تأمل إسرائيل في تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكن بينما لم تقدم أي إشارة بشأن مصير قطاع غزة، توجد خمسة سيناريوهات.

تلك القراءة طرحها كل من مارجريتا ستانكاتي وديون نيسنباو، في تقرير بصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) ترجمة "الخليج الجديد"، على ضوء المواجهة الراهنة بين "حماس" وتل أبيب.

والسيناريوهات الخمس المحتملة هي: إعادة احتلال غزة، أو ترك مصيرها بيد السكان، أو إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، أو نشر قوة حفظ سلام دولية، أو إجبار السكان على الفرار إلى مصر.

ولليوم الثامن على التوالي، تشن إسرائيل السبت غارات مكثفة على أهداف في غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 2215 فلسطينيا معظمهم مدنيون، وبينهم 724 طفلا و458 سيدة، وإصابة 8714 آخرين بجروح، بينهم 2450 طفلا و1536 سيدة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، تشن "حماس" وفصائل أخرى من غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"؛ ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1300 إسرائيلي وإصابة 3626 آخرين، وأسر عشرات الإسرائيليين، وفقا لمصادر رسمية.

اقرأ أيضاً

وزير الخارجية التركي من القاهرة: ندعم موقف مصر الرافض لتهجير سكان غزة

لا بدائل جيدة

و"بالنسبة لإسرائيل، لا توجد بدائل جيدة، كما يقول مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون"،  بحسب ستانكاتي ونيسنباوم.

ويعيش في غزة نحو 2.2 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

ستانكاتي ونيسنباوم أضافا أنه "إذا تمت الإطاحة بحماس فعليا، فإن أحد الخيارات هو أن ترسل إسرائيل قواتها لإعادة احتلال غزة، كما فعلت حتى 2005، حين سيطرت على القطاع بعد أن استولت عليه من مصر خلال حرب 1967".

واستدركا: "لكن إسرائيل لا ترغب في إرسال قوات عسكرية مرة أخرى لفرض حكم عسكري على غزة".

وقال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو على اتصال بالمسؤولين الحكوميين: "لا نريد أن نحكم غزة.. هذا يعني أن إسرائيل يجب أن تكون مسؤولة عن 2.2 مليون شخص، معظمهم فقراء للغاية".

ويوجد سيناريو ثانٍ، وهو أن "تسحق إسرائيل حماس، ثم تخرج من غزة وتسمح للفلسطينيين بتدبير الأمر، وهو خيار مصحوب بتحديات، إذ قد يمهد الطريق أمام المزيد من القوى المتطرفة لملء فراغ السلطة"، كما زعم ستانكاتي ونيسنباوم.

وقال ياكوف أميدرور، وهو مستشار سابق آخر للأمن القومي لنتنياهو: "لن نقدم أي شيء للفلسطينيين في غزة، سيكون عليهم الاعتناء بأنفسهم، وسنعمل فقط على منع أي شخص من بناء أي قدرة عسكرية في القطاع".

لكن كما لفت ستانكاتي ونيسنباوم فإن "إسرائيل (باعتبارها قوة احتلال في فلسطين) لا تزال مسؤولة عن رعاية غزة بموجب القانون الدولي، وقد تواجه انتقادات واسعة النطاق إذا حاولت التنصل من واجباتها لضمان حصول الفلسطينيين على الغذاء والماء وغيرها من ضروريات الحياة".

ومنذ بدء الحرب الراهنة، تحرم إسرائيل سكان غزة من إمدادات الماء والكهرباء والوقود؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة قد ترتقي إلى مستوى "جريمة إبادة جماعية".

اقرأ أيضاً

لماذا تنتظر إسرائيل حربا قاسية حال توغلت في غزة؟.. إيكونوميست تجيب

قوة حفظ سلام

كما يوجد سيناريو ثالث، وهو "أن تمهد إسرائيل الطريق لعودة السلطة الفلسطينية، المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تحكم الضفة الغربية"، وفقا لستانكاتي ونيسنباوم.

ومنذ 2007، تتولى "حماس" إدارة غزة في ظل خلافات مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بزعامة الرئيس محمود عباس.

واعتبر كوبي ماروم، العقيد الإسرائيلي المتقاعد وخبير الأمن القومي، أن "ذلك سيكون في مصلحة إسرائيل".

وقال ستانكاتي ونيسنباوم إنه "من المشكوك فيه أن تتمكن السلطة الفلسطينية الضعيفة، بقيادة عباس البالغ من العمر 87 عاما، من تعزيز سلطتها في غزة (...) وهذه السلطة لا تخظى بشعبية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية؛ إذ تشتهر بالفساد وعدم الفعالية".

وأردفا أن السيناريو الرابع هو أن "تسيطر قوة حفظ سلام دولية على غزة على الأقل مؤقتا. ولكن ليس من الواضح على الإطلاق ما هي الدول، إن وجدت، التي ستكون مستعدة لإرسال عدد كبير من القوات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في القطاع الذي مزقته الحرب".

