ودع الأقباط أمس القمص سمعان إبراهيم، كاهن ومؤسس دير القديس سمعان الخراز بالمقطم، حيث أقيمت صلوات جناز مهيبة في المقطم بحضور ما يزيد عن 20 ألف من محبي الراحل القمص سمعان، كما شارك في الصلوات عدد من الأساقفة وممثلي الطوائف الأخرى في مصر، بجانب الأهالي والأحباء المسلمين المقيمين بحي الزرايب بالمقطم.

يحظى القمص سمعان بمكانة كبيرة بين الأقباط لإسهاماته العديدة طيلة سنوات خدمته على المستوى الرعوي والروحي والإنشائي وفوق كل ذلك المسكونية

"البوابة نيوز " تستعرض في هذه السطور تجاه ملامح ومسيرة حياته المضيئة.

كاهن بناء وتعمير

ولد القمص سمعان إبراهيم في 5 ديسمبر 1941م، باسم "فرحات" في إحدى القرى التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، وخلال السنوات الأولى من عمره، توفى والده؛ فتولت والدته تربيته، وحرصت على غرز تعاليم المسيح ووصايا الكتاب المقدس في وجدانه وعقله، وفي سن شبابه بدأ يكتب في مجلة الكنيسة الرسمية "مجلة الكرازة".

وروى القمص سمعان خلال لقاء تلفزيوني له قصة دعوة الله له إلى الخدمة، حيث قال: "كنت بتكلم عن ربنا مع عامل النظافة اللي جاي يأخذ الزبالة من شقتي في منطقة شبرا، فالراجل قالي بدل ما تكلمني لوحدي تعالى اتكلم في بلدنا، الناس هناك كتير ومحتاجة ترجع للكنيسة وتسمع كلمة ربنا وبالفعل روحت هناك وقابلت أهالي المنطقة". 

ولبى القمص سمعان الخراز هذا النداء بالفعل حيث بدأ خدمته الفعلية في حي جامعي القمامة في المقطم في عام 1973م، أي منذ أكثر من 50 عامًا، واستمر خمسة سنوات ورسم بعدها كاهنًا على كنيسة ودير القديس سمعان الخراز في 14 يناير 1978م باسم سمعان إبراهيم، وكان ذلك بيد قداسة البابا شنودة الثالث، وظل يخدم بالكنيسة بروحه وقلبه لما يزيد عن نصف قرن إلى أن تم ترقيته إلى القمصية في 15 يوليو 1995م.

يرجع للقمص سمعان الدور الكبير فيما وصل إليه الآن دير القديس سمعان الخراز من مكانة كبيرة وسط المنشآت السياحية الدينية، وذلك منذ أن رسم كاهنًا على كنيسة القديس سمعان بدير "سمعان الخراز"، حيث كانت الكنيسة الموجودة حينها مساحتها صغيرة، وكانوا يحتاجون إلى كنيسة على مساحة أكبر؛ فقرروا أن يستغلوا الكهوف الموجودة داخل الجبال وكان يوجد هناك كهف كبير ملئ بالتراب والصخور ظلوا ينظفونه 10 سنوات، منذ عام 1976 إلى عام 1986 وتم انتشال مليون طن تراب وصخور منه.

وظل يطور الكهف على مدار سنوات عديدة إلى أن اكتملت الرسمة التي هى عليها الآن؛ لتكون الكنيسة الأولى التي تُبنى على اسم هذا القديس منذ وقت حدوث معجزة نقل الجبل المقطم سنة 979م، وفق المعتقد الكنسي.

وأصبحت هذه الكنيسة على يد القمص سمعان إبراهيم تحفة معمارية منحوتة في الجبل باسم كنيسة الكهف الشهيرة بمنحوتاته الجدارية، ويتسع هذا المكان لقرابة 20 ألف مصل، لتصبح بعد ذلك كنيسة القديس سمعان الخراز قبلة سياحية للأجانب وللكثير من المصلين من كافة الأطياف المسيحية بمصر، ويزورها الكثير من المسلمين لروعة المكان ودقته.

ولم يكتف بذلك بل قام ببناء 23 كنيسة أخرى في المقطم، بجانب بيت خلوة ومزرعة للمؤتمرات ـومستشفى ومركز للتدريب المهني، ومركز لذوى الاحتياجات الخاصة، وما قام به من إنجازات صار حديث الكثيرين في جميع أنحاء العالم، وكانت خدمته ليست في البناء والتعمير فقط، بل كانت ثمرة خدمته هي الخدمة الروحية فلم يحصر خدمته داخل أسوار الكنيسة فقط، بل كان يذهب إلى المقاهي ويجلس مع الناس يحدثهم عن الله وتعاليمه.

