تهجير سكان غزة.. رفض دولي وعربي مقابل ضوء أخضر أمريكي
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
لاقت دعوة الجيش الإسرائيلي لترحيل سكان غزة للجنوب، رفضا دوليا وعربيا واسعا، مقابل ضوء أخضر أمريكي للتنفيذ.
وفي وقت سابق الجمعة، دعا الجيش الإسرائيلي، سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبا "من أجل سلامتهم الشخصية"، وكرر متحدث الجيش، أفيخاي أدرعي، السبت أيضا نداء مماثلا.
ولليوم الثامن على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية".
وجاءت العملية بعد على إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى فجر 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة". -
رفض وتحذير دوليان
قالت وزارة الخارجية التركية الجمعة، إن إجبار سكان غزة على النزوح داخل منطقة محدودة جدا انتهاك صارخ للقوانين الدولية، مشيرة إلى أن طلب الجيش الإسرائيلي "لا يمكن قبوله"
وقالت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت، في تصريحات الجمعة "أدين هذا الحصار (على غزة)، لأنه عندما تطلب (إسرائيل) من هذا الكم من الناس المغادرة (من غزة) وليس لديهم طعام أو دواء فيجب عليك إدانة ذلك".
وعلى مستوى المنظمات الدولية، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة الجمعة، إن نقل سكان قطاع غزة عبر منطقة حرب إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن "أمر خطير للغاية وببساطة غير ممكن".
ووصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الجمعة، طلب إسرائيل من أكثر من مليون مدني بالنزوح من شمال غزة بأنه "مروّع"، مبينة أن غزة تتحول بسرعة إلى "حفرة من الجحيم" وهي على وشك الانهيار.
والسبت، حذر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة عبر منصة "إكس" من أن طلب إسرائيل بإخلاء شمال غزة "خطير للغاية ومستحيل عمليا"، مؤكدا تأييده تحذير غوتيريش.
لاءات عربية
أعلنت قطر في بيان للخارجية السبت، عن "رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري لقطاع غزة"، واعتبرته انتهاكا للقوانين الدولية، داعية إلى "رفع الحصار عن القطاع وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدت
وأكدت السعودية، في بيان الجمعة، رفض تهجير سكان غزة، مطالبة برفع الحصار عنهم ووقف القصف الإسرائيلي ضدهم.و"توفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة للسكان.
وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح ، في تصريحات الجمعة، "رفض الكويت بشكل قاطع دعوات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، مطالبا بتدخل دولي فوري لإيقاف ذلك التصعيد الإسرائيلي.
وأعلنت مصر المتاخمة أراضيها لحدود غزة والأقرب لجنوب القطاع، رفض دعوات إسرائيل لسكان غزة إلى المغادرة جنوبا، وطالبت إسرائيل بالامتناع عن ذلك التصعيد، محذرة من "تبعات خطيرة".
وحذر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، الجمعة، من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، وفق بيان للديوان الملكي.
اقرأ أيضاً
قطر ترفض أي محاولة للتهجير القسري لفلسطينيي قطاع غزة
وعلى مستوى المنظمات العربية، أكد مجلس التعاون الخليجي، في بيان السبت، أن "دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من القطاع، تستوجب التدخل الفوري العاجل من المجتمع الدولي لإيقافها".
كما أعلنت الجامعة العربية، الجمعة، توجيه خطاب عاجل إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تطالبه بالتدخل لمنع إسرائيل من ترحيل سكان غزة، واصفة ذلك بأنه "جريمة حرب".
كما أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان الجمعة، عن "رفضها المطلق وإدانتها لدعوات إسرائيل، التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني".
رفض فلسطيني لتكرار سيناريو 1948
يأتي توالي المواقف العربية وسط موقف فلسطيني رافض للتهجير.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مؤتمر صحفي الجمعة، إن " اللجوء الذي حصل عام 1948 "لن يتكرر (..) شعبنا لن يغادر أرضه، ومنذ عام 1950 وإسرائيل تحاول توطين اللاجئين في الدول العربية، واليوم تحاول توزيع سكان قطاع غزة على دول العالم".
وفي 1948، هاجر وشُرّد نحو 800 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم من أصل 1.4 مليون شخص كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية في ذلك العام، هربا من "مذابح ارتكبتها عصابات صهيونية"، بحسب مراجع تاريخية، فيما تقول "أونروا" إن العدد كان 750 ألفا.
ضوء أخضر أمريكي
والجمعة، قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في مقابلة مع قناة MSNBC: "مهمة إجلاء أكثر من مليون شخص في قطاع غزة إلى الجنوب ستكون صعبة، نظراً للكثافة السكانية فيها، ونظراً لأنها مسرحاً للقتال"، دون أن يدين أو يستنكر تلك الخطوة.
وأضاف المسؤول الأمريكي: "هناك قنابل تتساقط، وغارات تحدث.. وهذا يعني نقل عدد كبير من الناس خلال فترة زمنية قصيرة للغاية (..) والجيشان الأمريكي والإسرائيلي يدركان التحدي هناك".
وقطاع غزة، يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
اقرأ أيضاً
وزير الخارجية التركي من القاهرة: ندعم موقف مصر الرافض لتهجير سكان غزة
المصدر | الأناضول
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تهجير سكان غزة رفض دولي العدوان الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی سکان غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير دولي يعلق على قرار اعتقال نتنياهو.. يثير تحديا كبيرا لداعمي إسرائيل
وصف الخبير والباحث في القانون الدولي، إحسان عادل، إصدار المحكمة الجنائية مذكرتيّ اعتقال دوليتين بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع المُقال، يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، بأنه: "قرار تاريخي".