أما "السيناريو الخامس، فهو أن يصبح الوضع الإنساني في غزة سيئا للغاية؛ مما يدفع المدنيين إلى الفرار بأعداد كبيرة إلى مصر المجاورة"، كما زاد ستانكاتي ونيسنباوم.

وبحسب ديانا بوتو، المستشارة القانونية السابقة لعباس، فإن إسرائيل تبدو عازمة على محاولة خلق أزمة مترامية الأطراف تجبر الفلسطينيين على إخلاء غزة.

وشددت على أنه "لا يوجد شيء اسمه تدمير حماس، لقد أصبحت حماس بمثابة رمز لغزة، إنهم (الإسرائيليون)  يريدون السيطرة على غزة".

وقال ستانكاتي ونيسنباوم: "لا تريد مصر ولا حماس أن يهرب الفلسطينيون عبر الحدود. ويخشى العديد من السكان من أنهم إذا غادروا، فلن يتمكنوا أبدا من العودة".

أما يعكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، فقال إنه "لا يمكننا إجبارهم على المغادرة، لكن إذا أرادوا ذلك فسنساعدهم".

اقرأ أيضاً

الأردن: منع الدواء والغذاء والمساعدات عن غزة جريمة حرب

المصدر | مارجريتا ستانكاتي وديون نيسنباوم/ ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى إسرائيل حماس غزة سيناريوهات فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي

تقول صحف إسرائيلية إن التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل اليوم هو إيجاد طريقة لردع خصومها المتعددين المدعومين من إيران، مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية، خاصة بعد الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير.

ورأت صحيفة جيروزاليم بوست أن هناك 5 تحديات أمام إسرائيل في مواجهة إيران والحركات المسلحة في أعقاب الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير، كما رأت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ذلك الهجوم ما زال يثير أسئلة صعبة، خاصة لماذا لم يتم تحديده واعتراضه من قبل الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدل بإسرائيل حول التصعيد ضد حزب الله على وقع تصريحات نتنياهوlist 2 of 2صحف أميركية تكشف جوانب من شخصية المشتبه بمحاولته اغتيال ترامبend of list تآكل الردع

وأوضحت جيروزاليم بوست -في تقارير متعددة- أن الجماعات التي تهاجم إسرائيل لا تخشى حاليا أي عواقب بعد أن كان يُعتقد أن حماس كانت تخشى الهجوم قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأن حزب الله تم ردعه إلى حد كبير بعد عام 2006 عن شن هجمات جديدة على إسرائيل، ولكنه تعلم أنه يستطيع إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل وإجبار الإسرائيليين على مغادرة منازلهم.

وقالت إن الردع تآكل بسرعة. ففي حين كانت المليشيات في العراق تخاف من شن هجمات بطائرات مسيرة على إسرائيل، أصبحت الآن تتفاخر بذلك، كما أن الحوثيين تعلموا بسرعة منذ أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنهم قادرون على استهداف إيلات والسفن في البحر الأحمر دون مواجهة انتقام كبير.

وبشكل عام، لم يرتدع المحور المدعوم من إيران -حسبما تقول الصحيفة- فهو يختار الوقت ومكان الهجمات، ويشعر بأن لديه كل الوقت للاستعداد لهجمات أكثر تعقيدا، وبالتالي فإن تغيير المعادلة وردع الأعداء عن الهجوم قضية مهمة بالنسبة لإسرائيل في هذه الحرب.

التكتيكات والاستجابات المتناسبة

منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ركزت إسرائيل على غزة، مما أدى إلى سياسة الاستجابات المتناسبة على جبهات أخرى، ولكن هذا التكتيك ربما لا يبدو ناجحا، خاصة أن غياب إستراتيجية على جبهات متعددة يعني أن كل جبهة أصبحت تقتضي استجابة تكتيكية ومتناسبة في الغالب.

ويقوم الجيش الإسرائيلي بشن حرب تكتيكية في الضفة الغربية، وبدلا من تغيير إستراتيجيته هناك، يكثف عملياته -في المقام الأول- على مطاردة المسلحين، وهو ما أصبح تكتيكا آخر من تكتيكات "جز العشب"، ولكن هل سيؤدي هذا إلى هزيمة المسلحين أم يؤدي إلى جولة أخرى معهم؟ كما تتساءل الصحيفة.

الدفاعات الجوية ليست إستراتيجية

واجهت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تحديات متزايدة على جبهات متعددة، وقد اختبرتها هذه الحرب بدرجة غير مسبوقة، حيث بدأت حماس الحرب على سبيل المثال، بإطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل على أمل التغلب على دفاعاتها، وهي لا تزال تطلق صاروخا كل يوم أو كل يومين.

