هدى الطنيجي (أبوظبي)
دعت قيادات إعلامية شابة إلى تطوير مفهوم الصحفي الشامل وصناعة المحتوى الإعلامي، بوساطة أدوات الذكاء الاصطناعي والبرامج التكنولوجية المتخصصة، وضوابط النشر الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز مهارات الإعلاميين الشباب وتزويدهم بالمعارف ليكونوا فاعلين ومؤثرين في مختلف القضايا التي تهم الشباب والمجتمعات، أبرزها قضايا البيئة والمناخ التي تعد إحدى القضايا المصيرية التي يهتم بها العالم اليوم.


 وأكدت قيادات إعلامية شابة مشاركة ضمن فعاليات النسخة الخامسة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، الذي عقد مؤخراً تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مركز الشباب العربي، أهمية إكساب المشاركين أحدث مهارات وأدوات الإعلامي الموهوب، لتعزيز دورهم المؤثر بمجتمعاتهم، من خلال الحفاظ على الرسالة الإعلامية العربية السامية.

مصداقية المحتوى  
قالت صفاء المكيوف، صحفية في إذاعة القناة الثانية المغربية:«نؤمن بأهمية التطبيق العملي والعمل الميداني على أرض الواقع للإعلامي، وهو أفضل درس للصحفي، بغض النظر عن ما يتم تعلمه على مدرجات قاعات الدراسة الجامعية، وإن الزيارات التي كانت على هامش برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، التي تضمنت زيارات لإذاعة الشرق، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون كانت الاستفادة منها كبيرة، حيث التقينا مع شخصيات من تخصصات في مجالات الإعلام كافة، ممن طرحوا خبراتهم وتجاربهم في مضمار العمل الإعلامي.
وذكرت أن تطلعات القيادات الشابة لواقع الإعلام عديدة، ويمكنني القول إن الحصول في هذا العصر  على كاميرا وميكروفون ومنصة أمر سهل للغاية، ولكن الحصول على المتابعة والاستمرارية والمصداقية هو الأمر الذي يحسم القضية، ولن ينجح بها سوى الإعلامي الناجح المتمرس على ضوابط المهنة والمتشبع بأخلاقياتها، في المقابل هناك التطور في الثورة الصناعية الرابعة، المجال الذي لم يسلم من الذكاء الاصطناعي على غرار باقي المجالات، حيث شاهدنا مذيعة إلكترونية وغيرها، وعلى الصحفي أن يكون صحفياً شاملاً ومواكباً للتطورات لأن المؤسسات الإعلامية تحرص على توظيف الصحفي الشامل «المحرر، المصور، والمونتاج»، وعلى الرغم من التطورات فلابد من وجود بصمة وإضافة وقيمة خاصة، مشيرة إلى أن نشر الأخبار الزائفة الهدف دائماً منه الربح المادي، والصحفي المتميز من يربح الاستمرارية والمصداقية عبر الثقة في الأخبار المنشورة. 

50 فكرة وثقافة
من جانبه، قال سيف الذهب «صانع محتوى»: إن الاستفادة من ورش البرنامج كبيرة جداً، منها التركيز على صقل المهارات، ونحن فريق مشارك من 50 شخصاً من مختلف الدول، لكل منا خبرة وبلدة وثقافة مختلفة، ووجودنا في مكان واحد نتشارك به مهاراتنا وخبراتنا، وبعد الورش سيقدم كل 50 شخصاً 50 مهارة جديدة يمكن الاستفادة منها، والجانب الثاني العلاقات المختلفة، عبر الزيارات الحكومية والإعلامية للمؤسسات، وانخراطنا مع المختصين في مجال الإعلام نستلهم منهم النصائح في المجال والتقنيات الجديدة، والبرنامج الذي جمع هذا العدد من المشاركين العربي دليل على قوة شباب الإعلام العربي ودورهم في قطاع الإعلام.
وذكر أن التطلعات لواقع الإعلام هي مسؤولية كل شاب في برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، فهو قدوة حسنة لشباب الوطن، خاصة أنه قائد إعلامي، أي مؤثر وقوة ناعمة من خلال استخدام مهارات وأدوات الإعلام في خدمة الوطن وخدمة المجتمع ونفسه، ومهارات الإعلام سلاح ذو حدين، في حال تم الاستخدام الأمثل والصحيح ستكون الاستفادة كبيرة جداً والعكس صحيح، ونتطلع أن نكون سفراء الوطن العربي والعالم أجمع.

الجانب النظري 
بدوره، قال محمد فرج من سوريا، صانع «أفلام وثائقية»، طالب في كلية إعلام من جامعة دمشق: إن الجامعة تركز على الجانب العملي وليس النظري، وخلال الزيارات الميدانية التي تضمنها البرنامج، منها الاستوديوهات وغيرها، تعرفنا على أحدث المعدات المستخدمة وكيفية صنع المادة الإعلامية والإخراج بمختلف المراحل، وتعرفنا على تطلعات المؤسسات للمستقبل، منها في الإذاعة والتلفزيون والإخراج، وكذلك شاهدنا خطوات تنفيذ الحلقات التلفزيونية ومراكز الأخبار، حيث كانت مزودة بأحدث التقنيات المتطورة، والاستوديوهات الحديثة والشاشات، حيث يمكن تشغيل 35 استوديو خلال دقائق في مكان واحد وغيرها.
وأضاف: ظهر الإعلام الجديد والرقمي ولاحظنا اختفاء الإعلام التقليدي، ومن خلال البرنامج اكتسبنا مهارات مواكبة التغيرات التي ستسهم في تكوين شخصية الإعلام والصحفي الشامل، ونحن كشباب يمكن الاستفادة عبر الاستخدام الصحيح لخدمة الرسالة الإعلامية، منها الذكاء الاصطناعي المجال الذي يتطلب التحقق من مصداقية الخبر والمحتوى والبحث واستخدامه بشكل إيجابي وصحيح.

أخبار ذات صلة «تراحم من أجل غزة» تنطلق اليوم في أبوظبي الإمارات.. 30 يوماً من العطاء الإنساني لإغاثة متضرري إعصار درنة

سلاح ذو حدين  
وقالت جمانة خراشقة من الأردن، خريجة صحافة وإعلام من جامعة اليرموك: إن الاستفادة من برنامج القيادات الإعلامية الشابة تصب في اتجاهين، حيث كان لدي تخوف من مسألة ما وراء الكواليس وغرف تجهيز الأخبار والكاميرات الضخمة والتحرير، إلى أن تمكنت خلال الزيارات الميدانية من التعود على المشهد، والمشاركون من 50 دولة قدموا 50 فكرة، أي الاستفادة من ثقافات جديدة من خلال الأفكار المطروحة.
وأضافت: نأمل في المستقبل القريب تركيز الإعلام على احتياجات الشباب، اجتمعنا 50 شخصاً على أفكار معنية، منها مجال الاستدامة والبيئة، والإعلام يتطلب التركيز على أفكار معينة، منها: الاهتمام البيئي والحيواني المائي، ولابد من التركيز على الأفكار الشبابية وأن تكون مسموعة، مع الاهتمام بتقديم مجتمع صحي وعادل، وقياسها بكافة جوانب الإعلام، والشباب لم يعودوا مستمعين فقط، ولكنهم يطمحون أن يكونوا صانعي القرار.

نظرة شاملة 
قال محمد العرفاوي من تونس، صحفي في إذاعة موزاييك التونسية: «إن البرنامج ساهم في اكتشافهم مسيرة المشاركين نحو النجاح والتفوق وبعض القصص الملهمة للشباب العربي الذين يمكن الاقتداء بهم، على الرغم من الصعوبات على المستوى الأكاديمي، حيث دارت نقاشات مع شخصيات على المستوى المهني والأكاديمي، وفرصة لنهل المعارف والتجارب، وعلى الشباب مواكبة التطورات حتى بعد أنتهاء جدول البرنامج، حيث ستفتح أمامهم آفاق التطورات ومواصلة التكوين والتشديد على أهمية التطوير المستمر، لأنه مع تطورات العمل الصحفي لا يمكن أن يقتصر على اختصاصات معينة، بل لابد من نظرة شاملة لما يحصل في الميدان.

