الجيش الإسرائيلي يستعد لحرب مدن طاحنة في غزة وفق محللين
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
مع ترقب أنّ تشنّ إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة مستخدمة قوات النخبة لديها، يتوقّع محللون أن يتحوّل القطاع المحاصر الى مسرح لعملية عسكرية دامية ومرهقة وطويلة للغاية.
مع ترقب أنّ تشنّ إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة مستخدمة قوات النخبة لديها، يتوقّع محللون أن يتحوّل القطاع المحاصر الى مسرح لعملية عسكرية دامية ومرهقة وطويلة للغاية.
وأمرت إسرائيل الجمعة المدنيين في مدينة غزة بالنزوح باتجاه الجنوب، وجددت دعتها اليوم ب"عدم الإبطاء" في الإجلاء.
ولا يترك هجوم السبت الماضي الذي شنّه مقاتلو حماس، وهو الأسوأ في تاريخ إسرائيل، سوى قليل من الشكوك حول حجم العملية المقبلة. ويرى محللون أن القصف الجوي المكثّف الذي تقوم به إسرائيل منذ بدء عملية حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، هو تحضير لهجوم بري كبير.
وبقول أليكس بليتساس، الخبير في شؤون الدفاع في مجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي مقره واشنطن، إن الضربات الجوية الحالية تهدف إلى "القضاء على قيادة وسيطرة حماس والقادة الرئيسيين والأنفاق ومخابئ الأسلحة وقاذفات الصواريخ لتقليل مخاطر الهجمات الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين والمخاطر التي يتعرض لها أفراد (الجيش الإسرائيلي) خلال عملية برية".
تهدف الضربات الجوية الحاليةإلى القضاء على قيادة وسيطرة حماس والقادة الرئيسيين والأنفاق ومخابئ الأسلحة وقاذفات الصواريخ أليكس بليتساس - خبير في شؤون الدفاع في مجلس الأطلسيوبالتالي، هناك احتمال بأن تنضم غزة، وهي واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم، إلى قائمة المناطق الحضرية التي تحولت إلى أنقاض بسبب العمليات العسكرية، مثل الفلوجة في العام 2004 في العراق، والموصل في شمال العراق في العام 2017، وماريوبول في أوكرانيا في العام 2022.
وشهد قطاع غزة معارك وقصفاً مدمراً في العام 2014، عندما حشدت إسرائيل 75 ألف جندي احتياط لعملية استمرت 50 يومًا، وفق ما يقول جون سبنسر من معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأميركية ويست بوينت.
لكنّ هذه المرة، استدعت السلطات الإسرائيلية 300 ألف.
ويقول بيار رازوكس من مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجية "سيرسل الإسرائيليون كل وحدات النخبة ومركباتهم المدرعة والمشاة وخبراء المتفجرات والكوماندوس والقوات الخاصة".
وسيكون لدى هذه القوات دعم من المدفعية والطائرات المسيّرة والطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية.
استدعت السلطات الإسرائيلية 300 ألف جندي احتياط وكل وحدات النخبة ومركباتهم المدرعة والمشاة وخبراء المتفجرات والكوماندوس والقوات الخاصة بيار رازوكس- مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الاستراتيجيةويقول رازوكس إن الهدف الأولي قد يكون تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، وفصل رفح في الجنوب عن مدينة غزة في الشمال.
ويتوقع "عمليات مدعومة بالآليات والمدرعات للسيطرة على الطرق الرئيسية كما حدث في بيروت عام 1982 قبل هجوم منسق في كل الاتجاهات" برا وبحرا وجواً.
ويرجح رازوكس أن يتمّ شنّ الغزو ليلاً، إذ إن حماس محرومة من الكهرباء بينما المقاتلون الإسرائيليون مجهزون بأحدث أجهزة الرؤية الليلية التي تسمح لهم بالرؤية حتى من خلال الجدران.
غوتيريش: الوضع في غزة خطير و"حتى الحروب لها قواعد" بوريل يعتبر دعوة إسرائيل لإجلاء سكان شمال غزة "مستحيلة تماما"شاهد: جنود إسرائيليون يختبئون تحت دبابة قرب غزة عند سماع صفارات الإنذار"من منزل إلى منزل"رغم ذلك، فإن التفوّق التكنولوجي الإسرائيلي لا يقدم حلولاً سهلة.
ويقول أندرو غالر من شركة الاستخبارات البريطانية "جينز"، إن حرب المدن تشكل دائماً "واحدة من أكثر البيئات التكتيكية واللوجستية تعقيداً" لأي جيش نظامي.
