بوابة الوفد:
2025-01-31@17:43:55 GMT

حالة الخطر

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

كنت كلما شاهدت حركات الاحتجاج والتظاهر تشتد فى تل أبيب.. ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمنية المتطرفة.. اعتراضا على المساس باستقلال القضاء.. أدرك جيدًا أنه سيسعى لافتعال أزمة كبرى.. تضع المجتمع الاسرائيلى فى «حالة الخطر» من جديد.. لمَ لا وهى إحدى ركائز قيام دولة إسرائيل.. «فحالة الخطر» هى «التعويذة السحرية» التى تجعل الشعب يلتف حول حاكمه.

. وتخرس كل معارض أو محتج أو رافض.. وإلا فاتهامات الخيانة والعمل ضد الوطن هى مصير هؤلاء.. لكن ماهى الأزمة هذه المرة وسط أحلام السلام والتطبيع العربى الساخن؟.. هذا ما كنت أترقبه منذ أشهر.. وسرعان ما جاء الرد التقليدى كالمعتاد.. «حماس».. تحرك سريع مباغت.. مئات أو آلاف الضحايا من الشعب الفلسطينى والمستوطنين.. استدعاء قوات الاحتياط.. كل هذا يضمن هدفين رئيسيين لنتنياهو.. أولًا قمع الأصوات المعارضة فى الداخل وتثبيت مقعده المهتز.. ثانيًا إرضاء أعضاء الحكومة المتطرفة بالمزيد من الأراضى المحتلة والشروع فى تحريك أحلام الترانسفير.

لكن دعونا نسأل.. ما الذى حققته «حماس» بهذا الهجوم؟.. ولصالح من؟.. هل هى حرب تحرير شاملة أعد لها جيدًا أم مجرد عملية انتحارية مباغته؟.. هل درست رد الفعل؟.. الثمن الذى سيدفعه الشعب الفلسطيني؟.. هل رتب قادة حماس لحماية المدنيين فى غزة بعد الهجوم؟.. بالطبع كل هذه الأسئلة لقيادة الحركة.. وليس الأبطال المدافعون عن أرضهم المحتلة وسط النيران.

كثيرون تساءلوا وسط صيحات التهليل بنجاح الهجوم.. كيف نجحت حماس فى جعل تلك الضربة بهذه الصورة المفاجئة؟.. وعاد الحديث عن الفشل الاستخباراتى الإسرائيلى من جديد فى الاحتفال الخمسين بحرب أكتوبر.. وقبل أيام جاء الرد والتبرير المنطقى المقنع على لسان مجندة سابقة فى جيش الاحتلال.. المجندة التى كانت تعمل ضمن القوات المحاصرة لغزة, قالت: إن الجدار الأمنى الذى تفرضه قوات الاحتلال حول المستوطنات المحيطة بغزة.. يديره أكثر من 400 مراقب.. ومكدس بمئات أجهزة المراقبة عالية الدقة والحساسية.. وهى الصناعة التى برعت فيها إسرائيل واشتهرت بها على مستوى العالم «أجهزة المراقبة والتجسس». المجندة أشارت إلى أن نظام الرقابة شديد الحساسية حتى أنه كان يوقظهم من النوم إذا اقترب طائر صغير من الجدار.. وتساءلت: كيف لم ينتبه جندى واحد من ال400 لهذا الاختراق الضخم من قبل مقاتلى حماس؟.. ونحن أيضا نتساءل: هل عطلت أجهزة المراقبة عن عمد لتسهيل عملية الاختراق؟.. أم أن عطب أصاب جميع الأجهزة وأنام جميع الحراس فى نفس اللحظة؟!.. أسئلة كثيرة يطرحها ذلك الهجوم عند النظر إليه بتروٍ.. بعيدًا عن الصياح والعبارات الحماسية.. لكن تتبقى الأسئلة الأهم.. ماهى خطة حماس؟ ولصالح من تلعب هذه المرة؟.. وهل وضعت تصورًا لإنهاء الحرب التى بدأتها؟.. هل أدركت حجم الخسائر التى ستلحق بالشعب الفلسطينى هذه المرة؟.. ومن سيدفع هذه المرة ثمن بقاء نتنياهو على كرسيه؟.. أما رد الفعل الأمريكى السريع والمبالغ فيه.. وإعلان بايدن عن حزمة مساعدات عاجلة لإسرائيل تقدر بـ8 مليارات دولار.. وتحريك قواته، فى مقدمتها حاملة الطائرات «جيرالد فورد» نحو شرق المتوسط لحماية إسرائيل من مجموعة مدنيين مسلحين بأسلحة خفيفة.. فهى تطرح السؤال الأهم عن تلك الأزمة المفتعلة وأهدافها.. وستكشف الأيام القادمة ما دبر له بليل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسلام الشافعي حالة الخطر لوجه الله حكومة بنيامين نتنياهو هذه المرة

إقرأ أيضاً:

سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!

