«COP28» انطلاقة عالمية لحماية «الأمن المائي»
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةيسعى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» إلى دفع الجهود العالمية لحماية ودعم الأمن المائي، ومواجهة أخطار ندرة المياه التي تعاني منها العديد من دول العالم، وهو ما جعل رئاسة المؤتمر تضع ملف «الأمن المائي» على رأس أولويات جدول الأعمال.
وأطلقت رئاسة المؤتمر خطة عمل خلال الأسبوع العالمي للمياه الذي عُقد في العاصمة السويدية ستوكهولم أغسطس الماضي، تضمنت أولوياتها الحفاظ على النظم البيئية للمياه العذبة واستعادة كفاءتها، وتحسين إدارتها في المناطق الحضرية، وتعزيز النظم الغذائية القادرة على التكيف مع ندرتها.
وأوضح مستشار مرفق البيئة العالمي «GEF»، الدكتور مجدي علام، أن الأمن المائي العالمي مهدد بشكل غير مسبوق بسبب التغيرات المناخية التي أدت إلى موجات شديدة القسوة من الجفاف والتصحر.
وذكر علام في تصريح لـ«الاتحاد» أن الآمال معلقة الآن على دولة الإمارات العربية المتحدة لتقود العالم خلال مؤتمر «COP28» نحو تشكيل تكتل عالمي جديد يعمل على حماية وضمان الأمن المائي والغذائي، وتوفير المياه والغذاء للدول التي تعاني بشدة من تداعيات التغير المناخي الذي دمر العديد من الموارد الطبيعية لكوكب الأرض.
وتقدر بيانات الأمم المتحدة عدد الدول غير الآمنة مائياً بنحو 113 دولة، وتشير إلى أن هناك 24 دولة تعاني انعدام الأمن المائي بشكل خطير، ما يقارب من 4.3 مليار شخص في آسيا والمحيط الهادي و1.3 مليار شخص في أفريقيا يعانون انعدام المياه.
وعقدت رئاسة مؤتمر «COP28» شراكة مع هولندا وطاجيكستان المسؤولتين عن قيادة جهود أمن المياه خلال مؤتمر المناخ بهدف البناء على مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه الذي عُقد في مارس الماضي، وتوحيد الجهود المبذولة لتحقيق تقدم ملموس وفاعل في ملف الأمن المائي العالمي.
وشدد علام على ضرورة تضافر جهود دول العالم لمواجهة ما يهدد الأمن المائي عبر وضع ملف المياه ضمن أولويات وبرامج العمل المناخي الدولي، لافتاً إلى أنه يشكل موضوعاً محورياً ورئيسياً في قضية التكيف مع تداعيات التغيرات المناخية، والتخفيف من آثارها المختلفة.
ومن جانبه، اعتبر مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، والعضو المصري في الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، الدكتور سمير طنطاوي، ملف الأمن المائي من أهم محاور وركائز مؤتمر «COP28»، لا سيما بعدما نجاح مصر خلال الدورة السابقة في شرم الشيخ في إدراج قضية المياه ضمن جدول أعمال المؤتمر، مؤكداً أهمية البناء على ما تم من مفاوضات حول ملف المياه في «COP28».
وسبق أن أوضح مسؤول ممارسات المياه العذبة في الصندوق العالمي للطبيعة، ستيوارت أور، أن الشراكة مع رئاسة «COP28» تستهدف إصلاح واستعادة كفاءة نحو 30% من النظم البيئية للمياه العذبة المتدهورة بحلول عام 2030، مشيراً إلى مشاركة الإمارات والبرازيل في استضافة أول حوار رفيع المستوى لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ حول بناء المرونة المائية في النظم الغذائية خلال مؤتمر «COP28».
وشدد مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة في تصريح لـ«الاتحاد» على ضرورة استغلال فرصة «COP28» لإحراز تقدم ملموس وفعال في ملف الأمن المائي، لا سيما مع تنامي حدة تأثيرات التغير المناخي على الموارد المائية، إذ إن ارتفاع درجة الحرارة يزيد معدلات البخر من المسطحات المائية العذبة، وهو ما يقلل من حصة أو إيرادات العالم من المياه العذبة، مما يسبب أزمة الفقر المائي للعديد من الدول.
