بوابة الوفد:
2024-12-24@05:16:10 GMT

حالة الخطر

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

كنت كلما شاهدت حركات الاحتجاج والتظاهر تشتد فى تل أبيب.. ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمنية المتطرفة.. اعتراضا على المساس باستقلال القضاء.. أدرك جيدًا أنه سيسعى لافتعال أزمة كبرى.. تضع المجتمع الاسرائيلى فى «حالة الخطر» من جديد.. لمَ لا وهى إحدى ركائز قيام دولة إسرائيل.. «فحالة الخطر» هى «التعويذة السحرية» التى تجعل الشعب يلتف حول حاكمه.

. وتخرس كل معارض أو محتج أو رافض.. وإلا فاتهامات الخيانة والعمل ضد الوطن هى مصير هؤلاء.. لكن ماهى الأزمة هذه المرة وسط أحلام السلام والتطبيع العربى الساخن؟.. هذا ما كنت أترقبه منذ أشهر.. وسرعان ما جاء الرد التقليدى كالمعتاد.. «حماس».. تحرك سريع مباغت.. مئات أو آلاف الضحايا من الشعب الفلسطينى والمستوطنين.. استدعاء قوات الاحتياط.. كل هذا يضمن هدفين رئيسيين لنتنياهو.. أولًا قمع الأصوات المعارضة فى الداخل وتثبيت مقعده المهتز.. ثانيًا إرضاء أعضاء الحكومة المتطرفة بالمزيد من الأراضى المحتلة والشروع فى تحريك أحلام الترانسفير.

لكن دعونا نسأل.. ما الذى حققته «حماس» بهذا الهجوم؟.. ولصالح من؟.. هل هى حرب تحرير شاملة أعد لها جيدًا أم مجرد عملية انتحارية مباغته؟.. هل درست رد الفعل؟.. الثمن الذى سيدفعه الشعب الفلسطيني؟.. هل رتب قادة حماس لحماية المدنيين فى غزة بعد الهجوم؟.. بالطبع كل هذه الأسئلة لقيادة الحركة.. وليس الأبطال المدافعون عن أرضهم المحتلة وسط النيران.

كثيرون تساءلوا وسط صيحات التهليل بنجاح الهجوم.. كيف نجحت حماس فى جعل تلك الضربة بهذه الصورة المفاجئة؟.. وعاد الحديث عن الفشل الاستخباراتى الإسرائيلى من جديد فى الاحتفال الخمسين بحرب أكتوبر.. وقبل أيام جاء الرد والتبرير المنطقى المقنع على لسان مجندة سابقة فى جيش الاحتلال.. المجندة التى كانت تعمل ضمن القوات المحاصرة لغزة, قالت: إن الجدار الأمنى الذى تفرضه قوات الاحتلال حول المستوطنات المحيطة بغزة.. يديره أكثر من 400 مراقب.. ومكدس بمئات أجهزة المراقبة عالية الدقة والحساسية.. وهى الصناعة التى برعت فيها إسرائيل واشتهرت بها على مستوى العالم «أجهزة المراقبة والتجسس». المجندة أشارت إلى أن نظام الرقابة شديد الحساسية حتى أنه كان يوقظهم من النوم إذا اقترب طائر صغير من الجدار.. وتساءلت: كيف لم ينتبه جندى واحد من ال400 لهذا الاختراق الضخم من قبل مقاتلى حماس؟.. ونحن أيضا نتساءل: هل عطلت أجهزة المراقبة عن عمد لتسهيل عملية الاختراق؟.. أم أن عطب أصاب جميع الأجهزة وأنام جميع الحراس فى نفس اللحظة؟!.. أسئلة كثيرة يطرحها ذلك الهجوم عند النظر إليه بتروٍ.. بعيدًا عن الصياح والعبارات الحماسية.. لكن تتبقى الأسئلة الأهم.. ماهى خطة حماس؟ ولصالح من تلعب هذه المرة؟.. وهل وضعت تصورًا لإنهاء الحرب التى بدأتها؟.. هل أدركت حجم الخسائر التى ستلحق بالشعب الفلسطينى هذه المرة؟.. ومن سيدفع هذه المرة ثمن بقاء نتنياهو على كرسيه؟.. أما رد الفعل الأمريكى السريع والمبالغ فيه.. وإعلان بايدن عن حزمة مساعدات عاجلة لإسرائيل تقدر بـ8 مليارات دولار.. وتحريك قواته، فى مقدمتها حاملة الطائرات «جيرالد فورد» نحو شرق المتوسط لحماية إسرائيل من مجموعة مدنيين مسلحين بأسلحة خفيفة.. فهى تطرح السؤال الأهم عن تلك الأزمة المفتعلة وأهدافها.. وستكشف الأيام القادمة ما دبر له بليل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسلام الشافعي حالة الخطر لوجه الله حكومة بنيامين نتنياهو هذه المرة

إقرأ أيضاً:

القانون للضعفاء

كثيرًا ما أقف حائرًا أمام عبارة «أن الناس أمام القانون سواء» وسبب حيرتى أن ما أشاهده أمامى يختلف، خاصة فى الدول التى نحن منها. وأعتقد أن هذه المساواة لا توجد إلا فى الدين، فليس هناك فرق بين الناس إلا بالتقوى، أما فى الدنيا.. فالغنى غنى والفقير فقير، وتصطدم بعبارة أخرى «أن القانون وضع للفقراء الضعفاء، أما الأغنياء الأقوياء فلهم قانونهم الخاص» هو قانون قريب من قانون سكسونيا الذى لا يطبق أى عقوبات على الشرفاء ويعاب خيالهم. فالأغنياء لهم منزلة مختلفة عن منزلة الفقراء، لذلك لا تندهش عندما تتذكر المثل الشعبى المرتبط بهذا الأمر الذى نسمعه منذ كنا صغار «العين لا تعلو على الحاجب» ثم تحول الأمر مع السنين إلى ثقافة راسخة فى وجدان الناس أن هناك منازل لكل شخص حسب ما معه من أموال، لذلك لم أندهش من الحكم بالغرامة البسيطة جدًا على أحد المشهورين الذى أصبح من أثرياء البلد بفضل تلوث أسماعنا بعدما ضرب شخصًا بسيطًا «بقلم» على وجهه، ولم يستطع هذا أن يفعل شيئًا ولجأ للقانون، معتقدًا أنه سوف يحصل على رد إهانته، ليكون الحكم «سكسونى» الطبيعة ويحكم على الفاعل بالغرامة التى يدفعها «بقشيش» للغلابه، والأمثلة كثيرًا تطالعنا كل يوم حكاية لتؤكد أن القانون «خُلق للضعفاء»!
لم نقصد أحدًا!

مقالات مشابهة

  • دوبلير «الجولانى»
  • المبعوث الأممي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمساعدة الشعب السوداني
  • حماس تشيد بدعم اليمن وتدين المجازر الصهيونية في غزة
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • جمال سليمان: سوريا بحاجة إلى حوار وطني بعيد عن الصدام والصراع
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين: نستعد لهجوم آخر في اليمن وهذه المرة سنحاول إشراك دول أخرى في الهجوم
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • القانون للضعفاء
  • أمنية رجل مريض (2)