ويعمل مقاتلو حماس في متاهة من الأزقة الضيقة وشبكة من الأنفاق لا تستطيع أجهزة المخابرات الإسرائيلية كشفها إلا جزئيا.
ويقول سبنسر "في تاريخ حرب المدن، يمكن أن يستغرق تطهير مبنى واحد كنقطة حصينة أيامًا أو أسابيع أو أشهر".
وتزداد صعوبة العملية الإسرائيلية مع حقيقة أن حماس مدججة بالسلاح.
ويشير سنسر الى أن حماس نشرت في 2014 ما بين 2,500 و3,500 مقاتل مجهزين بالصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وقاذفات القنابل اليدوية والبنادق الآلية والأسلحة الصغيرة.
ويضيف أن ترسانة الأسلحة لديها توسّعت منذ ذلك الحين، لا سيما مع إضافة "مجموعة كاملة من الطائرات المسيّرة - من الطائرات الانتحارية بدون طيار الى العسكرية - والمروحيات الرباعية التجارية الجاهزة والمعدلة لإسقاط الذخائر".
ويواجه المدنيون في قطاع غزة وضعا مأسويا. وقد فرّ أكثر من 423 ألف شخص من منازلهم، وفق الأمم المتحدة، لكنهم لا يواجهون سوى خيارات قليلة للهروب مع إغلاق حدود غزة من جميع الجوانب.
أمر إسرائيلي لسكان غزة بالتوجه جنوبًا.. تشديد مصري على رفض تهجير أهل القطاعووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعلم أن إرثه السياسي برمته على المحك، هدفا مبالغ به.
وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي الخميس "مثلما تم سحق داعش، سيتم سحق حماس"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وهو الهدف الذي يضع الجيش الإسرائيلي أمام معركة طويلة.
ويقول بليتساس "الطريقة الوحيدة أمام إسرائيل لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على القدرات العسكرية لحماس هي حرب المدن من منزل إلى منزل، ومن مبنى إلى مبنى".
ويضيف "قد يستغرق ذلك أشهراً عدة نظراً لحجم غزة وعدد الإرهابيين المستعدين للقتال وحجم مخابئ أسلحة الإرهابيين وحجم السكان المدنيين".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سرب جديد من مقاتلات "إف-15" يصل إلى الشرق الأوسط لدعم إسرائيل يحمل رسائل تحذيرية لحلفاء حماس الجيش الإسرائيلي يكشف عن تفاصيل جديدة لعملية "طوفان الأقصى" شاهد: قصف إسرائيلي مكثف على رفح جنوبي قطاع عزة والبحث جار عن ناجين تحت الأنقاض الشرق الأوسط حركة حماس جيش كتائب القسام الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الشرق الأوسط حركة حماس جيش كتائب القسام الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة طوفان الأقصى غزة قصف تعاون عسكري حرية الصحافة الاتحاد الأوروبي جنوب لبنان حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة طوفان الأقصى غزة الجیش الإسرائیلی طوفان الأقصى یعرض الآن Next فی العام قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عباس لحماس: توقفوا عن إعطاء إسرائيل ذرائع لقصف غزة
طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكف عن إعطاء اسرائيل "أعذارا" للاستمرار في هجومها في قطاع غزة.
ودعا عباس حماس إلى "عدم الاستمرار في إعطاء الاحتلال أي أعذار للاستمرار في حرب الإبادة الجماعية"، بحسب بيان للرئاسة الفلسطينية.
كذلك، دعا الرئيس الفلسطيني حماس إلى "تحمل مسؤولياتها والالتزام بالموقف الفلسطيني الرسمي والمبادرات العربية، والتوقف عن اتخاذ أي قرارات غير مسؤولة".
واعتبر البيان أن إسرائيل تستغل قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس "لارتكاب مزيد من المجازر، وآخرها مجزرة مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بشكل متعمد".
وشدد عباس -بحسب البيان- على وجوب "تجنيب شعبنا ويلات هذا العدوان الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 50 ألف مواطن، وجرح أكثر من 115 ألف مواطن".
وقال البيان إن "مضي الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء ما يسمى بمحور "موراغ" لفصل مدينة رفح عن باقي قطاع غزة يشكل مخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي".
يذكر أن إسرائيل رفضت الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، واستأنفت عملياتها العسكرية في قطاع غزة في 18 مارس/آذار بعد هدنة استمرت شهرين مع حماس.
إعلانومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة قتلت إسرائيل حتى صباح اليوم الثلاثاء 1449 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.