كما تمكن الحوثيون من تهديد إسرائيل، على الرغم من عمل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل جيد، ولكن -حسب الصحيفة الإسرائيلية- "العدو يغير قدراته باستمرار"، فهو يستخدم الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية، ويجد طرقا مختلفة لتهديد إسرائيل ويحاول أيضا الهجوم من اتجاهات مختلفة.

واستمرت جيروزاليم بوست إلى القول إن الدفاعات الجوية ليست إستراتيجية لكبح هذه التهديدات، لأنه لا يوجد نظام دفاع قادر تماما على الدفاع ضد كل شيء في جميع الأوقات.

الحرب الطويلة في غزة

ورأت الصحيفة أن حماس قد تكون سعت إلى جر إسرائيل إلى حرب طويلة في غزة، وأن داعميها في الخارج، أرادوا الاستفادة من السابع من أكتوبر/تشرين الأول لزيادة وجود حماس في الضفة الغربية، وكلما طالت الحرب في غزة دون القضاء على حماس، زاد انشغال إسرائيل عن التهديدات الأخرى.

وإذا انتهت الحرب في غزة وهُزمت حماس، فقد تركز إسرائيل على جبهات أخرى -كما ترى الصحيفة- ولكن حماس جرّت إسرائيل إلى حرب طويلة، وأجبرتها على إنفاق الموارد والقدرات في غزة، وهذا ما يرى زعماء إسرائيل أنه لا يصب في مصلحة إسرائيل.

اتفاقيات أبراهام وتصعيد إيران

يهدف تصعيد إيران ضد إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى عزل تل أبيب ومنعها من دفع أجندات أخرى مثل المبادرات الاقتصادية والدبلوماسية، كما تريد إجبارها على خوض حروب منخفضة المستوى لا نهاية لها على طول حدودها، حسب الصحيفة.

تأمل إيران أن يؤدي عزل إسرائيل عن طريق الحرب إلى تمكين طهران من العمل بشكل وثيق مع روسيا والصين وتركيا، من بين دول أخرى، واستغلال جامعة الدول العربية والدول الإسلامية الأخرى ضد إسرائيل.

أما بالنسبة إلى صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الهجوم الصاروخي الحوثي على وسط إسرائيل يثير أسئلة صعبة، تبدأ بتحديد نوع الصاروخ، ولماذا لم يتم اعتراضه بعيدا عن الأراضي الإسرائيلية إذا كان باليستيا؟

وذهبت صحيفة جيروزاليم بوست -في مقال منفصل- إلى السؤال نفسه الذي طرحته يديعوت أحرونوت، وقالت إن صاروخا حوثيا أفلت من أنظمة الكشف الإسرائيلية المتقدمة، لم يتم إسقاطه إلا بعد أن مر فوق المجال الجوي الإسرائيلي، مما أثار تساؤلات حول الأعطال المحتملة في أنظمة الأمن المعمول بها.

وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين لا يمتلكون صناعة صواريخ باليستية خاصة بهم، وأن ما يعرف في اليمن باسم "طوفان" هو في الأساس "صاروخ غدير" الإيراني الذي يبلغ مداه نحو ألفي كيلومتر، ولا يستغرق تجهيز إطلاقه أكثر من نصف ساعة، وتكفيه 15 دقيقة للوصول إلى وسط إسرائيل.

ومع هجوم الصواريخ الباليستية الذي شنه الحوثيون على إسرائيل يوم الأحد -كما تقول الصحيفة في مقال ثالث- ربما لم يعد الوقت في مصلحة إسرائيل، إذ يدور كثير من الحديث حول المدة التي يجب أن تستمر فيها الحرب، وحول إذا ما كان مزيد من الضغط العسكري يمكن أن يكسر حماس ويستعيد المحتجزين قبل نفاد الوقت.

وخلصت الصحيفة إلى أن أي شخص يعتقد أن الحرب يمكن أن تستمر بلا ثمن على هذه الجبهات الأخرى خارج غزة، حتى بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، يخدع نفسه.

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: إسرائيل تنقل فرقة عسكرية من غزة إلى الجبهة الشمالية تزامنا مع تفجيرات لبنان
  • تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزة
  • تفجيرات البيجر.. سيناريوهات الاختراق الإلكتروني
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • صحف إسرائيلية تنشر سيناريوهات محتملة لسبب عملية تفجير أجهزة حزب الله
  • حرب برية وشيكة وبرمجيات خبيثة.. خبراء يشرحون سيناريوهات الوضع في جنوب لبنان
  • وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة
  • جنرال إسرائيلي متقاعد: جيش عجز عن تدمير حماس أنى له أن يهزم حزب الله؟
  • اليونسكو تحذر من تدمير التراث الثقافي في السودان
  • صحف إسرائيلية: تحديات رئيسية تواجه إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الحوثي