ذكر تقرير نشرته صحيفة "ستار" التركية أن أي عملية برية محتملة في غزة من شأنها أن تزيد من الخسائر في صفوف الجانبين، موضحا أن جميع العمليات البرية السابقة لإسرائيل انتهت بخيبة أمل.

وأضاف الكاتب عبد الغني بوزكورت أن عملية "طوفان الأقصى" تحمل في طياتها العديد من التغييرات ليس فقط على مستوى العلاقات الثنائية وإنما أيضا على مستوى المنطقة بأكملها.

وقال إن الجدل حول المنتصر في صراع اليوم سيستمر حتى بعد انتهاء الحرب، مستدركا بأنه مع ذلك، من الممكن القول إن الحرب من نواح كثيرة فازت بها حماس وخسرتها إسرائيل.

وتابع أنه في غضون أيام قليلة فقط من الحرب، تسببت حماس في خسائر كبيرة للجيش الإسرائيلي، بحيث لن يكون من السهل على إسرائيل إصلاح صورتها المتضررة بعد مواجهة مثل هذه الصدمة، ليس فقط من حيث النتائج، بل إن إستراتيجية الحرب التي اتبعتها كتائب القسام وجهت ضربة خطيرة لصورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.


تحول سياسي

وأوضح بوزكورت أن حركة حماس أحدثت تحولا أساسيا في الحرب، إذ لم تعد تقتصر على الرد على هجمات الاحتلال فقط بإطلاق الصواريخ كما كانت منذ عام 2005، بل شن الجناح العسكري هجوما في وقت واحد على إسرائيل -التي تعتبر من بين أعتى القوى العسكرية في العالم- باستخدام عناصر بحرية وجوية وبرية.

وقال بعض الذين ينتمون إلى الجانب الإسرائيلي إن حماس ألقت بالفلسطينيين في النار، مؤكدا أنه لا يجب ألا ينسى أحد أنه قبل شن هذه الهجمات كانت إسرائيل تعامل سكان المنطقة بشكل غير إنساني، وتعتقل الأطفال لأسباب تافهة، وتعدم من تريد في الشارع، وتعتقل بدون محاكمة، وربما الأهم من ذلك كله، أنها كانت تقوم باحتلال فعلي، أي إنشاء مستوطنات جديدة.

وبالتالي، فإن الحرب بين الطرفين قائمة بالفعل وتستمر على الأرض، وقد شنت حماس هجوما قائلة "كفى" لجميع هذه الانتهاكات.

أمّا التهمة الثانية التي وجهت إلى حماس هي أنها خلقت شرعية لهجوم إسرائيل من خلال عمليتها، لكن أصحاب التهمة يتجاهلون نقطة مهمة هنا وهي أن إسرائيل لم تبحث عن أي مبرر شرعي لأي عملية شنتها على غزة، ولم تحترم القانون الدولي وقانون الحرب، ولم تتردد أبدا في استهداف المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، في جميع الحروب التي خاضتها.

إنقاذ السمعة

وأورد الكاتب أن محاولة إسرائيل إنقاذ سمعتها من خلال اتهام حماس تمثل في الواقع علامة على العجز. ففي هذه الحرب، ظهر العديد من المواقف التي تسببت في فشل إسرائيل، أولها أن حماس تمكنت من تجاوز شبكة الاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد.

ثانيا، تمكنت حماس لأول مرة من أسر هذا العدد الكبير من الأسرى، بما في ذلك الجنرالات الكبار. علاوة على ذلك، كانت إسرائيل في وضع لا تحسد عليه لدرجة أنها تخلت عن الأسرى بالكامل. علما أن السبب الأساسي للحرب بين حزب الله وإسرائيل التي اندلعت في 12 يوليو/تموز 2006 هو قيام حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين.

وذكر التقرير أن إسرائيل دفعت الثمن الباهظ في تاريخها لإنقاذ مواطنيها، لكنها عاجزة عن إنقاذ مواطنيها الذين أسرتهم حماس هذه المرة، وهي مستعدة لتقبل موتهم.

هل ستتوسع الجبهة؟

وقال إنه في حرب 2021، انخرط فلسطينيو الضفة الغربية وفلسطينيو 48 في المعركة، وأجبروا إسرائيل على خوض اختبار صعب. وأضاف أن مشاركتهم في هذه الحرب سيؤدي إلى تعقيد المعادلة ضد إسرائيل، لهذا السبب، تحاصر إسرائيل بعض الأماكن الرئيسية في الضفة الغربية مثل الخليل، وتنشر تجهيزات عسكرية كبيرة على حدودها الشمالية مع لبنان.

