الفنانة التشكيلية والباحثة آسيا الكعلي في ندوة بالجزائر حول"الرحلة والرحالة ما بين المشرق والمغرب":
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
سام برس
الفنانة التشكيلية والباحثة آسيا الكعلي في ندوة بالجزائر حول"الرحلة والرحالة ما بين المشرق والمغرب":
قدمت مداخلة علمية قيمة بعنوان"الارتحال في الفنون المرئية وإنشائية الانتقال قراءة في بعض التجارب التونسية المعاصرة".
شمس الدين العوني
ضمن مشاركاتها الفنية التشكيلية و الأكاديمية العلمية شاركت مؤخرا الفنانة و الباحثة آسيا الكعلي في الملتقى العلمي الدولي الذي أقيم بجامعة 20 اوت 1955 سكيكدة كلية الآداب واللغات بالجزائر مع مخبر التراث الأدبي الجزائري حول موضوع "الرحلة والرحالة ما بين المشرق والمغرب".
و في هذا السياق الفني الثقافي و الابداعي تم تكريمها لمشاركتها في أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر بولاية المنستير حيث أنجزت عددا من الأعمال الفنية لتعرض ضمن مختارات من مجموعة الاعمال الفنية للفنانين التونسيين المشاركين في أيام قرطاج للفن المعاصر 2023.
و قد عرضت الأعمال في المحطة الثانية للايام الجهوية مرحلة المنستير من 11الى 13 اوت بالمركب الثقافي بالمنستير. بحضور مديرة أيام قرطاج للفن المعاصر و المندزب الجهوي للشؤون الثقافية و أعضاء هيئة المهرجان و اطارات المنستير الثقافية و عدد من الفنانين التشكيليين و أحباء الفنون الجميلة. و انتظمت أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر بولاية المنستير خلال يوم الأحد 13/08/2023 بالمركب الثقافي بالمنستير حيث تابع الجمهور استعراضا للموضة و الفنون كما انتظمت ورشة للفن و الرسم و تم تدشين اللوحة الجدارية الفنية الجماعية في ساحة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير في اطار أيام قرطاج الجهوية للفن المعاصر تحت شعار " الفن طريق "...
و قبل ذلك بأسابيع و ضمن تألقها و اشعاعها و ضمن فعاليات الدورة الاخيرة لملتقى المبدعات العربيات بسوسة لسنة 2023 و في سياق الأنشطة المتعددة من ندوات و معارض و لقاءات بحضور باحثات و فنانات عربيات و منهن بالخصوص ضيفة الشرف الفنانة المصرية الكبيرة الهام شاهين تم تكريم الفنانة و الباحثة آسيا الكعلي حيث قدمت عددا من أعمالها الفنية ضمن معرض جماعي بمشاركة كل من الفنانات التشكيليات حيث كانت الدورة مجالا لعدد من المشاركات من دول عربية هي ليبيا والعراق ومصرو اليمن والمغرب و لبنان و سوريا و فلسطين...و قد كانت للفنانة التشكيلية آسيا الكعلي عدة لقاءات مع المشاركات و الصيوف و خاصة سلمى بكار و الهام شاهين حيث تقول "...مشاركتي في ملتقى المبدعات العربيات بسوسة حول أسئلة الجندر في إبداع المرأة العربية تميزت بعدد من اللقاءات و النقاشات مع المبدعات كما كانت اعمالي في معرض الفن التشكيلي للدورة الخامسة والعشرين مجال متابعة من جمهور و ضيفات الدورة و احباء الابداع و الفنون الجميلة...".والفنانة آسيا الكعلي تخيرت طرائق فنها وفق نهج مخصوص قائلة بالابداع و البحث و الامتاع و قد انطلقت في تجربتها الفنية في الرسم باستعمال القلم الفحمي وقلم الرصاص، بغاية و نشدان لصفات تشكيلية وجمالية معينة بلغة بصرية ثنائية الأبعاد، ولتمثيل مواضيع كالمجسمات والمنحوتات النصفية والأجساد والطبيعة الصامتة بمختلف أشكالها، و هو مسار له صلة بالذاكرة و فق المتحوّل بين الحقب الزمانية ...