واعتبر عادل، وهو رئيس منظمة "القانون من أجل فلسطين" التي تأسست بلندن خلال عام 2020، أنّ: "القرار يثير تحديا كبيرا للدول الداعمة لإسرائيل، ويضعها أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية، تجاه استمرار دعمها لجرائم الحرب الإسرائيلية".
وأشار عادل، خلال لقاء مع وكالة "الأناضول"، إلى أنّ: "هذا القرار مهم جدا وتاريخي، لأنه ينهي حجج الدول الداعمة لإسرائيل التي طالما زعمت أنها تحقّق في الجرائم المرتكبة بغزة، ما يجعل استمرار هذه الادعاءات غير ممكن بعد الآن".
وتابع: "بالتالي هذا يؤثر بطبيعة الحال على الاستمرار في مد إسرائيل بالسلاح وحتى بالغطاء السياسي في مجلس الأمن وغيره"، مبرزا: "المسألة الثانية هو أنه بالنسبة لـ124 (دولة عضوة المحكمة)، فهذا يشمل دول حليفة لإسرائيل، بما فيها: ألمانيا وأستراليا وكندا وبريطانيا، تقريبا يشمل كل الدول الحليفة لها، عدا الولايات المتحدة، إذ ليست عضوا في المحكمة".
وأوضح عادل، أن: "هذه الدول في حال وصل إليها المسؤولان الإسرائيليان (الملاحقان) سوف تكون ملزمة باعتقالهما على الفور"؛ مستطردا: "ما أستطيع أن أؤكده هنا أن هذا القرار ملزم للدول الـ124 الأطراف في ميثاق روما، المؤسّس للمحكمة، ولن يتمكن المسؤولون الإسرائيليون من زيارة هذه الدول دون خطر الاعتقال".
وأكد عادل، أن: "هذه الدول التي تدعي احترامها لحقوق الإنسان لن تستطيع استقبال هؤلاء المسؤولين دون انتهاك التزاماتها الدولية"، مردفا: "لن أقول إنهم إذا وصلوا ألمانيا ولم يعتقلوا أن العالم سوف يجتاح ألمانيا".
"لكن لن تقبل هذه الدول التي تدّعي احترامها لحقوق الإنسان، وأطراف بالمحكمة، أن تمضي قدما وتقوم باستقبال هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين؛ لأن هذا سيمثل انتهاكا بالتزاماتها بموجب ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية" وفقا للمتحدث نفسه.
وتابع: بأن: "مذكرات الاعتقال التي صدرت وبموافقة إجماع القضاة بالدائرة التمهيدية للمحكمة، بلا شك يوم تاريخي وانتصار مهم للعدالة والضحايا الفلسطينيين". مضيفا: "إسرائيل، ومنذ أول محاولة بدأت فيها فلسطين الانضمام للمحكمة، سعت وحلفاؤها بكل السبل لوضع عوائق قانونية أمام عمل المحكمة".
ومضى عادل، بالقول: "كل هذه الحجج طُرحت أرضا من خلال هذه المذكرات التي أصدرتها المحكمة، والتي قالت بشكل واضح أن لها اختصاص وأن مذكرات الاعتقال تعني بطبيعة الحال أن الدول الـ124 سيكون عليها التزام يتمثل باعتقال نتنياهو، وتسليمه للمحكمة حال وصل أراضيها".
وأوضح أنّ: "نتنياهو وغالانت، بحسب المحكمة، مسؤولان عن جريمة الحرب المتمثلة بالتجويع وتعمد حرمان السكان المدنيين في غزة من الغذاء والدواء، وعن جريمة ضد الإنسانية، تتمثل في القتل والاضطهاد تجاه غزة، ما أدّى لوفاة عدد كبير من المدنيين بمن فيهم الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف".
إلى ذلك، أبرز عادل، أن "المحكمة قالت إن نتنياهو وغالانت رغم أنهم قادة سياسيون إلا أنهم لم يمنعوا الجيش من اقتراف القتل في غزة، واعتبرتهم مسؤولين عن تنفيذ هجوم متعمد ضد السكان".
واسترسل: "هذا لا يعني أن هذه الجرائم فقط ستكون على طاولة المحكمة، فإن المدعي العام قال سابقا إن التحقيق ما زال جاريا".
توسيع الملاحقات
قال عادل: "يمكن أن تصدر مذكرات اعتقال أخرى سواء بحق نتنياهو وغالانت بجرائم أخرى، مثل: التعذيب والإغتصاب والإبادة الجماعية، كونها ليست مشمولة حاليا في قرار المحكمة، ولكن يمكن أن تأتي في مراحل لاحقة، أو يمكن أن تمدد مذكرات الاعتقال بحيث تشمل مسؤولين آخرين في الكابينت (البرلمان) الإسرائيلي أو جيش الدفاع".
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت، اليوم الخميس، مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو، وغالانت، بتهمة: "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في حرب الإبادة على قطاع غزة".
جاء ذلك في بيان عبر حسابها الموثّق على موقع التواصل الاجتماعي "إكس". كما أصدرت، وفق بيان آخر، مذكرة اعتقال بحق القيادي في حركة حماس، محمد الضيف.
وقالت المحكمة: "الغرفة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية ترفض الطعون التي تقدمت بها إسرائيل بشأن الاختصاص القضائي، وتصدر أوامر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت".
وفي 20 أيار/ مايو الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023.
كذلك، طلب خان مرة أخرى في آب/ أغسطس الماضي من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وبدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية على غزة، خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي مجازرها، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.