هل تساءلت يوماً ما إذا كان دماغك مترابطًا بشكل مختلف عن الآخرين؟ قد تكون على حق. تتناول دراسات جديدة كيفية عمل أدمغتنا على المستوى الخلوي، إذ كشف العلماء عن أطالس (جمع أطلس) مفصلة للغاية للدماغ، نُشرت في مجموعة مكونة من 21 بحثًا

وتعد هذه الدراسات أول رحلة إلى الفهم العميق للدماغ البشري على المستوى الخلوي حسب تأكيد أحد المشاركين الباحثين، لأجل فهم تعقيدات عمل الدماغ.



تساعد الدراسات على إنشاء خرائط مختلفة للدماغ، حيث توفر كل خريطة معلومات تكميلية عن الدماغ، وتتناول هذه الدراسات الخرائط الدماغ بمقاييس مختلفة - من الجينات، إلى الخلايا، إلى الهياكل الخلوية، إلى مناطق الدماغ الأكبر، وأخيراً الدماغ ككل. والهدف من هذه الدراسات هي تعزيز فهمنا للدماغ والعقل، وحل الألغاز حول أمراض مثل الزهايمر والفصام والاكتئاب.

وقال جوزيف إيكر، عالم الأحياء في معهد معهد سولك للدراسات البيولوجية: "إن هذه المجموعة من الدراسات هي محاولة لفهم الدماغ البشري وتطوره على مستوى أكثر تفصيلاً. وهي تركز على الوحدات البنائية للدماغ، بدءاً بالخلايا".

تعد هذه الدراسات جزءًا من مبادرة BRAIN (دماغ) التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى كشف أسرار الدماغ. إنه واحد من العديد من المشاريع التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات حول العالم والتي تهدف إلى إنشاء أطالس شاملة للدماغ.

علاج أمراض الدماغ هو الهدف النهائي من هذه الدراسات، ويقول باتريك هوف، عالم الأعصاب في مدرسة طب ماونت سيناي في نيويورك: "لم تكن لدينا رؤية شاملة للدماغ الطبيعي بتفاصيل كافية لمساعدتنا على فهم أمراض الدماغ. ونحن الآن نقترب من هذا".

ويقول هوف إن المهم هنا هو أننا ننشئ أطالس للدماغ خلال تطوره - من مراحل الجنين إلى الشيخوخة. عندها فقط يمكننا أن نفهم تماماً الأخطاء التي تحدث في الدماغ، ومن ذلك اضطرابات النمو كاضطراب طيف التوحد، والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والفصام، والأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.

ويؤكد إيكر أن عمل علماء الأعصاب معاً في مشروع مماثل يمثل تحولاً علمياً وثقافياً، وتعد هذه الدراسات الجديدة هي المسودة الأولى للدماغ البشري، وهي تندرج ضمن مبادرة BRAIN التي تهدف إلى تقديم أول أطلس كامل لدماغ الفأر في أوائل عام 2024، على أن يتبعه الدماغ البشري في السنوات اللاحقة.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: هذه الدراسات

إقرأ أيضاً:

4 فوائد صحية للتثاؤب

أميرة خالد

كم مرة وجدنا أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة؟

غالبا ما نربط التثاؤب بالشعور بالتعب أو الملل، أو نجد أنفسنا نتثاءب بشكل لا إرادي عندما يتثاءب شخص بجوارنا، أو حتى عندما نكون في اجتماع ممل، أو منغمسين في قراءة كتاب، أو سارحين في أحلام اليقظة لكن العلم يكشف لنا عن جوانب أخرى مدهشة لهذه الظاهرة الجسدية الشائعة.

