التطهير العرقي في غزة.. استعادة لنكبة فلسطين الأولى
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
إن الاستراتيجية التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة ضد الشعب الفلسطيني الذي يزدحم تاريخه بقصص النفي والتهجير والنزوح، مألوفة ومعروفة بوضوح لا لبس فيه.
ذاكرة الشعب الفلسطيني حاضرة، وما زالت أحداث 1948 تتردد بقوة، لتذكر الفلسطينيين والعالم بالجريمة الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل والمتمثلة في تهجير الفلسطينيين عن أرضهم إلى مناف في العالم.
شهدت نكبة 1948 تهجيرا قسريا لنحو 750 ألف فلسطيني تم محو قرى بأكملها، واقتلعت بساتين الزيتون، وانقطعت روابط الأجيال بالأرض. واليوم، فإن القصف المجنون لقطاع غزة، تحت ذريعة «الانتقام» يهدد/ يهدف إلى إرغام أكثر من مليون فلسطيني على النزوح إلى جنوب القطاع وبالتالي إلى شبه جزيرة سيناء كما تخطط إسرائيل. إن المشاهد التي تنقلها مختلف وسائل الإعلام رغم ما فيها من محاولة للصمود إلا أنها لا تخفي الحزن في عيون الأمهات هناك، وصرخات الأطفال الحزينة، ورماد المنازل المقصوفة.. إنها ببساطة شديدة نذير نكبة فلسطينية ثانية تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة من جديد.
إن العالم المخطوف من الإعلام الصهيوني في أمسّ الحاجة إلى تفكيك الرواية الإسرائيلية.. إسرائيل تتحدث عن خطاب «الانتقام» و«الأمن» الذي حطمته حماس لكن الحقيقة تكمن في أبعاد أخطر كثيرا من هذا الخطاب. حيث صورت إسرائيل في عام 1948 أفعالها على أنها ضرورية لبقائها، وهي تعيد الطرح نفسه اليوم.. لكن الفارق صارخ جدا بين القدرات العسكرية الإسرائيلية وقدرات سكان غزة، كما أن أي عاقل لا يمكن أن يتصور أن ما يحدث في غزة اليوم هو محاولة لحفظ أمن إسرائيل! إن ما يحدث ببساطة هو تطهير عرقي لجميع سكان غزة، وفي المقابل هو يعقد القضية الفلسطينية أكثر وأكثر كما يعقد بناء أي علاقات طبيعية بين الدول العربية وبين إسرائيل، بل إن ما يحدث هو سبب مقنع لعمليات عسكرية قادمة يمكن لكل كتائب المقاومة الفلسطينية أن تنفذها ردا على هذه الهمجية الإسرائيلية.
لا يمكن للفلسطينيين جميعا والعرب وأحرار العالم أن ينسوا المشاهد التي تحصل الآن في غزة، وإذا كان العالم حقا يريد السلام والاستقرار فلا بد أن توقف كل هذه الجرائم المخزية في جبين النظام العالمي ومنظمات المجتمع الدولي.
إن المجتمع الدولي وخاصة القوى الغربية التي تتشدق في كل مناسبة بحقوق الإنسان تتحمل المسؤولية كاملة عما يحدث في غزة اليوم بل إنها تعد شريكا أساسيا فيما يحدث ما دامت تدعم إسرائيل بشكل كامل وتمدها بالسلاح والعتاد وتدعمها سياسيا.. وعليها أن تُسوّغ هذا الفعل أمام التاريخ والأجيال القادمة.
إن الروح الفلسطينية التي ما زالت صامدة أمام همجية إسرائيل وخذلان العالم المتحضر تستمد قوتها من ماضيها ومن ذكريات النكبة الأولى وأخطائها ومن اقتناعها بأن العدالة سوف تسود ذات يوم.
ولجميع من يفهم ويدرك تعقيدات ومآسي التاريخ الفلسطيني فإنه يدرك تماما أن ما يحدث ما هو إلا فصل آخر من فصول صراع مرير من أجل الحرية واستعادة حقيقية لما حدث خلال النكبة الأولى للشعب الفلسطيني وعلى أحرار العالم في كل مكان أن يشاهدوا الحقيقة ويقرروا إما الاعتراف بالعدالة أو البقاء مخطوفي الوعي والإرادة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
روان أبو العينين تقدم عرضا تفصيليا بشأن محاولات إسرائيل تهجير أهل فلسطين
قالت الإعلامية روان أبو العينين، إنه منذ نكبة عام 1948، تواصل إسرائيل محاولاتها لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تقليص وجودهم في الأراضي المحتلة، ولم تتوقف هذه المحاولات منذ ذلك الحين، حيث اعتمدت سلطات الاحتلال على وسائل متعددة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، سواء من خلال الحروب أو القوانين التي تسهّل الاستيلاء على ممتلكاتهم.
وأضافت الإعلامية روان أبو العينين خلال برنامج حقاق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد، أنه في عام 1948، أجبر الاحتلال نحو مليوني فلسطيني على النزوح عن أراضيهم.
نقيب الفنانين: ندعم الرئيس السيسى ونرفض تهجير أهل غزةبكرى: الرئيس السيسى واقف أسد أمام أعتى القوى العالمية ويقول: مفيش تهجير لأهالى غزةمنسقة السلام بالشرق الأوسط: شعرت بالعجز عند وصولي إلى غزةالأمم المتحدة: إخراج سكان قطاع غزة من أرضهم تطهير عرقيالجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء
وأكدت الإعلامية روان أبو العينين أنه وفقاً لأرقام الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، نزح حوالي 280 ألفاً إلى الضفة الغربية لنهر الأردن، و70 ألفاً إلى الضفة الشرقية، و190 ألفاً إلى قطاع غزة، بينما لجأ 100 ألف إلى لبنان، و75 ألفاً إلى سوريا، و7 آلاف إلى مصر، و4 آلاف إلى العراق.
وتابعت أن عمليات التهجير القسري لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت إسرائيل في تنفيذ خططها لتقليص الوجود الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، عبر إجراءات ممنهجة امتدت حتى منتصف الخمسينيات، موضحة أنه بعد حرب 1967، تزايدت أعداد اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، حتى وصل عددهم إلى 14.3 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2022، وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.
وفي الوقت الحالي، يواجه نحو 300 ألف فلسطيني خطر التهجير في القدس والضفة الغربية، بينما يهدد الاحتلال بتهجير حوالي 1.5 مليون فلسطيني من قطاع غزة، وسط محاولات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لطرح حلول تشمل نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة، وهو ما قوبل برفض قاطع من مصر والأردن.
ونوهت الإعلامية روان أبو العينين أن إسرائيل تعتمد على عدة أدوات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، من بينها الهدم القسري للمنازل، وسن قوانين تساعد في تهجير السكان، مثل 'قانون أملاك الغائبين'، الذي يسمح بمصادرة ممتلكات الفلسطينيين المهجرين، و'قانون المناطق العسكرية المغلقة'، الذي يتم استخدامه لطرد الفلسطينيين من أراضيهم بحجة الأمن. إضافة إلى ذلك، تلجأ سلطات الاحتلال إلى سحب الإقامات من الفلسطينيين في القدس، وتستخدم العدوان العسكري كوسيلة مباشرة للتهجير.
واختتمت الإعلامية روان أبو العينين تقريرها أنه في ظل هذه السياسات، أكدت مصر رفضها القاطع لأي محاولات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مشددة على أن أي خطوة من هذا القبيل تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي وتقوّض فرص السلام والتعايش، كما شددت مصر على رفضها لأي انتهاكات تطال حقوق الفلسطينيين، سواء عبر الاستيطان أو الضم أو الإخلاء القسري، محذرة من أن استمرار هذه الممارسات ينذر بمزيد من التصعيد في المنطقة.