بذور الكتان قد تكون سامة.. علماء يوضحون
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
تتمتع بذور الكتان بسمعة كونها صحية للغاية ولكن اتضح أن استخدامها يمكن أن يسبب التسمم، ووفقا لعلماء من هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA)، فإن تناول بذور الكتان يمكن أن يؤدي إلى التسمم بالسيانيد.
لا يحتاج أتباع أسلوب الحياة الصحي إلى الحديث عن هذا المنتج لفترة طويلة، وبذور الكتان غنية بالألياف وأحماض أوميغا 3 الدهنية وغيرها من العناصر الدقيقة القيمة لتحسين الصحة؛ غالبًا ما يُنصح بإضافتها إلى الأطباق المختلفة.
وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن استهلاك بذور الكتان يساعد على خفض مستويات الكوليسترول في الدم، ويمنع تطور تصلب الشرايين، ويحمي من تطور ارتفاع ضغط الدم وعلى وجه الخصوص، فإن الاستهلاك اليومي لثلاث ملاعق من البذور لمدة ستة أشهر يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم المرتفع بنسبة تصل إلى 10 نقاط.
لكن تقرير الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية يشير إلى أن ثلاث ملاعق صغيرة فقط من بذور الكتان كافية لشخص بالغ لزيادة خطر التسمم بالسيانيد.
ووفقا للخبراء، فإن بذور الكتان، بالإضافة إلى جميع المواد المفيدة، تحتوي أيضا على المركب العضوي أميغدالين (جليكوسيد السيانوجين)، الذي ينتج غاز السيانيد ويقول الخبراء إن التسمم به قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
علامات تدل على التسمم
العلامات الأولى لهذا التسمم هي الصداع وعدم انتظام ضربات القلب ومشاكل في التنفس.
أيضًا، وجد باحثون من الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) أن بذور الكتان المطحونة تطلق موادًا ضارة أكثر بكثير يمكن أن تؤدي إلى تسمم السيانيد.
وقال تقريرهم: "مع الأخذ في الاعتبار جميع الشكوك، لا يمكن استبعاد الخطر على الفئات العمرية الأصغر سنا من استهلاك بذور الكتان المطحونة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكتان بذور الكتان التسمم بذور الکتان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أن تكون نازحا!
مما يزيد في صدق كتابة الإنسان وجعل ما يكتبه يلامس قلوب القراء، معايشته تفاصيل القضية التي يكتب عنها، سواء فرحا أو حزنا، وإلا سيقل تأثير الكاتب بالقرّاء، وسيفتقدون دسم الدهشة في كلماته.
حاولتُ مرارا الكتابة عن تجربة النزوح والنازحين، لم يكن الأمر سهلا، ولم تسعفني الكلمات؛ لأني لم أكن أحد أعضائها بالمعنى الدقيق للكلمة بعد، صحيح أنني كنتُ مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لكن لم أعش بخيمة، على اعتبار أن محافظتي لم يصلها إشعار بالإخلاء بعد، وهنا يمكن الاستعانة بالمثل الشعبي القائل "الشوف مش زي الخراف" يعني "من يرى ليس كمن يسمع".
أما منذ شهر أيار/ مايو 2024 إلى الآن -وإلى أجلٍ غير مسمى- فقد دخلتُ نادي النازحين بما فيه من ألمٍ ومعاناة، فالآن أكتبُ ودمعُ العينِ ينسكبُ عن تجربةِ النزوح.
فالنزوحُ أيها السادة ليست كلمة تُقال، أو فعلا يمارسه الإنسان وهو في كامل الفرح والسرور، بل يمارسه وهو في كامل القهر والحرمان، وهو أن يخرج من بيته بعد وصول إخطار له من طائرات الاحتلال، أو وصول صواريخ الاحتلال لتجبره دونما تفكير على إخلاء بيته أو منطقة سكناه ليصبح هائما على وجهه يبحث عن مأوى له ولعائلته، وهنا يُصاب الإنسان بالخوفِ والقهر حين يشعر بأن عليه إخلاء بيته الذي بناه على مدار سنوات، وله في كل ركنٍ درايةٌ ورواية.
