تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الجارى هجمات على غزة هى الأشرس على الإطلاق فى تاريخها الممتد على مدار 75 عامًا من الصراع مع الفلسطينيين. ويأتى ذلك فى إطار الرد على عملية (طوفان الأقصى) التى شنتها حماس وفصائل مسلحة من قطاع غزة المحاصر فى الساعات الأولى من صباح السابع من أكتوبر الجارى لتترك إسرائيل فى حالة من الرعب على حد وصف مجلة الايكونوميست البريطانية.
وهكذا تمضى إسرائيل قدمًا فى تنفيذ مخططها الدنيء الرامى إلى ترحيل الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها. اجترأت على الحق وبادرت عبر جيشها بإبلاغ الأمم المتحدة بضرورة انتقال ما يصل إلى نحو مليون ونصف مليون فلسطينى إلى جنوب القطاع خلال أربع وعشرين ساعة. وفى معرض التعقيب قال المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» فى بيان له: (تعتبر الأمم المتحدة أنه من المستحيل أن تتم مثل هذه الحركة دون عواقب إنسانية مدمرة)، وأضاف: (الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أى أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو مأساة إلى وضع كارثي). وفى الوقت نفسه قال المكتب الإعلامى الحكومى بغزة: (إن تحذير سكان غزة للانتقال دعاية زائفة ونحث مواطنيها على عدم الانسياق وراءها).
فى هذه الأثناء يواصل الجيش الإسرائيلى شن غارات كثيفة على القطاع بالتوازى مع حشد قواته تمهيدًا لهجوم برى محتمل. الجدير بالذكر أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا من جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع اقترب من ألفى شخص، بالاضافة إلى ما يتجاوز السبعة آلاف جريح. وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن نصف القتلى من الأطفال والنساء. وكان الجيش الإسرائيلى قد قال إنه أسقط أربعة آلاف طن من القنابل على القطاع باستخدام أكثر من ستة آلاف قذيفة مما أدى إلى تدمير أحياء سكنية بالكامل. وهكذا تستمر إسرائيل فى تنفيذ جريمة الإبادة التى تضطلع بها.
مصادر أمنية مصرية حذرت من وجود مخطط لتصفية الأراضى الفلسطينية من سكانها، وجاء ذلك عقب تصريحات لمسئول إسرائيلى نصح فيها السكان الفارين من القطاع بالتوجه إلى مصر. وفى مواجهة ذلك أقام الجيش المصرى ستة ارتكازات عسكرية جديدة فى رفح والشيخ زويد تزامنًا مع تصاعد الأحداث بالأراضى الفلسطينية. كما سير الجيش دوريات لتمشيط المنطقة الحدودية مع حالة استنفار وتأهب قصوى بالوحدات والنقاط العسكرية فى الشريط الحدودى ومناطق جنوب رفح طبقًا لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان. وهذه إجراءات أمنية احترازية حميدة يتعين على مصر اتخاذها تحسبًا لإمكانية قيام بعض عناصر المقاومة من حماس باستغلال الأنفاق ودخول العمق المصرى. ولهذا بادرت مصادر مصرية رفيعة فحذرت من دفع الفلسطينيين العزل باتجاه الحدود المصرية. وقال الرئيس «عبدالفتاح السيسي»: (إن مصر لن تسمح بتسوية القضية على حساب آخرين. فى إشارة إلى دفع الفلسطينيين باتجاه سيناء عبر قيام إسرائيل بالقصف العشوائى للقطاع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السابع من أكتوبر الصراع مع الفلسطينيين الأمم المتحدة على القطاع
إقرأ أيضاً:
حزب «المصريين»: جهود القيادة السياسية نجحت في إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين
ثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، بيان الرئاسة الفلسطينية حول تمكين دولة فلسطين وحكومتها الشرعية من تولي مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة كما هو في الضفة الغربية.
القضية الفلسطينيةوقال "أبو العطا"، في بيان اليوم الجمعة، إنه لا يخفى على أحد دور الدولة المصرية الداعم والمُساند للقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة بحكم التاريخ والجغرافيا وعلاقات الدم والقومية واشتراك الحدود واستمراره بقوة وترابط للوقت الحاضر، ودافعت مصر بقوة وجعلت القضية الفلسطينية بؤرة اهتمامها، موضحًا أن الدولة المصرية وقيادتها السياسية دعمت القضية الفلسطينية بمختلف الطرق منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين قبل عقود، واستضافت بدورها العديد من المؤتمرات العالمية لبحث دعم حل الدولتين والسلام في المنطقة، وتُمثل الجهود المصرية الحالية امتدادًا لدورها التاريخي تجاه قضية العرب الأولى.
وأضاف رئيس حزب "المصريين"، أن مصر نجحت في حشد الجهود السياسية والدبلوماسية خلال عقود عديدة للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في أراضيهم، وينطلق الدور المصري المحوري في ملف غزة من قواسم تاريخية ومشتركات من عمر القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية تُعد واحدة من أبرز القضايا المحورية في السياسة الخارجية المصرية منذ عقود، حيث لعبت مصر دورًا رئيسيًا في دعم الشعب الفلسطيني على المستويات السياسية والدبلوماسية والإغاثية.
مساندة الحقوق الفلسطينيةوأوضح أنه منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي ظل الموقف المصري ثابتًا في مساندة الحقوق الفلسطينية، ورفض أي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين، الأمر الذي تجلى بوضوح منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث ظهر موقف مصر الرسمي القاطع والحاسم بقيادة الرئيس السيسي، وموقف الشعب المصري أيضًا الرافض للتهجير.
وأكد أن موقف القيادة السياسية المصرية من القضية الفلسطينية يظل ثابتًا لا يتغير، مستندًا إلى مبادئ العدالة والحقوق المشروعة، ورغم التحديات الإقليمية والدولية، تواصل مصر جهودها السياسية والدبلوماسية والإغاثية لدعم الشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي تبرز مصر كصوت قوي مدافع عن الحقوق الفلسطينية، ومُساند دائم لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
ولفت إلى أن تراجع وإفشال مخطط التهجير لصالح مشروع إعادة إعمار غزة يُعد تطورًا رئيسيًا ذات مؤشرات ودلالات سياسية جديدة في ملف القضية الفلسطينية؛ الأمر الذي تجلى بوضوح في النقاشات حول تنفيذ البروتوكول الإنساني لإدخال المساعدات والمعدات رغم تململ الجانب الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين، موضحًا أن الجهود المصرية في إعادة إعمار قطاع غزة دليل واضح وصريح على نجاح الجهود المصرية الكبيرة في إفشال مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.