 

ليلة الصلاة والرجوع إلى الله

في نهاية عام 2011م أطلقت دعوة من قبل القمص سمعان إبراهيم وعدد كبير من رجال الدين المسيحي من مختلف الطوائف لإقامة اليوم العالمي للصلاة من أجل مصر المعروفة بـ “ليلة الصلاة والرجوع إلى الله"؛ ليقام أول حدث فريد من نوعه، بإقامة يوم الصلاة في 11 نوفمبر 2011م، بمشاركة جميع الطوائف المسيحية في مصر، سبعون ألف يصلون بقلب وروح واحدة في التحفة المعمارية ؛ لتكون هذه الصلاة من أجل مصر ومن أجل الفوضى العارمة التي كانت تمر بها البلاد.


 

من جانبه يحدثنا الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها قائلًا: كان يحبه الجميع، البسطاء جدًا في الأرض يحبونه، رجال الأعمال والمسؤولون الكبار يحبونه، الجميع أحبه من الصغير للكبير، وتعب كثيرًا في تعمير دير القديس سمعان الخراز فهذا المكان كان رمالًا، إلى أن أصبح هذا المكان منارة عالمية، كان يأتي إلى عند ويطلب مني مساعدة في أمر التعمير فكنت أذهب إلى البابا شنوده وكان يلبي مطابه على الفور وكان يقول هذا الرجل "يفحت في الجبل".

وتابع، منذ 25 عامًا أتيت إلى الدير الذي قام بإعداده القمص سمعان لأصلي معه وكنت مبهورًا جدًا بما قام به، ولم يكتفي بالتعمير فقط بل عمر ايضًا قلوب هذه المنطقة وغيرها؛ فانا أتذكر أنه قال لي ذات مرة عندما بدأنا بالعمل كانت الحالة المادية هنا للناس صعبة جدًا، ولما دخل الله في قلوبهم بارك حياتهم المادية، وعلى الرغم ما قام به لكنه عانى كثيرًا من أشياء لا أستطيع أن أتفوه بها، لكنه أحتمل الكثير بكل صبر وإيمان.

بينما يقول عنه الباحث في الملف القبطي نجاح بولس: "القمص سمعان ابراهيم ليس مجرد رجل دين لكنه رجل الله كما كان يطلق على الأنبياء قديمًا، لم يكن فقط من المؤمنين الذين أجرى الله المعجزات على أيديهم بل كانت حياته ومسيرته وانجازاته معجزة كبرى في حد ذاتها، بدأت مسيرته حينما دعاه احد جامعي القمامة في منطقة المقطم لتفقد اهل المنطقة وكان وقتها خادم باحدى كنائس شبرا، وذهب هناك فلم يجد سوى مستنقع للشر والرزيلة وليست منطقة سكنية، سكان اغلبهم من الأقباط يعملون في جمع القمامة ويعيشون في عشش غير أدمية، ويحيون تحت وطأة الفقر والمرض والجهل، فضلًا عن انتشار الجريمة وتعاطي المخدرات وغيرها الكثير مما يميز حياة المستنقعات البشرية."
 

وتابع، هذه كانت البداية وبتفاصيل كثيرة نعجز عن سردها ذهب الخادم للبابا شنودة الثالث وطلب منه تكليفه بالخدمة في منطقة زرائب المقطم ووافق له وقام بسيامته كاهنًا على مذبح متنقل، وكانت النهاية بمنطقة ذات جذب سياحي غير مسبوق ومعالم سياحية ودينية ذاع صيتها حول كل العالم، وأصبحت منطقة زرائب المقطم واحدة من أجمل المعالم السياحية الدينية في مصر، وعلى مستوى العمل العام قام الاب سمعان بتأسيس جمعيات مهنية لعمال جامعي القمامة، وكلف آخرين للارتقاء بمعيشة أهل المنطقة، فتأسست مؤسسات أهلية ترعى سكان الحي، وتعاقدت الجمعيات مع المصانع لتوريد مخلفات القمامة فاصبح اهل المنطقة من رجال الاعمال الأثرياء وليس مجرد جامعي قمامة، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لإعادة تطوير المنطقة فتم تخطيط الشوارع وبناء البيوت على طراز جيد ونشأت منطقة مستقطبة للعمالة تتمتع برواج اقتصادي غير مسبوق.