هي سياقات جمالية انتهجتها الفنانة التشكيلية و الدكتورة آسيا الكعلي و عملت عليها في تجربتها المفتوحة بين البحث الأكاديمي و الرسم و التلوين..آسيا الكعلي فنانة تشكيلية وباحثة في مجال الفنون المرئية وخرّيجة المعهد العالي العالي للفنون الجميلة بتونس، متحصلة على الإجازة في الفنون التشكيلية (اختصاص رسم) وشهادة ختم الدراسات المعمقة اختصاص "علوم وتقنيات الفنون" بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس.و أستاذة بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة منذ سنة .2011 .وشاركت في العديد من المعارض الجماعية بتونس، المنستير، سوسة، القيروان، الكاف، المهدية.كما أنها شاركت في العديد من الملتقيات والندوات العلمية بسوسة والمنستير وتونس ونشرت لها العديد من المقالات في مجال الفنون المرئية المعاصرة. لها عديد المعارض الشخصية:معرض تشكيلي فردي بعنوان" تجليات" بدار الثقافة بقصر هلال مارس 2013،معرض تشكيلي فردي بعنوان "عود على بدء" بالمركب الثقافي محمد معروف بسوسة جانفي 2021. معرض تشكيلي شخصي بدارالثقافة القلعة الكبيرة مارس 2023. شاركت في الملتقى الدولي للمبدعات العربيات بسوسة بعنوان "الثالوث المحرم في إبداع المرأة العربية، في ماي 2022 .و شاركت في المنتدى الدولي للفنون البصرية تحت إشراف المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة وجامعة سوسة والجمعية الوطنية لتأطير الشباب من 21 إلى 26 سبتمبر 2022.و عن تجربتها تقول الفنانة آسيا "...
انطلقت في تجربتي مع فن الرسم باستعمال القلم الفحمي وقلم الرصاص، لخلق صفات تشكيلية وجمالية معينة بلغة بصرية ثنائية الأبعاد، ولتمثيل مواضيع كالمجسمات والمنحوتات النصفية والأجساد والطبيعة الصامتة بمختلف أشكالها، هذا المسار الذاكراتي المتحوّل من حقبة زمنية إلى أخرى انعكس في هذه التجربة التي عكست بدورها مرونة هذه التقنية وانفتاحها ومطاوعتها للتوجهات الجديدة في مجال الابداع الفني. وهي رسوم تنتقل بنا من مرحلة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر، لتشكل رؤية أو قراءة في ذهن القارئ، بل تنتقل لتحيك رؤية فنية تترجم وتألّف ما بداخلنا من أفكار وذكريات، هي ليست رسوم صامتة، بل فيها روح مني، وأسلوب يترجم أفكاري وطريقة تناولي للمواضيع. فذاكرتي مع الرسوم، في تصفحها، وتأمّلها مؤانسة وحنين وعود واستمتاع، فالماضي عود وإمتاع ومؤانسة في الحاضر..
الفنانة الباحثة ىسيا الكعلي و دآب مفتوح على الفن و المعارض و الورشات بكثير من السعي و الاجتهاد و الرغبة في الابتكار حيث تعد لمعرضها الفني الخاص بالعاصمة.