وأشار طنطاوي إلى تأثر المياه الجوفية أيضاً بتداعيات التغير المناخي، حيث إن ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الجليد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو ما يؤدي بدوره إلى تغلغل المياه المالحة إلى مخزون المياه الجوفية التي تتلوث بالمياه المالحة، وتصبح غير صالحة للاستخدام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمن المائي مؤتمر الأطراف الأمم المتحدة الإمارات تغير المناخ التغیرات المناخیة الأمم المتحدة الأمن المائی
إقرأ أيضاً:
17 مليون شخص في اليمن يواجهون الجوع
أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، أمس، إن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون الجوع، بينهم أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون «سوء تغذية حاد يهدد حياتهم».
وأضاف فليتشر، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، بأن أزمة الأمن الغذائي في أفقر دول العالم العربي تتفاقم منذ أواخر عام 2023، وحذر من أن عدد الجوعى قد يرتفع إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر المقبل، في حين قد يزداد عدد الأطفال المصابين بسوء تغذية حاد إلى 1,2 مليون مطلع العام المقبل، ما يعرض الكثيرين منهم لخطر ضرر دائم في القدرات الجسدية والذهنية.
وبحسب الخبراء الذين يضعون «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، وهو من أبرز المراجع الدولية في تقييم مستويات الجوع، فإن أكثر من 17 ألف يمني يصنفون ضمن أسوأ ثلاث مراحل من انعدام الأمن الغذائي، مرحلة الأزمة أو ما هو أسوأ.
وأوضح فليتشر أن «الأمم المتحدة لم تشهد هذا المستوى من الحرمان منذ ما قبل الهدنة التي رعتها المنظمة الدولية في أوائل عام 2022».
وأشار إلى أن «هذه الأزمة تتزامن مع تراجع حاد في تمويل المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، ما يعني خفض أو قطع المساعدات الغذائية».
ووفقاً للأمم المتحدة، لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024، والتي تبلغ قيمتها 2,5 مليار دولار، سوى 222 مليون دولار فقط حتى منتصف مايو، أي نحو 9% فقط من التمويل المطلوب.
بدورها، حذرت نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن «أوتشا»، إيمان شنقيطي، في تصريح خاص لـ «الاتحاد» من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، في ظل انهيار البنية التحتية، وغياب الأمن الغذائي، وانتشار الأوبئة، مشيرة إلى أن 3.5 مليون طفل وامرأة حامل أو مرضعة يعانون سوء تغذية حاداً، مما يُنذر بعواقب صحية وخيمة قد تمتد لأجيال قادمة.
وأوضحت شنقيطي، أنه وفقاً للخطة الأممية، فإن أكثر من 17 مليون يمني يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، من بينهم 5 ملايين في مراحل متقدمة من الجوع.
وأشارت إلى أن القطاع الصحي يُعاني تدهوراً كبيراً، إذ إن 40 % من المرافق الصحية خارج الخدمة، في حين تراجعت تغطية برامج التلقيح إلى أقل من 50 %، مما أسهم في تسجيل اليمن أحد أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة.
وقالت المسؤولة الأممية، إن «ما نراه ليس مجرد أرقام، بل معاناة يومية لأطفال لا يجدون قوتهم، ونساء يعانين الهزال، وسط غياب الرعاية الصحية والخدمات الأساسية».
وأضافت أن أوضاع النازحين داخلياً تُعد من أكثر جوانب الأزمة تعقيداً، حيث بلغ عددهم 4.8 مليون شخص، مما يضع اليمن ضمن الدول الـ5 الأعلى عالمياً في هذا المؤشر، موضحة أن نحو 93% من حالات النزوح المسجلة خلال العام الماضي كانت ناجمة عن صدمات مناخية، مثل الفيضانات والجفاف.
وناشدت شنقيطي المجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل إنقاذ ملايين اليمنيين، مشددةً على حاجة اليمن إلى التزام دولي لا يقتصر على المساعدات الطارئة، بل يمتد إلى دعم مستدام يمكن السكان من استعادة كرامتهم وبناء مستقبل أفضل.
وبحسب التقديرات الأممية، فإن نحو 40% من مواقع النزوح في اليمن تواجه مخاطر متعددة، من بينها الحرائق والفيضانات، في ظل غياب المرافق الأساسية والمأوى الآمن، إضافة إلى معاناة النازحين من أوضاع صحية كارثية، إذ تم تسجيل أكثر من 253 ألف إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، في العام الماضي، نتج عنها 670 حالة وفاة، وسط نقص حاد في الأدوية والكادر الطبي داخل المستشفيات.