صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-23@08:31:44 GMT

الحرب.. وقد يحول على عبثيتها الحول!!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

الحرب.. وقد يحول على عبثيتها الحول!!

عبدالله رزق

بدلا من السؤال البديهي، الذي يطرحه اكتمال ستة اشهر على بدء الحرب، اليوم،وفي غياب اية ارهاصات لسلام وشيك، من الممكن فعل العكس،بالتساؤل عما اذا كانت الحرب ستستمر ستة اشهر اخرى،ليحول عليها الحول؟ الامر الذي قد يساعد ،كفرضية ،في معاينة واعادة فحص العوامل المرجحة لاحتمال استمرار الحرب، وتطاولها في الزمان،والتي يمكن اجمال اهمها في الاتي:-

*غياب ارادة السلام لدى طرفي الحرب ،وتباعد احتمالات الحسم العسكري للنزاع من قبل اي من الطرفين.

*فشل الوساطات الاقليمية والدولية ،حتى الان ،في تصميم مشروع مقبول لوقف الحرب وانهاء العدائيات.
*ضعف الضغوط الداخلية والخارجية ،ما اكسب طرفي الحرب مناعة ضدها،واوجد، بالمقابل، حالة من التعايش مع الحرب كامر واقع . فمع تراجع النشاط السلمي المدني المعارض، بتمدد الاقتتال في كل الساحات، التي ظلت تشغلها قوى الجبهة المناهضة للحرب، وفي مقدمتها لجان المقاومة والقوى الديموقراطية الاخرى،فان خروج غالب قيادات القوى السياسية والمدنية من البلاد ،وانتقال مركز النشاط المناهض للحرب وللانقلاب ،للخارج ،قد ادى الى ترجيح احتمال الرهان على التسويات والحلول الخارجية.

*انحسار احتمال تهديد الوضع السوداني،للامن والسلم الدوليين،وللامن القومي الامريكي ،خاصة، وتلاشي احتمالات اضراره بمصالح دول الاقليم،ومن ثم ايلولته الى حرب منسية شان الحروب والنزاعات المنخغضة الدرجة،في الكنغو الديموقراطية وافريقيا الوسطى والصومال واليمن،من جهة. ومن الجهة الاخرى، بدا المجتمع الدولى اقل حساسية تجاه المأساة الانسانية، التي خلفتها، وتخلفها الحرب يوميا،فيما بدا المجتمع السوداني ينزع للتعايش والتكيف مع واقع الحرب كقدر مسطور.

* وفي ظل توقف المفاوضات، بين طرفي الحرب في منبر جدة ،مباشرة وغير مباشرة ،منذ نهاية يوليو الماضي،تظل الحرب،وما يرتبط بها من معاناة انسانية، هي الواقع الذي يفرض نفسه،وهي الحقيقة الوحيدة في هذا الواقع. لا يغير من ذلك، اهم حدثين في مجرى الحرب،وقعا في الشهر الماضي :
اولهما ،خروج الجنرال عبدالفتاح البرهان من القيادة المحاصرة،ومع اهمية الحدث في حد ذاته، فانه لم يظهر له اي اثر في صيرورة الحرب وتطوراتها. خصوصا لجهة الدفع باتجاه انهاء الحرب. اذ ان خروج البرهان،بحسب الاتحاد الافريقي،قد تم بتوافق اقليمي ودولي، لذات الغرض.

وثانيهما ،هو فرض عقوبات امريكية على امين عام الحركة الاسلامية ( كيان غير المؤتمر الوطني المحلول، فهي سوبر تنظيم يضم قيادات الاسلاميين، ،ومع انه كتنظيم غير شرعي،غير مسجل بموجب اي من القوانين التي تنظم التوالي السياسي وغير السياسي،الا انه ظل يعتاش على موارد الدولة.) ففي مقابل شركتين تتبعان لقوات الدعم السريع ،طالتهما العقوبة ، اختارت الخزانة الامريكية على كرتي ،من معسكر البرهان ،هدفا لها، ما يسلط الضوء على دور الحركة الاسلامية في التطورات التي ظلت تشهدها البلاد،وفي علاقتها بقيادة الجيش ،ممثلة في الجنرال البرهان.

ومع ذلك ثمة ضوء في نهاية نفق الازمة السودانية يتمثل في مبادرات المجتمع المدني والقيادات الاهلية بالجنينة ،بلد ابو ،والتي لم تنقطع، رغم عنف الاقتتال وتعدد جولاته واطرافه ،وما خلفه من خسائر بشرية ومآس.فالمجتمع المدني ،في الجنينة،لازال يقدم نموذجا للمثابرة والتصميم الدءوب على مغالبة الحرب وظروفها وتداعياتها،وفض النزاعات وفك الاشتباك بين الاطراف المتحاربة ،وانهاء العدائيات وترسيخ السلام والتعايش بين مكونات الجنينة وولاية غرب دارفور، وهو ما يحفز القوى المدنية في بقية مدن وولايات البلاد لاستعادة زمام المبادرة لاعلاء صوت السلام ونبذ الحرب.

