صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-23@11:58:19 GMT

الحرب.. وقد يحول على عبثيتها الحول!!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

الحرب.. وقد يحول على عبثيتها الحول!!

عبدالله رزق

بدلا من السؤال البديهي، الذي يطرحه اكتمال ستة اشهر على بدء الحرب، اليوم،وفي غياب اية ارهاصات لسلام وشيك، من الممكن فعل العكس،بالتساؤل عما اذا كانت الحرب ستستمر ستة اشهر اخرى،ليحول عليها الحول؟ الامر الذي قد يساعد ،كفرضية ،في معاينة واعادة فحص العوامل المرجحة لاحتمال استمرار الحرب، وتطاولها في الزمان،والتي يمكن اجمال اهمها في الاتي:-

*غياب ارادة السلام لدى طرفي الحرب ،وتباعد احتمالات الحسم العسكري للنزاع من قبل اي من الطرفين.

*فشل الوساطات الاقليمية والدولية ،حتى الان ،في تصميم مشروع مقبول لوقف الحرب وانهاء العدائيات.
*ضعف الضغوط الداخلية والخارجية ،ما اكسب طرفي الحرب مناعة ضدها،واوجد، بالمقابل، حالة من التعايش مع الحرب كامر واقع . فمع تراجع النشاط السلمي المدني المعارض، بتمدد الاقتتال في كل الساحات، التي ظلت تشغلها قوى الجبهة المناهضة للحرب، وفي مقدمتها لجان المقاومة والقوى الديموقراطية الاخرى،فان خروج غالب قيادات القوى السياسية والمدنية من البلاد ،وانتقال مركز النشاط المناهض للحرب وللانقلاب ،للخارج ،قد ادى الى ترجيح احتمال الرهان على التسويات والحلول الخارجية.

*انحسار احتمال تهديد الوضع السوداني،للامن والسلم الدوليين،وللامن القومي الامريكي ،خاصة، وتلاشي احتمالات اضراره بمصالح دول الاقليم،ومن ثم ايلولته الى حرب منسية شان الحروب والنزاعات المنخغضة الدرجة،في الكنغو الديموقراطية وافريقيا الوسطى والصومال واليمن،من جهة. ومن الجهة الاخرى، بدا المجتمع الدولى اقل حساسية تجاه المأساة الانسانية، التي خلفتها، وتخلفها الحرب يوميا،فيما بدا المجتمع السوداني ينزع للتعايش والتكيف مع واقع الحرب كقدر مسطور.

* وفي ظل توقف المفاوضات، بين طرفي الحرب في منبر جدة ،مباشرة وغير مباشرة ،منذ نهاية يوليو الماضي،تظل الحرب،وما يرتبط بها من معاناة انسانية، هي الواقع الذي يفرض نفسه،وهي الحقيقة الوحيدة في هذا الواقع. لا يغير من ذلك، اهم حدثين في مجرى الحرب،وقعا في الشهر الماضي :
اولهما ،خروج الجنرال عبدالفتاح البرهان من القيادة المحاصرة،ومع اهمية الحدث في حد ذاته، فانه لم يظهر له اي اثر في صيرورة الحرب وتطوراتها. خصوصا لجهة الدفع باتجاه انهاء الحرب. اذ ان خروج البرهان،بحسب الاتحاد الافريقي،قد تم بتوافق اقليمي ودولي، لذات الغرض.

وثانيهما ،هو فرض عقوبات امريكية على امين عام الحركة الاسلامية ( كيان غير المؤتمر الوطني المحلول، فهي سوبر تنظيم يضم قيادات الاسلاميين، ،ومع انه كتنظيم غير شرعي،غير مسجل بموجب اي من القوانين التي تنظم التوالي السياسي وغير السياسي،الا انه ظل يعتاش على موارد الدولة.) ففي مقابل شركتين تتبعان لقوات الدعم السريع ،طالتهما العقوبة ، اختارت الخزانة الامريكية على كرتي ،من معسكر البرهان ،هدفا لها، ما يسلط الضوء على دور الحركة الاسلامية في التطورات التي ظلت تشهدها البلاد،وفي علاقتها بقيادة الجيش ،ممثلة في الجنرال البرهان.

ومع ذلك ثمة ضوء في نهاية نفق الازمة السودانية يتمثل في مبادرات المجتمع المدني والقيادات الاهلية بالجنينة ،بلد ابو ،والتي لم تنقطع، رغم عنف الاقتتال وتعدد جولاته واطرافه ،وما خلفه من خسائر بشرية ومآس.فالمجتمع المدني ،في الجنينة،لازال يقدم نموذجا للمثابرة والتصميم الدءوب على مغالبة الحرب وظروفها وتداعياتها،وفض النزاعات وفك الاشتباك بين الاطراف المتحاربة ،وانهاء العدائيات وترسيخ السلام والتعايش بين مكونات الجنينة وولاية غرب دارفور، وهو ما يحفز القوى المدنية في بقية مدن وولايات البلاد لاستعادة زمام المبادرة لاعلاء صوت السلام ونبذ الحرب.

الوسومعبدالله رزق

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

طرابلس | اجتماع أممي يناقش نزع السلاح وإعادة الإدماج بمشاركة المجتمع المدني الليبي

ليبيا – عقدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اجتماعًا لمجموعة العمل ضمّ مؤسسات ليبية ومنظمات مجتمع مدني من مختلف أنحاء البلاد، إلى جانب نظرائها الدوليين، لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بدعم جهود نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا.

ووفقًا للمكتب الإعلامي للبعثة الأممية، أكد الاجتماع التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بدعم عملية السلام في ليبيا، مع التركيز على تعزيز الوحدة، وتيسير الحوار بين الأطراف الليبية، وبناء الثقة، بهدف منع النزاعات ووضع أسس للسلام الدائم.

وشددت البعثة على أهمية دور المجتمع المدني في دعم المؤسسات الوطنية لمناصرة حقوق الإنسان والدفاع عنها. وفي هذا السياق، أشار نشطاء حقوقيون من الجنوب والشرق إلى أن ممثلي المجتمع المدني يعملون على حث السلطات المحلية على مراقبة الانتهاكات واحترام حقوق الإنسان، بما يلبي احتياجات المجتمعات المحلية المختلفة ويُسهم في تقليل التوترات.

 

مقالات مشابهة

  • بمشاركة المجتمع المدني.. اجتماع أممي يناقش نزع السلاح وإعادة الإدماج
  • طرابلس | اجتماع أممي يناقش نزع السلاح وإعادة الإدماج بمشاركة المجتمع المدني الليبي
  • رغم أهوال الحرب.. ابتكار لبناني يحول أزمة نهر الليطاني إلى رسالة أمل عالمية
  • موازنة الموت!!
  • الائتلاف اليمني للتعليم يختتم ورشة تدريبية لمنظمات المجتمع المدني في تعز
  • هيئة نظافة القاهرة: بداية جديدة مع المجتمع المدني لتطوير حي المعادي
  • حكومة البرهان والانقلاب-ما بين خوف القصاص واستثمار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية
  • على خلفية اشتداد المعارك بالسودان.. نزوح الآلاف من مدينة الفاشر
  • "الدولي لرفض العنف" يوصي بإشراك المجتمع المدني في إعادة تأهيل المتطرفين
  • البرهان يؤكد عزمه تسليم السلطة بعد "تنظيف السودان" من المتمردين قربياً