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: الفنانة التشکیلیة للفن المعاصر أیام قرطاج شارکت فی
إقرأ أيضاً:
المجتمع وفهم الفنّ
آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 11:05 صخضير الزيدي من المناسب القول إن الفنون الإنسانيَّة ذات صلة وارتباط مع المجتمعات، ولكن يبدو أن التخلف وتجارب الاستهلاك جعلت من الفنّ مهمشاً ومنسياً، بل لا يمكن أن نذكر له قيمة إلا ما ندر فما الذي طرأ على المجتمع ليوسع من استهلاكه لكل شيء بينما يتجاهل فهم رسالة الفنّ؟لا نجد تأثيراً للفن في واقعنا اليوم، هذا ما نلمسه عن كثب والأمر طبعا يمكن أن نعده انتكاسة خطيرة، ولكي نكون منصفين يمكن أن نستدل على سنوات سابقة كانت للفنون الإنسانيّة قيمة في محافل الحياة، فالرسم والمسرح والسينما بقيت أكثر حضوراً في مراحل الستينيات والسبعينيات ويومها كانت الأفكار السياسية والثورية متوهجة. وقدم الفنّ التشكيلي في مرحلة من تاريخنا المعاصر تصورات حقيقية لامست العاطفة والوجدان والذاكرة معا والتقى التشكيل مع المسرح والفوتوغراف والسينما في نقطة التقاء بانت فيها المعايير الجمالية على طبيعتها وتماسها المباشر مع الإنسان، بل لا يكاد تدخل مكانا إلا وهناك لمسات في التصميم والديكور والرواج للفن المباشر ومع هذا كله ثمة التقاء وأواصر قوية بين الفن والمجتمع، فهل يمكن إعادة ما تأسس ذات يوم وتبدد الآن؟ كل شيء وارد لو ترسخت مفاهيم الجمال وقيمها الفكرية أمام انظارنا ولكن تبدو المسألة اليوم أكثر بعداً عن هذا التصور فالحروب وطاقة الاستهلاك وعدم الترويج للفن وخيبة الظن به كمقوم ومحفز للتأثير الإنسانيّ، إضافة إلى الفوضى في فهم الغالب من فنون ما بعد الحداثة كلها أسباب تأخذ مكانتها ولكن ما الدور الذي يمكن أن يؤديه المثقف والسياسي والفنان لإحياء الفنون وعدها علامة فارقة في بنية المجتمعات. إن المبدأ الاساسي للفن المعاصر أن يثير الجمال ويرسخ الأفكار وتكون له احاطة بتراث الإنسانيّة والتعبير المستمر والمباشر عن ما يشعر به المرء جراء الانتكاسات المتلاحقة، فالذي يتحقق في الفنّ من طرح مواضيع حساسة لا بد من التذكير به، والتأكيد عليه وقد رأينا كيف وظف الفنانون الغرب انتكاسات الحروب التي عاشوا منذ مطلع القرن المنصرم، وحفز ذلك على أن تكون وقائع الحروب في الذاكرة مع اختلاف الكثير من الآراء التي قيلت وقتها والحقيقة المؤلمة التي نعيشها في وقتنا إننا لم نجد من توظيف الفن للكثير من المعطيات ذات الحساسية التي نتلمسها في الواقع اليومي والاجتماعي. وهذا يعد خيبة أمل لمن يعي أن للفن مكانته وتأثيره في أنفسنا والسؤال المطروح الآن هل يفي الفن بالغرض المطلوب امام هول صدمة الحروب والتهجير، وحتى الاقتتال الطائفي الذي حدث في مجتمعاتنا العربية، الفن رسالة حب وجمال وإخلاص فردي يتبناه الفنان ويود من خلاله أن يمثل شروط بقائه ورصانته وحتى وجوده بيننا، ولكن ما يحدث في المجتمعات شيء لا يمكن أن يرتبط مع الفنّ لغياب الذائقة وهوس الفرد بأشياء الكترونية وانشغاله بما يحفز على الاستهلاك أكثر من الانتاج بينما تقف الفنون الإنسانية عاجزة عن التعرض، لكل تلك الأخطاء التي نرتكبها حينما ننسى الجمال الحقيقي الذي يبده الفنّ من خلال اتقان الحرفة وأدواتها وبث جماليات العمل سواء كان رسما أو نحتاً أو سينما أو مسرحاً جاداً. ما الحل لكي نعي الفنّ ونطوره؟ في اعتقادي المتواضع أن الدرس الأكاديمي والدروس التعليمية وتزويد المتلقي عبر شاشات التلفزة بنقل وقائع المسرح والفنّ التشكيلي والفوتوغرافي وأحياء المعارض والنشاط المدرسي وبقاء فكرة الجمال راسخة في الجيل الجديد تبدي تأثيرا في نفوسنا، ولكي نتعرف على تمثيل كل ذلك لابد من متابعة يومية أو اسبوعية. واجد أن قدرة المعرفة ونقل صورتها بالشكل التام كفيل بإحياء فهم الفن مع التركيز على وصف الأفكار بواقعيتها، وبما أن قيمة المجتمعات المتحضرة يجيء من التقارب بين الفنّ والإنسان والمحاكاة اليومية المدروسة، وتوظيف قدرة الفرد على أحياء صور الجمال والتعاطي مع العمل بحساسية، ورؤية كل ذلك سبب في أن يكون المجتمع ملماً بالحفاظ على تراثه الفني.