جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-06@08:51:42 GMT

إنها فلسطين

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

إنها فلسطين

 

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

منذ أن بدأنا في تعلم أبجديات القراءة والكتابة في المراحل الدراسية الأولى ما زلنا نحفظ أناشيد وبقيت عالقة في الذهن حتى اللحظة مثل "فلسطين داري.. ودرب انتصاري"، ورغم أننا لم نكن نعرف شيئًا عن فلسطين آنذاك، إلّا أنها حُفرت في مخيلتنا، وصرنا نتغنى بها ونتتبع أخبارها ومع الوقت باتت هذه القضية واضحة ولا تحتاج إلى معاجم لتفسيرها.

ومن القصائد التي ظلت محفورة في الذاكرة كذلك قصيدة إيليا أبو ماضي "وطن النجوم" التي تحمل صورة مثالية للحنين إلى الوطن وترابه؛ إذ يقول في مطلعها وطن النجوم أنا هنا .. حدّق أتذكر من أنا؟. بيد أن هذه القصائد غيبت عن المناهج الدراسية التي أنتجت أجيالًا لا يعرفون شيئًا عن فلسطين، وأحيانًا قد تصلهم الصورة ضبابية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بل ومغلوطة؛ مما أدى إلى ضعف الهمة تجاه هذه القضية الإنسانية العادلة قبل أن تكون عربية وإسلامية، وحق الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وطرد المحتل الغاشم.

فهل يُلام الفلسطيني إن حّن إلى أرضه وتمسك بها ودافع عنها بكل بسالة، وضحى في سبيل ذلك بالغالي والنفيس؟! والأحداث الأخيرة التي تشهدها غزة العزة ليست سوى حلقة أخرى من مسلسل الظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون وسط تآمر دولي فاضح، وتخاذل عربي واضح، ولن تكون الأخيرة ما لم يصحو ضمير المجتمع الدولي، ويتخلص من الهيمنة الغربية التي تكيل بمكيالين؛ فازدواجية المعايير لديها لم تعد تخفى على أحد، وتسيس المنظمات الدولية لصالح القوى العالمية لا يحتاج إلى دليل أو برهان وليس يصح في الأذهان شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليل. 

ومن كان على عينيه غشاوة فالعدوان الغاشم الذي تتعرض له غزة عرّى دعاويهم الباطلة، وفضح مؤامراتهم الدنيئة، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها واستشهاد من فيها من الأطفال والنساء والشيوخ هل يُعد هذا دفاعًا عن النفس كما يزعمون؟ ومن الذي يدافع عن نفسه أساسًا هل هو المحتل؟ أم صاحب الأرض المحتلة؟

وبالتالي لا يمكن التعويل على هؤلاء الذين كانوا سبب نكبة فلسطين منذ عام 1948م بدعمهم اللامحدود لإسرائيل شاهرًا ظاهرًا، وانحيازهم لها في كل محفل، كما لا يمكن التعويل على من أصبحت فلسطين ليست قضيته وباعها بثمن بخس في سوق السياسة مقابل منافع آنية وذاتية ولله الأمر من قبل ومن بعد. وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والشعوب القوية تفرض نفسها في نهاية المطاف فمهما طال الاحتلال فإنِّه لا محالة سيرحل صاغرًا ذليلًا ومن لديه شك في ذلك فليقرأ التاريخ جيدًا.

ختامًا.. لا نملك سوى الدعاء بأن ينصر الله إخواننا المستضعفين في فلسطين، وأن يوحد صفهم ويجمع كلمتهم على الحق. وعلى كل حرّ شريف أن يُساهم بما يستطيع لنصرة هذا الشعب الفلسطيني الأبي "نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (الصف: 13).. صدق الله العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الصين تقول إنها “مستعدة للحرب” مع أمريكا

مارس 5, 2025آخر تحديث: مارس 5, 2025

المستقلة/- قالت الصين إنها “مستعدة للحرب” مع أمريكا حيث تزيد من إنفاقها الدفاعي وتفرض تعريفات جمركية انتقامية على الواردات الأمريكية.

في تهديد مباشر لدونالد ترامب، قال ممثلو الصين في أمريكا: “إذا كانت الحرب هي ما تريده الولايات المتحدة، سواء كانت حرب تعريفات أو حرب تجارية أو أي نوع آخر من الحرب، فنحن مستعدون للقتال حتى النهاية”.

فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 20 في المائة على الصين ردًا على ما يعتبره البيت الأبيض تقاعسًا صينيًا بشأن تدفق الفنتانيل، وهي مادة أفيونية صناعية، إلى أمريكا.

وردت بكين بالإعلان عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي بنسبة 7.2 في المائة وفرض تعريفات جمركية متبادلة على الولايات المتحدة تتراوح من 10 إلى 15 في المائة على بعض الواردات اعتبارًا من 10 مارس.

في تصريحات عدائية عبر الإنترنت، حذرت وزارة الخارجية الصينية والسفارة الأمريكية واشنطن من أن “الترهيب لا يخيفنا” وانتقدت ترامب لربط التعريفات الجمركية بأزمة الفنتانيل.

وتأتي هذه اللغة النارية في الوقت الذي اجتمع فيه أعلى هيئة تشريعية في الصين لحضور اجتماعات الدورتين السنويتين في بكين، حيث تم الكشف عن خطط تعزيز الإنفاق الدفاعي.

وتعادل الزيادة في الإنفاق القفزة التي حدثت العام الماضي، وترفع الميزانية الرسمية إلى نحو 1.78 تريليون يوان (245 مليار دولار أمريكي)، في حين تسعى الصين إلى تحقيق هدف شي جين بينج، رئيسها، لبناء جيش حديث بحلول عام 2027.

وفي يوم الأربعاء، تعهد لي تشيانغ، رئيس الوزراء الصيني، ببذل “كل الجهود” لتحقيق الهدف في خطابه السنوي أمام الهيئة التشريعية.

وقال إن بكين “ستكثف التدريب العسكري والاستعداد القتالي من أجل حماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بحزم”.

وقد أثارت الصين حالة من الذعر بخطواتها العدوانية المتزايدة في آسيا والمحيط الهادئ ــ بما في ذلك التدريبات الأخيرة بالذخيرة الحية قبالة الساحل الأسترالي، والتدريبات العسكرية بالقرب من تايوان وفيتنام، والمواجهات مع خفر السواحل الفلبيني في بحر الصين الجنوبي. وانتقدت اليابان وكوريا الجنوبية والهند جميعها التوقعات بشأن القوة العسكرية.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم الكشف عن أن الصين تعمل على تطوير حاملة طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية، والتي ستكون أكبر وأكثر تقدمًا من أي سفينة في أسطولها، في محاولة لمنافسة الولايات المتحدة.

على الرغم من أن بكين لديها ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم، إلا أنها لا تزال أصغر بكثير مقارنة بالإنفاق الأمريكي – حتى مع الأخذ في الاعتبار خطط ترامب لخفض الميزانية الأمريكية بنسبة ثمانية في المائة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

تبلغ الميزانية العسكرية الأمريكية لعام 2025 حوالي 850 مليار دولار. على الرغم من أن البنتاغون يقول إن الصين تنفق أكثر مما تعلنه علنًا – ما يصل إلى 450 مليار دولار، عندما يتم تضمين العناصر المدرجة في الميزانيات الأخرى – فإن المبلغ الرسمي لا يزال يمثل أقل من 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وقدمت بكين شكاوى إلى منظمة التجارة العالمية، لكنها ردت أيضًا على الولايات المتحدة بتعريفات جمركية إضافية، بالإضافة إلى قيود تصدير جديدة للكيانات الأمريكية المعينة.

في المنشورات على X، انتقدت وزارة الخارجية ترامب لربط الحرب التجارية بأزمة الفنتانيل، قائلة: “قضية الفنتانيل هي ذريعة واهية لرفع التعريفات الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية. إن تدابيرنا المضادة للدفاع عن حقوقنا ومصالحنا مشروعة وضرورية تمامًا.

“الترهيب لا يخيفنا. التنمر لا يعمل علينا. الضغط أو الإكراه أو التهديدات ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”.

مقالات مشابهة

  • الصين تقول إنها “مستعدة للحرب” مع أمريكا
  • إيران تنفي "اتهامات" بمحاولتها تهديد الأمن البريطاني
  • ترامب يضع مباني حكومية تاريخية على قائمة البيع
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • الرئيس الشرع: دعوات تهجير الفلسطينيين ليست تهديداً للشعب الفلسطيني فقط بل للأمة العربية بأسرها
  • إنها الآن حرب أوروبية
  • جامعة كولومبيا تحت المجهر بسبب اتهامات بـمعاداة السامية
  • رمضان شهر فتح أبواب الجنان
  • حبيبي رجعت لحضني .. عودة شيماء سيف لطليقها l صور
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين