الجزيرة:
2024-07-05@22:41:07 GMT

الروح القتالية ودورها في الحرب الطويلة

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

الروح القتالية ودورها في الحرب الطويلة

من وسط الغبار الكثيف الذي خلفته صواريخ الإبادة الإسرائيلية يبدو وجه شاحب يقطر عرقا وغضبا، يحمل بين يديه جسد ابنته الذي انتشله من بين الأنقاض، ويصيح في وجه أول عدسة هاتف توثق مأساته "والله ما احنا منهزّين (لن تهزّونا)"، ثم يرفع يده بشارة النصر "والله ما غير ندخل تل أبيب (والله لندخلن تل أبيب)"، ثم يستدبر الكاميرا ويركض بحثا عن عربة تحمله إلى المشفى أو تحمل ابنته إلى المدفن.

طبيبة منهمكة في عملها في مشفى في غزة يصلها خبر استشهاد زوجها فتخرج بين الناس ترفع شارة النصر وهي تردد "زوجي استشهد يا جماعة، زوجي استشهد.. أشهد أن لا إله إلا الله"، ثم ينتهي مقطع الفيديو والطبيبة تسير بين الناس تبشرهم باستشهاد زوجها، وتتصبر بحبس دموعها.

أم محمد من غزة تتلقى اتصالا من صديقتها لتطمئن عليها وتثبّتها، فترسل إليها أم محمد مقطعين صوتيين بصوت تملؤه السكينة وتقول "أعرف أنك ترسلين لي لتصبريني وتثبّتيني، لكني أريد أن أقول لك شيئا: نحن من يريد أن يثبّت ويصبّر من هم خارج غزة، لأننا وصلنا.. وعقيدتنا ثبتت، وأرانا الله أشياء تثبتنا وتقوينا، اليوم كان القصف مريعا، لم أشهد في حياتي صوتا أشد وأشنع منه، لكني دعوت بأن يلقي الله أمنة من النعاس على أولادي، ووالله العظيم لم يستيقظ أحد منهم رغم أن المكان من حولنا يتساقط قطعا وشظايا، وتطغى الأصوات المخيفة ولكن لم يستيقظ أحد منهم".

ثم يأتي صوت انفجار حاد، وينقطع صوتها لتعود بتسجيل ثانٍ بعد فترة "آسفة، القصف شديد، آسفة أكثرت عليكم لكني أريد أن تفهموا هذا المعنى جيدا، لا أدري متى سأحدثكم مرة أخرى، لأن الوضع صار صعببًا، لكن افهموا عني، افهموا جيدا التاريخ يتغير، والتاريخ قد يكتبه الخونة، وسيزوّرون ما حصل، إذا لم يمكّن الله لنا والله أعلم، إن شاء الله ربنا بيمكّن لـ…"، ثم يدوي صوت انفجار أعنف من الأول.

الحرب الطويلة

منذ الأيام الأولى كان التوجه في إسرائيل ليكون الرد على المفاجأة القسامية بحرب طويلة المدى، فحسب تقارير إعلامية أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي أنه يستعد لدخول القطاع، وأن الحرب ستكون طويلة وغير مسبوقة.

وأمس صرح نتنياهو بأنه سيقتل "كل شخص ينتمي لحركة حماس"، وهو تصريح يحيل إلى عنصر رئيسي في الحروب الطويلة لا يتعلق بالاستعدادات المادية، بل بالروح القتالية والمعنوية التي تلعب دورا أساسيا خلال الحروب الطويلة.

فعلى مدى 16 عاما يعيش مدنيو غزة حصارا خانقا وقصفا موسميا مروعا، لكن روحهم المعنوية وصمودهم اللذين يظهران من خلال تصريحاتهم في أوقات المحنة مثيران للإعجاب.

كما أن ثبات المقاومة وصمود عناصرها أمام خلف خطوط العدو وتكبيده خسائر فادحة في المواجهات المباشرة يحيلنا إلى عنصر الروح القتالية وتأثيرها في هذه المعركة التي ترجح فيها كفة ميزان القوى لفائدة الجيش الإسرائيلي.

