ضحى عاصي : حصولي على جائزة اتحاد الكتاب شرف كبير.. ورواية غيوم فرنسية محاولة لإعادة قراءة التاريخ المصري| حوار
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
حازت الكاتبة ضحى عاصي مؤخرًا جائزة اتحاد كتاب مصر، عن روايتها "غيوم فرنسية". فالرواية تحكي قصة رحيل عدد من المصريين مع الحملة الفرنسية عام 1801 إلى فرنسا برفقة "الجنرال يعقوب"، أحد أكثر الشخصيات جدلًا في التاريخ نظرا لتعاونه مع الحملة الفرنسية التي احتلت مصر بقيادة نابليون بونابرت. لذلك تناقش ضحى قصة الراوية من خلال الحوار التالي.
في البداية أريد أن أعرف.. كيف استقبلتِ خبر فوزك بجائزة اتحاد كتاب مصر؟
اتحاد كتاب مصر كيان قوي ومهم، فعملية تقييم الأعمال المقدمة تتم تحت إشراف لجنة تحكيم تضم كبار الكتاب والنقاد؛ لذلك فحصول أي كاتب على جائزة اتحاد الكتاب شيء عظيم.
وعامة الحصول على جائزة دليل على نجاح الكاتب، بل ويشجع الناس على القراءة، فالأعمال الإبداعية بشكل عام كثيرة، لكن الآلة الإعلامية وتسويق الكتب ليست قوية بسبب مشكلات التسويق والتوزيع، فمعظم جمهور القراء لا يعرفون أسماء الكتاب؛ لذلك فحصول كاتب على جائزة يقربه من القراء أكثر، ليتعرفوا على أعماله وكتاباته.
الرواية تتحدث عن فترة نهاية الحملة الفرنسية في مصر، وموقف الجنرال يعقوب، لمناقشة التغييرات الكبيرة التى حدثت فى مصر بدخول الحملة الفرنسية، أما شخصية يعقوب فهو شخصية مثيرة للجدل فنحن نجد أنفسنا بين موقفين، فالموقف السائد عنه في أغلب الكتب والمقالات أن الجنرال يعقوب أكبر خائن في تاريخ مصر. والموقف الآخر أنه كان يطمح لاستقلال مصر عن الدولة العثمانية. إذن فيعقوب شخصية ملتبسة جدا وجاء حولها أقاويل كثيرة جدا. وفي الحقيقة نحن تعلمنا أن تصدير التاريخ يتم حسب رؤية أو مصالح من يصدر هذا التاريخ.
ولذا فان إعادة قراءة المشهد مهمة جدا فبعد مرور 200 عام علي الحملة الفرنسية، من المفترض أن يوجد وعي و قراءة مختلفة لذلك كان اهتمامي الأول ألا يعتمد النص على يعقوب، ولكن أن يكون مناقشًا للأفكار أكثر من أن يتحدث عن شخص، في النهاية لا ندعي أننا نستطيع أن نفهم دوافعه بشكل كامل. لكن نستطيع أن نقرأ المشهد الاجتماعي والثفافى والسياسي لهذه الحقبة، فالأشخاص في النهاية نتاج ظروفهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومواقفهم تكون ناتجة من هذا.
فقد فضلت طرح الموضوع لمناقشة الحالة المصرية خلال هذا الوقت.
كيف حاولت رسم شخصيات الرواية؟
حاولت أن تكون شخصيات الرواية تقريبا شخصيات متخيلة، لكن هذا الخيال مصحوبًا بالواقع المقصود هنا دراسة الواقع التاريخى والاجتماعى والوعى لهذه الحقبة حتى أستطيع أن أرسم شخصيات متخيلة ولكنها تعبر عن زمنها.
وأرى أن هذه الفترة الإرهاصات الأولى لتكوين فكرة الوطنية المصرية، والتي كانت في البداية جزءًا من الخلافة العثمانية وكان متعارفًا عليها، ومقسمة لامبراطوريات، ومصر كانت جزءا من هذه الخلافة. فمن الوارد وجود مصريين قد أرادوا الاستقلال. فعلاقة الحملة الفرنسية بهذا الأمر من الأشياء المهمة جدًا ولابد أن نتوقف عندها، كما أن اهتمامي كان قراءة المشهد بشكل جيد، أما اختيار الأشخاص فقد كانت مبنية علي إطار التعبير عن الرأي والرغبة بالإحساس بالمواطنة في النهاية يوجد رؤى مختلفة.
