الإمارات وجهة العالم للتجارة والاستثمار والعمل المناخي
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
مصطفى عبد العظيم (دبي)
تتجه أنظار العالم خلال المائة والثلاثين يوماً المقبلة، نحو دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ستقود حراكاً عالمياً موسعاً لمواجهة تحديات المناخ والتجارة والاستثمار من خلال استضافتها لأكبر ثلاثة محافل دولية وأممية معنية بهذه القضايا، في دلالة واضحة على مكانة دولة الإمارات وقدراتها كشريك موثوق على جمع العالم لصياغة حلول جماعية للتحديات العالمية الملحة.
وتضم المحافل الدولية الثلاثة التي ينضوي اثنان منها تحت مظلة الأمم المتحدة، منتدى الاستثمار العالمي الذي ينظِّمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) في أبوظبي، يعقبه ولمدة أسبوعين خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) والذي سيقام في مدينة اكسبو دبي، ثم المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي سيقام في أبوظبي نهاية شهر فبراير من العام المقبل.
ويتوقع أن تستقطب المحافل الدولية الثلاثة التي تنظم لأول مرة في بلد واحد خلال فترة 5 أشهر فقط، وتحديداً من 16 أكتوبر 2023 وحتى 26 فبراير 2024، أكثر من 100 ألف مشارك من رؤساء وعماء دول وقادة حكومات ووزراء وقادة منظمات وهيئات دولية، وخبراء وأكاديميون وممثلون عن القطاع الخاص ومستثمرون ورجال أعمال من كافة أنحاء العالم.
ثقة كبيرة
وتعكس استضافة الإمارات للمحافل الدولية والأممية الثلاثة، إلى جانب العديد من المؤتمرات الأخرى، مثل مجالس المستقبل العالمية التي ينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي في دبي هذا الأسبوع، والمؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل الذي تنظمه منظمة الطيران المدني الدولي “ايكاو” في دبي خلال الفترة من 20 إلى 24 نوفمبر 2023، والمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية الذي ينظمه الاتحاد الدولي للاتصالات ومقره جنيف، خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 15 ديسمبر 2023، الدور المحوري والبناء لدولة الإمارات في التفاعل الإيجابي مع القضايا والتحديات التي تواجه العالم.
وتعكس كذلك ما تحظى به الإمارات من ثقة كبيرة لدى كافة الهيئات والمنظمات الدولية ، ليس فقط في امكانيتها الاستثنائية على صعيد استضافة وتنظيم المحافل الضخمة، ولكن أيضاً في قدرتها على تقريب وجهات النظر حول قضايا خلافية حيوية استمرت لعقود طويلة، لما تتمتع به من علاقات سياسية واقتصادية وتجارية راسخة ومتينة مع كافة حكومات ودول العالم ترتكز على الاحترام المتبادل للقيم والتنمية والازدهار المشترك، الأمر الذي جعل دولة الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة وسياساتها الحكيمة صوت يثق فيه العالم، و شريك موثوق في إيجاد حلول للقضايا والتحديات التي تواجه العالم.
منتدى الاستثمار العالمي
وتنطلق أولى هذه المحافل الدولية غداً الاثنين في أبوظبي، باستضافة النسخة الثامنة من “منتدى الاستثمار العالمي” الذي ينظِّمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) بدعم من وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي » في الفترة من 16 إلى 20 أكتوبر 2023 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) بمشاركة أكثر من 7 آلاف من المسؤولين الحكوميين وصُنّاع القرار وقادة الأعمال وخبراء الاستثمار من أكثر من 160 دولة لمناقشة أهم قضايا الاستثمار في التنمية المستدامة.
ويعتبر منتدى الاستثمار العالمي، منبراً عالمياً مرموقاً للاستثمار والتنمية، ويعمل على وضع الاستراتيجيات والحلول للتحديات التي تواجه الاستثمار والتنمية العالمية، وييسر العمل الجماعي لأصحاب المصلحة المتعددين لتحفيز الاستثمار في التنمية. ويوفر المنتدى فرصة فريدة للتأثير على صنع السياسات المتعلقة بالاستثمار، وصياغة بيئة استثمار عالمية والجمع ما بين قادة العالم في مجالي الأعمال والسياسة.
ويرى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” أن استضافة دولة الإمارات للمنتدى ستعطيه خصوصية قد لا تتاح في مكان آخر، لأنها ستظهر للعالم الصورة الكبيرة وليس فقط جزءا منها خاصة في ظل العلاقة القوية والمرتبطة بين المناخ والاستثمار والتجارة، حيث ستستضيف الإمارات أيضا في نهاية نوفمبر المقبل وحتى 12 ديسمبر “مؤتمر الأطراف” كوب 28” يليه المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في فبراير 2024، ما يعني عند إيصال النقاط بين الاستثمار والتجارة والتنمية المستدامة مع اتفاقية باريس والعمل المناخي.
وستتسلط النسخة الثامنة من منتدى الاستثمار العالمي الضوء على الحلول الاستثمارية التي ستغذي المفاوضات في “كوب 28”، حيث يسعى المشاركون في المنتدى للاتفاق على إجراءات لتعزيز استثمارات الطاقة النظيفة في الدول النامية التي تواجه فجوة استثمارية تبلغ 2.2 تريليون دولار سنوياً للتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون، وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي 2023.
كوب 28.. الحدث الأبرز
تستضيف دولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، الذي سيشكل الحدث الأبرز هذا العام على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث يعلق العالم آمالاً كبيرة على استضافة الإمارات لهذا الحدث كونه سيمثل لحظة حاسمة لتقييم التقدم منذ اتفاق باريس ولتسريع العمل بشأن تغير المناخ.
وينظر العالم إلى دولة الإمارات بصفتها مضيفة للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، أن تلعب دوراً رئيسياً في توجيه نتائج المؤتمر نحو خريطة طريق ترسم بموجبها طريقاً جديداً يدعم المضي قدماً نحو تعزيز مكافحة تغير المناخ، و الدفع نحو تنفيذ أهداف اتفاق باريس، والتصدي للتحديات بحيادية، فضلاً عن توظيف دبلوماسيتها وثقلها الاقتصادي في دعم عملية إزالة الكربون، وتعزيز أهداف خفض الانبعاثات على مستوى العالم، و تحفيز التعاون الإقليمي في مجال المناخ.
العمل المناخي
وتعكس استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28 ، المكانة العالمية المتميزة للإمارات في مجال العمل المناخي العالمي، ومساهماتها الملموسة في قيادة الجهود العالمية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على شعوب العالم، اذ تمتلك الإمارات تجربة استثنائية في هذا المجال كونها أولى دولة في الشرق الأوسط التي تصادق على اتفاق باريس للمناخ وتقديم مساهماتها المحددة وطنياً، بالإضافة إلى كونها أيضاً أولى دول المنطقة في الإعلان عن استراتيجيتها الطموحة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ذلك فضلاً عن مشاريعها الرائدة داخل وخارج الدولة والتي تساهم من خلالها إلى مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز الأمن الغذائي وفق أسس مستدامة.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 70 ألف مشارك بما يشمل رؤساء دول ومسؤولين حكوميين وقادة دوليين من قطاع الصناعة وممثلي القطاع الخاص بجانب الأكاديميين والخبراء والشباب والجهات غير الحكومية لمناقشة قضية التغير المناخي واستعراض الحلول المبتكرة.
التجارة والمناخ
لأول مرة في تاريخ مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أعلنت دولة الإمارات إدراج موضوع التجارة الدولية ضمن أجندة المؤتمر في دورته الثامنة والعشرين “COP28”، وتخصيص يومٍ للتجارة، خصوصاً في ما يتعلق بدورها كممكّنة للنمو الذكي مناخياً، بما يشمل تبني التكنولوجيا والرقمنة والأدوات التجارية والاستثمارية لتعزيز مرونة سلاسل التوريد.
المؤتمر الوزاري
تستضيف أبوظبي للمرة الأولى المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في دورته الثالثة عشرة، حيث تلتقي الهيئة التشاورية للمنظمة، والتي تجتمع مرة كل عامين، في أبوظبي في خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير 2024، مما يضع الإمارات في قلب المحادثات التي ستشكل مستقبل التجارة العالمية.
ويعتبر المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، التي تعد منظمة مستقلة، لكن لديها ترتيبات وممارسات تعاونية مع الأمم المتحدة، أحد أهم الأحداث في مسيرة منظمة التجارة العالمية الحديثة، فبعد النجاحات التي حققها المؤتمر الوزاري الثاني عشر، يوفر المؤتمر الآن فرصة لتحقيق إصلاحات مؤثرة في منظمة التجارة العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات المناخ التجارة الاستثمار منتدى الاستثمار العالمی لمنظمة التجارة العالمیة منظمة التجارة العالمیة المؤتمر الوزاری خلال الفترة من الأمم المتحدة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف العمل المناخی تغیر المناخ التی تواجه فی أبوظبی أکثر من
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: مصر أول دولة بإفريقيا تحقق «النضج الثالث» في تنظيم الأدوية واللقاحات
أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم، الجمعة، عن اعتماد هيئة الدواء المصرية لمستوى النضج الثالث في السلطات التنظيمية، وذلك في إطار دعم الحكومة المصرية للارتقاء بالقطاع الدوائي، وتعزيز قدرة المؤسسات الوطنية على الحصول على الاعتمادات الدولية، بما يعزز مكانة مصر التنافسية في صناعة الدواء على المستوى العالمي.
وأعرب وفد منظمة الصحة العالمية عن تقديره للتطورات والتحديثات التي شهدها قطاع الدواء في مصر خلال الآونة الأخيرة، مشيدًا بالجهود الاستثنائية والتقدم الملحوظ الذي أُحرز على صعيد تطوير نظام الرقابة الدوائية بفضل جهود هيئة الدواء المصرية.