قصف إسرائيلي على الأحياء المدنية في غزة (وكالة الأناضول) طريق هوليود

يظهر المجند الإسرائيلي وهو يمسح خده الحليق في توتر، والصدمة ما زالت تحبس لسانه عن الحديث، فيشرد بنظره فيقول "حين سمعنا الصواريخ هربنا من الحفل الراقص إلى مواقف السيارات، لم أكن أفكر سوى في الهرب، جلست في مقعد السائق وطلبت من أصدقائي أن يوجهوني، سمعنا الصواريخ مرة أخرى، خرجت أنا وصديقتي من السيارة نركض في البرية، دوّى انفجار آخر، فرمينا أنفسنا على الأرض"، هذه شهادة المجند الإسرائيلي شاي وينستاين لقناة "آي بي سي نيوز" على اقتحام جنود القسام حفلة راقصة لجنود الاحتلال الإسرائيلي.

فعلى بعد كيلومترات في "غلاف غزة" عقد جنود الاحتلال حفلة غنائية في فترة لم يكن عليهم أن يرتدوا بدلاتهم العسكرية، فاستغلت وسائل الإعلام الغربي ذلك لتصور العملية على أنها هجوم على مدنيين.

تبدو صورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر صورة صُنِّعت بعناية في الإعلام الغربي، وتحصد "هوليود" ذروة هذه الصورة باستثمارها مجندات تعلمن مبادئ الفنون القتالية والتعامل مع الأسلحة، وصرن مؤهلات لنجومية أفلام الحركة، ولكن ما هي قوة "الروح القتالية" للجندي الإسرائيلي في مواجهته تحديات خطيرة بعيدا عن أجواء النجوم وأضواء الكاميرات؟

"يهيمن الإسرائيليون على مجال الدراسات النفسية الحربية"، يقول محمود أبو عادي الكاتب المتخصص في علمي النفس والاجتماع.

ويضيف أبو عادي "معظم الدراسات تتناول جيشهم بالدرجة الأولى، وهذا الاهتمام يعكس حاجة لدى إسرائيل، لأن العلوم الاجتماعية لا تتطور من فراغ".

وعن الحوافز المعنوية للجندي الإسرائيلي، يقول أبو عادي "إن الدراسات تشير إلى أن الجندي الإسرائيلي يعاني من مشكلة في التحفيز للقتال في لحظات الاشتباك، وهي الإرادة التي تحمله عادة على الاستمرار".

الغزيون يتقاسمون رغيف الخبز تحت القصف والحصار (وكالة الأناضول) انعدام حوافز

ويضيف "يقسِّم المختصون التحفيز إلى ثلاثة مستويات: حافز "ابتدائي" ينقل الشخص من مواطن عادي إلى مجند في الجيش، وحافز "مستدام" يحمله على الاستمرار في الجيش، وحافز "التحفيز للقتال" يؤثر على أدائه في أرض المعركة وفي لحظات الاشتباك، ويواجه الجيش الإسرائيلي إشكالية في التحفيز على مختلف مستوياته.

فعلى مستوى "الحافز الابتدائي" يواجه الجيش إشكالية التهرب من التجنيد العسكري، ففي يناير/كانون الثاني 2021 وقّع 60 إسرائيليا لم يبلغوا سن التجنيد بيانا أعلنوا فيه امتناعهم عن التجنيد في الجيش، وفي 13 أبريل/نيسان الماضي دعت منظمة العفو الدولية إسرائيل لإطلاق سراح يوفال داغ ذي العشرين ربيعا الذي اعتقل في سجن "نبي تسيدك" العسكري في تل أبيب، بسبب رفضه الالتحاق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية.

أما على مستوى حافز "الاستدامة" فإن نسبة التهرب من الخدمة آخذة بالازدياد بين الجنود، بحسب عدنان أبو عامر الأكاديمي والكاتب في الشأن الإسرائيلي الذي يقول في مقال بموقع الجزيرة نت "ارتفعت نسبة من لا يخدمون في الأعوام الـ40 الفائتة بشكل متسارع، وبينما بلغت عام 1980 قرابة 12% ارتفعت إلى 32% في 2020".

