أكد نواب بمجلس الأمة الكويتي من أعضاء البرلمان العربي اليوم السبت ضرورة اتخاذ “خطوات فعلية وعملية” لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين أن “بيانات الاستنكار والشحب لن تحرر أرضا ولن تحقن دماء”.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي النائب خالد العتيبي وعضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب النائب أحمد لاري وعضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان النائب حمدان العازمي.

وأكدوا أن دولة الكويت كانت سباقة دائما في دعم القضية الفلسطينية على المستويات الرسمية والشعبية والبرلمانية كافة لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية من “حرب إبادة”.

واستنكروا الدعم اللوجيستي “اللامحدود” الذي تقدمه دول غربية للاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أجمع مع صمت المجتمع الدولي “صمت القبور” أمام اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني وممتلكاته وبنيته التحتية.

عضو مجلس الأمة والبرلمان العربي النائب خالد العتيبي خلال الجلسة العامة

فمن جانبه أكد النائب العتيبي أن دولة الكويت ومنذ القدم تدعم القضية الفلسطينية ووصفها بأنها “القضية الأولى شعبيا ودبلوماسيا” مشيرا إلى أن للكويت “موقفا مشرفا” لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني.

وقال العتيبي إن الكويت قدمت مقترحا أن يحمل اجتماع البرلمان العربي اليوم عنوان “التضامن مع غزة” نظرا لما يمر به الشعب الفلسطيني من “حرب إبادة”.

وأضاف أن “عبارات الشجب والاستنكار لا تكفي ولن تحرر أرضا ولن تحقن دماء ولابد من وجود خطوات فعلية وعملية لدعم إخواننا الفلسطينيين في قضيتهم المستحقة”.

وذكر أنه “يجب علينا جميعا كدول عربية وإسلامية دعم إخواننا في فلسطين وهم يستحقون ذلك ويجب أن تكون هناك ردة فعل على قدر الحدث” مضيفا أن “هناك دولا تدعم الصهاينة ونحن أولى بدعم إخواننا في فلسطين وقطاع غزة”.

وكشف العتيبي عن دعوة مجلس الأمة الكويتي لعقد جلسة طارئة لبحث الأحداث في فلسطين وفي غزة لافتا إلى أن الجلسة ستخرج بتوصيات لدعم القضية الفلسطينية مشيرا إلى أن ذلك يأتي إضافة إلى “الحراك الشعبي لدعم إخواننا في فلسطين وقطاع غزة”.

عضو محلس الأمة الكويتي وعضو البرلمان العربي النائب أحمد لاري

بدوره أكد النائب لاري الدعم الذي تقدمه دولة الكويت لنصرة القضية الفلسطينية مشددا على أن “الكويت لها مواقف مشرفة كانت وما زالت وستستمر لأن القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى ومواقف الكويت تجاهها هي قضية مبدأ ولن تحيد عنها”.

وقال إن “هذا أقل ما يمكن أن نقوم به في الكويت في واجبنا تجاه القضية الفلسطينية” مستذكرا مواقف أميري دولة الكويت الراحلين الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى جانب مواقف سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لنصرة القضية الفلسطينية.

وأشار في هذا السياق إلى مواقف دولة الكويت “القوية” في المحافل الدولية لدعم القضية الفلسطينية ونصرتها وتأييدها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وقال لاري إن موقفنا في البرلمانات كان “واضحا وقويا” لنصرة القضية الفلسطينية منذ انطلاق عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر الحالي مشيرا إلى إصدار أعضاء بمجلس الأمة الكويتي بيان تأييد للقضية الفلسطينية.

كما وجه التحية للشعوب العربية لخروجها في مظاهرات لتأييد الشعب الفلسطيني.

عضو مجلس الأمة الكويتي وعضو البرلمان العربي النائب حمدان العازمي

بدوره أكد النائب العازمي أن دولة الكويت كانت من الدول السباقة دائما في دعم القضايا الإسلامية لا سيما القضية الفلسطينية مؤكدا أن “القضية الفلسطينية قضية كل مسلم وكل عربي ولابد إرجاع الحق لأهله”.

ووصف عملية (طوفان الاقصى) بأنها “ردة فعل طبيعية للطغيان الصهيوني لما يحدث من قتل وتهجير للفلسطينيين أمام العالم أجمع” مشيدا بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات العسكرية المتواصلة “بدعم الدول الغربية”.

واستنكر العازمي تدخل دول غربية ودعمها للاحتلال الإسرائيلي كما دان محاولات “تهجير شعب قطاع غزة” مشددا على أن “هذا لن يكون وسينتصر الشعب الفلسطيني وتعود القدس عربية”.

وطالب العازمي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحل هذه القضية “إذا كانت تريد السلام” مشددا على أنه “لا سلام إلا بعودة الأراضي المقدسة وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه المغتصبة وعودة الأقصى”.

المصدر كونا الوسومالاحتلال الإسرائيلي البرلمان العربي فلسطين

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي البرلمان العربي فلسطين لنصرة القضیة الفلسطینیة الأحمد الجابر الصباح الشعب الفلسطینی الأمة الکویتی دولة الکویت فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

يموت القادة وتنتصر القضية.. عن الفكري والتاريخي والسياسي في مصير المقاومة

نال السيد حسن نصر الله الشهادة على طريق مقدس نبيل هو الدفاع عن غزة ونصرة المقاومة الفلسطينية، والدفاع عن بلده لو سقطت غزة، وسيسجل له التاريخ ذلك ويشهد خلق كثير عليه.

وسيدرك الصهاينة وشركاؤهم الأمريكيون والعملاء والموالون لهم، بأن قتل القادة لا يوقف المقاومة أبدا، وأن القادة الشهداء يُستبدلون وقضيتهم تستمر حتى تتحقق أهدافهم، طبقات قيادية من حركة حماس على رأسهم شيخهم الشهيد أحمد ياسين غُدر بهم واستشهدوا وهم في عز عطائهم وما زاد ذلك المقاومة الفلسطينية إلا قوة وانتشارا، واستشهد قادة النواحي العسكرية في الثورة التحريرية الجزائرية، بن مهيدي وبن بولعيد وعميروش وسي الحواس وديدوش مراد وزيغود يوسف فما زاد ذلك الثورة الجزائرية إلا زخما، وكذلك الثورة الفيتنامية والكوبية وغيرها.

إن الاغتيالات التي قام بها الكيان لن تنقذه من مصيره المحتوم في الزوال القريب، إذ لن يحسم المعركة بالقصف من بعيد، وأنه سيبقى يتلقى الضربات في المواجهة غير المتناظرة التي سينهيه فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كما هو مصير كل احتلال مهما كانت قوته وكثرة حلفائه.  

إن المعركة القائمة اليوم في لبنان مصيرية لا يمكن أن تنكسر فيها المقاومة، لأنها لا تدافع عن فلسطين ولبنان فقط بل تدافع عن الأمة كلها، فالجنون الذي يبين عليه الصهاينة سيمتد إلى الأردن وسيناء لإنجاز مخطط التهجير ثم التحكم في رقاب كل الحكام العرب والمسلمين.

لقد آن الأوان أن يحاسب الجميع نفسه، أفرادا وجماعات وحكومات، ما الذي يقدمونه فعليا في هذه المعركة التاريخية العظيمة لدعم من يقاومون الإجرام الصهيوني وللانخراط التام في هذه الموقعة التاريخية، وأن ينظر كل واحد في الأمة الإسلامية إلى الموقع الذي يقف فيه بالنظر للخطر الداهم الذي يمثله الخطر الصهيوني، ولا شيء غير ذلك.

ماذا لو اتجهت الصواريخ لضرب الصهاينة من العديد من الدول العربية والإسلامية؟

قرأت في 2010 دراسة أوروبية رسمت مشهدا استشرافيا  لنهاية الكيان على الشكل الذي رأيناه هذه الليلة، وتؤكد الدراسة بأنه حينما تُحاط "إسرائيل" بمنظومة صاروخية من كل جانب (ولا يشترط أن يكون الهجوم من جيوش نظامية حسب الدراسة)، ويوجه إلى العمق "الإسرائيلي" موجة مكثفة من الصواريخ تجعل أعدادا هائلة من السكان اليهود يهربون إلى دول أوروبية وأمريكا، فتصبح الإدارة بلا ظهر فتسقط، ويتحول الجيش " لإسرائيلي" إلى ميليشيات.

إن المعركة القائمة اليوم في لبنان مصيرية لا يمكن أن تنكسر فيها المقاومة، لأنها لا تدافع عن فلسطين ولبنان فقط بل تدافع عن الأمة كلها، فالجنون الذي يبين عليه الصهاينة سيمتد إلى الأردن وسيناء لإنجاز مخطط التهجير ثم التحكم في رقاب كل الحكام العرب والمسلمين.كنت ذكرت هذا السيناريو في الجامعة الصيفية للحركة في 2010 بتلمسان، ولملتقى التميز الأول لأكاديمية جيل الترجيح في نفس السنة بنفس المكان.

