، فهذا التذكير ليس المقصود به نتن ياهو أَو مسمى دولة “إسرائيل”، وإنما هو عبارة عن رسالة مشفرة موجَّهة لبايدن وللإدارة الأمريكية، مضمونها أن القوى الاستعمارية الغربية مجتمعة هي من أنشأ كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوني لخدمة أهدافها ورعاية مصالحها جميعًا، وهذه الرسالة تعبير عن امتعاض واستياء فرنسي من توجّـهات الإدارة الأمريكية للاستحواذ بالغنائم في ما بعد انتهاء الحملة الاستعمارية القائمة حَـاليًّا، وتلك الغنائم متمثلة في ثروات الشعوب العربية، إضافةً إلى امتعاض فرنسا من تقليص نفوذها حتى في لبنان لحساب توسيع نفوذ الإدارة الأمريكية.
والرسالة المشفرة الثانية الواردة في خطاب بايدن نَصُّها (والأهَمُّ من ذلك، أنني أعلم أن الهجوم الإرهابي الأخير على شعب هذه الأُمَّــة قد خلَّفَ جُرْحًا عميقًا جِدًّا)، ومضمونُ هذه الرسالة إطلاقُ العنان لآلة الإجرام الصهيوأمريكية للفتك بأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، استنادًا لتوصيف رسالة بايدن لعملية السابع من أُكتوبر أنها هجومٌ إرهابي، ووفقًا لهذا التوصيف فَــإنَّ جميعَ من في غزة إرهابيون -صغارًا وكبارًا ونساءً ورجالًا- ولا ضيرَ من إبادتهم جميعًا، وكل ما في غزة للإرهابيين، ومن ثَمَّ فلا قيود تتقيد بها آلة الإجرام الصهيوأمريكية لا قانونية ولا أخلاقية ولا إنسانية، وَإذَا ما تم تسوية بنية وبناء غزة بالأرض فذلك عين الجزاء العادل للإرهابيين، وَفْـقًا لمضمون رسالة بايدن.
والرسالة الثالثة الواردة في خطاب بايدن نَصُّها (لقد ذُبح الأطفال ذُبح الأطفال ذُبحت عائلات بأكملها، ارتُكبت جرائم الاغتصاب وقطع الرؤوس وإحراق أجساد الناس وهم أحياء) وهذه الرسالة يتلخَّصُ مضمونُها في أن الطفولة في غزة غير مستثناةٍ من جريمة الإبادة الجماعية، وكذلك لا بُــدَّ من محو ِعائلات بأكملها من سِجِلِّ الإنسانية، ولا اعتبار لحُرمة أَو كرامة لا للرجال ولا للنساء، ووفقًا لمضمون رسالة بايدن، فَــإنَّ الجميع في غزة عُرضةٌ للقتل المباشر، ولن يقتصر ذلك على قطع الرؤوس فقط، بل وتمزيق الأجساد إلى أشلاء مبعثرة يصعب معها تمييزها عن بعضها، وحرق تلك الأجساد وأصحابها أحياء، وكل ما تضمنه رسالة بايدن المشفرة تجسّد على أرض الواقع في قطاع غزة على مدى أكثر من عام، وامتد إلى لبنان.
والرسالة الرابعة الواردة في خطاب بايدن نَصُّها (الوحشيةُ التي رأيناها كانت ستؤثِّرُ تأثيرًا عميقًا في أي مكان في العالم، لكن تأثيرها هنا في “إسرائيل” أعمق) ويتلخص مضمون هذه الرسالة في تهيئة الرأي العام العالمي للوقائع القادمة، وأفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ستعمل الإدارة الأمريكية وكيانها الوظيفي الإجرامي الصهيوني على اقترافها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتدمير الشامل وبدون ضوابطَ أَو حدودٍ أَو قيود، وقد جسَّدَ الواقعُ وعلى مدى أكثر من عام همجية ووحشية منقطعة النظير دوَّى صداها في أرجاء العالم وأثَّرت تأثيرًا عميقًا في كُـلّ إنسان لم تمسخ القوى الاستعمارية الغربية فطرتَه الإنسانية السليمة، فتحَرّكت المسيراتُ والاحتجاجات والاعتصامات في عُقر دار هذه القوى، وتحديدًا في عدد من الجامعات والولايات والمدن الأمريكية، وغيرِها من عواصم ومدن القوى الاستعمارية الغربية، حَيثُ احتجت الجماهيرُ واستنكرت وأنكرت على هذه القوى إجرامَها بحق الإنسانية في قطاع غزة، وتنكُّرَها لسابق ترويجها لرعاية وحماية حقوق الإنسان حول العالم، وخُصُوصًا في المنطقة العربية!
والرسالةُ الخامسة التي تضمنها خطابُ بايدن نَصُّها (لقد أعاد –السابع من أُكتوبر- إلى الأذهان ذكرياتٍ مؤلمةً ونُدُوْبًا خلَّفتها آلاف السنين من معادَاة السامية والإبادة الجماعية بحق الشعب اليهودي، لقد شاهد العالم آنذاك، وعرف، ولكنه لم يفعل شيئًا، لن نقف مكتوفي الأيدي دون أن نفعل شيئًا مرة أُخرى. لا اليوم، ولا غَدًا، ولا في أي وقت أبدًا) وفي هذه الرسالة استدعى بايدن أحجيةَ معادَاة السامية، ومزاعم ما تعرض له اليهود من إبادة جماعية، والهدفُ من هذا الاستدعاء حشدُ تعاطف دولي وتوفيرُ ذريعة تبرّر جريمة الإبادة الجماعية التي خطَّطت الإدارة الأمريكية لتنفيذها بواسطة كيانها الصهيوني الوظيفي الإجرامي، والرسالة تؤكّـدُ أن الإجرامَ لن يتوقف عند حدود الزمان والمكان، بل سيستمر اليوم وغدًا وكل يوم، ولن يقتصر على غزةَ، بل سيشمل رقعة واسعة من الجغرافيا العربية والإسلامية، وهذا المضمون جسّده الواقعُ في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران.
والرسالة السادسة الواردة في خطاب بايدن نَصُّها (لقد وُلدتْ دولةُ “إسرائيل” لتكونَ مكانًا آمنًا للشعب اليهودي في العالم؛ لهذا السبب وُلدت، وقد قلتُ منذ فترة طويلة: إذَا لم تكن “إسرائيل” موجودة، فسيتعيَّنُ علينا اختراعُها)، تتضمن هذه الرسالة الإشارة إلى أن مسمى دولة “إسرائيل” هو كيان وظيفي صهيوغربي، وليسَ دولة كغيرها من الدول نشأت؛ بسَببِ تبلور أركانها في نطاق جغرافي محدّد يرتبط سكانه بروابطَ وثيقة وتجمع بينهم في نطاقهم الجغرافي مصالحُ مشتركة، وهم وحدَهم دون غيرهم من يقع على عاتقهم حمايةُ جغرافيتهم والدفاع عنها، وتوضح رسالةُ بايدن أن مسمى دولة “إسرائيل” لم ينشأ بشكل طبيعي كغيرها من الدول، وإنما وُلِدت بفعل فاعل وهذا الفاعل هو القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، هذه القوى التي عملت على حقن حيوانها العفن في رَحِمِ منظمة الأمم المتحدة التي حملت سِفاحًا وأنجبت مسخًا سَفًّاحًا هو كيان الاحتلال الوظيفي الصهيوغربي المسمى دولة “إسرائيل”، وهذا المولود غير الشرعي الذي تبنَّته القوى الاستعمارية الغربية والتزمت بأمنه والدفاع عنه في كُـلّ الظروف والأحوال، وباعتبار أن من تم جلبهم من أصقاع الأرض إلى أرض فلسطين لا تربطهم بهذه الأرض أيةُ روابطَ ولا تجمعهم عليها مصالحُ مشتركة، ومن ثَمَّ فهم غير مستعدين للدفاع عنها، واستعدادهم الدائم هو لمغادرتها إذَا ما شعروا بخطر ما يتهدّد وجودَهم فيها، ليعودوا من حَيثُ جاءوا، وهم يدركون أن جلبَهم إلى أرض فلسطين ليس سوى لاستكمال جانب شكلي، يغطِّي حقيقة كون هذا المكان قاعدةً عسكريةً متقدمة للقوى الاستعمارية الغربية، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية؛ وهو ما دفع هذه القوى وعلى رأسها الإدارة الأمريكية إلى تكرار التزامها بالدفاع عن كيانها الوظيفي الصهيوني المسمى دولة “إسرائيل”.