لماذا سميت الرواية بهذا الاسم "غيوم فرنسية".. وما دلالة ذلك؟
لم يكن العنوان الأول، وكنت أشعر مع كل عنوان أختاره بأنه يمثل جزءًا من العمل، لذا كنت أبحث عن عنوان أكثر تعبيرًا وشمولًا. فالغيوم يأتي بعدها المطر ونهاية الغيوم تأتي الأمطار، فإلاستعمار لابد أن ينتهي في نهاية المطاف.
التفسيرات التاريخية كثيرة وخاصة أنه فعل ذلك بتكوين فيلق من المصريين معظم المؤرخين يقولون إنه كان من الأقباط ولذلك سمى الفيلق القبطى ولكن هناك مؤرخين أكدوا أن هذا الفيلق ضم بعضًا من شباب المسلمين من الممكن أن نقرأ أنه فضل هذه القيادة. ومصر في ذلك الوقت لم تكن مستقلة وإنما كانت ولاية عثمانية وعلينا الاختيار بين اثنين مستعمرين من يحكمونا، إما عثمانيا وإما فرنسيًا. فمن الممكن أن يعقوب كان يحلم بجيش لمصر، لهذا انضم للفرنسيين، ومن الممكن أن يكون هدفه هو تحقيق أهداف وطنية. ومن الممكن ان يكون هذا لمجده الشخصى وتعزيزا لنفوذه لذلك حرصت في الراوية على طرح وجهات النظر المختلفة ولم أتحيز لوجهة نظر معينة لأني لا أعلم أين هي الحقيقة. فلا بد من قراءة مختلفة غير الشكل الذي تم تصديره لنا لوقت طويل وربما هذا السؤال بالتحديد هو ما ناقشته شخصية «فضل» فى الرواية وهو الشاب الذى التحق بجيش يعقوب.
ما سبب عدم رضا رجال الكنيسة عن يعقوب؟
كل مؤسسة دينية تضع شروط الولاء والطاعة بشكل أو بآخر، وإذا لم يستجب لها أحد يكون بالنسبة لهم شخص مغضوب عليه. عامة كان مناخ الثورة على المؤسسات الدينية يجتاح العالم كله، وهذا ما حدث فى فرنسا فى الثورة الفرنسية فقد قامت الثوره ضد الملك والكنيسه وقد سبق هذه الثوره على الأرض ثورة فكرية حاربت الاستعباد باسم الرب أو الملك.
وقد حاول النص الأدبي تقديم الرؤى المختلفة والأدب ليس دوره وضع أحكام أخلاقية. وإنما دوره الدخول في أغوار النفس، وبالتالي نستطيع أن نفهمها ونفهم دوافعها.
ما الصعوبات التي واجهتكِ عند كتابة الرواية؟
الجزء الأول أن معظم الأبطال على غير ديانتي، وكان من المهم جدًا اقراءة كثيرًا عن الديانة المسيحية والطوائف المختلفة كي أتعرف على بنيه الوعى التى أستطيع من خلالها رسم الشخصيات أما الجزء الثاني فهو الكتابة عن زمن لم أعش داخله، وهذا تطلب مني قراءة الكثير في التاريخ والاستعانة بلوحات الفن التشكيلي التي رسمت في هذا الوقت، إذ كانت تضم بداخلها شكل الجنود وشكل الملابس وهذا ساعدني على أن أتصور شكل الحياة وشكل العالم والشوارع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتحاد كتاب مصر استقلال مصر الحملة الفرنسية الدولة العثمانية قاد نابليون بونابرت الحملة الفرنسیة جائزة اتحاد على جائزة من الممکن
إقرأ أيضاً:
بتعليمة مصنفة “سري للغاية”.. أوامر فرنسية بتعميم التعذيب ضد الشعب الجزائري
كشفت يومية “ميديا بارت” الفرنسية اليوم الأحد أن التعذيب الذي مورس ضد الشعب الجزائري خلال ثورة التحرير الوطني كان قد عمم بموجب تعليمة للجنرال المجرم راوول سالان مصنفة “سري للغاية”, وجهت إلى جميع الضباط السامين لجيش الابادة الفرنسي.
وأشار التحقيق المعنون: “حرب الجزائر: أوامر عسكريين لتعميم التعذيب”, والذي استند إلى وثيقة أرشيفية مؤرخة في 11 مارس 1957 إلى أن “التعذيب قد أمرت به القيادة العسكرية الفرنسية في الجزائر بموافقة السلطة السياسية”.
