جامعات أميركية تتحول لمسرح جدل ساخن بخصوص الحرب بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
رغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تظهر دعما راسخا لإسرائيل منذ بدء العملية التي شنتها حماس، تشعل الحرب بين الحركة والدولة العبرية جدلا ساخنا في العديد من الجامعات الأميركية المرموقة.
في جامعات هارفارد وستانفورد ونيويورك، كان الموضوع متفجرا لدرجة أن الخلافات بين الطلاب والأساتذة والمسؤولين الإداريين تسببت في عاصفة على شبكات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية والإعلامية، حتى أنّها كلّفت البعض عروض عمل وتسببت في خوف آخرين على سلامتهم.
في جامعة هارفارد، احتدم النقاش بعدما وقعت نحو ثلاثين مجموعة طلابية بيانا مشتركا يحمّل "النظام الإسرائيلي كامل المسؤولية عن العنف" ويؤكد أن عملية حركة حماس "لم تأتِ من العدم" وأن "العنف الإسرائيلي يهيمن على كل جوانب الوجود الفلسطيني منذ 75 عاما".
"فاسد أخلاقيا"علّق الوزير السابق للخزانة الأميركية لورنس سامرز، الذي تسلم رئاسة هذه الجامعة قبل نحو 20 عاما، "أشعر بالاشمئزاز (من هذا البيان) ومن صمت قادة جامعة هارفارد".
وتابع على منصة "إكس" بأن هارفارد تبدو "محايدة في أحسن الأحوال في مواجهة الأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل اليهودية".
من جهته، قال المسؤول الديمقراطي في ولاية ماساتشوستس جيك أوشينكلوس إنه"يخجل" من جامعته، معتبرا البيان الصادر عن المجموعات الطلابية "فاسدا أخلاقيا" وموقف المسؤولين في الجامعة "جبنا أخلاقيا".
ونشرت إدارة الجامعة بيانا اعتُبرت نبرته خجولة جدا. وفي مواجهة سيل الانتقادات، اضطرت رئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي إلى نشر بيان ثانٍ.
وكتبت "لا أريد أن يكون هناك أدنى شكّ بشأن أنني أدين الفظائع الإرهابية التي تتسبب بها حركة حماس".
بعد البلبلة، "ومن أجل سلامة الطلاب"، اختفت القائمة الكاملة للمجموعات الطلابية الموقعة من الوثيقة الأصلية لأن بعض الطلاب تعرّضوا لنشر بياناتهم الشخصية على الانترنت بدون موافقتهم.
وعرضت شاشة على سيارة قرب الجامعة صورا وأسماء مع عبارة "أكبر معادين للسامية في جامعة هارفارد".
Happening right now on Columbia’s campus: Palestinian/Arab students and allies chanting “you cannot hide us”, while Israeli/Jewish students and allies stand facing them silently. Meanwhile the university closed the gates to the campus today, allowing entry only with a uni ID. pic.twitter.com/qfTUv6bwo2
— Katherine Franke (@ProfKFranke) October 12, 2023مذاك، سحبت بعض المجموعات الطلابية توقيعها من البيان، وفقا لصحيفة "هارفارد كريمسون" الجامعية، فيما نأى بعض الطلاب الآخرين بأنفسهم عن النص.
وأكد رجل الأعمال بيل أكمان على منصة "إكس" أن بعض رؤساء الشركات يطالبون بالكشف عن أسماء الموقّعين لضمان عدم توظيفهم في المستقبل.
"مهددون"وكانت رئيسة تجمع طلاب الحقوق في جامعة نيويورك أيضا عرضة لسياسة مماثلة. فبعدما كتبت أنها لن تدين "المقاومة الفلسطينية" وأن إسرائيل تتحمّل "المسؤولية الكاملة" عن الخسائر البشرية، أُلغي عرض العمل الذي قدمته لها شركة "وينستون وسترون" للمحاماة.
في الساحل الغربي من الولايات المتحدة، وجدت جامعة ستانفورد المرموقة كذلك نفسها عرضة للانتقادات بعد رفضها إدانة لافتات مؤيدة للفلسطينيين باسم حرية التعبير رفعها طلابها مؤكدة رغبتها في البقاء على الحياد.
وكتب أساتذة في جامعة جورج تاون في العاصمة واشنطن لرئيس الجامعة للتنديد بـ"صمته الطويل عن معاناة الفلسطينيين"، فيما وقّع أكثر من 44 ألف شخص على عريضة تطالب بإقالة أستاذ بجامعة ييل بسبب تغريدات وصف فيها إسرائيل بأنها "دولة استيطانية وترتكب إبادات وقاتلة".
