جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-16@22:02:44 GMT

الجزيرة النائية

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

الجزيرة النائية

 

عائض الأحمد

 

المكان حيثما تقف والزمان الآن وغدا وبعد غد، من يحملك على اعتقاد الشيء ونقيضه؟ أفكار مسبقة تستحضرها وقتما تشاء وجلها مرتبط بحالتك النفسية والبدنية ومحيطك الذي تتصل به أيا كان نوع اتصالك سواء كان عاطفيا أو أخلاقيا أو غير ذلك، الأثر لا يمكن أن ينفصل عن المؤثر أو شخصه أو أسلوب حياته.

كل هذا يعلمه الكثيرون منا، ويجهله الأكثرية لذلك نقدم أحكامنا على أحاسيس تخصنا، ليس للمعنيين بها أي علاقة تذكر، فقد طرحناها لأنها تناسب لحظاتنا، ثم نجزم بأنها حقيقة وعلى الآخرين التعامل معها على أنها شيء مسلم به، مصدرها هو نقلاً عن صاحب الفكرة وملهم الشعوب ومصنف الشخصات، واهب الحكمة، وصائد الضالة، فريد عصره وأوانه، عليك أحياناً أن تشك فى صحه ما تدعو إليه، لعلك تستوعب ولو بعد حين أن الناس لها الحق أن تخرج من عباءة أفكارك وحتميتها المقررة دون أن تبدي أسباباً ليس للمنطق فيها مكان غير تلك النظرة البائسة من شخصكم الكريم في نثر كل معتقداته وأحلام ليلته الباردة على كل من حوله، ثم توزيع ملابس الشتاء فى حرارة الصيف وتدعو كل من تعرفه لحفلة الشواء تحت ما تظن أنها أجواء "رومانسية" وعشاءً فاخرًا في صحراء جرداء لا يسكنها أفقر الزواحف بحثًا عن قطرة ماء.

ما ذنب كل هؤلاء حينما أطلقت العنان لتلك الموسيقى الغاضبة وألحانها "الريفية" القديمة التي تشبه تساقط أحجار انهيار جبل شامخ على أهل قرية لم يتجاوز تعدادهم أصابع اليد وأنت تلبسهم ما لا يطيقونه، غير تلك الأحجيات التي يفسرها شيخك بأنها علم يدرس مستحضرا أيها من القرون الوسطى، ونحن على أعتاب ألفية جديدة لم تغير فيك شيئا ولم تحسن الوقوع في شراكها كما فعل أقرانك، ماذا فعلت بك دعوة الهجرة لتلك الجزيرة النائية لتنكفئ على نفسك وتحاسبها وتتحدث معها عودي قبل أن يرفضك الجميع وحينها لن يسرك المكان ولن يغير الزمان شيئا قد قضى.

المشاعر الإنسانية ليست سلعة نتاجر بها، منَّا من يخاف العتمة ومنَّا  من يحبس أنفاسه، ليرى النور في عتمتها.

ختامًا: لو كان العالم ملك يديك لطلبت المزيد وتمنيت ما في يد ابن جارك الفقير الذي يسند ظهره إلى حائط قصرك بحثاً عن ظل يحميه من لهيب الشمس.

شيء من ذاته:

الحب والعشرة لا يقفان لتفسير لحظات طيش تستدعيها كلما توقفت ساعتك البيولوجية أمام أحداث طواها التاريخ.

نقد:

حينما تأتي الأحداث دون رسم بياني أو تخطيط مُسبق، فهي تظهر بهذا الشكل الذي تقرأه الآن وحسابنا على الله يكفينا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تكشف تفاصيل أزمة الطائرات الإيرانية في لبنان

بيروت- يشهد محيط مطار بيروت الدولي منذ مساء الخميس الماضي احتجاجات غاضبة وقطع طرق بالإطارات المشتعلة من قبل مناصرين لحزب الله، وذلك عقب منع طائرتين إيرانيتين تقلان ركابا لبنانيين من الهبوط في المطار.

واندلعت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين الذين اعتصموا أمام الطريق المؤدي إلى المطار، استجابة لدعوة حزب الله للتظاهر ضد ما وصفه بـ"التدخل الإسرائيلي والإملاءات الخارجية التي تمس السيادة الوطنية".

وفي تصريح له، أمس السبت، شدد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي على رفض لبنان أن يكون تحت الاحتلال الأميركي، وأضاف من موقع الاعتصام في طريق المطار أن "الدولة اللبنانية لا تزال تعاني من إملاءات أميركية، ونحن لا نقبل أن يكون لبنان تحت السيطرة الأميركية والإسرائيلية".

وفي تطور للأحداث، تعرضت قافلة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أول أمس الجمعة، لهجوم أثناء توجهها إلى مطار بيروت حيث تم إحراق إحدى مركباتها.