من قال لك إن الهدف هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فقط، لقد قلنا مرارًا وتكرارًا، أن الهدف هو مصر الدولة والمؤسسات، وأن الطريق إلى ذلك هو الطابور الخامس الذى لا يعرف للوطن حدودًا يقاتل من أجلها، ولكنه يريد الوصول إلى السلطة بأية طريق تمهد لجماعة الإخوان الإرهابية حكم مصر لمدة خمسمائة عام كما كانوا يقولون ويعتقدون!
لا تنس أن صفقة التهجير تم تسويقها فى عهد جماعة الإخوان كان مقابلها هو الصعود إلى قمة الهرم فى الدولة، والسيطرة على مقدرات هذا الشعب الذى قام بتصحيح مساره فأطاح بهم بعد عامٍ واحد فقط، ليصبح المخطط الذى كان سيتم تنفيذه رضاءً مع الجماعة لا يمكن تحقيقه إلا غصبًا وقهرًا مع غيرهم، ولذلك فالولايات المتحدة ومن قبلها إسرائيل تعلم أن مُخطط التهجير لن ينجح مع السيسى، ولن تقبله الدولة المصرية، ولن يسمح به الجيش المصرى، فالشعب الصامد والذى خاض أربع حروب للحفاظ على ترابه يُدرك أن هذا الخطر الكامن فى مصطلحات مثل الإنسانية والعطف على الشعب الذى تتم إبادته فى غزة، ما هو إلا حصان طروادة سيتم استخدامه للقضاء على القضية الفلسطينية والاستيلاء على سيناء للأبد، وبعدها ستتهم إسرائيل سكان سيناء (الغزاوية) بأنهم يخضعون لسيطرة حماس التى طردتها إسرائيل من غزة، وسيكون هذا هو مبررها بعد عشرة أوعشرين عامًا لسرقة سيناء من جديد، عندها ستقول لنا أمريكا «يجب نقل سكان سيناء التى أصبحت مركزًا للإرهاب إلى مدن القناة أو باقى المحافظات المصرية لحمايتهم من هجمات الجيش الإسرائيلي»، وتستمر اللعبة إلى أن نجد الضفة الأخرى من النيل يُرفع عليها علم إسرائيل ليتحقق حلم الدولة اليهودية التى تأسست سنة 1948 بكيان يمتد من النيل للفرات!
قد تقول لى.. هذا سيناريو من وحى الخيال.. لا يا عزيزى المواطن.. هذا سيناريو مستوحى من الأدبيات الإسرائيلية المكتوبة، وكنا نقاومه منذ كنا طلابًا فى جامعة القاهرة فى نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات.. وكنا نتحدث مع زملائنا حول فلسفة إصرار إسرائيل على اختيار مبنى مجاور للجامعة فى الجيزة ويطل على نهر النيل كمقرٍ لسفارتها التى تم افتتاحها فى مصر عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، بأنه اختيار يتسق مع فكرها، فقد اختارت موقع السفارة على النيل فى الجيزة وليس العاصمة، لأن القاهرة طبقًا للبروتوكولات والخطة الاستراتيجية الإسرائيلية تقع فى شرق النيل وليس غربها، وشرق النيل هو جزء من دولة إسرائيل التى تمتد من النيل للفرات، وبالتالى لا يجوز للدولة أن تفتتح سفارة لنفسها فوق أرضها، أما الجيزة فهى غرب النهر الذى لن تعبره إسرائيل.
وقد تقول لى.. ولكن سفارة إسرائيل الآن موجودة فى المعادى بالقاهرة؟ نعم يا عزيزى.. هذا صحيح.. لأنها اضطرت مع ضغوط المتظاهرين قبل 14 عامًا على الرحيل والتراجع إلى شرق النيل مثلما تراجعت تاركة سيناء فى 1973 وما بعدها!