كما أكدت المنظمة على الأدوار المحورية التي تضطلع بها هيئة الدواء ومؤسسات الدولة في مواكبة المستجدات العالمية، بما يعكس التزام مصر بتطبيق أعلى المعايير الرقابية الدولية.
وتضمن إعلان المنظمة بأن اجتياز هيئة الدواء المصرية لمتطلبات الاعتماد الدولي، وحصولها على مستوى النضج الثالث للمستحضرات الدوائية، يعد إنجازاً يعكس كفاءة النظام الرقابي المصري، وقدرته على ضمان جودة وأمان المستحضرات الطبية وفقًا للمعايير العالمية، ما يبرز قيام الهيئة بعدد من الإنجازات غير المسبوقة في المنطقة، لتصل إلى هذا الاعتماد في وقت قياسي وبمجهودات متميزة لم تشهدها المنظمة من قبل في المنطقة.
وتؤكد هذه النتائج ثقة المجتمع الدولي في نظام الرقابة الدوائية المصري، الذي أثبت قوته وتكامله على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي هذا الصدد، أعرب الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، عن سعادته الغامرة بهذا الاستحقاق العظيم، وقال: نهدي هذا الإنجاز التاريخي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشعب مصر العظيم.
وأعرب عن شكره للعاملين بهيئة الدواء المصرية، الذين عملوا بجد وإخلاص وكانوا جنوداً مخلصين أثبتوا للعالم أجمع قوة النظام الرقابي الدوائي المصري، وقدرته على التطور والحصول على أرفع الاعتمادات الدولية.
وأكد رئيس الهيئة أن هذا الاعتماد سيفتح المجال أمام تدفق الاستثمارات لسوق الدواء المصري، ويعزز من سمعة الأدوية المصرية والثقة العالية بجودتها وفاعليتها، وهو ما سوف يخلق طلبا كبيرا عليها، ويعزز من فرص التصدير، وفتح المجال أمام تدفق المستحضرات الطبية المصرية إلى ربوع القارة الإفريقية والوطن العربي وإقليم الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هيئة الدواء المصرية استطاعت - خلال أربع سنوات فقط - الحصول على أكبر اعتمادين دوليين من منظمة الصحة العالمية في مجالي اللقاحات والمستحضرات الدوائية، مضيفة أن هيئة الدواء المصرية بهذه الاعتمادات، أصبحت هيئة عالمية على أرض مصرية، وهيئة ذات هيبة ومكانة دولية في مجال التنظيم والرقابة على المستحضرات الدوائية واللقاحات، وأنها ستقوم بمعاونة الدول الإفريقية الشقيقة الراغبة في الاستفادة من التجربة المصرية.
من جانبه، هنأ الدكتور هيتي سيلو، رئيس وحدة التنظيم والسلامة، بقسم التنظيم والتأهيل المسبق، والدكتور روجيرو جاسبر، مديرعام ادارة التنظيم والاعتماد بمنظمة الصحة العالمية، هيئة الدواء المصرية على تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: " يعكس هذا الإنجاز التزام مصر الراسخ بتعزيز نظامها الصحي لضمان وصول منتجات طبية آمنة وفعالة وعالية الجودة لسكانها، ومن خلال تحقيق مستوى النضج الثالث لمنظمة الصحة العالمية لكل من تنظيم اللقاحات والأدوية، وضعت مصر مثالاً قوياً للمنطقة وخارجها، ويؤكد هذا الإنجاز على الدور الحاسم للأنظمة التنظيمية القوية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي".
وقالت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني، مساعد الرئيس العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الوصول إلى الأدوية والمنتجات الصحية: "إن تحقيق مستوى النضج الثالث لمنظمة الصحة العالمية لتنظيم الأدوية في مصر، إلى جانب إنجاز سابق لتنظيم اللقاحات، هو اعتراف بالاستثمار المستدام للبلاد في تعزيز نظامها الصحي والتزامها بضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والفعالية والجودة على الأدوية والمنتجات الطبية الأخرى، ويجلب هذا الاعتراف المزدوج قيمة كبيرة لشعب مصر ويؤسس سابقة قوية للتميز التنظيمي في القارة الأفريقية، وتفخر منظمة الصحة العالمية بدعم مثل هذا التقدم الذي يؤكد الدور الحيوي للأنظمة التنظيمية القوية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز المساواة الصحية العالمية".
وتواصل هيئة الدواء المصرية، دورها الريادي في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الرقابة على الأدوية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير منتجات دوائية آمنة وعالية الجودة تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية.
يأتي ذلك في إطار حرص الهيئة على الاستفادة من الخبرات العالمية وتجارب المؤسسات الرقابية ذات الشأن ومواكبة التطورات العالمية والحصول على الاعتمادات الدولية في مجال اللقاحات والدواء.