تقرير: الاحتلال سيواصل عدوانه على غزة بعد حصوله على ضوء أخضر أمريكي
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أكد تقرير استراتجي أصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وفي أعقاب حصول الاحتلال الإسرائيلي على ضوء أخضر أمريكي، ودعم غربي، وصمت عربي، سيواصل عدوانه على قطاع غزة ما دام يشعر أنه يحقق نتائجه المرجوة، من وجهة نظره.
ويسعى تقرير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وهو من إعداد الدكتور عدنان أبو عامر، خبير الشؤون الإسرائيلية، لتحديد وجهة هذا العدوان، وأين سيصل، وهل سيشمل عملية برية، وكم عمقها الجغرافي، ومداها الزمني، وما هي الدلالات السياسية والعسكرية لهذا العدوان.
فقد شهد قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عدواناً إسرائيلياً واسعاً أسماه "السيوف الحديدية"، استهدف جباية ثمن باهظ من المقاومة الفلسطينية التي نفذت عملية "طوفان الأقصى" في مستوطنات غلاف غزة في اليوم ذاته، وقد طال العدوان مختلف مرافق الحياة في القطاع، وأدى لاستشهاد أكثر من ألفي شهيد وإصابة قرابة سبعة آلاف آخرين حتى الآن، ودمار هائل شمل عشرات الأبراج السكنية والمنشآت المدنية والجامعات والمدارس والمراكز الصحية، وسط دعم أمريكي غير مسبوق، مما يفسح المجال أمام عدوان قد يمتد وقتاً إضافياً عقب الشروع بتشكيل حكومة طوارئ إسرائيلية مهمتها إدارة الحرب على غزة.
وأشار التقرير إلى أن العملية البرية المتوقعة باتجاه غزة لا تبدو ذات وجه واحد فقط، بل يمكن أن يكون لها العديد من المستويات المحتملة.
وتوقّع أن تُخضع الأوساط السياسية والعسكرية في تل أبيب كلاً منها لمزيد من التمحيص والتحليل، وإجراء موازنة في الكلفة والعائد والجدوى بينها، وأول تلك المستويات هو الاجتياح الكامل، والمقصود به الاحتلال الكامل للقطاع؛ أما الثاني فهو إقامة حزام أمني بمسافة كيلو متر واحد باتجاه حدود القطاع الشرقية؛ والمستوى الثالث تقطيع أوصال القطاع عبر تقسيمه إلى عدة أجزاء؛ والرابع هو التوغل الخاطف لعدة أيام ثم الانسحاب؛ والخامس والأخير هو تنفيذ عمليات الإنزال البحري.
ورجّح التقدير السيناريو المتجه نحو الدمج بينها، بحيث تبدأ العملية بتكثيف القصف باتجاه الحدود الشرقية للقطاع بغية تنظيف المناطق الأمامية للجيش قبيل التوغل، وفي حال شعر الاحتلال بقدرته على التقدم بالتزامن مع تنفيذه لسياسة الأرض المحروقة فقد يسعى للحصول على صورة يقدمها للرأي العام الإسرائيلي في مناطق معينة على مشارف غزة. وفي حال شعر الاحتلال أن السقف الزمني بقي قائماً، وخسائره البشرية محدودة، فقد يواصل عدوانه لجباية المزيد من الأثمان البشرية، وهذه المرة في صفوف قيادات المقاومة السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى استنزاف ما لديها من قدرات صاروخية، بحيث يصل معها إلى ما هدد به الاحتلال من حالة لا تعود تشكل فيها تهديداً حقيقياً عليه.
وأشار الباحث أن المقاومة، التي تبدو متحضّرة لهذا السيناريو، قد تكون أعدّت مفاجآت غير سارة للاحتلال، مما قد يجعلها قادرة على التكيّف مع أي من السيناريوهات المعروضة أعلاه، ولكن الكلفة البشرية الباهظة من المدنيين، وحالات النزوح الجماعي لمختلف سكان القطاع، قد يشكّل على قيادتها عبئاً قاسياً، لا أحد يعلم كيف ستتعامل معه.