وتؤكّـد الحقيقة السابقة رسالة أُخرى وردت في خطاب بايدن ونَصُّها (على مدى عقود من الزمن، ضَمِنَّا التفوُّقَ العسكري النوعي لـ “إسرائيل”، وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، سأطلب من الكونغرس الأمريكي حزمة دعم غير مسبوقة للدفاع عن إسرائيل)، ومفاد هذه الرسالة اعتراف بايدن بأن عملية السابع من أُكتوبر قد أسقطت نظرية التفوق النوعي للكيان الوظيفي الصهيوغربي في المنطقة، وأنه لا بد من إعادة ترميمها بما ستقدمه القوى الاستعمارية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية لقاعدتها المتقدمة في المنطقة العربية المسماة دولة “إسرائيل”.
والرسالة السادسة الواردة في خطاب بايدن نصُّها (قبلَ خمسة وسبعين عامًا، وبعد 11 دقيقة فقط من تأسيسها، أصبح الرئيس هاري ترومان والولايات المتحدة الأمريكية أولَ دولة تعترف بِـ “إسرائيل”، لقد وقفنا إلى جانبكم منذ ذلك الحين، وسنقف إلى جانبكم الآن)، ومضمونُ هذه الرسالة أن الإدارةَ الأمريكية معنية أكثر من غيرها من القوى الاستعمارية بالكيان الوظيفي الصهيوغربي؛ باعتبَار أن هذا الكيان يخدُمُ أهدافَ الإدارة الأمريكية ويحمي مصالحها، أكثرَ من خدمته لأهداف غيرها من القوى الاستعمارية الغربية الأُخرى؛ ولذلك استنفرت قواتها في قواعدها العسكرية في المنطقة وعززتها بسفنها الحربية المتنوعة والغواصات وحاملات الطائرات.
والرسالة السابعة التي تضمنها خطاب بايدن نَصُّها (إنني أول رئيس أمريكي يزور “إسرائيل” في وقت الحرب)، ويتلخص مفهوم هذه الرسالة في أن خطورة النتائج والتبعات المترتبة على عملية السابع من أُكتوبر على الوجود الاستعماري الغربي في المنطقة العربية وتحديدًا الوجود الأمريكي، قد دفع بايدن للتواجد المباشر في مسرح الجريمة ليؤكّـد أن الإدارة الأمريكية هي من سيكون حاضرًا في جبهتها المتقدمة المسماة دولة “إسرائيل”، وهو ما أكّـدته رسالة أُخرى في ذات الخطاب ونصها (ورسالتي إلى أية دولة أَو أية جهة معادية أُخرى تفكِّرُ في مهاجمة “إسرائيل”، وهي: لا تفعلوا، لا تفعلوا، لا تفعلوا)، وبهذه الرسالة فبايدن لا يحذّر لمُجَـرّد التحذير وإنما يؤكّـد أن الإدارة الأمريكية هي من سيتولى الردَّ على أي هجوم، وهو ما تفعله فعلًا في العراق وسوريا واليمن.
