البوابة نيوز:
2024-10-02@03:10:08 GMT

أحاديث الإخلال بمعادلات أمن المنطقة!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

مع كل أزمة عسكرية أو سياسية تمر بها القضية الفلسطينية تظهر إلى السطح تأثيرات الوضع المعقد لدول المنطقة.. على هامش الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها سكان قطاع غزة بعد محاصرتهم ومنع إمدادات الغذاء والماء والوقود والكهرباء؛ أنكرت بعض الأطراف حق الفلسطينيين المحاصرين فى المقاومة، رغم أنه من المعلوم بالضرورة أن جميع الصهاينة جنود فى جيش الاحتلال، وأن جميع قطعان المستوطنين مسلحون وهاهم خرجوا فى الضفة الغربية يقطعون الطرق ويحرقون السيارات ويطلقون الرصاص على المدنيين العزل من سكان مدن وقرى الضفة.

من حيث المبدأ الإنسانى والأخلاقى لا يمكنك إنكار حق مقاومة المحتل على أى طرف حتى لو كان اختلافك الأيديولوجى معه جذريًا؛ وحين يرفع سيفه فى وجه عدوه المغتصب لأرضه المستحل لدمائه ليس بوسعك إلا احترامه وتقديره ودعمه إن استطعت إلى ذلك سبيلًا.

الآن يظهر للجميع أن كل خطط التنمية الاقتصادية وما تسمى باتفاقات السلام لا تساوى ثمن الحبر الذى كتبت به؛ طالما لم يسع الكيان الصهيونى ليكون دولة محترمة يمكن قبولها إقليميًا ضمن دول المنطقة.

حتى بدون اتفاق يهدف لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونى لا يمكنك وضع استراتيجيات وخطط للتنمية الاقتصادية تكتسب صفة الاستدامة؛ فها هى الحرب الدائرة فى غزة، فبوارج البحرية الأمريكية تضع المنطقة بأسرها على حافة حرب إقليمية؛ بل إن بعض تلك الخطط باتت تواجه عراقيل بمجرد اشتعال فتيل الصراع المسلح.

وربما بات على الحكومات فى منطقة الشرق الأوسط ربط استدامة استراتيجياتها بحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى؛ حيث لا يتعين عليك أن تنتظر ممن احتلت أرضه واغتصب حقه فى الحياة أن يضع ضمن حساباته خططك واستراتيجياتك وأمنك واستقرارك عندما يشرع فى مهاجمة العدو.

لم يعد حديث اليوم مقصورًا على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فهاهو يمتد إلى احتمالات افتعال أزمة على حدود مصر الشرقية؛ فقد بات واضحًا للجميع حقيقة المسعى الصهيونى إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

قالها الصهاينة بوضوح: إذهبوا الى مصر إن أردتم الأمان والحفاظ على حياتكم وحياة أبنائكم، فلما كشرت مصر عن أنيابها، أعلنوا فى وقاحة غير مسبوقة حصار قطاع غزة ومنعه من سبل الحياة كافة، وأخذوا يكثفون بحجم هجماتهم على كل مناطق ومحافظات غزة، واستهدفت طائراتهم الحربية معبر رفح بالقذائف والصواريخ حتى يتم تدمير الطرق التى قد تستخدمها الشاحنات المصرية لنقل المساعدات والإمدادات الطبية والغذائية إلى سكان القطاع.

مفهوم أن الخطوة اللاحقة الضغط بشدة على المدنيين عبر القصف العشوائى ثم الاجتياح بنحو 350 ألف عنصر صهيونى ما سيدفع عشرات وربما مئات الآلاف للنزوح نحو معبر رفح ما سيشكل ضغطًا سياسيًا وأخلاقيًا على الدولة المصرية.

هذه البوارج والطائرات الحربية الأمريكية لم تأت فقط لمنع تدخل أطراف إقليمية وإنما للمساعدة فى تنفيذ هذا المخطط الذى مهد له الرئيس الأمريكى جو بايدن فى حديثه مع رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو حول إنشاء ممر آمن فى معبر رفح.

المؤكد أن فى جعبة الدولة المصرية ما تفعله لإفشال المخطط الأمريكى الصهيونى المعروف بالمصطلح سيىء السمعة (صفقة القرن)؛ لكن ماذا لو نجح ولن ينجح؟! من يدفع كلفة استضافة مئات الآلاف من اللاجئين؟! من يضمن أى نوع من الاستقرار الأمنى والسياسى لكل دول المنطقة المحيطة؟!.

هبت أوروبا من وراء زعيمتها أمريكا لدعم الكيان الصهيونى ومنحته رخصة دولية لارتكاب أكبر مجزرة فى تاريخ هذا الصراع؛ فليس أقل من أن تهب دول المنطقة لحماية الشعب الفلسطينى للدفاع عن مصالحها وحماية أمنها القومى بالدرجة الأولى.

تلك التى لا تربطها حدود جغرافية مع الكيان المحتل وأبرمت معه اتفاق سلام أمامها فرصة لاستخدام هذه الورقة لوقف القصف العشوائى ومنع مخطط الاجتياح البرى لقطاع غزة.

وأظن أن لدى دول المنطقة أوراقا اقتصادية وسياسية -أقلها ورقة البترول والغاز- للضغط على أوروبا وأمريكا ليكونوا أكثر تحفظًا فى دعمهم للعدو الصهيونى.

