جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@18:44:31 GMT

إنها فلسطين

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

إنها فلسطين

 

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

منذ أن بدأنا في تعلم أبجديات القراءة والكتابة في المراحل الدراسية الأولى ما زلنا نحفظ أناشيد وبقيت عالقة في الذهن حتى اللحظة مثل "فلسطين داري.. ودرب انتصاري"، ورغم أننا لم نكن نعرف شيئًا عن فلسطين آنذاك، إلّا أنها حُفرت في مخيلتنا، وصرنا نتغنى بها ونتتبع أخبارها ومع الوقت باتت هذه القضية واضحة ولا تحتاج إلى معاجم لتفسيرها.

ومن القصائد التي ظلت محفورة في الذاكرة كذلك قصيدة إيليا أبو ماضي "وطن النجوم" التي تحمل صورة مثالية للحنين إلى الوطن وترابه؛ إذ يقول في مطلعها وطن النجوم أنا هنا .. حدّق أتذكر من أنا؟. بيد أن هذه القصائد غيبت عن المناهج الدراسية التي أنتجت أجيالًا لا يعرفون شيئًا عن فلسطين، وأحيانًا قد تصلهم الصورة ضبابية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بل ومغلوطة؛ مما أدى إلى ضعف الهمة تجاه هذه القضية الإنسانية العادلة قبل أن تكون عربية وإسلامية، وحق الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وطرد المحتل الغاشم.

فهل يُلام الفلسطيني إن حّن إلى أرضه وتمسك بها ودافع عنها بكل بسالة، وضحى في سبيل ذلك بالغالي والنفيس؟! والأحداث الأخيرة التي تشهدها غزة العزة ليست سوى حلقة أخرى من مسلسل الظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون وسط تآمر دولي فاضح، وتخاذل عربي واضح، ولن تكون الأخيرة ما لم يصحو ضمير المجتمع الدولي، ويتخلص من الهيمنة الغربية التي تكيل بمكيالين؛ فازدواجية المعايير لديها لم تعد تخفى على أحد، وتسيس المنظمات الدولية لصالح القوى العالمية لا يحتاج إلى دليل أو برهان وليس يصح في الأذهان شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليل. 

ومن كان على عينيه غشاوة فالعدوان الغاشم الذي تتعرض له غزة عرّى دعاويهم الباطلة، وفضح مؤامراتهم الدنيئة، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها واستشهاد من فيها من الأطفال والنساء والشيوخ هل يُعد هذا دفاعًا عن النفس كما يزعمون؟ ومن الذي يدافع عن نفسه أساسًا هل هو المحتل؟ أم صاحب الأرض المحتلة؟

وبالتالي لا يمكن التعويل على هؤلاء الذين كانوا سبب نكبة فلسطين منذ عام 1948م بدعمهم اللامحدود لإسرائيل شاهرًا ظاهرًا، وانحيازهم لها في كل محفل، كما لا يمكن التعويل على من أصبحت فلسطين ليست قضيته وباعها بثمن بخس في سوق السياسة مقابل منافع آنية وذاتية ولله الأمر من قبل ومن بعد. وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والشعوب القوية تفرض نفسها في نهاية المطاف فمهما طال الاحتلال فإنِّه لا محالة سيرحل صاغرًا ذليلًا ومن لديه شك في ذلك فليقرأ التاريخ جيدًا.

ختامًا.. لا نملك سوى الدعاء بأن ينصر الله إخواننا المستضعفين في فلسطين، وأن يوحد صفهم ويجمع كلمتهم على الحق. وعلى كل حرّ شريف أن يُساهم بما يستطيع لنصرة هذا الشعب الفلسطيني الأبي "نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (الصف: 13).. صدق الله العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماذا دفعت روسيا مقابل الجنود الكوريين الشماليين؟

صرح مسؤول كوري جنوبي رفيع المستوى أن روسيا زودت كوريا الشمالية بصواريخ مضادة للطائرات مقابل إرسالها جنود كوريين شماليين للمشاركة في الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وتقول الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ودول أخرى إن بيونغيانغ أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا. وما ستقدمه موسكو في المقابل لكوريا الشمالية، محط اهتمام كبير.

وقال مدير الأمن القومي شين وون سيك لبرنامج تلفزيوني على قناة "إس.بي.إس"، اليوم الجمعة، إن كوريا الجنوبية وجدت أن روسيا قدمت صواريخ مضادة للطائرات ومعدات أخرى لتعزيز شبكة الدفاع الجوي الخاصة بها، في العاصمة بيونغيانغ.

 وقال إن روسيا أعلنت بالفعل عن نيتها دعم التكنولوجيا المتعلقة بالأقمار الصناعية لكوريا الشمالية بعد أن فشلت كوريا الشمالية في إطلاق القمر الصناعي للاستطلاع العسكري في يوم 27 مايو، ويقال إنها قدمت لكوريا الشمالية تقنيات عسكرية مختلفة، وأيضا يبدو أنها قدمت مساعدات اقتصادية بأشكل مختلفة للشمال.

وفي غضون ذلك، قالت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية للمشرعين، يوم الأربعاء، إنها توصلت إلى تقييم يفيد بأن القوات الكورية الشمالية المنتشرة في روسيا انضمت للواء المحمول جوا ومشاة البحرية على الأرض في موسكو، وقد انخرط بعضها بالفعل في القتال.

مقالات مشابهة

  • ياسر الرميان
  • المخرج ماكسيم ليندون في حواره لـ«البوابة»: عندما تذهب إلى فلسطين تتغير رؤيتك للعالم.. وتجربتى تتجاوز الفيلم إنها بمثابة قصة حياتى
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • رئيس كولومبيا: ما يحدث في فلسطين ليست مجرد حرب ولكن رسالة تخويف
  • شد الوجه غير الجراحي.. صيحة أكثر نعومة وأقل تكلفة
  • ماذا دفعت روسيا مقابل الجنود الكوريين الشماليين؟
  • الطريق إلى إسراطين
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
  • بالصور: الهلال الاحمر الفلسطيني يستقبل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين