حازت الكاتبة ضحى عاصي مؤخرًا جائزة اتحاد كتاب مصر، عن روايتها "غيوم فرنسية". فالرواية تحكي قصة رحيل عدد من المصريين مع الحملة الفرنسية عام 1801 إلى فرنسا برفقة "الجنرال يعقوب"، أحد أكثر الشخصيات جدلًا في التاريخ نظرا لتعاونه مع الحملة الفرنسية التي احتلت مصر بقيادة نابليون بونابرت. لذلك تناقش ضحى قصة الراوية من خلال الحوار التالي.

..


في البداية أريد أن أعرف.. كيف استقبلتِ خبر فوزك بجائزة اتحاد كتاب مصر؟


اتحاد كتاب مصر كيان قوي ومهم، فعملية تقييم الأعمال المقدمة تتم تحت إشراف لجنة تحكيم تضم كبار الكتاب والنقاد؛ لذلك فحصول أي كاتب على جائزة اتحاد الكتاب شيء عظيم. 
وعامة الحصول على جائزة دليل على نجاح الكاتب، بل ويشجع الناس على القراءة، فالأعمال الإبداعية بشكل عام كثيرة، لكن الآلة الإعلامية وتسويق الكتب ليست قوية بسبب مشكلات التسويق والتوزيع، فمعظم جمهور القراء لا يعرفون أسماء الكتاب؛ لذلك فحصول كاتب على جائزة يقربه من القراء أكثر، ليتعرفوا على أعماله وكتاباته.

حدثينا عن رواية غيوم فرنسية.. ما حقيقة الجنرال يعقوب؟


الرواية تتحدث عن فترة نهاية الحملة الفرنسية في مصر، وموقف الجنرال يعقوب، لمناقشة التغييرات الكبيرة التى حدثت  فى مصر  بدخول الحملة الفرنسية، أما شخصية يعقوب فهو شخصية مثيرة للجدل فنحن نجد أنفسنا بين موقفين، فالموقف السائد عنه  في أغلب الكتب والمقالات أن الجنرال يعقوب أكبر خائن في تاريخ مصر. والموقف الآخر أنه كان يطمح لاستقلال مصر عن الدولة العثمانية. إذن فيعقوب شخصية ملتبسة جدا وجاء حولها أقاويل كثيرة جدا. وفي الحقيقة نحن تعلمنا أن تصدير التاريخ يتم حسب رؤية أو مصالح من يصدر هذا التاريخ.  
 

ولذا فان إعادة قراءة المشهد مهمة جدا فبعد مرور 200 عام علي الحملة الفرنسية، من المفترض أن يوجد وعي و قراءة مختلفة  لذلك كان اهتمامي الأول ألا يعتمد النص على يعقوب،  ولكن أن يكون مناقشًا للأفكار أكثر من أن يتحدث عن شخص، في النهاية لا ندعي أننا نستطيع أن نفهم دوافعه بشكل كامل. لكن نستطيع أن نقرأ المشهد الاجتماعي والثفافى والسياسي لهذه الحقبة، فالأشخاص في النهاية نتاج ظروفهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومواقفهم تكون ناتجة من هذا. 
فقد فضلت طرح الموضوع لمناقشة الحالة المصرية خلال هذا الوقت.

 

كيف حاولت رسم شخصيات الرواية؟

حاولت أن تكون شخصيات الرواية تقريبا شخصيات متخيلة، لكن هذا الخيال مصحوبًا بالواقع المقصود هنا دراسة الواقع التاريخى والاجتماعى والوعى لهذه الحقبة حتى أستطيع أن أرسم شخصيات متخيلة ولكنها تعبر عن زمنها.


وأرى أن هذه الفترة الإرهاصات الأولى لتكوين فكرة الوطنية المصرية، والتي كانت في البداية جزءًا من الخلافة العثمانية وكان متعارفًا عليها، ومقسمة لامبراطوريات، ومصر كانت جزءا من هذه الخلافة. فمن الوارد وجود مصريين قد أرادوا الاستقلال. فعلاقة الحملة الفرنسية بهذا الأمر من الأشياء  المهمة جدًا ولابد أن نتوقف عندها، كما أن اهتمامي كان قراءة المشهد بشكل جيد، أما اختيار الأشخاص فقد كانت مبنية علي إطار التعبير عن الرأي والرغبة بالإحساس بالمواطنة في النهاية يوجد رؤى مختلفة.

 

لماذا سميت الرواية بهذا الاسم "غيوم فرنسية".. وما دلالة ذلك؟


لم يكن العنوان الأول، وكنت أشعر مع كل عنوان أختاره بأنه يمثل جزءًا من العمل، لذا كنت أبحث عن عنوان أكثر تعبيرًا وشمولًا. فالغيوم يأتي بعدها المطر ونهاية الغيوم تأتي الأمطار، فإلاستعمار لابد أن ينتهي في نهاية المطاف.

