أكتب الآن متجرداً من كل صفاتى، الحزبية والنيابية والوظيفية، أكتب الآن متلحفاً فقط بوطنيتى ومصريتى وعروبتى، ناسياً أو بالأدق متناسياً ما يدور بالشأن الداخلى -وذلك لجسامة وهول ما تشهده المنطقة وما يحاك لنا بليل.
لقد شاء قدرنا كمصريين أن نكون فى هذه المنطقة من العالم التى تعج بالصراعات والحروب، كما قدر لمصرنا الغالية أيضاً أن تكون فى المقدمة والمواجهة دائماً، كونها وكما يصفها العرب الشقيقة الكبرى، ولك أن تتأمل معى، عزيزى القارئ، خريطة مصر الآن، ستجد جبهات ونيران مشتعلة على كل الحدود، حتى لو أن أبرع المخرجين السينمائيين فى هوليوود صور لك هذا المشهد لم تكن لتصدقه، ولكن هذا هو الواقع، تحديات كبيرة وخطيرة، آخرها ما يقوم به الآن الكيان الصهيونى من إبادة جماعية للشعب الفلسطينى ومصدراً لمصر أزمة كبيرة بوضع القرار السياسى المصرى بين مطرقة ما يفعله ويرتكبه هذا المحتل من جرائم وسندان فتح الحدود وإيواء الإخوة الفلسطينيين لحمايتهم من تلك النيران التى يصبها الصهاينة على رؤوسهم.
حقيقى وبصدق أمر غاية فى الصعوبة وموقف لا تحسد عليه القيادة السياسية، فكلا الأمرين مر، علشان كدا بقول «قلبى معاك ياريس».
مساء الخميس الماضى جلست وأفراد عائلتى أمام شاشة التلفاز، منتظرين كلمة الرئيس السيسى خلال احتفالية تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية 2023، ماذا هو فاعل، وكيف سيكون حديثه أمام فخر شباب مصر ابطال الجيش المصرى العظيم فى ذلك المشهد الرائع والمهيب، لخيرة أبناء الوطن من الخريجين، ثم بدأت كلمة الرئيس وجميعنا فى ترقب، سكون تام، حتى إنك تسمع صوت الإبرة لو سقطت، وكلنا آذان صاغية لكلمة أعتقد أنها من أهم الكلمات التى ألقاها الرئيس السيسى لجسامة وأهمية الحدث.
لقد حملت كلمة الرئيس رسائل هامة للعالم ووضع الجميع أمام مسئولياته فى إنقاذ الأبرياء من أبناء غزة من المجازر الاسرائيلية، وأكدت الموقف الداعم للقضية، وحقوق الفلسطينيين مؤكداً أن تفريغ غزة من سكانها هو تفريغ للقضية الفلسطينية.
رسائل الرئيس السيسى جاءت فى توقيت شديد الحساسية والخطورة، فلا صوت يعلو فوق صوت المدافع وهدير الدبابات والوضع مقلوب رأساً على عقب.. بعد قيام إسرائيل بالانتقام الوحشى، رداً على ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر عملية «طوفان الأقصى».
طاف فى تفكيرى سؤال، بأى عزيمة يقف هذا الرجل، بأى إرادة صادقة يحدث شعبه بكل إخلاص وصدق، وتخيلت لحظة، لو أننى فى مكانه ماذا كنت فاعل، كيف لبشر أن يتحمل كل هذا الضغوط والتحديات، هذا الرجل ذو الأعصاب الفولاذية.
وأخيراً اهتديت، بأن مصر عبر التاريخ دائما ما يبعث الله لها من يختاره ليكون المخلص، قاد إليها يوسف عليه السلام ليخلصها من القحط، وأخرج لها مينا ليوحد القطرين ويجمع شتاتها، وأخرج لها أحمس ليخلصها من الهكسوس، وغيرهم كثير القائمة تطول......، وكأن قدر عبد الفتاح السيسى، أن يكون هو القائد لهذه المعركة المشتعلة وفى تلك الظروف الصعبة.
وختاماً اقف متأملاً أمام هذا المشهد العصيب، وكأن همهمات داخلى تقول له ماذا أنت فاعل؟ يرد على قلبى ويقول هو لها بإذن الله، أنت لها سيادة الرئيس، وخلفك جيش باسل وشعب عظيم، جميعاً معك فى خندق واحد فكن مطمئناً مؤكدين لسيادتكم أننا معك وخلفك ولن نفعل ما فعله اليهود مع سيدنا موسى عندما قالوا له اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، بل نقول لك يا سيادة الرئيس اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معك مقاتلون.
وللحديث بقية...
المحامى بالنقض
عضو مجلس الشيوخ
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المحامي بالنقض عضو مجلس الشيوخ طارق عبدالعزيز كلمة حق مصر المنطقة من العالم الحدود
إقرأ أيضاً:
"الحرية المصري": مشاركة الرئيس في قمة العشرين يعكس مكانة ودور مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد حزب الحرية المصري؛ برئاسة دكتور ممدوح محمد محمود؛ أن المشاركة الرابعة للرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة العشرين؛ والتي ستعقد دورتها الحالية بمدينة "ريو دى جانيرو" بدعوة من الرئيس البرازيلى لولا دى سيلفا؛ تأتي في توقيت بالغ الأهمية؛ وتعكس مكانة مصر كقوة اقليمية مؤثرة؛ ودورها المحورى والفاعل في معالجة القضايا الاقتصادية والسياسية العالمية.
وقال رئيس حزب الحرية المصري؛ إن مشاركة الرئيس في قمة العشرين تتيح الفرصة للقاء قادة وزعماء دول العالم بهدف تعزيز العلاقات الثنائية؛ وفتح آفاق جديدة لزيادة التعاون الاقتصادى؛ وتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة؛ فضلا عن تكثيف الجهود لاستعادة الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف “ممدوح” أن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركاته في المحافل الدولية حريص على تسليط الضوء على التحديات الإقليمية والتى لها تداعيات كبيرة على الاستقرار الدولى؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الاوضاع فى لبنان وتهديدات الملاحة في البحر الأحمر؛ والتأكيد على ان حل القضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة باعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧؛ هى مفتاح الامن والاستقرار العالمى؛ فضلا عن جهود مصر لاستعادة الاستقرار بالشرق الاوسط.
وأوضح أن قمة العشرين تتبنى عددًا من الموضوعات المهمة في مقدمتها الشمول الاجتماعى ومكافحة الفقر والجوع؛ في ظل تنامى ظاهر الفقر والجوع في العالم بسبب حالة عدم الاستقرار والصراعات الاقليمية والدولية التى أثرت بشكل سلبي على زيادة عدد المشردين والنازحين والمهاجرين وعدم وصول المساعدات الإنسانية لهم؛ فضلا عن التغيرات المناخية التى كان لها تأثير كبير على انتاجية المحاصيل الزراعية.
وأشار رئيس الحزب، إلى أن إطلاق "التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع"؛ سيساهم بشكل كبير في حشد الموارد المالية لمواجهة الفقر والجوع الذى يهدد العديد من شعوب العالم؛ وبصفة خاصة بعض الدول النامية التى تعانى من الحروب أو الصراعات السياسية؛ موضحًا أن تلك المبادرة تعكس التزام الدول المشاركة في قمة العشرين؛ بالمشاركة في الجهود الدولية للقضاء على الفقر وتعزيز الحماية الاجتماعية.