صحيفة روسية: هل يدخل حزب الله حربا ضد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أوضح تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن إسرائيل تحشد قوات إضافية على الحدود مع لبنان، حيث تتمركز وحدات حزب الله، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقرر فيها إسرائيل تعزيز وجود قواتها شمالا.
وذكر تقرير الصحيفة الروسية أنه رغم دعم حركة "حماس"، ليس لدى حزب الله أي خطط للتدخل في الصراع، موضحا أن احتمال تدخل الحزب المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أثار نقاشا بين الخبراء.
أحدهم سيمون تسيبيس، الدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بروسيا، الذي قال إن إسرائيل أرسلت فقط جنود احتياط إلى البلدات على الحدود مع لبنان بسبب تصاعد الوضع مع حزب الله في المنطقة، وذلك يعني أن مهامها ستكون دفاعية بالأساس، ولا نية لديها لغزو أراضي لبنان.
اشتباكات محدودة
وأضاف تسيبيس أن هناك اشتباكات محدودة على الحدود، ومن المرجح عودة الوضع إلى طبيعته، لكنه يستدرك بالقول إن الظروف التي قد تستجد قد تجعل من فرص تصعيد الصراع بين حزب الله وإسرائيل عالية جدا.
وتابع بأن حزب الله يتمتع بقدرة عسكرية كبيرة نظرا لتلقي أعضائه تدريبات جيدة، بما في ذلك على يد مدربين أجانب. وتستطيع القوات الإسرائيلية صد هجوم هذه المجموعة، ولكن سيكون من الصعب للغاية على إسرائيل القتال على جبهتين في نفس الوقت. في هذه الحالة، "ستحتاج تل أبيب إلى مساعدة الحلفاء مثل الولايات المتحدة".
ونقل التقرير عن رئيس المنظمة التي تعنى بالمهاجرين الروس إلى إسرائيل "نتيف"، يعقوب كدمي قوله إنه "في ظل وجود خطر من انضمام حزب الله إلى الهجمات على إسرائيل، قرر الجيش الإسرائيلي اتخاذ تدابير احترازية، لتعزيز الدفاع وحماية القرى الحدودية ووقف قصف العدو".
وأضاف كدمي أن معظم قوات إسرائيل موجودة في الوقت الراهن في الجنوب، ومن المستبعد دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس.
ليس تهديدا ولكن
ويرى كدمي أن حزب الله لا يشكل تهديدا للجيش الإسرائيلي، ومع ذلك، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار امتلاك التنظيم اللبناني للعديد من الصواريخ والقذائف، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، القادرة على استهداف المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية على غرار محطات الطاقة.
ووفقا للخبير في الشؤون العسكرية والدولية ألكسندر أرتامونوف يبلغ قوام الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك جميع جنود الاحتياط، أكثر من نصف مليون جندي وهو مجهز بأحدث التقنيات، فضلا عن أحدث الدبابات والطائرات والأنظمة المضادة للطائرات.
وأضاف بأنه على الحدود مع لبنان، توجد ألوية على درجة عالية من الاستعداد تضم جنودا محترفين وجنود احتياط، موضحا أنه مقارنة بإسرائيل، تعتبر إمكانيات حزب الله ضعيفة في ظل امتلاك عناصره أسلحة خفيفة، لكن من الخطأ مقارنة الجيشين من حيث الخصائص التقنية البحتة.
عدم الخوف
وتابع بأن مقاتلي حزب الله يتبنون "أيديولوجية مضمونها عدم الخوف من الموت، فبالنسبة لهم، يحمل الصراع المحتمل مع إسرائيل دلالة دينية خطيرة، مما يعني أن الموت في المواجهة شرف عظيم وضمان للتمتع بالسلام في الحياة الآخرة".
وأضاف أن إسرائيل ستحاول جر حزب الله إلى مواجهة مباشرة، لكن مقاتلي الحزب قادرون على فرض قواعد اللعبة على عدوهم، علما أن حماس ما تزال حاليا الخصم الرئيسي لإسرائيل.
وقال أرتامونوف إنه في حال اضطر الجيش الإسرائيلي إلى مواجهة العديد من الخصوم في وقت واحد، فقد تكون نتيجة الصراع غير متوقعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
المرجل في إسرائيل.. والمنطقة على صفيح ساخن
د. أحمد بن علي العمري
كان العرب يعيشون في قبائل مشتتة في أنحاء شبه الجزيرة العربية، البقاء فيها للأقوى وللرمح والسيف، حتى أعزهم الله بالإسلام وبعث فيهم ومنهم خير الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لينطلق من عندهم وبهم دين الله الخالد إلى الإقليمية والعالمية والإنسانية جمعاء.
توسَّع الإسلام في جميع أرجاء الأرض حتى وصل إلى أبعد من فارس شرقًا وروما غربًا، وخرج منهم العلماء والمبدعون والمبتكرون، ليس في الفقه والدين فقط، وإنما في جميع العلوم وفي شتى مناحي التخصصات. وقد صدّروا علومهم وعلمهم إلى جميع البقاع لتتعلّم منهم حتى أوروبا التي كانت غارقة حينها في جهلها العميق، وتتعلم منهم الأساسات والقواعد العلمية.