لم يكن هذا السيناريو منطقيا في ذلك الوقت، ولكن ما يحدث اليوم صورة عملية لهذا السيناريو، يكفي فقط أن تدخل الدول السنية في المعركة، وما أسهل أن يزول الكيان عندئذ، ولن تنفعه لا أمريكا ولا أوروبا يومئذ.

"حين تبنى الرؤى الطموحة يقال عنها إنها مجنونة ولكن حين تتحقق يندم المتخاذلون أن لم يتوقعوا ذلك" والتاريخ يعيد نفسه.. أمّا إن اتسعت الحرب وتحالفت بعض الدول العربية والإسلامية مع الكيان وأمريكا ضد ايران والمقاومة الفلسطينية واللبنانية فإن الواجب الشرعي والوطني على شعوب هذه الدول أن تتحرك بكل ما تستطيع  لمنع هذه الخيانة العظمى، وإن لم تفعل فهي شعوب ميتة ولا غرابة أن يسلط الله عليهم  حكاما أكثر ظلما وبطشا لهم، يسومونهم  سوء العذاب، على نحو ما ذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى: "وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون".

الحرب في لبنان.. الفهم والواجب

كلما تطورت أحداث الحرب التي أشعلها طوفان الأقصى يتعمق الاختلاف بين فئتين في الأمة، فئة تعد الطوفان حالة سننية ربانية انطلقت لكي لا تتوقف حتى التحرير، كما هي الثورات التحريرية في الشعوب، يطلقها وطنيون صادقون مع أوطانهم، متوكلين على الله، قرروا إما النصر أو الشهادة، وفي أغلب الأحيان هي مجموعة  قليلة شرفها الله بالسبق، لم تستشر أحدا للقيام بالواجب،  على نحو ما قام به مجموعة الاثنين والعشرين في الثورة التحريرية الجزائرية، وبعد صعوبات جمة يلحق بهم قادة آخرون والجموع. وفئة يهوّلها الرد العنيف للاحتلال ويخيفها جنون قادة العدو وتكسر أهوالُ الخسائر إرادتَها، تصرف أهوالُ الميدان عقول هؤلاء عن القراءة السننية والتمعن في تاريخ البشرية، فلا ينتبهون بأن التضحيات هي طريق النصر، وأن هيجان العدو دليل بأنه شعر باقتراب النهاية.

إن أسباب تهور نتنياهو ثلاثة: أقلها أهمية ما يقوله الكثيرون بأنه لو تتوقف الحرب يدخل السجن، وثانيها أنه يزج بجيشه وكل كيانه في حرب مدمرة من أجل إنقاذ مجده إذ كان يعد نفسه في نفس مرتبة “بن قوريون” و لا يوجد في من جاؤوا، من قادة الكيان، بعد التأسيس اللعين  من هو في مقامه، وثالث الأسباب أهمها، وهو أنه أدرك بأن المعركة نهائية صفرية، إما تنتهي بتصفية القضية الفلسطينية أبدا، والسيطرة على المنطقة كلها، أو بزوال دولة الكيان، وزوال كل الأنظمة العميلة والاستبدادية في المنطقة.

وهكذا يجب أن نفهم الحرب القائمة، إن طوفان الأقصى الذي فجره أبطال غزة معركة مقدسة نبيلة اندلعت على عين الله سبحانه، لتشمل الأمة كلها. ولئن كان الفضل قد سبق إليه حزب الله وجماعة الحوثي وكل محور المقاومة فإن الأمة كلها ستنخرط في المعركة لتكون حربا شاملة غير متناظرة تنخرط فيها الأمة كلها بكل مذاهبها وطوائفها، إذ سيفهم الجميع بأنها معركة مصير، ليس لفلسطين وحدها بل لكل المسلمين، إما هوان الأمة الأبدي وإما العودة الحضارية الشاملة، ووالله الذي لا إله إلا هو لن يكون إلا هذا الأخير ، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر..

ليس هذا الحديث حديثا عاطفيا، بل هو عين العقل لمن يتأمل في عمق التطورات ويرفع بصره عاليا لينظر إلى الأفق البعيد. إنه ليس شرا ألّا تدخل إيران الحرب كدولة الآن،  بل في ذلك الخير،  ومن يتكلف في إظهار غضبه على إيران لأنها لم تدخل الحرب، أو يزعم أنها تخلت عن حزب الله فهو يتحدث بنفَسٍ طائفي انتقامي، متوقف في اللحظة التي أجرمت فيها إيران والميليشيات المحسوبة عليها إجراما عظيما في سوريا والعراق، إجراما وجب إدانته بلا مواربة، أو أنه لم يوفق للنظر في المآلات في ما ينفع فلسطين والأمة، وكم من أمم تقاتلت ثم تحالفت ضد عدو يهدد مصير الجميع. كما أن من يستعجل حزب الله للدفع بكل مقدراته في بداية المعركة لم ينتبه إلى ما يريده الصهاينة والأمريكان.

