الإستنساخ الرقمي يعتبر البدايات الأولى لخوارزميات ومفاهيم التعلم العميق والتي تساعد على التعامل مع الصوت والصورة ومقاطع الفيديو وتجعل منها مواد قريبة جداً من الواقع ،يصعب على العين البشرية المجردة التفرقة بينها وبين تلك الإحداثيات المقلَّدة أو المستنسخة أو المزيَّفة .
هذه التكنولوجيا يمكن تسخيرها اليوم في برامج الترفيه والتصنيع والطب والتسويق والصحة والتعليم والتوظيف وأحوال الحب والعاشقين والذكريات وغيرها كثير ،وذلك بغرض إستنساخ الشخصيات والوظائف والأدوار والنماذج المراد إستحضارها
وتجسيدها لأغراض وظيفية معينة ،إلى جانب قدرة هذه التكنولوجيا على إستنساخ الأنسجة والجينات أو أجزاء منها، بحيث يمكن بعد ذلك إنتاج نسخة من الأعضاء البشرية مثل المخ والقلوب والكلى والأطراف والتفكير ونبرات الصوت والشخصية والملامح الخ .
وفي صناعات الترفيه يمكن إستنساخ الخوارق من الأبطال البشرية والخرافية أو غير المرئية .وشخصيات الذين توفوا أثناء أداء الأدوار التمثيلية .. فيمكن إستنساخ الشخصية من صورها وصوتها وحركاتها وسكناتها وانفعالاتها الخ .. ثم يتم بعد ذلك معالجة كل ذلك الخليط الرقمي وتلك المقاطع والمعلومات من خلال الذكاء الاصطناعي .. والذي بدوره يعيد إنتاج تلك الشخصية لإتمام دورها في الفيلم ويكتمل مسار العمل..
وهناك تطبيقات أخرى للإستنساخ الرقمي في قطاعات الأعمال خاص بالقوى البشرية .. حيث يمكن للشركات والمنظمات أن تلجأ الى إستنساخ شخصيات موظفيهم وقادتهم بكل خصائصها وأبعادها الفكرية والنفسية وطريقة تفكيرها وأسلوب حلها للمشاكل وإتخاذ القرارات ومن ثم دراستها وتقرير ما إذا كانت مناسبة للعمل من عدمه.ويمكن تطبيق تلك التوجهات أثناء تقييم الموظفين أو إستقطاب العاملين الجدد من الرؤساء.
وتجدر الإشارة الى أن موضوع الإستنساخ يكتنفه الكثير من اللغط والجوانب الأخلاقية والقانونية وفي إنتظار وضع أطره التنظيمية من قبل المنظمات العالمية..
واخيرا إنتبهوا من الإسهاب في نشر تفاصيل حياتكم وإهتماماتكم ومعلوماتكم الشخصية وعلاقاتكم .. وذلك عبر الفضاء الإلكتروني الواسع .. فهناك أفراد ومنظمات تستنسخك وتبيعك وتشتريك، ومن ثم ستكون حتما أنت الزبون المستهدف الذي يعيد شراء نفسه وذلك في شكل برنامج إلكتروني أو روبوت فيه حياة ولكن بدون روح .
يقول المولى عز وجل :(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.)
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
اختراعات اليابان تفيد البشرية جمعاء
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
يتزايد كل عام عدد براءات الاختراعات اليابانية، تلك التي تساعد البشرية والإنسانية في مواجهة صعوبات الحياة اليومية، منذ أن بدأت الأمة اليابانية بالتوجه نحو الصناعات في مختلف المجالات، ولا يقتصر عمل اليابانيين على امتلاك تلك الاختراعات واحتكارها للصناعات لأنفسهم منذ دخولهم في هذا المجال قبل أكثر من 70 عامًا مضت؛ أي منذ بدايات الخمسينيات بعد الحرب العالمية الثانية التي قصمت ظهر اليابنيين بسبب الكوارث التي مُني بها الشعب الياباني من جراء إلقاء قنبلتين نوويتين على كل من هيروشيما وناجازاكي، وإبادة الشعب في تلك المنطقة.
إلّا أنهم ساعدوا العديد من الدول وخاصة الآسيوية القريبة منهم بالحصول على حق امتلاك تلك الاختراعات وإعادة تصنيع المنتجات وتجميعها، الأمر الذي ساعد تلك الدول على أن تتوجه هي الأخرى نحو الصناعات والتنمية الصناعية والاقتصادية التي وفرت الكثير من فرص العمل لأبنائها، وخاصة في مجال صناعة السيارات اليابانية وإعادة تجميعها، وصناعة الإلكترونيات وأجهزة الاتصالات وغيرها من الصناعات المهمة الأخرى.
ولم تتوقف اليابان عن المضي قدمًا في تلك الاختراعات؛ بل إنها تعلن كل عام عن اختراع أجهزة صناعية جديدة تسهّل من صعوبات الحياة البشرية جمعاء. واليوم يتحدث العالم عن قيام اليابانيين باختراع جهاز صغير يمكن من خلاله التحدث بنحو 60 لغة متداولة في جميع قارات العالم ومن بينها اللغة العربية والإنجليزية والإسبانية وغيرها. ومما لا شك فيه، فإن التحدث بلغة أجنبية يُعبتر مهارة مطلوبة لدى كل شخص بشدة بسبب التنوع الثقافي المحلي لدى الشعوب، ومدى حاجة الأفراد والشركات لممارسة الأعمال التجارية والسفر إلى الخارج، الأمر الذي يسهّل العمل لدى الجماهير والعاملين بتلقي الطلبات، وبالتالي يمكن توفير مزيد من فرص العمل للباحثين عن الأعمال والوظائف في مختلف القطاعات الاقتصادية. هذا الجهاز الجديد للترجمة والذي يمكن حمله في اليد ويعطي القدرة على التفاعل والتواصل مع العملاء بلغاتهم ويسهل للسياح القادمين من الخارج الحصول على مبتغاهم دون أية صعوبة.
هذا الاختراع الجديد الذي قام به مخترعان يابانيان شهيران في مجال الترجمة سمي بـ"إننسي Enence"؛ حيث يمكن من خلاله وبسهولة ترجمة الحديث صوتيًا باللغة التي تتحدث بها إلى لغة أخرى وذلك باستخدام نقرات بسيطة فقط. كما يمكن من خلال هذا الجهاز أن تتعلم لغات أجنبية أخرى والتواصل مع الآخرين دون أية صعوبات أو حواجز يمكن أن تؤخر إنجاز مهامك، الأمر الذي يساعد الشخص على أن يتحول إلى متحدث بارع خلال استخدامه لتقيناته المتعددة والمُتضمنة ترجمةً ثنائية الاتجاه للغة. وهذا الجهاز الذي بدأ بالانتشار في العالم أعطى الفرصة للمتداولين له بالتواصل مع الكثير من الأصدقاء الجُدد وأفراد العائلات بلغاتهم الأصلية.
وأخيرًا نقول إن الاختراعات التي ولدت في اليابان خلال العقود السبعة الماضية وحتى اليوم عديدة وأصبحت عالمية، وخاصة الروبوتات وأجهزة كمبيوتر محمولة -لاب توب- وغيرها من الاختراعات الإلكترونية الأخرى التي أذهلت البشرية وساعدت العزاب على القيام بواجبات الطهي لأنفسهم ومنها جهاز طهي أرز كهربائي لا تستغني عنه العائلات في مختلف القارات، والذي تم اختراعه عام 1955، وحقق الكثير من النجاح ليقبل عليه الكثير من الأفراد ليس في اليابان فحسب، بل في سائر أنحاء العالم. كما أن التوجه نحو الاختراع عند اليابانيين لا يتوقف على الصناعات، بل تتوجه الجهود نحو الزراعة أيضًا، حيث كان اليابانيون أول شعب يقوم بزراعة البطيخ المربع بدل الدائري منذ عام 1978 لتكون الاستفادة منه كبيرة بسبب ضيق المساحات السكنية لدى الشعب الياباني، الأمر يدفعهم لإنتاج واستعمال أجهزة منزلية صغيرة الحجم ومنها الثلاجة الصغيرة التي لا يمكن لها أن تستوعب البطيخ العادي الكبير لتأتي فكرة زراعة بطيخ مربع حسب حاجة الناس.
ولا يمكننا في هذه العجالة أن نعدد الاختراعات اليابانية المعروفة لدى البشرية، إلا أننا نشير إلى أهميتها في الحياة ومنها آلة حاسبة الجيب التي تم اختراعها عام 1970، وجهاز الملاحة في السيارات الذي تم اختراعه عام 1981، وأجهزة الطابعات ذات الأبعاد الثلاثية، والتي جميعها توفر الوقت والجهد والمال في هذه الحياة، وتؤثر في مسار الإنسانية جمعاء.
رابط مختصر