أحدث التقنيات 
وقال وسام عبدالله «معلق صوتي»، شبكة الجزيرة وتلفزيون العربية: أكثر ما يحتاج إليه الإعلامي الشاب في العالم الاستفادة ممن لديهم الخبرة والتجارب من المجال الإعلامي بمختلف التخصصات، وما يميز البرنامج المدربون والإجابة على الأسئلة المطروحة، وبالنسبة للزيارات للمؤسسة الإعلامية، خلال مشاركتنا في البرنامج، ساهمت في التعرف على أحدث التقنيات ومشاريع الجهات منها المستقبلية، وكيفية الاستفادة من طاقات الشباب الموهوب وتوظيف قدراتهم وتأسيس الإعلامي الشامل، وعن تطلعات القيادة الشابة، لن نقول تغيير واقع الإعلام الذي بدأ يتجه للإعلام الجديد، وإنما إثراء الوسط بقدراتنا ومواهبنا، وتشكيل إضافة حقيقية وملموسة يكون لها الأثر على المستويات كافة.
الأخبار الزائفة
ذكر محمد العرفاوي أن لديه هاجساً تمت مناقشته خلال البرنامج، وهو انتشار الأخبار الزائفة في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض التجارب حديثة النشأة لم يكتب لها المواصلة باتت تهدد المجتمعات العربية بشكل خاص، لأن من يقف وراء حملات التضليل يعرف آلياته، بالتالي استهداف الناس أسهل والرهان الحقيقي للصحافة، هو البحث عن الحقيقة وليس استقاء الأخبار من مواقع التواصل، وبالتالي أصبحوا ناقلين للأخبار الزائفة، لذا لابد مواصلة العمل عبر توعية الناس من خطورة هذه الأخبار التي تؤثر على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة برنامج القیادات الإعلامیة الإعلامیة العربیة الاستفادة من من خلال

إقرأ أيضاً:

يعقوب التقى باسيل: الرهان على الحرب خاطئ

زار رئيس "حركة النهج" النائب السابق حسن يعقوب رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، واعتبر بحسب بيان، أن "من يراهن على الحرب واحتمال إنقلاب الموازين يخطئ من جديد كما أخطأ برهانات سابقة كانت نتائجها وخيمة عليه وعلى الوطن، كما أنه من غير المقبول استفادة فريق آخر من أجواء المواجهة القائمة واستباحة الدولة والمؤسسات في ظل استمرار الفراغ الرئاسي وجمود الحياة السياسية ومن الواضح أن الشرخ بين الواقع  السيئ للشعب اللبناني والمنظومة الحاكمة يزداد اتساعا وكأنهم منفصلون عن الواقع". وأكد الطرفان أن "الأخطار التي يتعرض لها لبنان هي اكبر من كل الخلافات السياسية ومن الضروري العمل على تماسك الوحدة الوطنية أمام الاعتداءات الصهيونية والاستفادة من قوة الردع للمقاومة التي تمنع الحرب المفتوحة مع إسرائيل".

 

مقالات مشابهة

  • “حماس” تنفي “اعتقال أحد عناصرها بتهمة التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية”
  • حماس: هذه الأخبار مفبركة
  • الكشافة تختتم أعمال ورشة تخطيط وإدارة الحملات الإعلامية
  • اليوم انطلاق دورة صناعة البودكاست:جمعية الإعلام الرياضي تختتم دورة المهارات الإعلامية
  • محافظ سوهاج : مدينة أخميم عاصمة التاريخ ويجب الاستفادة منها
  • 3 غرز في الرأس.. تفاصيل الحالة الصحية للإعلامي مدحت شلبي بعد حادث سير
  • في لقاء حواري بطرطوس… وزير الإعلام: نعمل على تطوير قطاع الإعلام وتنظيم المهنة وحماية الرأي العام
  • يعقوب التقى باسيل: الرهان على الحرب خاطئ
  • وزير الإعلام في لقاء حواري: نعمل على قانون إعلام يلبي طموحات الإعلاميين في سورية
  • «محمد» يتطوع بـ«حياة كريمة» بعد الاستفادة منها: لمسنا الأحلام على أرض الواقع