هذه الحال التي يمكن أن تزيد من تعقيد الحرب -يتابع الكاتب- تتيح لزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي فقد مصداقيته في العالم الإسلامي بسبب أنشطته في سوريا، فرصة لتحسين صورته.

سيناريوهان

وأشار بوزكورت إلى أن التحول الذي سيحدث في الجانب الإسرائيلي نتيجة لهذه العملية سيحدث بوجود احتمالين ممكنين. الأول، قد يُتهم نتنياهو بدفع البلاد نحو الحرب الأهلية، ويمكن أن يتكبد تبعات الفشل من خلال فقدان مكانته وربما محاكمته وفقدان مقعده في السلطة.

في الاحتمال الثاني، يمكن لنتنياهو، الذي يتجه بالفعل نحو الانهيار، أن يتبنى موقفا سياسيا أكثر استبدادية ولكن مع حشد "اليمين" المؤيد له.

وأكد الكاتب أن "عملية طوفان الأقصى" لها نتائج مهمة للمنطقة إلى جانب الطرفين المتحاربين. ومن أهم النتائج التي تؤثر على المنطقة بلا شك انهيار اتفاقيات أبراهام أو تجميدها مؤقتا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

"بيلد": إسرائيل قد تشن حربا ضد حزب الله في جنوب لبنان خلال الشهر الجاري

ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الاثنين، نقلا عن مصادر، أن إسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد "حزب الله" بجنوب لبنان في النصف الثاني من شهر يوليو الجاري.

وبحسب الصحيفة، أشار دبلوماسيون غربيون إلى أن العملية العسكرية في جنوب لبنان قد تبدأ "في الأسبوع الثالث أو الرابع من يوليو الجاري".

إقرأ المزيد أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع "حزب الله" ستعاني إسرائيل من ألم لم تشهده

وتشهد جبهة جنوب لبنان تصاعدا في حدة الاشتباكات في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات دولية من أن إسرائيل ستحول أنظارها الآن من غزة إلى لبنان.

وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيعيد نشر بعض قواته نحو الشمال، أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "غير موقفه" بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع "حزب الله" اللبناني.

بدوره، حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأسبوع الماضي، من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب، وذلك غداة إعلان الجيش الإسرائيلي المصادقة على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.

إقرأ المزيد ليبرمان: لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران مباشرة

وفي الآونة الأخيرة أعلنت العديد من الدول الإقليمية والأوروبية عن نيتها إجلاء رعاياها من لبنان بسبب الأوضاع التي تنذر بتصعيد المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" المستمرة منذ أشهر.

هذا ودعا وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب إلى أن يستعاض عن بيانات التحذير من السفر إلى لبنان الصادرة عن بعض الدول الشقيقة والصديقة بمواقف تضامن، وتكثيف الجهود والضغوط على إسرائيل.

المصدر:RT

مقالات مشابهة

  • إيران ستدعم حزب الله عسكرياً إذا شنّت إسرائيل حرباً على لبنان
  • صحيفة بيلد: إسرائيل ستبدأ هجوماً على لبنان في النصف الثاني من تموز ما لم يوقف حزب الله هجماته
  • آخر تصريح.. ماذا قال مسؤولون أمنيّون إسرائيليّون عن الحرب مع حزب الله؟
  • في حال شنّت إسرائيل حرباً على لبنان... هل ستدعم إيران حزب الله؟
  • مسؤول إيراني: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا عليه
  • مستشار خامنئي: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا شاملة
  • صحيفة أمريكية: قطاع غزة يشهد حالة من الفوضى بعد مرور تسعة أشهر من الحرب الإسرائيلية
  • مستشار خامنئي: إيران ستدعم "حزب الله" بكل جهودها إذا شنت إسرائيل حربا واسعة
  • صحيفة أمريكية: حماس تُعيد تجميع صفوفها.. “إسرائيل” قد تغرق في صراع طويل الأمد
  • "بيلد": إسرائيل قد تشن حربا ضد حزب الله في جنوب لبنان خلال الشهر الجاري