لجريدة عمان:
2024-09-29@13:26:53 GMT

«أحاديث»

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

1- وسط الظروف العصيبة التي تعصف بأهلنا في فلسطين حيث يتخطف الموت الصغير قبل الكبير وحيث رائحة الموت تُزكم الأنوف والدمار الممنهج من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف المنازل والمشافي والمجمعات السكنية والمساجد أقول الحمد لله على نِعمة سلامة الوطن وأمنه واستقراره.

حينما يعِمُ الخوف، ويتفشى الجوع وتظهر المجاعة بأي بقعة من بقاع الأرض وجب أن نحمد الله على لطفه وكرمه.

حينما تنعدم أدنى متطلبات الحياة ولا تستقر عين ولا تطمئن نفسُ لزِم أن نشكر الله على فضله ورأفته.

أقول هذا لأن بيننا من يتندر بجملة «سادنا الأمن والأمان» لأتفه سبب متناسيا قيمة نعمة الطمأنينة وما حدث لقوم سبأ الذين تنكروا لنِعم الله عليهم فعاقبهم أن أفقرهم بعد الغِنى، وشرَّدهم بعد الاستقرار، وفرَّقهم بعد الاجتماع، ومزَّقهم كل ممزق في البلاد حتى ضرب بهم العربُ المثلَ في التفرق والشتات.. بلدنا بخيراته وحكمة قائده وقِيمه وجماله وحُنوه وسخائه لا يُشبهه بلد في أي بقعة من بقاع الأرض.

2- لا تتفاجأ أبدا إذا ما تواصل معك شخص تعرفه معرفة سطحية أو لا تكاد تعرفه هذه الأيام أو وصلتك رسالة لم تسجل اسم مرسِلها في قائمة الأسماء بهاتفك فنحن على أبواب انتخابات أعضاء مجلس الشورى. في هذا التوقيت يشحذ المرشحون الهِمم و«الجيوب» و«الوعود» من أجل استمالة أكبر عدد ممكن من المصوتين.

تسقط من ذاكرة هؤلاء على مدى سنوات طويلة وعندما تقترب الانتخابات تقفز إليها بقدرة قادر

خاصة إذا كنت قادرا على إحداث أدنى تأثير فيمن حولك ثم تُعاود السقوط من الذاكرة مرة أُخرى حال فشله في الفوز بعضوية المجلس وربما تنتهي وتموت ويطوي ذكرك النسيان.

3- يروى أن جُحا وقف يوما عند ناصية أحد الشوارع وكان كلما أقبل رجل أخبره أن شخصا ما سيأتي ليوزع النقود على المارة، وما هي إلا مُدة قصيرة حتى امتلأ المكان بالناس فلما شاهد جُحا الموقف هالهُ عدد المُنتظرين فأخذ يحدِث نفسه قائلا: لماذا لا أذهب إلى هناك فأنال مما ينالون؟!

هذا مثال صريح لمن يكذب الكذبة ثم يصدقها بل ويعيشها حقيقة مُسلَّمًا بها رغم أن من حوله يعلمون جيدا أنه ليس كذلك.

تحضر في بالي دائمًا صورة الرجل محدود الإمكانات المالية والمعرفية الذي ينهب المال العام، ويستغل منصبه فيتحول بين ليلة وضحاها إلى شخص «مُلتزم»، ويُكثر من التصدق والقربات ظانا أن تلك الأعمال تعفيه من الذنب وتُنقِيه من الدنس.

4- بين ليلة وضحاها يخرج لنا شخص ما فيعلن أنه محاضر في «التنمية البشرية» متخصص في حل مشاكل الأفراد والمجتمع وإكساب المهارات الشخصية والقيادية فينشط في إلقاء المحاضرات وتنظيم البرامج المتخصصة والدورات.

بعد زمن قصير من الظهور يتحصل على دكتوراه «مضروبة» فيزداد عدد مُريديه ومن يبيعهم الوهم فتُتداول محاضراته ويدخل باب الشهرة من أوسع أبوابها حتى يغدو حضور جلساته حُلمًا وأي حُلم!. وجب أن تكون هناك قواعد مُنظِمة لمثل هذه البرامج والدورات.

آخر نقطة..