وعندما عاد العرب والمسلمون إلى خلافاتهم واختلافاتهم التي أنتجت تشتتهم وتشرذمهم، رجعوا إلى تخلفهم. في الوقت الذي بدأت فيه أوروبا تتكون وتقوى حتى وصلت إلى الثورة الصناعية التي فتحت لهم آفاقًا لم تكن في مخيلتهم. وقد زادت أطماعهم وجشعهم بعد ذلك، ولم يكتفوا بما عندهم، فانتشروا غُزاةً في كل أراضي الكون، وكانت منطقتنا أحد أهدافهم. وأضحى الشرق الأوسط مطمعًا يسيل له اللعاب، حتى وإن كان للبرتغاليين والهولنديين والفرنسيين تواجد، إلّا أن بريطانيا استأثرت بالشرق الأوسط.
نعم، الشرق الأوسط الذي هو مهبط جميع الديانات ومسقط رأس كل الأنبياء. ومن حينها وهم يتحكمون بنا كما يشاؤون، وخوفًا من أن تعود المنطقة للتوحد والتعاضد، فقد عملوا على تقسيم المُقسّم وتجزئة المُجزّأ. فأتى وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو لتقضي على أي نفس فيها الروح أو أي أمل للعودة والوحدة.
وعندما شاخت بريطانيا العظمى، تسلمت الراية بعدها الولايات المتحدة لتكمل نفس المشوار وبذات الخطى ووحدة الهدف. والهدف الموحد هو تقوية إسرائيل وإضعاف العرب وإخضاعهم.
فهل سأل أحد منا سؤالًا، وهو: لماذا يعملون معنا هكذا؟!
الإجابة وبكل صراحة وبساطة هي: المصالح.
مصالحهم في مخزونات الأرض وبيع جميع منتجاتهم، وأولها السلاح، وجعلنا بحاجة دائمة ومستمرة لهم في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد، وحتى في الغذاء والماء. وقد عملوا على ذلك جاهدين ليجعلوا منا شعوبًا مستهلكة لا شعوبًا منتجة، ونعتمد عليهم في كل شيء من الإبرة إلى السيارة.
وعندما شقّت عليهم المسافة وحسبوا بعدها، قالوا لأنفسهم: لماذا نعد الطبخ في أوروبا وأمريكا وننقله إلى الشرق الأوسط؟ فرأوا بعد تفكير وتمحيص نقل المرجل إلى إسرائيل (المرجل بالعُمانية هو الوعاء الكبير الذي تُطبخ فيه الولائم الكبيرة).
وطبعًا إسرائيل هي الصديق الصدوق والموثوق والدلوعة الغالية التي لا يُرفض لها طلب أبدًا مهما كان. إسرائيل التي بدأت حسب زعمهم دولة ديمقراطية علمانية، ها هي تُكشّر عن أنيابها وتعلن عن نواياها بأنها دولة يهودية. ويا ليت اليهودية المعروفة كدين، وإن كان فيها بعض التحريف بأيديهم، ولكنها الصهيونية. وكلنا نعلم أن اليهودية دين، والصهيونية فكر، والفكر هذا ممكن أن يدخل فيه من الأديان الأخرى وحتى الملحدون ممكن أن ينضموا إليه… وهكذا.
واليوم تعيش المنطقة على صفيح ساخن جدًا في لبنان وسوريا واليمن والسودان وليبيا وغيره؛ فالحروب تشعبت عندنا من حرب بلد لبلد آخر إلى حروب داخل الدولة الواحدة، وهذا هو تجزئة المُجزَّأ حتى الاستثمارات المليارية التي تنوي بعض الدول تقديمها لأمريكا، هل هي في مأمن وخاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي هو تاجر قبل أن يكون رجل سياسة، وسهل جدًا أن يأخذ الدولار، ولكن من الصعب جدًا أن يعطيه.
وكما نقول نحن العمانيين "بيسته بيسة" وإذا لا قدر الله حدثت أي وعكة سياسية؛ سواءً كانت مقنعة أو غير مقنعة، منطقية أو غير منطقية، فلربما تُصادَر هذه المليارات، كما حدث مع إيران، ومؤخرًا مع روسيا وغيرها، وقد سخَّروا إعلامهم ليطلقوا على من قال "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أنه إرهابي، وأبعدوا الصفات الحقيقية للدين الإسلامي وهي العدل والمساواة والتسامح ونبذ التطرف والتعصب والبغضاء، وألصقوا بنا وبديننا الغلو والتطرف، وصدَّقنا نحن، بينما عقلاؤهم يعلمون الحقيقة، ووصلنا لدرجة أن نرى إخوتنا الفلسطينيين يُذبحون ويبادون ويجوعون ويعطشون ويُمنع عنهم حتى الدواء، ويُخنقوا بحصار مُطبق، بينما لا تذرف لنا عين دمعة واحدة، ولا يخشع قلب، في الوقت الذي يزيد فيه التطرف والغلو عند اليهود، ويعملون على تقليل عدد الفلسطينيين وتضييق مساحة أراضيهم، أمام مرأى ومسمع من العالم، دون أن يتحرك ساكن أو يعيب معيب في الوقت الذي نعرف الحلول ونراها، ولكن لا نقدر أن ننطق بها.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر: ماذا لو اتفقت المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران وتركيا ومصر، وأكيد سوف تنضم إليهم جميع البلاد العربية والإسلامية، وربما تبارك هذا التوجه بلدان مثل الصين، التي تبنَّت مبادرة عودة العلاقات السعودية الإيرانية عام 2023، وكذلك روسيا، وهي دول عظمى لها مصالح مشتركة دائمة مع التجمع ألّا تستطيع هذه الدول أن تصنع غذاءها ودواءها وسلاحها وأن تتكامل فيما بينها وتكون قوة في الأرض ضاربة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ولوجستيًا، والشعوب تتوق لذلك.
رابط مختصر