غير أن هذا الدور المفترض لابد أن يمتد إلى الداخل الفلسطينى بحيث تلعب الدول العربية دورًا حاسمًا فى لملمة شتات القوى والفصائل الفلسطينية لإبرام مصالحة شاملة وعادلة بين حركتى فتح وحماس ليصبح الجميع تحت مظلة سلطة سياسية موحدة؛ فعلى الأقل لتحتذى تلك الفصائل المتفرقة حذو عدوها الصهيونى الذى إئتلفت أطرافه المتصارعة فى حكومة وطنية على وقع ضربات المقاومة المهينة لجيش العدو فى مستوطناته الاستعمارية.

هذا وقت الدروس وظنى أن جميع حكومات المنطقة مطالبة بمراجعة سياساتها وبرامجها الاقتصادية الداخلية وتعمل على تقوية بعضها البعض، فهاهو العدو الصهيونى وحلفاؤه فى الغرب يراهنون على ضعف وتضعضع البنية السياسية والاقتصادية لبعض الأطراف فى تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أزمة عسكرية الكارثة الإنسانية دول المنطقة

إقرأ أيضاً:

NYT: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول

يدفع استشهاد الأمين العام لحزب الله اللباني، حسن نصر الله النزاع في الشرق الأوسط إلى جبهة جديدة، فسواء أضعفت وفاته الجماعة اللبنانية الوكيلة عن إيران أم قادت لعمليات انتقامية، فهذا أمر غير معروف.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها إن" تصعيد إسرائيل ضد حزب الله وقتل الزعيم اللبناني بعد تسوية ثلاثة مجمعات سكنية وضع إيران أمام جبهة جديدة، فطالما استخدمت طهران الحزب وحركة حماس وانصار الله في اليمن كـ"واجهات لكي تقاتل إسرائيل نيابة عنها".

وأضافت "لو أضعفت إسرائيل واحدا من أهم أرصدة إيران في المنطقة، فستشعر بأنها ليست مهددة بشكل كبير وستزيد من الضغوط على إيران لاتخاذ قرار بالرد".


وأوضحت أنه "رغم اللهجة الشاجبة التي صدرت من إيران، وعدم انتقامها لمقتل زعيم حركة حماس في طهران الشهر الماضي إلا أن تقاعسها عن الرد قاد عدد من المحللين للقول إن إيران لا تريد مواجهة شاملة مع إسرائيل".

 وأشارت الصحيفة إلى "رد خامنئي على مقتل الزعيم اللبناني ودعوته المسلمين حول العالم لدعم المقاومة في لبنان"، وأن العملية أثارت "شكوكا حول الجهود الدبلوماسية الأمريكية، فحتى اليوم الذي فجرت فيه إسرائيل مجمعات سكنية في بيروت كانت إدارة بايدن إلى جانب عدد من الوسطاء تعمل على اتفاق يحل المعركة التي مضى عليها 11 شهرا بدون أي نجاح".

وأوضحت أن الهجوم "عمل على دفع نتنياهو الذي ألقى خطابا يوم الجمعة أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة وقال فيه نحن ننتصر، وقبل أن تسقط القابل على بيروت في لطمة لجهود وقف إطلاق النار".

 وفي أول تعليق له على عملية الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل "صفت الحساب" مع رجل قال إنه لم يكن "إرهابيا بل الإرهابي".

 وذكرت الصحيفة أن "قرار إسرائيل ضرب نصر الله الذي كانت تعرف ومنذ عدة أشهر بمكان وجوده، قررت ضربه بعد معرفتها أنه سينتقل لمكان جديد، وقتل في الغارة الجوية قياديا في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال عباس نيلوفرشان، الذي تولى مهمة قيادة العمليات العسكرية في لبنان وسوريا".

 وأضافت أن "مقتل نصر الله وهو شخصية بارزة بين القوى المعادية لإسرائيل في الشرق الأوسط، وجه ضربة موجعة للحزب الذي قاتل إسرائيل لعدة عقود"، قائلة إنه "لعب دور الزعيم الديني والإستراتيجي والقائد الأعلى".

 وبدأت المواجهة الحالية في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وبعد يوم واحدة من هجمات حماس ضد إسرائيل. 


وأدى القتال لتشريد أكثر من 150,000 شخصا من الطرفين، ولكن استشهاد الزعيم اللبناني لم ينه القتال، وفي يوم السبت أصر المسؤولون الإسرائيليون ومن حزب الله على مواصلة الحرب، حيث أستأنفت إسرائيل غاراتها ضد لبنان. 

وقاد نصر الله الحزب منذ عام 1992 حيث أشرف على تطوره كقوة عسكرية وسياسية ذات حضور في البرلمان اللبناني، وأدت الأخبار عن استشهاد نصر الله إلى صدمة وحزن بين اللبنانيين في بيروت ومناطق أخرى في لبنان والمنطقة، فيما احتفل آخرون من المعادين لحزب الله، بحسب الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • حركة فتح الانتفاضة: نبارك الرد الإيراني الذي شكل لحظة تاريخية في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني
  • أبو عبيدة: الرد الإيراني يومٌ استثنائي في تاريخ الصراع
  • جوتيريش يحذر من تداعيات توسيع دائرة الصراع في المنطقة
  • نائب الرئيس الإيراني يدعو المجتمع الدولي لمواجهة جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان
  • خبير لبناني يتوقع تطور الصراع في المنطقة نحو الحرب الشاملة
  • الصين وباكستان تنددان بانتهاكات إسرائيل لسيادة لبنان
  • توالي التحذيرات من اتساع رقعة الصراع في المنطقة
  • عدوان برعاية أمريكية
  • NYT: اغتيال نصر الله ينقل الصراع في المنطقة إلى المجهول
  • بعد أحاديث عن عودتها.. الجزائر تؤكد طي صفحة الانضمام لـبريكس