فخلافا للاعتقاد الشائع بأن التثاؤب هو مجرد إشارة من الجسم للحاجة إلى الراحة، هناك عوامل أخرى تؤدي في النهاية إلى التثاؤب، والتي تعرفنا على ماذا تدل كثرة التثاؤب؟ وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أسباب التثاؤب؟

يعد من أبرز أسباب التثاؤب، استعادة الانتباه، فلا يقتصر التثاؤب على أوقات الشعور بالنعاس فقط، بل قد يحدث أيضا عند الشعور بالملل أو حتى عند التعرض لمحفزات مفرطة، قد يتباطأ نشاط الدماغ، في هذه الحالات، ويأتي التثاؤب كآلية لإعادة تنشيطه واستعادة الانتباه.

وفقا للتقارير العلمية، يؤدي التثاؤب إلى تمدد عضلات الوجه والصدر، وتحسين تدفق الدم، وإعطاء الجسم دفعة طاقة بسيطة، إنها طريقة الجسم الطبيعية لإزالة “الضباب العقلي” والحفاظ على اليقظة، حتى في غياب الشعور بالتعب، لذا، إذا وجدت نفسك تتثاءب أثناء اجتماع ممل، فقد يكون ذلك مجرد محاولة من دماغك لإعادة ضبط نشاطه.

تشير دراسة نشرت عام 2014 في مجلة “Physiology & Behaviour” إلى دور محتمل للتثاؤب، وهو تبريد الدماغ وتحسين أدائه، فعندما ترتفع درجة حرارة الدماغ نتيجة لجو حار أو لعدم الانشغال الذهني الكافي، قد يبدأ في العمل ببطء.

هنا يأتي دور التثاؤب العميق، الذي يسحب كمية كبيرة من الهواء البارد إلى الجسم، مما يساعد على خفض درجة حرارة الدماغ وبالتالي تحسين القدرة على التفكير والتركيز، وهذا يفسر سبب زيادة التثاؤب في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة أو عند الشعور بالملل.

أما عن سبب التثاؤب عند رؤية شخص يتثاءب، أو ما يطلق عليها ظاهرة التثاؤب المعدي ليست مجرد رد فعل تقليدي بسيط، بل هي سلوك متأصل بعمق في طبيعتنا الاجتماعية.

وأوضح العلماء أنه عندما نشاهد شخصا يتثاءب، تنشط خلايا عصبية متخصصة في الدماغ تعرف باسم الخلايا المرآتية، وهي الخلايا التي تجعلنا “نشعر” بما يفعله الآخرون، هذا التنشيط يؤدي بدوره إلى تحفيزنا على التثاؤب تلقائيا.

تلعب الخلايا المرآتية دورا محوريا في قدرتنا على “الشعور” بتجارب الآخرين. فعندما نرى شخصا يتثاءب، تبدأ هذه الخلايا في إطلاق إشارات عصبية في دماغنا، مما يحفزنا على تقليد هذا الفعل.
وفقا لتقرير صادر عن صحيفة هندوستان تايمز، فإن التثاؤب يكون أكثر عدوى بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات عاطفية متينة، وهذا يعني أن هذه الظاهرة لا تقتصر على مجرد التقليد الآلي، بل ترتبط ارتباطا وثيقا بمفهومي التعاطف والتواصل الاجتماعي.

لذلك، كلما كانت العلاقة بين شخصين أقوى وأكثر حميمية، كما هو الحال بين الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة، زادت احتمالية انتقال التثاؤب بينهم.

يعود ذلك إلى الميل الطبيعي لأدمغتنا إلى التزامن مع سلوكيات الأشخاص الذين نشعر تجاههم بالود والمحبة، لذا، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تتثاءب لا إراديًا بعد رؤية شخص آخر يفعل ذلك، تذكر أنها علامة خفية تدل على قوة الرابطة الاجتماعية التي تجمعكما.

سببا أخر النضج والنمو، الأطفال الصغار، الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات غالبا ما يتثاءبون بشكل أقل استجابة لتثاؤب الآخرين، وذلك لأن مهاراتهم في التعاطف لا تزال في مراحل النمو والتطور، لذلك، مع تقدمنا في العمر واكتسابنا المزيد من النضج العاطفي، تصبح أدمغتنا أكثر حساسية لتقليد سلوكيات الأشخاص المحيطين بنا، بما في ذلك التثاؤب.

