رائد أميركي يسجِّل رقماً غير مسبوق للبقاء في الفضاء
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
بعد قضاء أكثر من عام في الفضاء، بات يتعيّن على رائد الفضاء الأميركي فرانك روبيو أن يعتاد من جديد على الجاذبية في كوكب الأرض.
وقال روبيو، في مؤتمر صحفي عقده داخل مركز جونسون للفضاء، التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في هيوستن بولاية تكساس، إنّ «المشي يحدث ألماً بسيطاً في باطن القدمين وأسفل الظهر خلال الأيام الأولى» على العودة من الفضاء.
وأضاف «أعتقد أن ثمة مستوى معيناً من الألم يُختبر لأنّ أسفل الظهر عاود حمل نصف وزن الجسم».
وعاد روبيو إلى الأرض قبل أسبوعين، بعدما أمضى 371 يوماً في الفضاء. في سبتمبر 2022، أقلع صاروخ روسي فيه مجموعة من رواد الفضاء، بينهم روبيو، في مهمة كان يُفترض أن تكون روتينية وتستمر 6 أشهر فقط.
كانت المركبة الفضائية «سويوز ام اس 22» الراسية في محطة الفضاء الدولية والتي كان مقرراً أن تعيد الطاقم إلى الأرض، قد تعرضت في ديسمبر لحادث تسرب كبير عزته موسكو إلى اصطدامها بحجر نيزكي دقيق.
وكإجراء احترازي، أعادت وكالة الفضاء الروسية المركبة إلى الأرض، وأرسلت مركبة إغاثة أخرى، مما أتاح إمكانية عودة روبيو وزملائه. لكن تعيّن على هؤلاء استكمال مهمة كان سينجزها الطاقم الذي كان من المفترض أن يكون في المركبة الثانية.
وقال روبيو «إنّ معرفة أنني سأقضي عاماً كاملاً في محطة الفضاء كانت تعذبني، لأنني أحب أن أكون في الخارج».
وتابع «لكنّ ذلك كان جزءاً من المهمة. واستغرق تقبّلي للأمر لحظات، إذ قلت لنفسي: هذا سيكون عالمي للأشهر الـ 12 المقبلة وعلي التعامل مع ذلك».
وأتاح له ذلك تسجيل رقم قياسي جديد لأطول فترة يمضيها أميركي في الفضاء، محطماً الرقم القياسي الذي سجله عام 2022 مارك فاندي هي والمتمثل في قضاء 355 يوماً متتالياً في الفضاء.
ويحمل رائد الفضاء الروسي فاليري بولياكوف الرقم القياسي العالمي مع 437 يوماً.
وقال روبيو «في الأيام القليلة الأولى بعد العودة إلى الأرض، لا يكون توازن الجسم كاملاً خلال المشي».
وتابع أنّ «الذهن يكون سليماً، لكنّ الجسد لا يستجيب بالطريقة المتوقّعة».
وخلال إقامته في محطة الفضاء الدولية، أقدم روبيو على زرع الطماطم.
وقال «أعتقد أنها كانت أول طماطم تُزرع في الفضاء».
وذكر أنه وضعها داخل «كيس صغير» وأقفله بإحكام، لكنّه أضاع الكيس.
وأمضى روبيو ساعات في البحث عنه لكن دون جدوى.
وقال مازحاً «إنّ البعض سيقولون إنني ربما أكلتها». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: رائد فضاء رقم قياسي محطة الفضاء الدولية فی الفضاء إلى الأرض
إقرأ أيضاً:
جوع وتغير مناخي.. سكان أوغندا يصطادون طيورا مهاجرة للبقاء
في ظل ظروف مناخية قاسية ومتقلبة، يلجأ سكان إحدى القرى الحدودية بين أوغندا وكينيا إلى اصطياد الطيور المهاجرة، خاصة اللقالق البيضاء، كمصدر بديل للغذاء، بعدما أفسدت مواسم الجفاف والأمطار غير المنتظمة محاصيلهم الزراعية.
في قرية "أيوريري"، يروي سام تشيكوي (42 عاما)، معاناته في تأمين لقمة العيش لعائلته الكبيرة، قائلا: "كنت أزرع، لكن الشمس كانت تحرق محاصيلي، فلم أجد سوى الطيور لإطعام أطفالي ونفسي".
وقد طوّر السكان المحليون طريقة لصيد هذه الطيور، يصطادون فأرا ويقتلونه، ثم يحقنونه بمزيج من الكحول وسم الفئران، ويتركونه في العراء كطُعم يجذب الطيور، التي تنهار بعد تناوله، ليتم صيدها وقتلها وطهوها لاحقا.
مجموعة من الطيور المهاجرة خلال عبورها فوق أحد الحقول في قرية أيوريري (الفرنسية)
ويقول تشيكوي -لوكالة الصحافة الفرنسية- إنه أكل أكثر من 300 طائر منذ عام 2016، رغم أن هذا السلوك يُعاقب عليه قانونيا. لكنه يضيف بأسى "لو كان هناك خيار آخر، لما فعلت ذلك".
من جانبه، يحذر الناشط البيئي والمزارع جويل شيروب من حجم الظاهرة، مشيرا إلى أن السكان المحليين التهموا أكثر من 3 آلاف طائر لقلق منذ بداية موسم الهجرة هذا العام.
إعلان المجتمعات الهشة تعانيويوضح أن بعض هذه الطيور مهاجرة من دول بعيدة مثل بولندا والمجر وتشيكيا، ويعتبرها السكان المصدر الوحيد المتاح للبروتين، إذ يمكن أيضا بيع الطائر الواحد بما يعادل نصف دولار تقريبا.
وإذ يعترف شيروب بأن قطع الأشجار لإنتاج الفحم أسهم في تدهور البيئة المحلية، فإنه يعبر عن تعاطفه مع الأهالي الذين يعانون من فقر مدقع وتدهور زراعي مستمر.
ويقول: "محاصيلهم فشلت مرارا خلال العقد الأخير. ومع أن الأسباب الجذرية تعود إلى انبعاثات الدول الصناعية الكبرى مثل أميركا وروسيا والصين، إلا أن المجتمعات الهشة هنا تدفع الثمن".
أوغنديون يشوون طائر لقلق أبيض لأكله بعد اصطياده خلال موسم هجرته (الفرنسية)
وبمبادرة فردية، بدأ شيروب بزراعة آلاف أشجار الفاكهة لإعادة الحياة إلى الأراضي المتدهورة، ويوظف ما يستطيع من شباب القرية ضمن إمكاناته المحدودة. ويختم بالقول: "هؤلاء ليسوا صيادين متعمدين، بل شباب جائعون يبحثون عن وسيلة للبقاء، ووجدوا ملاذهم في الطيور المهاجرة".
وتؤكد هذه المأساة الترابط العميق بين أزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي، مما يشير إلى ضرورة التحرك العاجل لمعالجة جذور المشكلة عالميا، ودعم المجتمعات الأكثر هشاشة لمواجهة آثار التغير المناخي محليا.