إن أسباب تهور نتنياهو ثلاثة: أقلها أهمية ما يقوله الكثيرون بأنه لو تتوقف الحرب يدخل السجن، وثانيها أنه يزج بجيشه وكل كيانه في حرب مدمرة من أجل إنقاذ مجده إذ كان يعد نفسه في نفس مرتبة “بن قوريون” و لا يوجد في من جاؤوا، من قادة الكيان، بعد التأسيس اللعين من هو في مقامه، وثالث الأسباب أهمها، وهو أنه أدرك بأن المعركة نهائية صفرية، إما تنتهي بتصفية القضية الفلسطينية أبدا، والسيطرة على المنطقة كلها، أو بزوال دولة الكيان، وزوال كل الأنظمة العميلة والاستبدادية في المنطقة.لا يختلف إثنان أنه حين أُسست دولة الكيان من طرف البريطانيين أُسست لتكون دولة وظيفية كثكنة عسكرية في موقع متقدم في جبهة الصراع الأبدي بين العالم الإسلامي والاستعمار الغربي، صُممت وتعهدها الأمريكان من بعد لتكون متفوقة في كل شيء، ولكن مع مرور الزمن أتاحت المساحات المفتوحة لليهود في الدول الغربية في كل المجالات لدولة الكيان أن تتطور طبيعتها لتصبح  جزءا أساسيا في المنظومة الغربية بشراكة كاملة في الاستراتيجيات والقرار، فصارت الآن أمريكا وأغلب الدول الغربية هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا وأغلب الدول الغربية، ثم جاء طوفان الأقصى فأكد هذه الحقيقة وبيّنها في أوضح صورة. فمن يحارب إسرائيل اليوم سيجد نفسه يحارب أمريكا وأغلب الدول الغربية أو كلها، بشكل مباشر وليس بالوكالة فحسب.

على هذا الأساس، لو استشارني الإيرانيون في دخول الحرب لقلت لهم لا تدخلوا، إلا أن يقدروا قربها لهم، ولحدثتهم عن البديل الواجب الأهم لنصرة المقاومة في غزة ولبنان. لا يمكن لإيران أن تدخل الحرب لمواجهة أمريكا وحدها. وذلك سيكون قرارها ولا شك، لن تدخل الحرب وحدها، لن تقرر ذلك بغير اتفاق مع روسيا ومن ورائهما الصين، ولو دخلت روسيا والصين الحرب مع إيران معنى ذلك أننا ولجنا حربا عالمية ثالثة، ولا أظن أن روسيا والصين يريدان ذلك حاليا، ولا حتى أمريكا تريد ذلك، مع أن الحروب تتدحرج أحيانا لتصل إلى حدود لم يرغب فيها صانعو الأزمات.

ستتوسع الحرب ولا شك ولكن شيئا فشيئا، سيتحمل حزب الله وكل لبنان عبئا كبيرا، والضمان لصمود حزب الله أن لا يُطعن من الخلف من قوى مسيحية وسنية لا يخفى على متابعٍ علاقتها بأمريكا وبعض دول الخليج.

إن الحرب مستمرة والسبيل لتحقيق الانتصار فيها أن تبقى الحرب غير متناظرة إلى أمدٍ طويل يتم فيه استنزاف الكيان والأمريكان على نحو ما حدث في الجزائر والفيتنام قديما وما حدث غير بعيد في العراق وأفغانستان. وواجب الدول العربية والإسلامية كلها (إيران وتركيا والدول العربية)، أن تدعم المقاومة في هذه المعركة المصيرية، وذلك هو الشرف وذلك هو الواجب، فإن لم تفعل فمن حق الشعوب أن تتجاوزها.

إن المعركة اليوم في لبنان، إنها في بلد شقيق ذي سيادة عضو في الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي. والكيان الصهيوني لا يفرق مرة أخرى في جرائمه بين عسكري ومدني، وشيعي وسني ومسيحي، وعلماني وإسلامي، يقتل الأطفال والنساء ويدمر المنشآت المدنية والعسكرية والدينية على السواء. ولئن كان الحكام يقولون لا نستطيع دعم غزة بسبب الحصار وغلق المعابر، فها هي لبنان مفتوحة فلتهب الدول العربية والإسلامية إلى دعم الدولة اللبنانية ودعم المقاومة وإغاثة المدنيين، فليظهر لنا الحكام بأننا كنا مخطئين في اتهامنا لهم وفي إساءة الظن بهم.