ثم إنك «مش واخد بالك» بأن إسرائيل تقترب من الفرات، وفى نفس الوقت تقترب من النيل بعد إبادة غزة، وهى تحركات تشبه حركة «البَرجلْ» الذى تزداد مساحة قدميه شرقًا وغربًا فى وقت واحد، فهى تتحرك نحو الشرق بنفس مقدار تحركها نحو الغرب، فقد دمرت غزة وطردت سكانها، وتحركت فى ذات الوقت للسيطرة على جنوب لبنان، واستولت على مساحات شاسعة من الأراضى السورية دون أن تواجه أية مقاومة من الجيش السورى المنهار، كما أن دخولها لسوريا تم بعد اتفاق مع (محمد الجولانى الذى أصبح اسمه أحمد الشرع) الرجل يرفض مصافحة النساء ولكنه يقبل ترك أرض بلاده فى سوريا والتى يحكمها الآن تُسرق وتنهب، ليتضح لنا أن مُخطط تمكين الجماعات الدينية المتطرفة هو مشروع يحظى برضًا إسرائيلى واضح!
نفس ما حدث فى سوريا.. يُدرس تنفيذه فى مصر.. ولكن لأن مصر دولة كبيرة– كما قال الرئيس فى الكاتدرائية يوم 6 يناير– فإن السيناريو من وجهة نظرى سيكون مختلفًا.. فالجيش المصرى قوى ومواجهته لن تكون سهلة.. والدولة المصرية تعمل بشكل علمى ومنظم وخداعها مستحيل.. ولذلك فإن الخطة سوف تختلف عن سيناريو سوريا وسيكون الهدف هو اختراق المؤسسات السياسية من الداخل.. وأطلب منك يا عزيزى أن تراجع ما قاله السيد وزير الداخلية منذ أيام قليلة فى خطابه أمام السيد رئيس الجمهورية خلال الاحتفال بعيد الشرطة.. فقد قال نصًا: «تسعى جماعة الإخوان الإرهابية.. لإحياء نشاطها عبر التوسع فى ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملًا فى زعزعة الأمن والاستقرار، فضلًا عن التنسيق مع عدد من ذوى التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبنى الدعوة لإعادة دمجها فى النسيج المجتمعى الذى لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب».
الكلام واضح.. وقلته لحضراتكم مرارًا فى مقالات عديدة.. جماعة الإخوان تحاول الاندماج عبر عناصر إخوانية ممتازة داخل المجتمع السياسى من خلال اختراق الأحزاب، عبر تمويل ضخم جدًا يستهدف الاستيلاء على هذه الأحزاب، ومن ثم خوض انتخابات مجلسى النواب والشيوخ القادمتين تحت ألوية هذه الأحزاب وشعاراتها– حدث بالفعل فى التسعينات وقامت الجماعة بالاستيلاء على حزب العمل– وبعدها ستجد كوادر إخوانية ممتازة تتوغل داخل الأحزاب والمجلسين التشريعيين، وقد يستطيع أحدهم التسرب إلى منصب تنفيذى مهم– حدث بالفعل فى نهايات عهد مبارك هشام قنديل رئيس وزراء الإخوان كان عضوًا فى الجهاز الإدارى للجنة السياسات– ومن بعدها ننتظر انتخابات رئاسة الجمهورية لنجد أحد الأحزاب– التى تم اختراقها– يدفع بمرشحٍ إخوانى يرتدى ثوب الليبرالية، مدعومًا بأموال الجماعة ومساندة مخابرات دول أجنبية، لتكتشف فى النهاية أن نموذج (الجولاني) تم زرعه فى مصر خلال سنوات قليلة، لنواجه مصيرًا مُعدلًا- لما حدث فى سوريا- لن تُدرك مخاطره إلا عندما تقع «الفاس فى الراس»!!
للمرة الرابعة أو الخامسة احذر من اختراق التنظيمات للأحزاب والمؤسسات السياسية.. ورغم إدراكى ليقظة وصحيان مؤسسات الدولة.. إلا أن دافعى فى التكرار هو أن الذكرى تنفع المؤمنين.
الموضوع كبير.. والخطة جُهنمية.. ونحن يقظون.. ولن تمر هذه المخططات الشيطانية مهما فات الزمن.. وسنقاوم أجيالًا بعد أجيال خطط تهجير سكان غزة نحو سيناء.. ومخططات الاستيلاء على أحزابنا.. وسيناريوهات اختراق مؤسساتنا.
اللهم احفظ بلدنا.. تحيا مصر.. وعاش الجيش المصرى العظيم.

مقالات مشابهة

  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • سيناء الغزاوية وسوريا الداعشية والأحزاب الإخوانية!