شهدت الجامعات الامريكية، تجددا للاشتباكات بالأيادي بين الطلبة المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية واخرين مؤيدين للنظام الإسرائيلي، مع انتشار “تهديدات” صدرت عن مجاميع “يهودية” ضد الطلبة الأمريكيين المؤيدين لفلسطين.

وبحسب تقرير لشبكة ان بي سي الامريكية فان شاحنات مجهولة الهوية دخلت بعضها الحرم الجامعي لبعض المؤسسات التعليمية تحمل صورا للطلبة الأمريكيين المؤيدين للقضية الفلسطينية وتتوعدهم بــ “الاستهداف” في حال لم يتراجعوا عن مواقفهم.

الاتحادات الطلابية الامريكية المؤيدة بمعظمها للقضية الفلسطينية، اكدت تعرض افرادها الطلبة الى “تهديدات” مباشرة من جماعات يهودية متطرفة داخل الحرم الجامعي، مؤكدين ان إدارات الجامعات الامريكية واكبرها هارفرد، قد أعلنت صراحة دعمها لإسرائيل و”سمحت” للتهديدات بان تطال الطلبة المؤيدين لفلسطين.

السلطات الامريكية اكتفت بالتأكيد انها لم تشهد حتى اللحظة أي “تهديدات جدية” ضد الاتحادات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية بحسب الشبكة التي اكدت أيضا ان الحرم الجامعي في معظم الجامعات الامريكية يشهد الان “حربا أهلية” بين الطلبة اليهود، والطلبة الأمريكيين المؤيدين لفلسطين.

ونشرت صحيفة “الغارديان” الجمعة (13 تشرين الأول 2023)، تقريرا أعده كريس ماكغريل وإيروم سلام حول الجدل المتصاعد في حرم الجامعات الأمريكية والخلافات بشأن ما يجري في غزة وإسرائيل وقد انتشر الجدل في داخل جامعات كولومبيا وهارفارد حيث تبادل الطلاب الاتهام بدعم سفك الدم.

ففي جامعة كولومبيا، وقف صف من الطلاب لفوا أنفسهم بالعلم الإسرائيلي الأبيض والأزرق، وحملوا صورا للقتلى والأسرى في هجوم حماس. وعلى الجانب الآخر من المكان العشبي، وقف عدد كبير من الطلاب يهتفون “الحرية، الحرية لفلسطين”، وتظهر خطوط الصدع بينهم الاتهامات التي تقسم معظم حرم الجامعات بأن كل طرف يدعم سفك الدم.

وتميز الرد في الجامعات الأمريكية على مقتل 1300 إسرائيلي وأسر أكثر من 100 آخرين بالجدل حول الحق بالحديث عن هجوم حماس كحق في المقاومة وإلى الاحتلال والشجب الذي يجب ألا يتجاهل موت الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب الغارات الإسرائيلية على غزة.

وكانت مسيرات جامعة كولومبيا جزءا من “يوم المقاومة” الذي دعت إليه جمعية الطلاب الوطنيون للعدالة في فلسطين والتي مدحت هجوم حماس بأنه انتصار تاريخي للمقاومة الفلسطينية، فيما برزت نفس البيانات من طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعات أخرى واعتبرها الطلاب المتعاطفون مع إسرائيل بأنها فرح بالقتل.

ففي جامعة كولومبيا حمل الطلاب اليهود لافتة كبيرة كتب عليها “توقفوا عن الاحتفال باغتصاب واختطاف وذبح شعبنا”، وجاء في لافتة أخرى “تعاطف في الحرم الآن”. وقال طالب اسمه يوني إنه اعتبر مسيرة الطلاب المؤيدين لفلسطين بأنها احتفال بالموت. وقال “يريدون قتلنا، وصور الموتى التي تراها هنا هي البداية، ولا يعتقدون أن لنا الحق في الحياة وإلا لماذا لا يأتون ويندبون الموتى”.

ولكن بعض المحتجين في المعسكر الفلسطيني يرون في مسيرة المتعاطفين مع إسرائيل مبررا لمسيرتهم. وقالت دارياليزا أفيلا شيفالير إنها شاركت في المسيرة لأنها رأت إسرائيل تطلق العنان لانتقام رهيب ضد الفلسطينيين العاديين في غزة، حيث قتل مئات المدنيين، الكثير منهم أطفال. وقالت “إنه عن الوقوف مع أهل غزة وتذكير العالم بأنهم بشر يستحقون الحياة بكرامة ويستحقون العيش بحرية وتعاطف، متحررين من الوحشية الاستعمارية وأحرار من العنف الذي ترميه عليهم إسرائيل وبشكل دائم”. وقالت “منذ السبت قتل أكثر من 1500 شخصا في غزة وثلثهم من الأطفال، ومع ذلك لا تتم مناقشة العنف ضد الفلسطينيين، وتم قتل عائلات بأكملها”.

وأضافت أفيلا شيفالير إنها لا تتعامل مع الاحتجاج بأنه احتفال بالقتل ولكن العنف ضد الإسرائيليين لم يحدث من فراغ “حسنا، لا أحد يريد العنف؟ وما يريده المشاركون في هذه الاحتجاجات الوصول إليه هو أن العنف لم يبدأ قبل خمسة أيام، بل بدأ من احتلال إسرائيل فلسطين”.

وفي جامعة هارفارد، تم انتقاد منظمات طلابية لبيانها “نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة من العنف المتكشف”، مما جعل قيادة الجامعة محلا للنقد من رئيسها السابق لورنس سومرز وعدم شجبها بيان الطلبة وعدم شجب حماس وبقوة. وكتب على منصة إكس، تويتر سابقا “لم أشعر منذ ارتباطي منذ خمسين عاما تقريبا بهارفارد بخيبة الأمل والعزلة كما اليوم”. وحاول آخرون في هارفارد الاعتراف بالمعاناة، وقال جاستين أونوينو، رئيس مجلس طلبة كلية القانون، إنه “هجوم بربري من حماس ويجب عدم تبريره، التقليل منه أو تمجيده”، ولكنه تحدث عن السلام ومنع الأذى عن المدنيين.

وكانت راشيل سبيرو، وهي طالبة يهودية في كولومبيا وقضت العامين الماضيين بجامعة تل أبيب، عاطفية وهي تقف على جانب التظاهرة المؤيدة لإسرائيل. ووصفت المناخ في حرم الجامعة بالمشحون، وأن النقاش حول هجوم حماس والقصف الإسرائيلي لغزة هيمن على حصة السياسة الدولية. وكان النقاش “محترما ويمكن نقاشه ولكن لم يتم التوصل لاتفاق لخلاف الطلاب”. وقالت إن هناك أسبابا للخوف بعد الهجوم على طالب يهودي وهو يحمل العلم الإسرائيلي أمام المكتبة.

وقال طالب سوري، لم يرد الكشف عن اسمه، إنه لا يدعم حماس. وقال “جئت إلى هنا للقول إن الطرفين مسؤولان عن الهجوم الإرهابي، ولا أوافق على حركة حماس لأنه إرهابي ولا يمثل الموقف الإسلامي وهاجموا المدنيين، وفعلت إسرائيل نفس الأمر ولكنها أقوى”. ولاحظ طلاب ما قامت به شركة قانون من إلغاء عرض للطالبة ريان ووركمان، التي كتبت تغريدة أن عنف إسرائيل ضد الفلسطينيين، “خلق الظروف الضرورية للمقاومة”. وقالت رموز في سوق المال إنها لن توظف أي طالب وقع على البيان الذي حمل إسرائيل مسؤولية هجوم حماس. وطافت شاحنة محملة بلافتة كتب عليها أسماء الطلاب وعناوينهم ونشرت على الإنترنت. وهو ما منع بعض الطلاب من إصدار تصريحات عامة.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: للقضیة الفلسطینیة هجوم حماس

إقرأ أيضاً:

محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل

#سواليف

رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية ( #حماس ) رمت بـ” #كرة_من_نار ” على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي #عيدان_ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.

وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام #الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن #حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد #ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.

مقالات ذات صلة 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى 2025/03/14

وأوضح أن “موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلان

وبينما أعرب عن اعتقاده بأن “موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين”، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو

وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.

ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.

وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.

وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات”.

وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد “رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن “التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة”، ولأن “مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين”.
إعلان

وكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.

يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • “تعليم مكة المكرمة” يحقق المركز الثالث في الأولمبياد الوطني للروبوت
  • إدارة “تعليم الجوف” تنظم لقاءً عن آلية قبول الطلاب ذوي الإعاقة في الجامعات
  • نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
  • بعد تهديدات ترامب وقصف اليمن.. إيران: سنرد على أي هجوم
  • تحقيق الاحتلال عن هجوم 7 أكتوبر في “نير عوز”: فشل ذريع بكل المقاييس
  • يوم “السكاكين الطويلة”.. كيف أربكت حماس “إسرائيل” إلى الأبد؟
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • محللان: حماس رمت بـ”كرة من نار” على إسرائيل
  • ‏وزير المالية الفرنسي: تهديدات ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على بعض السلع “حرب حمقاء”
  • “حماس” توافق على إطلاق سراح جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية و 4 جثامين