إن جيش الاحتلال سيحاول دخول جنوب لبنان بعد القصف، وسيعمل على ترحيل سكان الجنوب، وربما سيحاول الوصول إلى بيروت. فليفهم الحكام العرب بأنه إن سقطت لبنان ستسقط بعدها الأردن، إذ يراد لها أن تكون الدولة البديل للفلسطينيين في الضفة الغربية، وستسقط كذلك سيناء لأنه يراد لها أن تكون الوطن البديل لأهل غزة، وبعدها ستسقط كل الدول العربية بإرادة حكامها الخانعين، ليبقوا هم وشعوبهم يعيشون الذل والمسكنة لعقود طويلة مقبلة.

لن يحدث هذا السيناريو المرعب بحول الله، لأنه إن تخلى الحكام عن واجباتهم، ستُحّولُ الشعوب، بكل مذاهبها وطوائفها،  لبنان إلى أرض معركة مصيرية ضد العدو الصهيوني، لا أدري كيف سيحدث ذلك، ولكن هذا الذي يفهمه كل دارس لحركة الشعوب حين يبلغ فيها اليأس مداه، وتنكسر في مخيالها القدوات وتسقط قيمة الزعامات، إلا من بقي من هؤلاء القادة صامدا ثابتا تدعمهم التيارات الشعبية بأجيال جديدة من الزعماء يستبدل بهم الله من أقعدهم العجز والآفات .

ولن يتوقف الأمر في لبنان فقط، ستُسقط العنجهية الصهيونية الدولة الأردنية، وتتحول الأردن كلها إلى أم الساحات شرقي نهر الأردن، وينهض شام الوعد الميمون، ولا ندري ماذا سيحدث في مصر هذا العملاق النائم، الذي حين ينهض تنهض الأمة كلها، والأمل كل الأمل في هذا البلد العظيم في قادة مخلصين موجودين ولا شك في الدولة والمجتمع، ثم سيأتي من غرب الأمة أمثال أبي مدين الغوث صاحب ساحة المغاربة الخالدة، ويأتي من أقصى شرق الأمة أحفاد من سارعوا إلى نجدة الخلافة وهي تتهاوى لو لا الأحداث الأليمة يومذاك  المتسارعة.

هذه هي الرؤية التي يجب استشرافها، وهذه المعركة التي يجب أن تنخرط فيها كل القوى الحية في الأمة. إنه لم يصبح ثمة شيء تستطيع أن تفعله هذه القوى الحية في أقطارها ودولها إذ سيطر الاستبداد على كل شيء وجعل كل شاردة وواردة تحت يده الباطشة، بل أصبحت حياة ونمو المنظمات والأحزاب والمؤسسات والشخصيات تحت رحمته المخادعة، وبعضهم حشروا أنفسهم في أزقة الطائفية الضيقة، يتهجمون على من يقاوم الصهاينة، وهم لا يقاومون، ولو قاومنا واشتبكنا بمجموعنا مع العدو نصرة لغزة  لحلت المشكلة إذ نحن السواد الأعظم في الأمة، بل فيهم من يتشفى في قتلى من يقاوم في جنوب لبنان بلا حياء، ويغالي في تفسيرات يدحضها الواقع وشلال الدماء من القادة والجنود والمدنيين في لبنان.

إن  الأجدر  بنا جميعا أن نحول البوصلة اتجاه فلسطين ولبنان وحيث توجد فرصة لمواجهة العدو، ففي ذلك حياتنا جميعا وسؤددنا ونهضتنا، من طنجة إلى جاكرتا.

*الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة
الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم

مقالات مشابهة

  • “لا أحد فوق القانون”.. ضبط أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت
  • العراق تؤكد مساندتها لأي جهد دبلوماسي يؤدي لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
  • ياسر قورة: رسائل السيسي بدعم القضية الفلسطينية لها مدلول خاص
  • الأزهر يقرِّر تخصيص منح دراسية للدومينيكان تقديرًا لموقفها تجاه القضية الفلسطينية
  • يموت القادة وتنتصر القضية.. عن الفكري والتاريخي والسياسي في مصير المقاومة
  • “فتح الأجواء”: دعوة عربية لدعم قوى المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي
  • نواب القليوبية يحصدون 9 مقاعد في انتخابات اللجان النوعية بمجلس النواب
  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • النعيمي يؤكد أهمية حضور الشعر والكلمة الحرة في دعم القضية الفلسطينية
  • نواب التنسيقية يحصدون 11 مقعدا في انتخابات هيئات مكاتب اللجان النوعية بـ«النواب»