وأعلن بيان رسمي صادر عن اليونيفيل "أن الهجوم أسفر عن إصابة نائب قائد قواتها المنتهية ولايته الذي كان في طريقه لمغادرة لبنان بعد انتهاء مهمته"، مطالبا السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق شامل وفوري لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.

إعلان ردود وإجراءات

وتوالت ردود الفعل الرسمية عقب الحادث، حيث أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون في بيان له، أمس السبت، الهجوم على موكب اليونيفيل، مؤكدا أن المعتدين لن يفلتوا من العقاب.

وشدد وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع أمني طارئ، على جدية التحقيقات الجارية، مؤكدا أن "هذا لا يعني بالضرورة أن الموقوفين هم منفذو الاعتداء، لكن التحقيقات ستكشف عن الجناة الحقيقيين".

وفي السياق ذاته، أكد قائد الجيش اللبناني بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، خلال اتصال مع قائد بعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو، رفض المؤسسة العسكرية لأي اعتداء على القوات الأممية، مشددا على أن الجيش "سيلاحق المسؤولين عن الهجوم ويقدمهم للعدالة".

كما أدان رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام -في اتصال هاتفي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان هينيس بلاسخارت والجنرال لازارو- "الاعتداء الإجرامي".

وفي ظل تصاعد التوتر، أعلنت إيران، أمس السبت، استعدادها لإجراء "محادثات بناءة" مع السلطات اللبنانية بهدف استئناف الرحلات الجوية بين طهران وبيروت، وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني ونظيره اللبناني بحثا هاتفيا سبل حل قضية الرحلات الجوية المدنية بين البلدين.

ويأتي هذا التطور بعد رفض إيران منح إذن هبوط للطائرات اللبنانية على أراضيها، الأمر الذي حال دون إعادة لبنانيين عالقين هناك، وجاء القرار الإيراني ردا على إبلاغ السلطات اللبنانية لشركة "ماهان" الإيرانية بتعذر استقبال رحلتين مجدولتين من طهران إلى بيروت، مما فجر أزمة في لبنان.

واقع جديد

ويرى الكاتب السياسي أسعد بشارة أن هذه الاحتجاجات تمثل محاولة لإعادة تكريس واقع سابق كان فيه حزب الله يفرض سيطرته على مؤسسات الدولة كافة، متجاوزا القوانين ومتصرفا كأنه الجهة الحاكمة المطلقة.

إعلان

ويقول بشارة للجزيرة نت إن المرحلة الحالية تفرض واقعا جديدا ينبغي فيه ترسيخ أسس دولة المؤسسات بما يشمل استعادة مطار بيروت لسلطة الدولة بشكل كامل.

ويؤكد الكاتب السياسي أن استعادة المطار "تعني وضعه فعليا تحت رقابة الدولة ومنع استخدامه في تهريب الأموال أو الممنوعات أو أي أنشطة غير قانونية كما كان يحدث في السابق".

ويضيف "إن ما نشهده اليوم هو محاولة من حزب الله للانتفاض ضد مشروع الدولة أو الدفع ببيئته إلى مواجهة هذا المشروع".

وبرأيه لم يعد ذلك ممكنا، إذ إن ما قام به الحزب لم يكن سوى "بروفة فاشلة"، لجأ فيها إلى الترهيب والفوضى، لكنه أثبت أنه بات معزولا داخليا، والدليل على ذلك، وفق بشارة، موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عارض ما جرى، مما يعكس تراجع نفوذ الحزب.

احتجاج ورسالة

من جهته، يعتبر المحلل السياسي قاسم قصير، في حديثه للجزيرة نت، أن ما حدث هو رد فعل شعبي ورسالة واضحة من بيئة المقاومة بأن الضغط عليها -خاصة عبر منع وصول المساعدات الإيرانية- سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.

ويشير قصير إلى أنه "في العادة عندما تنطلق تحركات شعبية تتدخل أطراف متعددة لاستغلال الموقف، مما قد يؤدي إلى وقوع أحداث أمنية لا يُعرف على وجه الدقة من يقف وراءها".

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت تفتح ملف المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل أزمة الطائرات الإيرانية في لبنان
  • مدارس فرسان الجزيرة الأهلية توفر وظائف شاغرة
  • الجماز: حينما تجتمع التحديات تكون النتيجة قبيحة
  • حينما صورالأب لحظة ابتلاع الحوت لإبنه.. شاهد ماذا حدث بعدها؟ «فيديو»
  • حينما تحدى حجاب السوريات دهاء حافظ الأسد
  • المكان في روايات نجيب محفوظ بنقاشات قصور الثقافة بأسوان
  • الحشود ملأت ساحة الشهداء والاعلام اللبنانية ترفرف في المكان
  • حصري. التهاون وغياب الإطفاء بعين المكان ساهم في مصرع ثلاثة أشخاص بقصر مؤتمرات مراكش
  • بشاير الحكومة للمواطنين.. زيادة بالمرتبات والمعاشات لتلك الفئات