وأكمل بولس قائلًا: وعلى المستوى الروحي قام الأب سمعان ببناء كنيسة باسم القديس سمعان الخراز، وبعدها أشرف على نحت دير القديس سمعان داخل صخور جبل المقطم، والدير يعد تحفة معمارية تستقطب السائحين من كل دول العالم، وأهم من ذلك كله رأينا عمال جمع القمامة البسطاء يترنمون بأعزب الألحان الروحية وتتغير منظومة القيم الاخلاقية في المنطقة لتتحول بأكملها الى قيثارة من السماء تجتمع على المحبة والخدمة والعطاء، وذاع صيت المنطقة روحيًا حتى استقطبت المؤتمرات الروحية من كل محافظات الجمهورية، وكان الاجتماع العام مساء يوم الخميس بدير سمعان الخراز أشبه باجتماع مسكوني يجتمع فيه المسيحيون من كل محافظات مصر وبعض البلدان العربية المجاورة للترنيم والتسبيح.

واختتم بالقول: "كان الأب سمعان ابراهيم بسيطًا في حياته الروحية وكان يدرك أيضًا أن العلاقة مع الله هي أيضًا بسيطة لا تحتاج لتعقيد، فكان يؤمن ان الكنيسة هي وسيلة لمعرفة الله وليس هدفًا في حد ذاتها؛ فلم يكن ممن يضعون العقد والعراقيل امام أي قلب يستهدف الانطلاق لمعرفة الله، فجمع حوله المرنمين والمسبحين من كل الملل والطوائف، وسمح بإقامة المؤتمرات الروحية واجتماعات التسبيح في الدير وكان يشارك فيها، حتى باتت منطقة زرائب المقطم أشبه بالسماء التي تمتلئ بتسبيحات الملائكة".

 

من جانبه يقول الدكتور القس هشام كامل راعي الكنيسة الانجيلية بجنوب كاليفورنيا: بالرغم أني أدرك تماما أن للميلاد وقت وللموت وقت وأنه في يوم من الأيام سنرحل من هذا العالم الا أن هناك اشخاص تظن او تتمنى أن لا يرحلوا من هذا العالم.. وواحد منهم هو أبونا سمعان الكاهن الذي ترى فيه يسوع ولا يمكن ان تخطئ في ان تراه فيه؛ فهو من الأشخاص الذين عندما تراهم لاتملك الا ان تظل ناظرا اليه مستمتعا ومتعلما من كل كلمة يقولها.
 

وتابع، تقابلت معه كثيرًا ومع وزجته الغالية ماما سعاد كما يناديها الجميع وكنت أراقب كيف يعامل زوجته بكل حب ومودة وخاصة عندما يبدأ هو في الكلام عن معجزة او عمل من أعمال الله العجيبة معه ثم تأخذ هي طرف الحديث وتكمل المعجزة وهو ينظر اليها بكل اعجاب وحب.. لا تمل ابدًا من سماع كم المعجزات التي يجريها الرب في هذا المكان ويستخدم هذا الرجل العظيم... احتاج الى صفحات لأكتب عن تواضع ابونا سمعان الذي لم أرى مثله... فما من مرة نتواجد في مكان الا ويصر أن اتكلم وأشارك واشعر بالخجل كيف أتكلم وهو موجود لكن اصراره العجيب كان دائما يبهرني. محبته لكل الخدام دون تمييز فهو وبلا شك كان من أوائل رجال الكنيسة الذي عمل جاهدا لتجميع جسد المسيح الذي فرقته الطوائف فهو دائما يعلن ايمانه الكامل بالعقيدة الارثوذكسية لكن فهمه لكلمة الله ولجسد المسيح جعله مفتوح على جميع الخدام الذين يؤمنون بوحدة جسد المسيح.

وأكمل، أبونا كان مثالاُ للخادم الذي يسمع همس الروح القدس ويتحرك خارج الملموس.. فعندما تزور الدير وتسمع من المحبين هناك ولقد كان من بركات الرب ان يقوم الفاضل الحبيب ابونا بطرس رشدي ليشرح لي كيف حرك الرب الأخ فرحات "ابونا سمعان" ليترك وظيفته ويذهب ليخدم في مكان كان يصعب على أي فرد او حتى رجال الأمن الدخول فيها لكنه دخل وقدم الحب للكبير والصغير ولم يهتم بحالة المكان او الناس. كان دافعه هو حب المسيح وان يرى الجميع يخلصون والى معرفة الرب يسوع يقبلون..