وفي هذه الأجواء المتوترة، يعبّر الطلاب من الجانبين عن انزعاجهم.
وقالت رئيسة تجمع "الطلاب من أجل إسرائيل" في جامعة براون جيليان ليدرمان على قناة "سي إن إن" إن "العديد من الطلاب اليهود" يشعرون بأنهم "مهددون"، مضيفة "لم نشعر أبدا بذلك من قبل في الحرم الجامعي".
من جهته، قال طالب في جامعة هارفارد طلب عدم الكشف عن هويته حسبما ذكرت قناة "إيه بي سي نيوز"، "من المخيف جدًا أن تكون فلسطينيا اليوم (...) في بيئة معادية إلى هذا الحد".
وأعلنت جامعته هذا الأسبوع أن عناصر أمن الجامعة عززوا انتشارهم داخل الحرم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جامعة هارفارد فی جامعة
إقرأ أيضاً:
هارفرد السوداء..أين ستقضي هاريس ليلة الانتخابات؟
في انتظار نتائج اقتراع تاريخي قد يحملها إلى رئاسة الولايات المتحدة، لتكون أول امرأة تتولى المنصب، قررت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس قضاء ليلة الانتخابات، في جامعة هاورد.
وجامعة هاورد مؤسسة رئيسية لتعليم الطلاب السود في الولايات المتحدة، والتحقت بها هاريس في ثمانينيات القرن الماضي. وتحتل الجامعة الملقبة بـ "هارفرد السوداء" في واشنطن، مكانة أساسية في مسيرة نائب الرئيس الأمريكي. وغالباً ما تزورها منذ تخرجها في 1986.وقالت هاريس من هذه الجامعة في 2019 عندما كانت مرشحة للانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الديمقراطي في 2020 إن "جامعة هاورد من أهم جوانب حياتي"، وأضافت "هنا بدأ كل شيء".
وعليه فإن وجود كامالا هاريس التي قد تنتخب أول رئيسة سوداء للبلاد، الثلاثاء في الجامعة، يحمل الكثير من الرموز.
وأسس الكونغرس الأمريكي هذه الجامعة الخاصة في 1867، بعد نهاية الحرب الأهلية التي أنهت العبودية في كل البلاد، على اسم أوليفر هاورد، الجنرال الشمالي الذي انخرط إلى حد كبير في تنظيم تعليم العبيد السابقين.
ومنذ تأسيسها، باتت هاورد الأكثر شهرة بين 100 مؤسسة معروفة تاريخياً بأنها جامعات السود، وباتت تستقبل غالبية كبيرة من الطلاب من الأقليات. وتضم الجامعة حوالى 11 ألف طالب، ومبان ضخمة من الطوب الأحمر والأعمدة البيضاء، حول حديقة مركزية كبيرة، وفقاً لتقاليد بناء الجامعات الأمريكية.
وقصدت هاريس الجامعة في منتصف أغسطس (آب) لتتابع تدريباً استعداداً لمناظرتها ضد دونالد ترامب. وقالت لبعض الطلاب: "في يوم من الأيام قد تصبحون مرشحين لرئاسة الولايات المتحدة".
Vice President Kamala Harris will return to Howard University on election night. Harris, who graduated from the university, plans to spend Tuesday evening with at her alma mater. https://t.co/FUG10ep4i3
— FOX 5 DC (@fox5dc) November 4, 2024 مسيرة حافلةخرجت جامعة هاورد شخصيات بارزة، مثل الكاتبة والفائزة بجائزة نوبل توني موريسون، وثورغود مارشال المحامي الكبير لحركة الحقوق المدنية في خمسينات القرن الماضي، الذي كان أول أمريكي من أصل أفريقي يعين في المحكمة العليا. وألهم هذا الرجل كامالا هاريس التي قررت أن تتخصص في المحاماة في جامعة هاورد على غراره، بدءاً من 1982.
وخلال دراستها في الجامعة، انتسبت هاريس إلى ناد للنقاش، وشاركت في احتجاجات ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وفي احتلال أحد مباني الحرم الجامعي أثناء حركة طلابية.
وانضمت هاريس أيضاً إلى جمعية "ألفا كابا ألفا" النسائية التي تأسست في 1908 في هاورد، وتضم عشرات آلاف النساء السوداوات من كل البلاد، وتشكل شبكة اعتمدت عليها المرشحة الديموقراطية في حملتها الانتخابية.
Vice President Kamala Harris plans to spend election night in Washington, D.C., at her alma mater, Howard University. https://t.co/Vsz43fPPbA
— NBC4 Washington (@nbcwashington) November 2, 2024