جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@18:15:45 GMT

هل رأيتم أنبل من أحرار فلسطين؟!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

هل رأيتم أنبل من أحرار فلسطين؟!

 

 

ماجد المرهون

 

أبو عبيدة قال والحق ما قال أبو عبيدة.

مَصالِح سعد الدين كمشتكين جعلته يُطلق سراح المجرم الفرنسي رينولد دي شاتيون "أرناط" فحلف صلاح الدين غاضبًا "سأقتله بيدي" وكان دافعًا كبيرًا لتحرير مملكة بيت المقدس، فأظفره الله برأسه فأطاح به على مرأى الملك جاي لوزينان.

قد لا يختلف الأمر اليوم مع أصحاب المصالح والإنهزاميين إذ يبدون تعاطفهم وإنسانيتهم مع المحتل أو خوفهم وخنوعهم من تهديد حلفائه، ولكن الأمور لا تجري كما يعتقدون حيث غضبة الناصر العتيق قد مُزجت بالطين من مصر إلى قبر شُعيب وحطين بماء طبرية لتعجن في طحين فلسطين فتُنبِت مع التين مجاهدين يسقيهم وتينُ صلاح الدين وهي باقية إلى يومنا تتردد من الشوبك والكرك إلى حلب وطرق قوافل الحجاج حتى الحجاز فتطمئِن بها عينُ "ست المُلك" وعينُ "ست الشام".

شكراً غزة، عندما التبس علينا الصالح من الطالح واختلط الغث بالثمين والباطل بالحق والزيف بالصدق، نصبتِ لنا كفوف الموازين وإن عظم الجزاء من عظم البلاء "وبشر الصابرين"

هل رأيتم أنبل من أحرار فلسطين، كففنا اليد عنهم عندما مدوا لنا اليدين، خذلناهم فنصرونا وأحزناهم فأفرحونا وأبكيناهم فأضحكونا وإن حملنا المفاهيم على النقيض فلا عتب عليهم ولا عليهم من ملام ولكن "ليميز الله الخبيث من الطيب".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب

 

 

يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.

مقالات مشابهة

  • بيئة صلاح الدين ترصد نفايات طبية مكدسة خلف مستشفى تكريت
  • عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
  • نص المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • مصرع امرأة وإصابة 4 أشخاص بحادث سير في صلاح الدين
  • بهجلي يجري اتصالا مع القيادي الكردي صلاح الدين دميرطاش!
  • ضبط 7 أطنان من الأدوية المهربة في صلاح الدين
  • الدردير يشيد بأداء صلاح الدين مصدق.. تفاصيل
  • شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة والشيعة كان في الفكر والرأي وليس في الدين
  • نص المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الأولى للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي