أظهرت لقطات مصورة مأخوذة من كاميرات مثبتة على رؤوس مسلحين تابعين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قتلوا في عملية "طوفان الأقصى"، أنهم كانوا يعرفون الكثير من الأسرار ونقاط ضعف الجيش الإسرائيلي.

ذلك ما توصل إليه باتريك كينجسلي ورونين بيرجمان، بحسب تقرير في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times)، بعد إجراء مقابلات مع أكثر من 20 ناجٍ وجنديا ومسؤولا عسكريا واستخباريا، ومراجعة وثائق تخطيط "حماس" ولقطات مصورة لهجمات.

وأضافا، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه في إحدى اللقطات تبين أن 10 مسلحين كانوا يعرفون كيفية العثور على مركز للاستخبارات الإسرائيلية والدخول إليه.

وتظهر اللقطات لحظة عبورهم إلى إسرائيل، إذ اتجهوا شرقا على متن خمس دراجات نارية، وبعد عدة كيلومترات، انحرفت المجموعة عن الطريق العام إلى منطقة الغابات، حيث نزلوا خارج بوابة غير مأهولة تقود لقاعدة عسكرية.

و"قد فجروا حاجزا بعبوة ناسفة، ودخلوا القاعدة وتوقفوا لالتقاط صورة جماعية، ثم أطلقوا النار على جندي إسرائيلي (...) فأردوه قتيلا. وللحظة، بدا أنهم غير متأكدين من المكان الذي سيتوجهون إليه، لكن أحدهم أخرج من جيبه خريطة مفصلة للقاعدة وبالألوان"، بحسب كينجسلي وبيرجمان.

وأردفا: "بعدها، تم إعادة توجيه المجموعة ودخلوا بابا مفتوحا لمبنى محصن، ووصلوا لغرفة مليئة بأجهزة الكمبيوتر في مركز الاستخبارات العسكرية، وقتلوا جنديين كانا يختبئان تحت سرير بالغرفة".

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، تشن "حماس" وفصائل أخرى من غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3626 آخرين، وأسر أكثر من مئة إسرائيلي، وفقا لمصادر رسمية.

ولليوم الثامن على التوالي، تشن إسرائيل غارات مكثفة على أهداف في غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 2215 فلسطينيا معظمهم مدنيون، وبينهم 724 طفلا و458 سيدة، وإصابة 8714 آخرين بجروح، بينهم 2450 طفلا و1536 سيدة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. حماس تحقق نصرا مذهلا على استخبارات إقليمية ودولية

تفاصيل مرعبة

كينجسلي وبيرجمان قالا إن "لقطات، وجدت في كاميرا مثبتة على رأس أحد مسلحي حماس وقتل فيما بعد في الاشتباكات، توفر تفاصيل مرعبة عن كيفية تمكن الحركة من مفاجأة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط والتغلب عليه السبت الماضي".

وأضافا أنه "من خلال التخطيط الدقيق والمعرفة غير العادية بأسرار إسرائيل ونقاط ضعفها، اجتاحت  حماس وحلفاؤها جبهة إسرائيل مع غزة بعد وقت قصير من الفجر، وقد استخدم المهاجمون طائرات مسيرة لتدمير أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة؛ مما أثر على أداء الجيش".

وزادا بأنه "باستخدام طائرات بدون طيار، دمرت حماس أبراج المراقبة والاتصالات الرئيسية على طول الحدود مع غزة؛ مما أدى إلى فرض نقاط عمياء واسعة على الجيش الإسرائيلي".

وتابعا: "يقول المسؤولون إن حماس استخدمت متفجرات وجرارات لفتح فجوات في الحواجز الحدودية؛ مما سمح لـ200 مهاجم بالتدفق في الموجة الأولى و1800 آخرين في وقت لاحق من ذلك اليوم".

و"استخدم المهاجمون الدراجات النارية والشاحنات الصغيرة لاجتياح ما لا يقل عن ثماني قواعد عسكرية (..) وكان الهجوم منسقا كما تظهر الوثائق ومقاطع الفيديو"، بحسب ما أردف كينجسلي وبيرجمان.

اقرأ أيضاً

جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل

اختراق الدفاعات

وعلى طول الحدود، وفقا لكينجسلي وبيرجمان، "اجتاح مسلحو حماس معظم القواعد الحدودية الإسرائيلية، إن لم يكن كلها، وأظهرت لقطات أخرى، مسلحين من حماس، من لواء النخبة المدرب تدريبا عاليا، وهم يقتحمون حواجز في عدة قواعد مع ساعات الصباح الأولى".

وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي إن هؤلاء المسلحين عرفوا بالضبط مكان خوادم الاتصالات ودمروها في عدة قواعد عسكرية.

ومع تعطل الكثير من أنظمة الاتصالات والمراقبة، لم يتمكن الإسرائيليون في كثير من الأحيان من رؤية مسلحي "حماس" القادمين.

وفي أماكن أخرى، تم نشر مهاجمين آخرين على تقاطعات الطرق الرئيسية لنصب كمين لتعزيزات إسرائيلية، وفقا لأربعة ضباط ومسؤولين كبار.

وقال كينجسلي وبيرجمان إن "الوثائق التي عثر عليها مع مسلحي حماس ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم والمقابلات مع مسؤولين أمنيين تظهر أن الحركة كانت تعرف بشكل مدهش كيفية عمل الجيش الإسرائيلي وتمركز وحدات معينة والوقت الذي سيستغرقه وصول التعزيزات".

وتابعا: "يقول الجيش الإسرائيلي إنه بمجرد انتهاء الحرب،  سيحقق في كيفية تمكن حماس من اختراق دفاعاته بهذه السهولة. وسواء كان هناك إهمال من جانب القوات الإسرائيلية فيما يتعلق بأسرارها أو أنها مخترقة من جواسيس، فإن ما تم الكشف عنه أثار قلق المسؤولين والمحللين".

اقرأ أيضاً

الضيف الخفي.. قائد أركان المقاومة الذي هزم الجيش الإسرائيلي

المصدر | باتريك كينجسلي ورونين بيرجمان/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حماس الجيش الإسرائيلي اسرار غزة الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. "سرايا القدس" تطلق 20 صاروخا باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية

عواصم - الوكالات

قال سكان ومسؤولون إن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أطلقت رشقة من الصواريخ على إسرائيل اليوم الاثنين في استعراض واضح للقوة، في وقت تواصل فيه الدبابات الإسرائيلية توغلها في قطاع غزة وسط قتال عنيف.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه لم تقع إصابات جراء إطلاق نحو 20 صاروخا، إلا أن عملية الإطلاق تظهر أن المقاتلين لا يزال بجعبتهم قدرات صاروخية رغم مرور تسعة أشهر تقريبا على بدء هجوم إسرائيل الذي تقول إنه يهدف إلى تحييد التهديدات.

ويواصل المقاتلون شن هجمات تستهدف القوات الإسرائيلية في مناطق بالقطاع انسحب الجيش منها قبل أشهر.

وقال سكان إن الدبابات الاسرائيلية توغلت أكثر اليوم الاثنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة لليوم الخامس على التوالي، كما تقدمت الدبابات في غرب ووسط مدينة رفح في جنوب القطاع على الحدود مع مصر.

استهداف مقاتلي سرايا القدس بقذائف الهاون تحشدات العدو في محور التقدم بحي الشجاعية ضمن معركة طوفان الأقصى pic.twitter.com/ZD3cV5cSTP

— قناة طاقم البشاشة (@THECHEERCREW) July 1, 2024

 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عددا من المسلحين في مواجهات في الشجاعية اليوم الاثنين وعثر على كميات كبيرة من الأسلحة هناك.

من جانبها، قالت حماس إن مقاتليها تمكنوا من استدراج قوة إسرائيلية لمنزل مفخخ شرق مدينة رفح "وفور دخول الجنود للمنزل تم تفجيره وإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح".

وفي رفح أيضا، قال الجيش الإسرائيلي إن غارة جوية قتلت مسلحا أطلق صاروخا مضادا للدبابات على قواته.

وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، التي تهدف إلى القضاء على حماس، تقترب من نهايتها. وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها.

واشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم مباغت أسفر وفقا للإحصائيات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة بينهم مدنيون وعسكريون واقتيادهم لغزة.

وأسفر الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرّق إحصائيات وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين وغير المقاتلين، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين. وتقول إسرائيل إن 316 من جنودها قتلوا في غزة وإن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من المسلحين.

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ270 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • إسرائيل تسعى لمنع «حماس» من ترميم نفسها في شمال غزة
  • (وول ستريت جورنال) : التصعيد في غزة يهدد بحرب استنزاف طويلة الأمد
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل
  • بالفيديو.. "سرايا القدس" تطلق 20 صاروخا باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية
  • تطورات اليوم الـ269 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مصر ترفض دخول قواتها إلى قطاع غزة وتتمسك بموقع معبر رفح
  • تطورات اليوم الـ268 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين وإصابة آخرين في مواجهات شمالي غزة
  • خطط ما بعد الحرب تقترح عيش الفلسطينيين داخل جزر وفقاعات في قطاع غزة