فلسطينية ترفع أكفها بالدعاء في أحد مخيمات اللجوء (الفرنسية) معضلة نفسية

وفي أواخر أيار/مايو الماضي أقامت لجنة الشؤون الخارجية والأمن تحت رئاسة عضو الكنيست يولي إدلشتاين اجتماعا لمعالجة زيادة عدد حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي، وذلك بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية.

وقد سُجلت خلال الأعوام الماضية حالات انتحار بمتوسط 40 حالة سنويا، وفقا لعميد "مديرية القوى العاملة" في جيش الاحتلال يورام كنافو، وفي عام 2022 أفادت آخر البيانات بأن 14 جنديا أنهوا حياتهم.

وتعكس توصيات الكنيست للجيش المعضلة النفسية التي يعانيها الجنود الإسرائيليون، ففي مطلع العام الجاري وجهت نائبة وزير المالية للشؤون الاجتماعية الإسرائيلية ميشال فالديغر رسالة إلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت تفيد بأن على الجيش أن يعطي أهمية قصوى للحصانة النفسية لجنوده.

كما طلبت عضوة الكنيست الممثلة لحزب الصهيونية الدينية من كبير مسؤولي الصحة النفسية في جيش الاحتلال الاجتماع من أجل بحث علاج الأزمات النفسية في الجيش، وطلبت من رئيس الأركان أن يجعل هذه القضية ذات أولوية عليا.

ولا تتوقف الإشكالات النفسية لدى الجنود المنتظمين في الخدمة فقط، وإنما تمتد لجنود الاحتياط، فنجد لها نمطا تصاعديا في كل مواجهة مسلحة، حيث وثقت وزارة الصحة الإسرائيلية في العام الذي أعقب عملية "سيف القدس" تسجيل 3569 زيارة واتصالا إلى مراكز الدعم النفسي، لطلب المساعدة في مدن سديروت وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة.

ويذكر التقرير السنوي لضحايا الصدمات في إسرائيل لعام 2022 -والذي قدم إلى الرئيس الإسرائيلي- أن هذا العام شهد زيادة كبيرة في عدد الاتصالات لتلقي الدعم لدى جمعية "ناتال"، وذلك على خلفية العمليتين العسكريتين اللتين وقعتا خلال تلك الفترة.

وتلقت خطوط الاتصال المخصصة للجمعية خلال عملية "الدرع والسهم" أكثر من 1300 مكالمة، ووفقا لبيانات الجمعية، كانت هناك زيادة بنسبة 340% في المكالمات تتزامن مع وقوع العمليات الفدائية التي تستهدف الداخل الإسرائيلي.

أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام لخص عقيدة المقاتل الفلسطيني في خمس كلمات (مواقع التواصل الاجتماعي)

في المقابل، تتلخص عقيدة مقاتل المقاومة الفلسطينية في خمس كلمات يختم بها أبو عبيدة بياناته، وهي "وإنه جهاد، نصر أو استشهاد"، وهو ما يعني أن المقاتل الفلسطيني متشبع بحوافز معنوية متصلة بالدين والعقيدة، وتنقسم حوافزه إلى تحقيق هدف دنيوي بتحرير أرضه، أو الموت في سبيل هذا الهدف فينال الشهادة.

وبناء عليه فحين يقرر الجيش الإسرائيلي الاجتياح البري لقطاع غزة فسيكون جنوده وجها لوجه مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية، وخلال المعركة ستكون الروح القتالية أحد أهم عناصر الحسم في المواجهة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الجیش

إقرأ أيضاً:

حزب الله يصعد من هجماته وفرصة مهمة بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة

قصف حزب الله الخميس مقار عسكرية إسرائيلية بوابل من الصواريخ والمسيّرات المفخّخة ردا على اغتيال أحد قادته، في خطوة تزيد المخاوف من اتساع التصعيد بينه وبين إسرائيل التي أرسلت من جهتها إلى الدوحة وفدا لاستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة.

وبعد أشهر من الجمود على صعيد المفاوضات الرامية لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، على إرسال وفد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس غداة إعلان الحركة أنّها تبادلت مع الوسطاء "أفكارا" جديدة لإنهاء الحرب.