وأضافت الوسيلة الاعلامية أنه “بعد تجربته (التعذيب) في الجزائر العاصمة سنة 1957 أوصى الجنرالات بتعميمه”.
وذكر صاحب التحقيق فابريس ريسيبوتي بشكل واضح وصريح اسم الجنرال راوول سالان, كونه صاحب التعليمة والتي كان موضوعها “استنطاق المشتبه بهم”.
وأضاف الصحفي ذاته, ان هذه المذكرة تبرر اللجوء الى التعذيب “بالتجارب الأخيرة المجراة في بعض المناطق حيث أبرزت الفائدة التي يمكن تحقيقها خاصة في المدن عبر عمليات الاستنطاق الشديدة والتي يتم استغلالها على الفور”.
كما اشارت الوثيقة إلى أن قادة الفرق العسكرية والفيالق ومصالح أقاليم الجنوب مطالبين حسب “هذه المذكرة الملزمة” بتنفيذ الأوامر في الوحدات التي يشرفون عليها في كل الجزائر والقيام بذلك “شفهيا”, حيث تم اسداء التعليمات “بعدم نشر هذا الأمر الشخصي كتابيا بأي شكل من الأشكال”.
وأكد صاحب التحقيق ” تلك هي الحال بالنسبة للعديد من تعليمات الجنرال سالان غير أن هذه التعليمة بالتحديد كان من الصعب كشفها” مشيرا إلى ” تمويه لغوي محكم” قبل أن يوضح أن المذكرة قد تضمنت علاوة على استجواب “المشتبه بهم”, ” طريقة الاستنطاق”.
من جهة أخرى, أشار التحقيق أيضا إلى أن الكلمات “تم اختيارها بعناية لتجنب الاتهامات المشينة والملاحقات القضائية إذا حدث وأن تغير الإطار السياسي”.
وعليه كان يجب, حسب صحفي ميديا بارت, القيام باستجوابات “حادة وشديدة إلى أبعد حد ممكن”, إذ كان الأمر يتعلق بالتسبب بالألم الشديد ل+المشتبه به+ لكسر مقاومته للكلام” مذكرا باستخدام الجيش الفرنسي لهذه الأساليب منذ حرب الهند الصينية باستخدامه أجهزة الصدمات الكهربائية بالإضافة إلى الإيهام بالغرق.
كما يكشف التحقيق أنه ” بتاريخ 10 مارس 1957 أي عشية نشر هذه التعليمة من قبل سالان, أصدر الجنرال ماسو مذكرة أخرى حول نفس الموضوع وجهها للفرقة العاشرة للمظليين التي كان يقودها في الجزائر”. و بعد أيام قليلة اي “في 23 مارس, جاء الدور هذه المرة على الجنرال ألار, قائد الفيلق العسكري في الجزائر العاصمة الذي تابع تنفيذ أوامر ماسو وسالان المتعلقة بتعميم الأساليب المستخدمة في الجزائر العاصمة”.
كما تم توثيق عمليات “الاختطاف المؤقت و المفاجئ لبعض السكان عن طريق الانتقاء العشوائي أو تحديدهم كمشتبه بهم بهدف استجوابهم” معتبرين أن ” كل جزائري يمكن استغلاله ” لاحتمال معرفته بنشاطات المجاهدين إن لم يكن هو نفسه متورطا فيها.
ويقر التحقيق بأن المسؤولية الفرنسية “ثابتة” في ممارسة التعذيب و أن هذه الممارسة كانت ” مرخصة من قبل السلطة السياسية ممثلة بحكومة الاشتراكي غي موليه أي من الجمهورية الفرنسية نفسها”.
في هذا السياق, تحدث صاحب التحقيق عن ما يعرف ب “قانون السلطات الخاصة” الذي تمت المصادقة عليه بأغلبية ساحقة في مارس 1956 و الذي, بموجبه, منح العسكريين ” السلطة المفرطة في تصنيف أي شخص على أنه مشتبه به، واحتجازه و استجوابه حسب رغبتهم “.
وخلص موقع ” ميديا بارت” بالقول “و بسبب هذا القرار السياسي, بلغ عدد الضحايا, دون تمييز في الجنس أو العمر أو الأصل, عشرات الآلاف حتى سنة 1962, إلا ان الدولة الفرنسية بقيادة دي غول أصدرت بعد اتفاقيات إيفيان مرسوما تم بموجبه العفو الذاتي عن هذه الجرائم “.