وأضاف، لقد قاده الله الى منطقة جبل المقطم ليرى مكان مملوء بالزبالة والعشش الصفيح ليبدأ الصلاة مع الساكنين فيها. ثم بدأ في بناء الدير فوق جبل المقطم الذي لم يكن مأهولا من قبل، والرب قاده ليكتشف مغاير داخل الجبل ويحولها الى كنائس كثيرة. وظل يوسع الدير ويجمل حوائط الدير حتى صار هذا الصرح العظيم المبهر ليكون أكبر كنيسة في الشرق الأوسط. ففي الدير تستطيع أن ترى مجد الرب في كل مكان وفي هذا العدد من الحضور الذين يزورون الدير ليتعلموا من ابونا سمعان.

وتابع القس هشام قائلًا: "لقد سمع ابونا سمعان كلمات العذراء القديسة مريم عندما قالت: "انزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين" ففي وقت كانت تمر بلادنا الحبيبة في محنة ولم يكن أحد يدري كيف تخرج منها وإذ بأبونا سمعان يدعوا الجميع الى الصلاة ليكون يوم 11/11 يوما فارقا في حياة مصر وحياة الكنيسة فترى الكل يتوحد تحت راية واحدة.. ومن لم يهتز وهو يرى هذا الجمع من الخدام والمرنمين يقفون صفًا واحدًا بصلاة وصرخة واحدة ويسمع أكثر من 20 ألف شخص ينادون من كل قلوبهم "يسوع.. يسوع" ويستجيب الرب وتتخلص مصر من حكم كنا نظن انه لن يرحل ابدًا ويتعظم اسم يسوع ويدفع ابونا سمعان ثمنا غاليا لمحبته للمسيح ومحبته لجسد المسيح وايمانه بوحدة الجسد.".

واختتم بالقول: "اريد ان اختم بما قاله كاتب سفر العبرانيين عن ابطال الايمان الذي لا اشك ان ابونا سمعان واحدا منهم: "وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم.." عب 11، رحل ابونا سمعان لكنه ترك لنا ارثًا نفتخر به جميعًا واثق انه ترك تلاميذ تتبع منهجه وايمانه ويشجعنا ان نكمل الصلاة لأجل وحدة جسد المسيح."

في عدد البوابة نيوز



 

 


 

الباحث نجاح بولس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاقباط البابا شنودة الثالث القمص سمعان إبراهيم دير القديس سمعان الخراز دیر القدیس سمعان الخراز القمص سمعان إبراهیم هذا المکان لم یکن کاهن ا جمیع ا

إقرأ أيضاً:

“العملية البرية” جنوب لبنان.. تورطٌ في استنزاف مفتوح أم تدحرجٌ نحو حرب كبرى؟

يمانيون – متابعات
مع اقتراب انتقال الحرب “الإسرائيلية” على غزّة إلى المرحلة الثالثة، ارتفع منسوب التهويل “الإسرائيلي” بخيارات عدوانية باتجاه لبنان متعددة، ومن ضمنها شنّ عملية برية محدودة في جنوب الليطاني. مع ذلك، لا يجري التداول بهذا السيناريو كونه المفضل أو له الأولوية؛ وإنّما الخيار المعتمد في هذه المرحلة هو العمل على استنفاد الخيار السياسي على أمل التوصل من خلاله إلى اتفاق. وإذا لم تنجح هذه المساعي؛ عندها يجري الانتقال إلى الخيارات البديلة، ومن ضمنها العملية البرية المحدودة، بحسب سيناريو العدو.

الدوافع

– التحولات المفاهيمية التي استجدت في أعقاب “طوفان الأقصى” على الفكر الاستراتيجي “الإسرائيلي”، في التعامل مع المخاطر المتموضعة على حدود الكيان. وبموجب ذلك، ينبغي على جيش العدوّ إزالة أي وجود لقوى معادية قريبة من الحدود يمكن لها أن تفاجئ “إسرائيل” بخيار شنّ هجوم مشابه لــ”طوفان الأقصى”.

– فشل جيش العدوّ في تحقيق الأهداف المؤملة، خلال نحو تسعة أشهر من الحرب. فلا هو استطاع تفكيك العلاقة بين جبهة لبنان وغزّة، ولا نجح في ردع حزب الله عن مواصلة العمليات، ولا استطاع فرض معادلة تمنح العدوّ هامشًا أوسع من المبادرة والرد.