لقد كنت مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، والذي يحتوي على 100 خيمة بعدد أفراد يصل إلى 800 شخص، ولكل فرد احتياجات حسب سنه وجنسه.
كنت أتابع أمورهم باهتمام وتلبية ما يمكن من احتياجاتهم من خلال التواصل مع المؤسسات المانحة والداعمة، كما كنا ننفذ أنشطة ترفيهية خاصة بالأطفال وندوات توعوية للنساء، وفتحنا مركزا لتحفيظ القرآن كان مقره في الطابق الثاني من بيتي حتى نشعرهم بالأمان.
كنت أرى في أعينهم الأسى وأستمع لقصصهم فلكل إنسان قصة، منهم من كان يتجهز للسكن في شقته الجديدة الجاهزة لكن الحرب لم تمهله، ومنهم من لم يمر على سكنه في شقته سوى أيام أو أشهر قليلة، ومنهم من لم ينته من تجهيز بيته، ومنهم من لم يسدد أقساط بيته الجديد بعد، ولكل نازح رواية لا تكفي لسردها ألف ليلة وليلة.
وبالعودة لعنوان المقال، فـ"أن تكون نازحا!"، يعني:
- أن تبدأ رحلة البحث عن مقومات الحياة من مأكل ومشرب وملبس منذ طلوع الشمس حتى بعد غروبها، وأبسط مثال قد تمشي مسافة نصف كيلومتر حتى توفر عبوة ماء.
- أن تقضي وقتا طويلا في البحث عن الحطب والكرتون لمعاونة زوجتك في صناعة الخبز لأطفالك في ظل انعدام الغاز.
- أن تبقى لمدة أسبوعين وأكثر دون استحمام، وملابسك دون تبديل؛ لأنك لم تتمكن من إحضار ملابسك كاملة حين غادرت منزلك..
- أن قضاء حاجتك يسبب لك حرجا، فكل مخيم فيه حمام عام، ودخولك أنت أو أحد أفراد أسرتك للحمام يشعركم بالحرج خاصة النساء، وحتى الحمامات التي تكون داخل الخيمة تخضع لقانون الدور والترتيب.
- إن معاناتك تتفاقم بوجود أطفال ومرضى وكبار السن، فجميعهم يحتاجون لطعام خاص ورعاية خاصة وهدوء وراحة، وهذه الأمور يتعذر توفرها دوما.
- ألا تشعر بالأيام وهي تمر سريعا، فما أن يبدأ الأسبوع حتى ينتهي، وربما هي نعمة.
- أن تهتم بمتابعة الأخبار لتعرف أين وصلت الأمور، ثم تصاب بخيبة أمل حين لا تأتي الأخبار بما يسر القلب.
- أن تصبح خبيرا بكل أنواع الطقوس المجتمعية التي كانت في بلدك وأنت لا تعرفها.
- أن تفرق بين المهم والأهم، والضروري العاجل والضروري غير العاجل.
- أن تدرك أن قيمة المرء فيما يحسنه.
- أن تتأكد بأنك قد تصبح الشهيد التالي.
لكن رغم المصائب في غزة، وخاصة في مخيمات النزوح، رأينا الأمل والعزة والفخر في نفوس الناس فمنهم من تزوج في الخيمة، ومن ناقش رسالة الماجستير في الخيمة، ومن وضعت مولودها في الخيمة، وحفظ القرآن في الخيمة، ومنهن من تَكوّن في رحمها جنينٌ وهي في الخيمة، ومنهم من أكمل فصله الأخير في الجامعة للحصول على بكالوريوس تربية إسلامية وهو في خيمة مثل كاتب هذا المقال.
إجمالا، ما سبق هو غيض من فيض مما نعانيه في مخيمات النزوح، لكن يبقى أملنا بالله قويا ليرزقنا نصرا مؤزرا قريبا عاجلا إن شاء الله، رغم عواصف الشتاء.
وللحديث بقية مع الجرح الثالث من جروح النزوح.