شئت أم أبيت ستظل عالقا بذاكرتي، خليلها، كلما مر طيف من حزن انبثق صوتك يبعث داخلي الأمل يبدد الكرب يمزق الألم، كلما نكأت جراحي المرارات أطللت كشمس دافئة تُعيد لهذا القلب سروره وارتياحه وبهجته.

عمر العبري كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الموت هامسًا في أُذنه: عِش

لم نعتد كثيرًا رؤية رجل أزِفت سنوات عمله وهو مُفعم بالحياة مُتفائل لا ينتظر اليوم الذي سيختفي فيه من الوجود حتى نحن الذين حوله نُصِرُ من حيث لا ندري على إسكات صوت الحياة داخله.. التعامل معه باعتباره شخصا «منتهي الصلاحية» لم يعد باستطاعته التعاطي مع المرحلة واستيعاب حراكها ومتطلباتها.

أما في بعض الثقافات فلا يعني ذلك أكثر من كونه اختتام مرحلة والانتقال إلى أُخرى برؤى ومفاهيم مختلفة وهنا يتجلى التباين والتناقض الشديدان في تفسير المفاهيم، ففي الوقت الذي نفهم فيه انتهاء حقبة العمل تلك بـ«الانحسار» و«التقهقر» و«انعدام الفاعلية» تمثل هناك بداية تجربة سماتها الحضور والتجدد وانبعاث النشاط.

انقضاء فترة العمل المُقيد للحرية يجب أن يعني إعلان فك الارتباط بكل التزام رسمي أو أعمال روتينية مكرورة.. توفر المزيد من الخيارات يدخل ضمنها محو ما التصق بالذاكرة من رواسب.. السفر والقراءة والرياضة والاستجمام ولقاء الأصدقاء الذين باعدت بينهم ظروف الحياة.. البحث عن الرزق المفتوحة أبوابه في أماكن لم نكن نعرفها وبيئات أكثر صحة وعدالة.

المرحلة التالية من الحياة فرصة سانحة للانطلاق ومعاودة إحياء الهوايات التي لم تسمح الانشغالات بممارستها.. دخول البرامج التي ديدنها تجديد وتطوير المعلومات.. هي كذلك التوقيت المناسب لبدء المشروعات المؤجلة أو إكمال ما لم تُمّكِن الظروف من إنجازه بسبب الالتزامات المتزاحمة.

مرحلة الانفكاك من كل ما هو مفروض علينا يمكن استثمارها في استعادة أرواحنا التي أرهقها التوتر والقلق وأضناها الاضطراب.. إصلاح علاقتنا التي ربما تضررت مع الله سبحانه وتعالى ومع من حولنا من الناس.. تقييم الماضي لأخذ العِبر والبحث عن السعادة والرضى عن النفس.

إنها الوسيلة المُجربة والناجعة لـ«نخل» أسماء حفظناها داخل قوائم هواتفنا وبريدنا الإلكتروني ومذكراتنا بسبب انتهاء المصالح والعودة لأنفسنا التي لوثتها العلاقات السامة والمناكفات.. النافذة المُشّرعة للحرية والعيش بهدوء والتحليق عاليا حيث تسكن النجوم حيث لا أسوار ولا حواجز لا عيون لا حُراس.

النقطة الأخيرة..

«الموت يهمس باستمرار في أُذني: عِش، فأنا في الطريق إليك».

سير أوليفر هولمز

مقالات مشابهة

  • 3 أعمال تبقى لك بعد الموت.. لا تُضيعها
  • بعد أحاديث عن عودتها.. الجزائر تؤكد طي صفحة الانضمام لـبريكس
  • "الموت لإسرائيل ولنتنياهو القاتل".. عشرات الإيرانيين يتظاهرون في طهران تنديدا باغتيال نصر الله
  • الموت هامسًا في أُذنه: عِش
  • أحاديث عن التاريخ.. مختلفاته!
  • بعد اعلان إستشهاد نصرالله.. ماذا شهدت بيروت؟ (فيديو)
  • حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا
  • ابحيص للجزيرة نت: كلما تصاعد العدوان على الأقصى تصاعد الدفاع عنه
  • يا عمك انت عملت الانقلاب مع برهان! انت الموت نساك الزمان وله شنو؟
  • صحيفة إسرائيلية تحذر: الهجوم البري على لبنان سيكون “فخ الموت” الذي أعده حزب الله