"فرصة مهمة"

وفي واشنطن، اعتبر مسؤول أميركي كبير أن أمام إسرائيل وحماس "فرصة مهمة" للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.

وبالفعل فقد توجه رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، على رأس وفد إلى العاصمة القطرية، الخميس، لاستئناف المفاوضات.

وبحسب المسؤول الأميركي الكبير الذي لم يشأ كشف هويته للصحفيين فإن حماس طرحت مقترحات جديدة "أدت إلى تقدم العملية وقد تشكل القاعدة الضرورية لبلوغ اتفاق"، مع إقراره بأن "هذا لا يعني أن الاتفاق سيتم التوصل إليه خلال الأيام المقبلة"، لأنه "يبقى عمل كثير ينبغي القيام به حول بعض مراحل التطبيق".

وترى واشنطن أن التوصل الى اتفاق يؤدي إلى الإفراج عن الرهائن وإلى وقف لإطلاق النار في القطاع الذي دمرته الحرب، من شأنه أن يؤدي أيضاً الى تهدئة على الحدود مع لبنان حيث لا يزال الوضع متوتراً بشدّة.

وقال المسؤول الأميركي: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة.. أعتقد أن ذلك يوفّر فرصة فعلية لنزع فتيل التصعيد والتوصل إلى اتفاق دائم" أيضاً على جبهة لبنان، وفق ما نقلته فرانس برس.

وأعلن حزب الله، الخميس، أن عناصره وفي "إطار الردّ على الاعتداء والاغتيال الذي نفّذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور"، قصفوا "بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع"، خمسة مقار عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ وفي شمال إسرائيل. 

وأضاف أنّه شنّ "هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية"، على ثمانية مقار وقواعد عسكرية إسرائيلية في شمال اسرائيل وفي الجولان السوري المحتلّ. 

من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر إكس، الخميس، أن المقاتلات الإسرائيلية "أغارت.. في الساعات الماضية على بنية إرهابية لحزب الله في منطقة ميس الجبل ومبنى عسكري للحزب الارهابي في عيتا الشعب".

أغارت طائرات حربية في الساعات الماضية على بنية إرهابية لحزب الله في منطقة ميس الجبل ومبنى عسكري للحزب الارهابي في عيتا الشعب. pic.twitter.com/vgDxJT171X

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 4, 2024

وكان حزب الله تبنّى الأربعاء قصف مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بأكثر من 100 صاروخ رداً على مقتل القيادي محمد ناصر. 

وأكد الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله أطلق على إسرائيل والجولان السوري المحتلّ الذي ضمّته الدولة العبرية إلى أراضيها "حوالى مئتي مقذوف وأكثر من عشرين هدفاً جوياً".

وأسفر قصف حزب الله لشمال إسرائيل عن مقتل جندي إسرائيلي، بحسب مصدر عسكري في الدولة العبرية.

وأعلن الجيش أنّه قصف مواقع في جنوب لبنان أطلقت منها صواريخ، مؤكداً "اعتراض العديد من الصواريخ... واندلاع حرائق في عدد من المناطق في شمال إسرائيل". 

مخاوف

يزيد هذا القصف المخاوف من انجراف الوضع إلى حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.

والأربعاء، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "نحن قلقون جدا حيال التصعيد وتبادل القصف"، محذرا من الخطر المحدق بالمنطقة "برمتها إذا وجدنا أنفسنا وسط نزاع شامل".

وفي قطاع غزة الذي لا يزال يتعرض لقصف اسرائيلي، تتواصل المعارك في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، وفي رفح في جنوب قطاع غزة حيث أثار أمر إسرائيلي جديد بالإخلاء من منطقة تمتد شرق خان يونس مخاوف من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة جديدة. 

والخميس، قرر نتانياهو إرسال وفد للتفاوض في شأن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة غداة إعلان حماس أنّها "تبادلت أفكاراً" جديدة مع الوسطاء بهدف إنهاء الحرب.

وقال مكتب نتانياهو في بيان إن "رئيس الوزراء ابلغ الرئيس (الأميركي جو) بايدن قراره إرسال وفد لمواصلة التفاوض بهدف الإفراج عن الرهائن"، من دون أن يحدد المكان الذي ستتم فيه هذه المفاوضات.

وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إن رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم  بهدف التوصل لاتفاق يضع حداً" للحرب في غزة.

ورحّب بايدن خلال مكالمة هاتفية مع نتانياهو بقرار إرسال الوفد التفاوضي.

وقال البيت الابيض في بيان إنّ "الرئيس بايدن ورئيس الوزراء ناقشا الجهود القائمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار وكذلك للإفراج عن الرهائن"، مضيفاً أنّ الجانبين "بحثا الردّ الأخير لحماس" و"قد رحّب الرئيس بقرار رئيس الوزراء السماح لمفاوضيه بإجراء محادثات مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين بهدف إنجاز الاتفاق".

وجنوب القطاع، تتواصل منذ الإثنين حركة النزوح من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثاً عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك. 

وفي درجات حرارة خانقة، فرّ النازحون سيرا أو تكدّسوا في عربات وسط أنقاض خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في بداية أبريل، مخلّفا دماراً هائلا.

بالمجمل، يبلغ عدد النازحين من سكان قطاع غزة وفق الأمم المتحدة، 1,9 مليون شخص، أي 80 بالمئة من السكان.

وقالت أم مالك النجار: "غادرنا، لكن لا نعرف الى أين نذهب. الأمر صعب جدا. الطقس حار، ومعنا أطفال".

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأنّ نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل. 

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أمر الإخلاء الذي يشمل منطقة مساحتها 117 كيلومترا مربعا، أي ثلث قطاع غزة، هو "الأشمل منذ أكتوبر، عندما صدرت أوامر لسكان شمال غزة بالإخلاء" في الأيام الأولى من الحرب.

دمار وموت

وبدأ الجيش الاسرائيلي عملية برية في 7 مايو في مدينة رفح الحدودية مع مصر والتي كانت تضمّ مئات آلاف السكان والنازحين الذين اضطروا بمعظمهم للفرار.

وبعدما ساد اعتقاد أن معركة رفح ستكون المرحلة الأخيرة من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحماس، تجددت في الأسابيع الأخيرة المعارك في مناطق عدّة كان الجيش قد قال إنه سيطر عليها، لا سيّما في الشمال حيث بدأ عملية برية في 27 يونيو في حيّ الشجاعية في شرق مدينة غزة. 

وروت أم بشار الجمل (42 عاما) لوكالة فرانس برس أنّها غادرت الشجاعية قبل أيام بعد "أن أيقظنا هدير الدبابات. لقد دُمّرت بيوتنا".

وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة الخميس عن انتشال خمسة قتلى ونقل أكثر من 15 إصابة من مدرسة موسى بن نصير التي "استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الدرج" في مدينة غزة.

واندلعت الحرب في السابع أكتوبر بعد هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. 

ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، من بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي. 

على الإثر، تعهّد نتانياهو بالقضاء على حماس التي تولت السلطة في غزة في عام 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "إرهابية". 

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى مقتل 38011 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

مقالات مشابهة

  • رئيس المركز الفلسطيني للشؤون الاستراتيجية: نتنياهو يستغل الجيش والأمن للضغط على المتظاهرين الإسرائيليين
  • تنسيق بين حماس وحزب الله.. والاحتلال ينقل الحرب لمرحلة جديدة
  • ستشكل إضافة نوعية لقدراتنا القتالية.. عملاق صناعة الأسلحة الأمريكي يجهز صواريخ دفاعية جد متطورة للجيش المغربي
  • جيش الاحتلال ينتقل للمرحلة الثالثة من الحرب شمال غزة.. ماذا عن رفح؟
  • مسؤول كبير بجيش الاحتلال: مستعدون لقبول أي صفقة بأي ثمن
  • حزب الله يصعد من هجماته وفرصة مهمة بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة
  • أمل الثقافة ودورها
  • "استولت على ربع غزة".. تحقيق يكشف بدقة ما تفعله إسرائيل
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين (فيديو)
  • خبير عسكري: الاحتلال الإسرائيلي يمارس الحرب النفسية على اللبنانيين