الصابون النابلسي.. صناعة تقليدية وهوية تراثية فلسطينية تكافح الاندثار
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
بطريقة تقليدية يعود عمرها إلى مئات السنوات، يحافظ الفلسطينيون في مدينة نابلس، شمالي فلسطين، على صناعة الصابون من زيت الزيتون.
تشتهر نابلس بصناعة الصابون النابلسي، والتي تعد إحدى أشهر الصناعات التي لا تزال تحافظ على طريقتها التقليدية، رغم التطور الذي طال معظم الصناعات.
فرغم الحداثة، في نابلس 4 مصابن تعمل بطريقة تقليدية حتى اليوم، من بينها "صبانة طوقان" وسط المدينة، والتي أنشئت عام 1872 في العهد العثماني.
وتظهر جولة في "صبانة طوقان" كيفية صناعة الصابون النابلسي، ففي الورشة الواقعة على ميدان الشهداء وسط نابلس، يعمل نحو 10 من العمال الفلسطينيين على صب الخليط في أرضية المصنع، بعد عملية طبخ على النار تستمر 5 أيام.
أحمد دويكات أحد موظفي مصبنة طوقان، يقول "أعمل في مصبنة طوقان منذ ما يزيد على 30 عاما، وما تزال الطريقة ذاتها تستخدم، ويعد زيت الزيتون المكون الرئيسي للصناعة".
وبيّن دويكات، في حديثه للأناضول أن "الخليط أو ما يسمى بالطبخة يُستخدم في الخليط زيت الزيتون والصودا الكاوية والمياه، وتستمر عملية الطهي مدة 5 أيام متتالية".
ويقدم دويكات شرحا لصناعة الصابون، بعد أن ينهمك العمال في نقل طبخة الصابون وصبها على أرضية مخصصة في الطابق العلوي من المصنع، وتركها لتجف مدة 24 ساعة، تبدأ عملية التقطيع، وتتم كل العمليات بطريقة يدوية.
ويشير دويكات إلى أن الصابون -وبعد التقطيع- يتم ترتيبه على شكل أبراج أسطوانية تاركين بينها فتحات للسماح بدخول الهواء.
ويترك الصابون على هذا النحو مدة 30 يوما، ويعرض للهواء ليجف بصورة كاملة صيفا، غير أن الكمية ذاتها تحتاج إلى نحو 60 يوما لتجف في فصل الشتاء.
وتعد عملية لف القطع بالغلاف الورقي المرحلة الأخيرة قبل عرضها للبيع أو تصديرها.
ويقول نائل القبج مدير شركة طوقان للصابون النابلسي، إن الصابون أهم سمات الهوية التراثية في مدينة نابلس، وما يزال يحافظ على شهرته، رغم المنافسة الكبيرة من الصابون المستورد.
وأشار القبج إلى أن "السمة الرئيسية في الصابون النابلسي عدم استخدام أي ألوان أو معطرات، وبقائه على ما هو عليه منذ مئات السنوات". ولفت إلى أن "الكمية المنتجة في المصنع تراجعت من 600 طن إلى 300 طن سنويا، جراء منافسته من قبل الصابون المستورد ذي الروائح والألوان، والمبيع بأسعار أقل، وانتهاج السلطة الفلسطينية سياسية السوق المفتوح".
ويشيد القبج بالصابون النابلسي، ويقول "يخلو الصابون النابلسي من أي مواد كيميائية أو شحوم أو زيوت غير صافية، لذلك يفضله كثيرون".
ويُعد القبج شحنة من الصابون لتصديرها إلى دولة الكويت، ويقول إن غالبية إنتاج مصنعه يسوق في الأسواق الأردنية ومحليا، في ما تصل كميات أخرى لبعض الدول العربية والأسواق الأوروبية كسويسرا وبريطانيا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ويرفض القائمون على شركة صبانة طوقان الانتقال إلى الصناعة الحديثة، وعن ذلك يقول القبج "هذه صناعة تقليدية وتراثية والمحافظة عليها سمة مهمة نتمسك بها. وتخضع منتجات المصبنة للرقابة من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية، إلى جانب المواصفات والمقاييس في المملكة الأردنية".
ويعود عُمر مبنى صبانة طوقان إلى ما يزيد على 150 عاما، وتحول المبنى والمصنع لمزار سياحي، يقصده السياح الأجانب والمحليون.
وعن ذلك يقول القبج إن "تمسكنا بالصناعة التقليدية القديمة جعل من المصنع مقصدا للسياح".
وأشار إلى أن أبواب المصنع "تفتح يوميا أمام السياح الذين يعشقون كل ما هو قديم، يأخذهم إلى عالم آخر لم يعيشوه".
وكان في نابلس -في منتصف القرن الماضي- نحو 52 صبانة، في حين تعمل 4 منها فقط اليوم، كما تم تحويل عدد من المصابن المتوقفة إلى مخازن للبضائع، أو متاحف ومراكز ثقافية، وفق أيمن أبو سير المختص بتاريخ وصناعة الصابون النابلسي.
وأشار أبو سير في حديثه للأناضول، إلى أن نابلس "تعرف بعاصمة الاقتصاد الفلسطيني وصناعة الصابون تحديدا".
وبيّن أن ذلك يأتي "لوجود المدينة في منطقة تشتهر بزراعة الزيتون، إذ يعد زيتها المكون الرئيسي لصناعة الصابون".
ولفت إلى أن تراجع صناعة الصابون النابلسي؛ بسبب غزو الأسواق الفلسطينية بأنواع الصابون المعطر والشامبوهات، وغيرها من صناعة المنظفات الحديثة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: زیت الزیتون إلى أن
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية تعقب على عملية الطعن في حيفا
أصدرت فصائل فلسطينية، اليوم الاثنين 3 مارس 2025، بيانات صحفية منفصلة عقبت من خلالها على عملية الطعن التي وقعت اليوم في محطة الحافلات المركزية بمدينة حيفا ونتج عنها قتيل وإصابات واستشهاد منفذها.
وفيما يلي نصوص البيانات كما وصلت "سوا":
حركة حماس :
▪️ نُبارك العملية البطولية التي نفّذها أحد أبطال شعبنا في محطة الحافلات المركزية في مدينة حيفا المحتلة صباح اليوم الاثنين.
▪️ تأتي هذه العملية في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا في الضفة و غزة و القدس وعمليات القتل والتدمير والنزوح القسري المتصاعدة في مخيّمات شمال الضفة الغربية والحصار المطبق المستمر على قطاع غزة إلى جانب مشاريع تفريغ الأغوار من الفلسطينيين والاستمرار في تدنيس المسجد الأقصى المبارك.
▪️ ندعو جماهير شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد المواجهة مع العدو والاشتباك معه بكل الوسائل الممكنة فالمقاومة ماضية حتى تحرير الأرض والمقدسات وطرد المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصرع شقيقين جراء حريق اندلع في منزلهما في العيزرية شهداء وإصابات في عدوان إسرائيلي على خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة الاحتلال يعتقل ستة مواطنين من بيت لحم الأكثر قراءة قائمة مشتريات رمضان مكتوبة 2025 دليل شامل ديرمر يبلغ الإدارة الأميركية خطة نتنياهو بشأن غزة ورفضه المرحلة الثانية الرئاسة تحذّر من تصعيد قوات الاحتلال عدوانها المدمر على شمال الضفة منظمة دولية حقوقية تدعو الاتحاد الأوروبي إلى إدانة جرائم إسرائيل عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025