شهداء بلا مشيعين بسبب القصف على غزة.. جثث تنتظر مَن يتعرف عليها
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
على عربة يجرها حمار «كارو» يجلس شاب عشريني مغبر الوجه والملابس، وبجانبه يستلقي شاب آخر مغطاة بقطعة من القماش متجهًا إلى مستشفى الإندونيسي شمال غزة، أملا في أن يكون ما زال على قيد الحياة ومصابا من القصف المستمر على غزة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية.
ثلاجة الموتى امتلأت ولا مكان لشهداء جددبمجرد دخول طوارئ المستشفي تجد الأطباء يهرولون في كل مكان لإغاثة المصابين، وبمجرد أن يلمحه الطبيب يهرع إليه ليكشف عن جثة الشاب ويعلن استشهاده، ويطلب نقله لـ«ثلاجة الموتي» فلا يجدون لها مكانا ليجلس شقيقه بجانبه.
شقيق الشهيد الذي لم يستطع التحدث سوى بكلمات «أحمد.. أخوي» وهو يبكي لم يجد لجثة الشاب مكانًا يؤويه بسبب امتلاء ثلاجات الموتى في المستشفى.
وقد حكي أن منزله تعرض للقصف من قوات الاحتلال، فذهب إلى الركام وبقي يبحثح تى عثر عليه ونقله إلى المستشفى ليعلن استشهاده.
شهداء بلا مشيعينوأمام ثلاجة الموتى كان مجموعة من الشباب يحملون زهاء جثث 20 شهيدًا ارتقوا جراء استهداف العدوان الإسرائيلي الغاشم لمنزلهم دون أي سابق إنذار، ولا يُعرف عائلتهم أو أين ذويهم أو هل هم على قيد الحياة حتى؟ أم استشهدوا ولم يتم استخراج أجسادهم بعد.
لذا يقوم أحد الشباب بتنظيف وجه من ارتقوا للشهادة في العدوان القائم على غزة منذ السبت قبل الماضي، وتصويرهم للتوثيق.
وغالبا ما يتطوع بعض الشبان «الذين يقومون بتصوير الشهداء» للذهاب إلى الأماكن التي يتواجد بها النازحين من الفلسطيين أملا في أن يتعرفوا على الشهداء الراحلين.
وبحسب مصادر في مستشفى الإندونيسي فإن هناك الكثير من الجثث مجهولة الهوية، بينهما جثتين لطفلتين الأولى تبلغ من العمر ما يقرب من 4 سنوات، والأخرى 8 سنوات، وامرأة جاءوا بعد قصف منزل لعائلة أبو خاطر شمال غزة.
وأضاف المصدر في المستشفى أن هؤلاء الشهداء ارتقوا بسبب الغارات الجوية على قطاع غزة ولا يوجد من يشيع هؤلاء الشهداء.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية استشهد أكثر من 2215 مواطنا، من بينهم 724 طفلا و458 امرأة، وأصيب نحو 9000 مواطن في غاراتها المتواصلة لليوم الثامن على التوالي، وفقا لمصادر طبية.
وتركز القصف على منازل مأهولة للمواطنين، ما أدى لإبادة خمسين عائلة بالأبوين والأطفال.
وقالت مصادر في المستشفى الإندونيسي إن الجهات المختصة تدرس دفن الشهداء والأشلاء بعد توثيقهم وفق الأصول القانونية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة فلسطين الوضع في غزة
إقرأ أيضاً:
مسيرة وفاء لتضحيات شهداء الدفاع المدني في دورس
نظمت "رعية مار الياس الحي" في بلدة دورس مسيرة من كنيسة البلدة، إلى أمام ركام مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني الذي دمره العدوان الإسرائيلي، وفاء لتضحيات شهداء الدفاع المدني، تقدمها رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، كاهن الرعية الأب جوزيف كيروز، وفاعليات ثقافية وبلدية واختيارية واجتماعية.
وكان في استقبالهم رئيس مركز الدفاع المدني بالتكليف سلمان سليمان، وعناصر الدفاع المدني.
شحادة
وتحدث شحادة، فقال: "نقف اليوم في هذا المكان المقدس الذي تفوح منه رائحة الشهادة والتضحية، حيث استهدف العدو الصهيوني الغاشم رئيس وأفراد مركز الدفاع الإقليمي لمحافظة بعلبك الهرمل، ليثبت مجدداً إجرامه وإرهابه بحق الفرق الإسعافية والإنقاذية التي تقوم بدورها الإنساني، غير آبه بكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي هذه الفئة من المضحين".
وتوجه بالشكر إلى المطران رحمة، والأب كيروز، وشبيبة مار الياس في دورس "على مبادرتهم بإقامة الصلاة على نية راحة أنفس الشهداء"، كما خص بالشكر "جميع الطواقم الصحية والإسعافية التي عملت خلال العدوان إلى جانب الدفاع المدني، كالصليب الأحمر اللبناني، الهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني في الهيئة، جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، جمعية الشفاء، والطواقم الإسعافية التابعة للأوقاف الإسلامية".
وجدد شحادة بإسم بلدية دورس "استعداد البلدية تقديم قطعة أرض لصالح بناء جديد للدفاع المدني، نظرا لكون المركز المدمر كان مستأجراً".
كيروز
وبدوره، اعتبر الأب كيروز أن "شهداء الدفاع المدني هم أبطال حقيقيون، قدموا أرواحهم فداء للآخرين، في سبيل حماية أرواح الناس وصون حياتهم. ان تضحياتهم لا يمكن ان تنسى، فهم رمز للشجاعة والإنسانية في أسمى صورها".
ورأى أن "تضحية شهدائنا اليوم من رجال الدفاع المدني الذين تركوا إرثا من التضحية والإيمان، وكل من ضحوا بأرواحهم، تذكرنا بتضحية الأطفال الذين سقطوا في بيت لحم، هؤلاء الشهداء كالأطفال الذين أزهقت أرواحهم في تلك الليلة على يد الملك هيرودس الذي أمر بقتل جميع الأطفال في بيت لحم وما حولها، ظنا منه أن يخلص عرشه من المولود الملك الذي بشر به الملائكة، وكأن الحياة قد توقفت عن الأمل في ذلك الوقت، لكن المسيح الذي نجا من هذا التهديد، ظل هو نفسه الحياة والرجاء، وهو الذي يذكرنا بأن الألم لا ينتهي إلا بظهور النور".
فرج
وألقى الدكتور وشاح فرج، كلمة أهالي بلدة دورس، مشيدا بتضحيات شهداء لبنان، "وشهداء الدفاع المدني الأبرياء، الذين كانوا مثالا للتفاني في خدمة الوطن والإنسانية، وضحوا بحياتهم ليحيا الوطن، وهم الذين غرسوا فينا معنى العطاء المطلق دون مقابل، وضربوا أروع الأمثلة في الإيثار والوفاء".
ودعا إلى أن "نستلهم من تضحيات هؤلاء الشهداء قيم الثبات والصمود وأن نعمل معا من أجل مستقبل يليق بتضحياتهم ".
سليمان
وشكر سليمان "هذه اللفتة تجاه شهداء وعناصر الدفاع المدني، الذين قضوا وهم على أهبة الاستعداد لنجدة المواطنين وإنقاذ حياتهم".
وأكد أن "ما تعرض له الشهداء الأبطال والشجعان رئيس المركز بلال رعد ورفاقه، هو دليل جديد على همجية العدو الإسرائيلي".
ووضع شبيبة مار الياس إكليل ورد على النصب التذكاري لشهداء الدفاع المدني.