ورسالة بايدن الثامنة الواردة في خطابه نصها (حماس تستخدم أبرياء، عائلات بريئة في غزة كدروع بشرية، حَيثُ تضع مراكز قيادتها وأسلحتها وأنفاق اتصالاتها في المناطق السكنية)، وهذه الرسالة تمثِّل توجيهًا لجيش الكيان الوظيفي الصهيوغربي، بإطلاق العنان لآلة الإجرام الصهيوأمريكية لتدمير الأحياء السكنية بشكل كلي؛ بذريعة احتوائها على أسلحة لحماس وأنفاق اتصالات وسط هذه الأحياء، وذلك ما جسَّده الواقعُ في كامل النطاق الجغرافي لقطاع غزة، حَيثُ تم تسويةُ بنيانها بالأرض في الوسط والشمال والجنوب، بل إن الدمار شمل المدارسَ والمساجد والكنائس والمستشفيات؛ وهو ما يؤكّـد شمولية التنفيذ لمخطّط الإدارة الأمريكية التدميري الإجرامي.
أما رسالة التاسعة الواردَة في خطاب بايدن فنصها (سكان غزة يحتاجون إلى الغذاء والماء والدواء والمأوى)، ومضمون هذه الرسالة هو توجيهُ جيش كيان الاحتلال الصهيوني الوظيفي بقتل مَن لم تقتله القنابل أَو من لم تكف القنابلُ لقتله بالجوع والعطش والمرض، من خلال منع وصول الغذاء والماء والدواء للسكان وتدمير أي مكان يمكن أن يأويَهم، وهو ما تم تنفيذه فعلًا؛ فقد توفي الآلاف من أبناء قطاع غزة؛ بسَببِ الجوع والعطش والمرض وانعدم المأوى، وقد تعاطت الإدارة الأمريكية مع ذلك؛ باعتبَاره وسيلةً من وسائل الإبادة الجماعية لسكان غزة، بتحويل بيئتها من بيئة للحياة إلى بيئة للموت الجماعي لسكانها.
والرسالة العاشرة الواردة في خطاب بايدن نصها (إن الأمم ذات الضمير مثل الولايات المتحدة و”إسرائيل” لا تقاس فقط بمثال قوتها، نحن نقاس بقوة مُثُلِنا)، ومضمون هذه الرسالة ينحصر في ضرورة التحلل من أية قيود إنسانية أَو أخلاقية ارتبطت سابقًا بترويج الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية لأية قيم حقوقية أَو إنسانية أَو ديمقراطية، ووفقًا لمفهوم رسالة بايدن فلا صوت يعلو اليوم على صوت الإجرام والتوحش والهمجية.
وإذا ما فتَّشنا عن المزيد من الرسائل المشفَّرة لأقطاب الإدارة الأمريكية لما اتسع المقامُ لسرد اليسير منها؛ فإدارة الشر والإجرام الأمريكية قائمة أَسَاسًا على الزيف والخداع والتضليل، ولا حقيقةَ لسلوكياتها إلَّا ما نراه على أرض الواقع، أما أيُّ كلام زائف ومخادع ومضلل فالأصل أن نأخُذَ بعكسه تمامًا، (فحَلُّ الدولتين وَفْـقًا لترويج الإدارة الأمريكية) يعني ما نراه واقعًا، و(حان الوقتُ لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الذي ردّدته الإدارةُ الأمريكية منذ الأشهر الأولى للجريمة)، يعني ما نشاهدُه واقعًا، و(ضرورة إدخَال المزيد من المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين)، يعني ما نراه واقعًا، و(حماية المدنيين والأعيان المدنية) حقيقتُهُ ما نراه واقعًا وليس من نسمعه؛ فكَلُّ ما نسمعه رسائلُ مشفَّرَةٌ تتجسَّدُ قراءَتُها بعكسِها على أرض الواقع.
——————————————–
المسيرة| د/ عبد الرحمن المختار