السحر الأسود .. أبرز القصص عنه في مصر القديمة مفقود منذ آلاف السنين.. الاقتراب من العثور على هرم الملك حوني بسقارة|تفاصيل لماذا ساعد يعقوب في تعزيز الجيش الفرنسي داخل مصر؟

 

التفسيرات التاريخية كثيرة وخاصة أنه فعل ذلك بتكوين فيلق من المصريين  معظم المؤرخين يقولون إنه كان من الأقباط ولذلك سمى الفيلق القبطى ولكن هناك مؤرخين أكدوا أن هذا الفيلق ضم بعضًا من شباب المسلمين من الممكن أن نقرأ أنه فضل هذه القيادة. ومصر في ذلك الوقت لم تكن مستقلة وإنما كانت ولاية عثمانية وعلينا الاختيار بين اثنين مستعمرين من يحكمونا، إما عثمانيا وإما فرنسيًا. فمن الممكن أن يعقوب كان يحلم بجيش لمصر، لهذا انضم للفرنسيين، ومن الممكن أن يكون  هدفه هو تحقيق أهداف وطنية. ومن الممكن ان يكون هذا لمجده الشخصى وتعزيزا لنفوذه لذلك حرصت في الراوية على طرح وجهات النظر المختلفة ولم أتحيز لوجهة نظر معينة لأني لا أعلم أين هي الحقيقة. فلا بد من قراءة مختلفة غير الشكل الذي تم تصديره لنا لوقت طويل وربما هذا السؤال بالتحديد هو ما ناقشته شخصية «فضل» فى الرواية وهو الشاب الذى التحق بجيش يعقوب.


ما سبب عدم رضا رجال الكنيسة عن يعقوب؟


كل مؤسسة دينية تضع شروط الولاء والطاعة بشكل أو بآخر، وإذا لم يستجب لها أحد يكون بالنسبة لهم شخص مغضوب عليه. عامة كان مناخ الثورة على المؤسسات الدينية يجتاح العالم كله، وهذا ما حدث فى  فرنسا فى الثورة الفرنسية فقد قامت الثوره ضد الملك والكنيسه وقد سبق هذه الثوره على الأرض ثورة فكرية حاربت الاستعباد باسم الرب أو الملك.


وقد حاول النص الأدبي تقديم الرؤى المختلفة والأدب ليس دوره وضع  أحكام أخلاقية. وإنما دوره الدخول في أغوار النفس، وبالتالي نستطيع أن نفهمها ونفهم دوافعها.


ما الصعوبات التي واجهتكِ عند كتابة الرواية؟

 

الجزء الأول أن معظم الأبطال على غير ديانتي، وكان من المهم جدًا اقراءة كثيرًا عن الديانة المسيحية والطوائف المختلفة كي أتعرف على بنيه الوعى التى أستطيع من خلالها رسم  الشخصيات   أما الجزء الثاني فهو الكتابة عن زمن لم أعش داخله، وهذا تطلب مني قراءة الكثير في التاريخ والاستعانة بلوحات الفن التشكيلي التي رسمت في هذا الوقت، إذ كانت تضم بداخلها شكل الجنود وشكل الملابس وهذا ساعدني على أن أتصور شكل الحياة وشكل العالم والشوارع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتحاد كتاب مصر استقلال مصر الحملة الفرنسية الدولة العثمانية قاد نابليون بونابرت الحملة الفرنسیة جائزة اتحاد على جائزة من الممکن

إقرأ أيضاً:

بوركيني .. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ مايا الحاج

صدر حديثا عن وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، رواية «بوركيني» للكاتبة مايا الحاج، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي.

في هذه الرواية ترسم الكاتبة اللبنانية مايا الحاج، صورة لامرأة تحمل ذوات متناقضة، فبينما يجنح بعضها للتخفي خلف حجاب، يتجلى بعضها الآخر في لوحاتها، التي تتخذ من جسد الأنثى موضوعا لها. تجد السلام الروحي في حجابها، وتشعر تجاهه في الوقت ذاته بعدم الانتماء. تهرب عبر ارتدائه من محاولات تشييء المرأة، وتدرك أنه أودعها قيد التمييز والتصنيف، هذا الخليط من التناقضات يقود البطلة إلى صراع داخلي، يشعل فتيله شعورها بالغيرة من حبيبة سابقة، تحاول النفاذ والتسلل إلى حياة الرجل الذي تحبه، تتوحش مخاوفها من غريمتها الجميلة ذات الجسد المتحرر، فتحتدم صراعاتها، وتتجلى غيرتها، وهي فطرة جبلت عليها كما غيرها من النساء، فتغدو في حاجة للشعور بجمالها ورؤيه وقعه على الآخرين.

تحاول التصالح مع تناقضاتها، وتسلك دروبها الخاصة نحو الخلاص، لكنها تظل انعكاسا لنساء كثيرات دخلن المعترك ذاته حين قررن ارتداء الحجاب.

بدأت مايا الحاج مسيرتها في الصفحة الثقافية بجريدة الحياة، وتتولى حاليًا إدارة القسم الثقافي في موقع النهار العربي (دار النهار اللبنانية)، وتقدم برنامج «ترندات مع مايا» على منصات تلفزيون العربي 2 في الدوحة.

مقالات مشابهة

  • شعبة الاستثمار العقارى: السوق المصري يواصل نموه والدولة جاهزة لإعادة إعمار غزة
  • بو عاصي: وداعاً أنطوان كرباج لك نرفع القبعة
  • بوركيني .. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ مايا الحاج
  • المنتخب المصري يحل بالدارالبيضاء في هذا التاريخ لمواجهة إثيوبيا
  • نائب: الطرح المصري لـ إعمار غزة خطوة هامة تحقق السلام والاستقرار
  • الأهلي المصري يشكو اتحاد الكرة
  • بو عاصي لباسيل: زيح من الطريق عنّا ميّة شغلة
  • وفد كبير من جنوب سيناء يحضر إفطار اتحاد القبائل أكبر عيلة بمصر
  • النساء لن تدخل الجحيم.. إصدار جديد بهيئة الكتاب لـ سليمان العطار
  • اتحاد الكرة المصري يوضح حقيقة بيان إعادة مباراة «الأهلي والزمالك»