– ضغط الجمهور “الإسرائيلي” المتواصل من أجل إبعاد خطر حزب الله عن الحدود، وتأكيد النازحين من المستوطنات على عدم العودة ما داموا لا يشعرون بالأمن والأمان، وذلك لا يتحقق عبر تسويات وإنما عبر ضربة عسكرية تعيد إنتاج الواقع القائم على حدود لبنان.

– إدراك قيادة العدوّ الحاجة الملحّة إلى ترميم قوة الردع التي تهشمت على وقع المعارك المستمرة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.

– اقتراب الانتقال إلى المرحلة الثالثة في قطاع غزّة التي وصفها رئيس وزراء العدوّ بأنها سياسة “جز العشب”. ويعني ذلك، أن “إسرائيل” أصبح بإمكانها نقل جزء أساسي من التركيز السياسي والعملياتي باتّجاه حدود لبنان.

مخاطر وقيود

مع ذلك، يواجه هذا الخيار مجموعة من المخاطر والقيود التي انعكست في معارضة عدد من قادة الجيش والخبراء والمعلقين العسكريين، له. ومن أبرزها:

– الأثمان التي يمكن أن يدفعها جيش العدوّ بعدما اتضح حجم التطور الذي يملكه حزب الله في مواجهة القوات البرية والمدرعات؛ حيث تبحث مسيراته وصواريخه المزودة بالكاميرات عن نقاط تمركزها داخل مناطق الجليل لاستهدافها.. فكيف إذا ما أرادت التوغل بريًا في الأراضي اللبنانية؟!

– احتمال أن يتجاوز ردّ حزب الله على هذا التوغل البري قواعد الاشتباك السائدة. ولا يوجد ما يضمن أن يتعامل حزب الله مع العملية البرية على أنها هجوم محدود. وفي هذه الحال؛ من المرجح أن تتدحرج العملية المحدودة نحو معركة كبرى على خلاف تقديرات ورهانات العدو. ومن هناك سيكون من السهل التدحرج نحو حرب إقليمية.

– بالموازاة، يوجد العديد من التقارير “الإسرائيلية” التي تؤكد بأن الجيش غير مستعد لمعركة بهذا الحجم، وما يؤكد هذا التصور كونها تأتي بعد تسعة أشهر من المعارك المتواصلة. وبعدما ثبتت محدودية قوة جيش العدوّ بمنسوب أقل بكثير مما كان يفترضه كثيرون. يُضاف إلى ما تقدم العديد من التقديرات التي تحذر من أن أي حرب كبرى ستُلحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والصناعية “الإسرائيلية”. وهذا ما حذر منه أيضًا وزير الحرب الأميركي لويد اوستن.

في الخلاصة، من الواضح أن التلويح بالعملية البرية المحدودة أتى بديلًا عن بدائل أخرى، وفي محاولة تجنب أشدها خطورة وتحديدًا الحرب الشاملة. خاصة بعد فشل سياسة الاستهداف الموضعي والضربات الجوية التي فشلت أيضًا في تدمير منشآت استراتيجية موجودة على مسافة غير بعيدة من الحدود، كما أكدت صحيفة “يديعوت احرونوت”.

مع ذلك، يبقى أن من ضمن السيناريوهات التي يخشاها قادة العدوّ أيضًا، ما حذر منه عدد من كبار ضباط الجيش بأن سيناريو العملية البرية قد يؤدي إلى التورط في حرب استنزاف مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى تعميق هزيمتها ومُفاقمة مأزقها.

مقالات مشابهة

  • بعد 55 سنة خدمة كهنوتية.. رحيل كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالإسكندرية
  • القمص سمعان راتب يترأس أنشطة الأقباط بمناسبة "صوم الرسل".. شاهد
  • القمص تيموثاؤس يبدأ فعاليات صوم الرسل بكاتدرائية أبي سيفين
  • سر كلمات أوصى بها النبي.. «حياتك هتتغير لو حرصت عليها»
  • “العملية البرية” جنوب لبنان.. تورطٌ في استنزاف مفتوح أم تدحرجٌ نحو حرب كبرى؟
  • الأقباط يحتفلون بالذكرى الـ42 على سيامة القمص باخوم عطية
  • مطرانية بني سويف تحتفل بالذكرى الـ٢١ على سيامة القس ابراهيم القمص عازر
  • كواليس اللحظات الأخيرة قبل إرسال قائمة الأولمبياد.. أزمة كبرى تهدد المنتخب «خاص»
  • المحبة المتدفقة.. البابا تواضروس يتحدث عن مؤهلات الخدمة
  • تفاصيل عظة البابا تواضروس بالإسكندرية.. أشاد بالخدمات وشجع الشباب