وأثبتت الأبحاث أن ظاهرة التثاؤب المعدي ليست دائمة، فلدى كبار السن، وخاصة أولئك الذين يعانون من تدهور في الوظائف الإدراكية أو الخرف، قد يصبح التثاؤب المعدي أقل تكرارا، مما يشير إلى وجود علاقة بين القدرات الإدراكية والاستجابة لهذا السلوك الاجتماعي المثير للاهتمام.

ما هي فوائد التثاؤب؟
هناك العديد من فوائد التثاؤب والمزايا التي تعود على الشخص من وراء التثاؤب، أبرزها:

تحفيز الجهاز العصبي
يمكن أن يحفز الشهيق العميق والتمدد المصاحب للتثاؤب الجهاز العصبي الودي. هذا الجهاز المسؤول عن استجابة الكر أو الفر لزيادة اليقضة.

زيادة الأكسجين
يساعد التثاؤب على إدخال كمية كبيرة من الأكسجين إلى الجسم، والتي يمكن أن تساهم بدورها في تنشيط الدماغ وجعل الشخص يشعر بمزيد من الانتباه.

تخفيف الضغط في الأذنين
عندما تتثاءب، تنفتح القناة السمعية، أو الأنبوب الذي يربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الحلق، مما يسمح للهواء بالدخول أو الخروج من الأذن الوسطى وموازنة الضغط.

تغيير الحالة
يمكن أن يكون التثاؤب بمثابة إشارة للجسم بأنه يمر بمرحلة انتقالية، مثل الانتقال من اليقظة إلى النعاس أو العكس، بمعنى آخر، يمكن أن يكون وسيلة الجسم لتهيئة نفسه إلى هذه الحالة الجديدة.

متى يكون التثاؤب خطيرا؟
لا يكون التثاؤب خطيرا، في الغالب، ونادرا ما يعتبر تكراره أو الإفراط فيه مرتبطا بشيء يستدعي التدخل، ومع ذلك، يمكن الانتباه في بعض الحالات منها:

التكرار المبالغ فيه
إذا كنت تتثاءب مرات عديدة في الساعة دون سبب واضح للشعور بالتعب أو الملل. أو إذا لاحظت فجأة وبشكل ملحوظ زيادة مفاجئة وكبيرة في عدد مرات التثاؤب.

أعراض أخرى
مع وجود أعراض أخرى مثل ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، أو تسارع ضربات القلب، أو الدوخة، يمكن أن يشير ذلك إلى وجود مشاكل في القلب أو الرئتين.

اقرأ أيضا:

التثاؤب المتكرر: مؤشر على مشاكل صحية خطيرة

 

مقالات مشابهة

  • هكذا تسعى إسرائيل لرسم خرائط جديدة بالمنطقة وليس حماية نفسها
  • "إي أسواق مصر" تساهم في افتتاح "البوابة العظيمة" في الأهرامات بتوجيهات وزارة السياحة
  • أبطال مسلسل ظلم المصطبة يكشفون كواليس اختيار اسم المسلسل
  • رئيس جامعة بنها: حريصون علي الإستثمار في مخرجات البحث العلمي للمساهمة في نمو الاقتصاد الوطني
  • جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين
  • التمويل يصل لـ350 ألف جنيه.. «البحث العلمي»: منح جديدة لدعم الماجستير والدكتوراة | تفاصيل
  • نجوم وصناع ظلم المصطبة يكشفون سر الاسم ومدى ارتباطه بقضية العمل والأحداث
  • باتنة..  إنجاز مستشفى جامعي وملعب كبير
  • 4 فوائد صحية للتثاؤب
  • واجهة Google Maps الجديدة على أندرويد لن تمنعك من تصفح الخرائط في الخلفية