وخلص التقدير إلى ضرورة إسعاف قطاع غزة بما يحتاجه من معدات طبية وإنسانية عاجلة، والعمل من خلال القنوات الديبلوماسية لاستصدار مواقف دولية وعربية تحاول كبح جماح الاحتلال عن المضيّ قدماً في مخططاته الدامية ضد القطاع، ووقف استهداف المدنيين، وعدم منحه السقف الزمني الذي يحتاجه لاستكمالها. كما أوصى التقدير بالسعي للتنسيق والتشبيك مع المؤسسات الدولية المؤثرة للضغط على الولايات المتحدة لوقف دعمها للاحتلال في عدوانه الجاري.
ودعا التقدير لاستنهاض الجبهات المجاورة لقطاع غزة للانخراط في المواجهة الدائرة مما يخفف عنه حالة الاستباحة التي يقوم بها الاحتلال.
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الاحتلال عدوانه غزة الفلسطينية احتلال فلسطين غزة اتجاهات عدوان كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يؤكد ضرورة ضمان توزيع المساعدات بعدالة في غزة
أكد مجلس الوزراء الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، ضرورة التنسيق المشترك بين مختلف المؤسسات الإغاثية العاملة في قطاع غزة ؛ بما يساهم في العدالة والشفافية في توزيع المساعدات، وحمايتها من السرقة.
وبحث مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية، التطورات السياسية والميدانية والجهود المستمرة لوقف حرب الإبادة على أبناء شعبنا في القطاع، وتكثيف الضغط الدولي ل فتح المزيد من المعابر وإدخال كميات أكبر من شحنات المساعدات.
واطلع المجلس على عرض من وزير الصحة ماجد أبو رمضان حول استمرار استهداف الاحتلال للمرافق الطبية في قطاع غزة، وآخرها حصاره المشدد وتدمير بعض أقسام مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، ودعوة قوات الاحتلال للطواقم الطبية والمرضى إلى إخلائه، والاتصالات الدولية التي تُجريها الوزارة مع مختلف الشركاء الدوليين لوقف جرائم الاحتلال بحق القطاع الصحي، كما استعرض جهود "الصحة" في تعزيز طواقمها في المرافق الصحية في محافظة جنين.
كما استمع المجلس لعرض من وزير الداخلية اللواء زياد هب الريح حول التطورات الميدانية في مخيم جنين، والجهود المبذولة لضمان السلم الأهلي وتطبيق القانون وتوفير الأمن والحماية لأبناء شعبنا، وحرص المؤسسة الأمنية على صون وسلامة المواطنين أثناء العملية الميدانية لإنفاذ القانون، فيما أكد المجلس ضرورة تعزيز صمود أبناء شعبنا، والإيعاز لمدراء المؤسسات الحكومية بتعزيز الوجود الميداني والوقوف أكثر على احتياجات المواطنين.
وأقر مجلس الوزراء، إطلاق عملية التخطيط الإستراتيجي لإعداد الخطط الإستراتيجية لأعوام 2025-2027، المستند إلى رؤية فلسطين موحدة، والبرنامج الوطني للتنمية والتطوير والمكون من 7 مبادرات حكومية و4 ركائز أساسية للإصلاح المؤسسي وتحسين جودة الخدمات، إلى جانب خطة إعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة، إذ ستقوم كل الدوائر بإعداد خططها الإستراتيجية بالشراكة مع مختلف مكونات المجتمع، والمتوقع اعتمادها نهاية الربع الأول لعام 2025، لإطلاقها بالتزامن مع الموازنة العامة.
كما أقر المجلس اعتماد تطبيق الرقم القياسي لأسعار تكاليف البناء للمشاريع الإنشائية في المحافظات الشمالية على المشاريع التي توقف العمل بها نتيجة العدوان على قطاع غزة، أو انتهت قبل العدوان ولم يتم إغلاق ملف المشروع وإصدار المطالبة النهائية، بالإضافة إلى المشاريع المستقبلية في المحافظات الجنوبية، إلى حين توفر إمكانية تحديث أسعار تكاليف البناء فيها.
وصدّق المجلس على تعيين 15 موظفا ما بين كاتب قضائي وكاتب تبليغات لتعزيز عمل محاكم التسوية وتسريع البت في الملفات والقضايا المنظورة أمام هذه المحاكم، وبما يسهم في تعزيز حقوق المواطنين ويدعم جهود الإصلاح الحكومي.
كما صدّق، على توفير لقاحات بيطرية ضمن منحة منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، وذلك لتطعيم أكثر من 830 ألف رأس من الماشية ضد 4 أنواع من الأمراض، لحماية الثروة الحيوانية وتعزيز صمود المزارعين.
المصدر : وكالة وفا