تخشى القاهرة من احتمال أن تجبر تل أبيب سكان قطاع غزة الفلسطيني على التدفق إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، في ظل المواجهة الراهنة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفقا لماثيو بيتي، في تقرير بموقع "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه "الخليج الجديد".

ووفقا للقناة "12" العبرية، مساء السبت، صدرت موافقة رسمية إسرائيلية على خطط لشن هجوم عسكري بري شامل على  غزة.

وقال بيتي إن "الجيش الإسرائيلي أمر، مساء الخميس الماضي، بإخلاء النصف الشمالي من غزة بأكمله، والذي يسكنه حوالي مليون شخص. وقالت الأمم المتحدة إن أمر الإخلاء، الذي أعطى الفلسطينيين 24 ساعة فقط للمغادرة، كان من المستحيل تنفيذه، فيما اعتبر المجلس النرويجي للاجئين أن خطط إسرائيل ترقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في النقل القسري للمدنيين".

ولليوم الثامن على التوالي، تشن إسرائيل السبت غارات مكثفة على أهداف في غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 2215 فلسطينيا معظمهم مدنيون، وبينهم 724 طفلا و458 سيدة، وإصابة 8714 آخرين بجروح، بينهم 2450 طفلا و1536 سيدة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، تشن "حماس" وفصائل أخرى من غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"؛ ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1300 إسرائيلي وإصابة 3626 آخرين، وأسر أكثر من مئة إسرائيلي، وفقا لمصادر رسمية.

ويعيش في غزة نحو 2.2 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وتدير الحركة القطاع منذ العام التالي في ظل خلافات مستمرة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بزعامة الرئيس محمود عباس.

اقرأ أيضاً

"برا وبحرا وجوا".. جيش الاحتلال يعلن الاستعداد لعملية واسعة في غزة

تصفية وسيادة

والخميس الماضي، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة أن يبقى سكان غزة "على أرضهم"، محذرا من أن خروجهم قد يؤدي إلى "تصفية القضية" الفلسطينية.

وسبق وأن شدد السيسي على أن "مصر لن تسمح بتسوية القضية الفلسطينية على حساب الأطراف الأخرى (يقصد بلاده)".

بيتي أردف أن "إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن تعمل على إنشاء "ممر إنساني" للمدنيين الفلسطينيين في غزة للفرار إلى مصر، لكن القاهرة تقول إنها لن تقبل حلا يجبر الفلسطينيين على مغادرة غزة دون أي أمل في العودة".

وأضاف أنه خلال اليومين الماضيين، صرحت مجموعة من المسؤولين المصريين والشخصيات الإعلامية والسلطات الدينية بأن القاهرة لن تتسامح مع قيام إسرائيل بدفع الفلسطينيين إلى مصر على حساب "السيادة المصرية".

وفي أحاديث لقناة "القاهرة الإخبارية" المحلية (خاصة مقربة من السلطالت)، استنكر مسؤولون رفيعو المستوى، دون الكشف عن هويتهم، "دعوات النزوح الجماعي" من "بعض الأطراف"، التي تهدف إلى "تفريغ غزة من سكانها وتصفية القضية الفلسطينية".

ويبدو أن البيان يستهدف عضو الكنيست الإسرائيلي أرييل كالنر، الذي دعا إلى "تطهير عرقي في غزة"، بحسب بيتي.

والأربعاء الماضي، وجّه الأزهر الشريف في مصر، عبر بيان، تحية لـ"صمود" الفلسطينيين، محذرا إياهم من مغادرة أرضهم، ومشددا على أن ذلك سيكون "زول لقضيتهم إلى الأبد"

اقرأ أيضاً

هنية: لا هجرة من غزة لمصر.. وباقون بوطننا ما بقي الزعتر والزيتون

حملة انتقامية

وردا على مقتل مئات الإسرائيليين على يد مقاتلي "حماس"، بدأت إسرائيل "حملة انتقامية مكثفة ضد غزة، إذ قطع الجيش الإسرائيلي الغذاء والماء والكهرباء عن القطاع، بينما قصف المنطقة بشكل مكثف أكثر من أي وقت مضى"، كما أردف بيتي.

وتابع أن إسرائيل "قتلت مئات الفلسطينيين، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يشن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غزوا بريا لغزة".

وأضاف أن "الدعوات الدولية لإنشاء "ممر إنساني" تصاعدت مع نفاد الحصص الغذائية وانخفاض الإمدادات الحيوية في المستشفيات، لكن بينما تطالب منظمة الصحة العالمية بالسماح بدخول الأدوية إلى غزة، يبدو أن إدارة بايدن ركزت على إجلاء المدنيين من القطاع".

وكتب النائب الإسرائيلي كالنر، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن إسرائيل يجب أن يكون لها "هدف واحد: النكبة.. نكبة ستطغى على نكبة 48. نكبة غزة ونكبة كل من يجرؤ على الانضمام (إليها)".

وتشير "النكبة" إلى التهجير الجماعي للفلسطينيين خلال مجازر ارتكبتها منظمات صهيونية مسلحة وقادات عام 1948 إلى قيام دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة، بعد تهجير حوالي 700 ألف فلسطيني من منازلهم، وقد فر الكثير منهم إلى غزة، التي كانت آنذاك تحت السيطرة المصرية حتى احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم انسحبت منها في 2005.

اقرأ أيضاً

السيسي يجدد رفض تهجير أهالي غزة لسيناء ويحذر من تصفية القضية.. والأردن يؤيد

المصدر | ماثيو بيتي/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر غزة فلسطين إسرائيل تهجير سيناء طوفان الأقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يتوجه إلى مدريد للمشاركة في اجتماع حول القضية الفلسطينية

توجه د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج إلى مدريد للمشاركة في الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده يوم 13 الجاري.

"الجسر الرقمي بين مصر وإيطاليا" ندوة بالإسكندرية


وصرح السفير/ تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة، بأن الزيارة ستمثل فرصة مهمة للتشاور مع وزراء خارجية الدول المشاركة في الاجتماع حول سبل دفع جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية الراهنة في القطاع، وإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وتنفيذ حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • عدن.. اختطاف امام جامع في المنصورة لتضامنة مع القضية الفلسطينية
  • بيان مدريد المشترك حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • اختطاف امام جامع في عدن لتضامنة مع القضية الفلسطينية
  • الانسحاب الكامل من غزة.. تفاصيل بنود بيان مدريد حول القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يشارك رئيس الوزراء الإسباني الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يتوجه إلى مدريد للمشاركة في اجتماع حول القضية الفلسطينية
  • إسرائيل تخشى تخفيضا جديدا لتصنيفها مع تفاقم عجز الميزانية
  • “هآرتس”: لماذا تخشى “إسرائيل” دخول صحافيين أجانب إلى قطاع غزة؟
  • القضية الفلسطينية في مناظرة ترامب وهاريس
  • الخارجية الفلسطينية تحذر من مخطط الاحتلال لتهجير سكان الضفة الغربية