الوسومعبدالله رزق

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته

كشفت الأمم المتحدة، أن الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاما للعودة إلى المستوى الذي كان عليه في 2010 قبل اندلاع النزاع، إذا ما واصل النمو بالوتيرة الحالية، مناشدة الأسرة الدولية الاستثمار بقوة في هذا البلد لتسريع عجلة النمو.

وقال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في تقرير إنه « بالإضافة إلى مساعدات إنسانية فورية، يتطلب تعافي سوريا استثمارات طويلة الأجل للتنمية، من أجل بناء استقرار اقتصادي واجتماعي لشعبها ».

وشدد المسؤول الأممي خصوصا على أهمية « استعادة الانتاجية من أجل خلق وظائف والحد من الفقر، وتنشيط الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنى الأساسية للخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والطاقة ».

وفي إطار سلسلة دراسات أجراها لتقييم الأوضاع في سوريا بعد إسقاط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الخميس، ثلاثة سيناريوهات للمستقبل الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

وبحسب معدل النمو الحالي (حوالي 1,3% سنويا بين عامي 2018 و2024)، فإن « الاقتصاد السوري لن يعود قبل عام 2080 إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي كان عليه قبل الحرب ».

وسلطت هذه التوقعات « الصارخة » الضوء على الحاجة الملحة لتسريع عجلة النمو في سوريا.

وما يزيد من الضرورة الملحة لإيجاد حلول سريعة للوضع الراهن، هو أنه بعد 14 عاما من النزاع، يعاني 9 من كل 10 سوريين من الفقر، وربع السكان هم اليوم عاطلون عن العمل، والناتج المحلي الإجمالي السوري هو اليوم أقل من نصف ما كان عليه في 2011، وفقا للتقرير.

وتراجع مؤشر التنمية البشرية الذي يأخذ في الاعتبار متوسط العمر المتوقع ومستويي التعليم والمعيشة إلى أقل مما كان عليه في 1990 (أول مرة تم قياسه فيها)، مما يعني أن الحرب محت أكثر من ثلاثين عاما من التنمية.

وفي هذا السياق، نظر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى وتيرة النمو اللازمة لعودة الناتج المحلي الإجمالي إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب، وكذلك إلى الوتيرة اللازمة لبلوغه المستوى الذي كان يمكن للبلاد أن تبلغه لو لم تندلع فيها الحرب.

وفي السيناريو الأكثر « واقعية » والذي يتلخص في العودة إلى الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 فقط، فإن الأمر يتطلب نموا سنويا بنسبة 7,6% لمدة عشر سنوات، أي ستة أضعاف المعدل الحالي، أو نموا سنويا بنسبة 5% لمدة 15 عاما، أو بنسبة 3,7% لمدة عشرين عاما، وفقا لهذه التوقعات.

أما في السيناريو الطموح، أي بلوغ الناتج المحلي الإجمالي المستوى الذي كان يفترض أن يصل إليه لو لم تندلع الحرب، فيتطلب الأمر معدل نمو بنسبة 21.6% سنويا لمدة 10 سنوات، أو 13.9% لمدة 15 عاما، أو 10.3% لمدة 20 عاما.

وقال عبد الله الدردري، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية، إنه لا يمكن سوى لـ »استراتيجية شاملة » تتضمن خصوصا إصلاح الحكم وإعادة بناء البنى التحتية في البلاد أن تتيح لسوريا « استعادة السيطرة على مستقبلها » و »تقليل اعتمادها على المساعدات الخارجية ».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية الاقتصاد الامم المتحدة التنمية الحرب تقرير سوريا

مقالات مشابهة

  • ‎العنب يحول عضلات الإناث إلى عضلات ذكورية!
  • كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟
  • العدالة الانتقالية (2/2)
  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • الدفاع المدني بغزة يواصل جهوده لانتشال ضحايا الحرب بمعدات بسيطة (فيديو)
  • ندوة بمأرب تناقش واقع مؤسسات المجتمع المدني في زمن الحرب
  • المجتمع المدني اليمني في ظل الصراع.. تحديات وتحولات
  • برلماني يؤكد أهمية التعاون بين القطاع المصرفي ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة
  • الدفاع المدني: ضحايا مدنيون جراء انفجارٍ لمخلفات الحرب في منزل ببلدة النيرب