جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@05:03:30 GMT

ثقافة المحتوى المحلي

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

ثقافة المحتوى المحلي

 

خلفان الطوقي

 

بدأت مساعي ثقافة المنتج أو المحتوى العُماني منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتطورت فعليًا منذ عام 2010، وأول من نجح فيها هي شركة تنمية نفط عُمان، ولعبت دور المرجعية أو المعيار (benchmark) للجهود التي تلتها، وبالرغم من الجهود الحثيثة السابقة منذ عام 2010 إلى عام 2020، إلّا أنها وجدت صعوبات عديدة، فيما ظهرت جهود نوعية منذ عام 2021 من خلال أمانة مجلس المناقصات، وبعدها بعام ونصف العام وتحديدًا مطلع العام الجاري 2023؛ إذ تبنى جهاز الاستثمار العماني مبادرات عدة، إلى جانب مبادرة تتبنَّاها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وغيرها من مبادرات تظهر أحيانًا وتخفت أيضًا!

وبالرغم من الجهود التي تقوم بها وتقودها أمانة مجلس المناقصات، إلّا أنَّ هناك لاعبين آخرين لا بُد لهم أن يدعموا ثقافة المنتج أو المحتوى المحلي؛ ففي هذه المقالة نحاول التطرق إليهم وذكر ما يمكن القيام به تجاه تعزيز هذه الثقافة التي يمكن لها أن تتطور يومًا بعد يوم، وأهم هذه الجهات:

الأمانة العامة لمجلس المناقصات: وهي الجهة التي تقود هذا المشروع الوطني، ويمكنها أن تعطي المنتج الوطني أولوية ووزنًا إضافيًا في شروط التناقص و"كراسة" المناقصات، ويمكن أن تُشرف على مراحل التنفيذ، وتطبيق المعايير التي تخص جزئية المحتوى المحلي.

وزارة المالية: من خلال دعم هذه المبادرة ماليًا وقت الحاجة، وتوجيه الوزارات والهيئات الحكومية بشكل مستمر نحو ضرورة استخدام المنتج المحلي في حالة توفر سلع أو خدمات محلية مشابهة. وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: من خلال مراقبة الطلب والعرض من خلال الحدود البرية والبحرية والجوية لبعض السلع المستوردة التي تسبب إغراقا في السوق المحلي في بعض الأحيان، وقد تسبب خسارة للشركات المحلية، ولابد من إقرار الحمائية اللازمة التي تحافظ على التوازن بين المنتجات المحلية والعالمية. وزارة الاقتصاد: من خلال نشر الوعي بكافة الأدوات بين الوزارات والهيئات الحكومية وموظفيها بثقافة المنتج المحلي، والاستمرارية في التوعية اللازمة. جهاز الاستثمار العماني: من خلال البرامج الأربع التي تم إقرارها بداية هذا العام، وربطها مع البرامج التي تنفذها أمانة مجلس المناقصات. الأجهزة العسكرية والأمنية: من خلال أعمالهم ومشاريعهم المباشرة، وتنسيق مبادراتهم المعنية بتعزيز المنتج المحلي مع أمانة مجلس المناقصات. وزارة الإعلام: عبر بث برامج توعوية عصرية تشجع على تنمية ثقافة المحتوى المحلي. شرطة عُمان السلطانية: كجهة جمركية تنفيذية تراقب دخول المنتجات من خلال المنافذ الحدودية المختلفة. غرفة تجارة وصناعة عُمان: من خلال المساهمة في نشر ثقافة المحتوى المحلي بكافة الطرق؛ سواءً التوعية المباشرة وحتى تمويل البرامج التي تقوم بها أمانة مجلس المناقصات. هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: عبر التعاون الوثيق فيما بينها وبين الأمانة، والتطوير المستمر فيما يخص هذا البرنامج. بنك التنمية العُماني: من خلال إعطاء الأولوية للشركات المحلية المستفيدة من تمويل البنك في دخول المناقصات الحكومية؛ لضمان دوران رأس المال داخل الاقتصاد الوطني. وزارة التنمية الاجتماعية: ويتمثل دورها في تشجيع الجمعيات والفرق الخيرية المُسجلة لأن تركز مشترياتها من المنتجات المحلية.

الخلاصة.. إنَّ برنامج المحتوى المحلي يتضمن العديد من الفوائد، لكنه يواجه- في الوقت نفسه- الكثير من التحديات، ما لم تشارك فيه جميع الجهات المذكورة أعلاه، وإن تطورت هذه المبادرة الوطنية المقترحة، فإنَّ نضجها لن يكون بالشكل المستهدف إلّا من خلال تكاتف الجميع.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محاضرة بجامعة السلطان قابوس تؤكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي

أكّد الدكتور جاسم المطوّع، خبير الاستشارات الأسرية والتربوية خلال المحاضرة التي أقيمت أمس بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي إلى أهمية الحوار العائلي ودوره في بناء أسرة ناجحة ومتماسكة.

وبيّنت المحاضرة التي حملت عنوان «أسرة مستقرّة في عالم متغيّر» أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي، وبناء علاقات أسرية ناجحة، إلى جانب تعزيز القيم والمبادئ الأسرية، مما يسهم في تحقيق استقرار أكبر وتماسك بين أفراد الأسرة.

كما تم التأكيد على أهمية قضاء وقت نوعي مع الأسرة بعيدًا عن المشتتات التكنولوجية والحياتية، مما يساعد في تعزيز الروابط الأسرية وقدرة الأسرة على تجاوز الأزمات بفعالية.

وركّز المحاضر على المقبلين على الزواج، من خلال استعراض بعض التجارب والقصص الواقعية التي تصل من مختلف الدول، وتطرق في محوره الأول بسؤال للجمهور «كيف تعرف أنك مستعد للزواج؟»، وذلك من خلال استعراض عدة معايير لذلك، كالرغبة والتهيئة النفسية والعاطفية، والمادة، بالإضافة إلى السكن وتحمل المسؤولية، والأهم من ذلك معيار القدرة على تجاوز التحديات وأخيرًا الثقافة الزوجية.

وأضاف: إن أغلب الزواج في الوقت الحالي لدى بعض البنات والشباب هو الهروب من البيت، مشيرًا إلى موضوع الخطوبة الناجحة والارتياح الشكلي والانسجام الفكري، بالإضافة إلى الميلان القلبي. وشدد في هذا المحور على «أنه ليس بالضرورة أن تتحقق النقاط السابقة كليًا». كما تناول نظريات الاختيار، من خلال عرض 16 نموذجًا تضمنت الدين والنسب والمال والجمال، التي تعد أشكالًا توضح رغبة كل شخص وميوله ومواصفات اختياره للطرف الآخر، وأكّد الدكتور على أن مواصفات اختيار الذكور تختلف عن مواصفات اختيار الإناث.

وتطرقت المحاضرة إلى محور فهم النفسيات بين الزوجين، وذلك من خلال الحديث عن عدة نقاط كأصل الخلق وإثبات الذات، مع التأكيد على أهمية الحوار الناجح والفعّال بين الزوجين وانعكاسه على استقرار الأسرة وسلامة الأبناء، كما ألقت المحاضرة الضوء على أهمية استثمار الطرق الفعّالة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الروابط الأسرية وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة.

واختتم الدكتور جاسم المطوع المحاضرة، بالإجابة على بعض أسئلة الجمهور التي تنوعت حول مواضيع الخلافات الزوجية وسبب العزوف أو التأخر عن الزواج، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك، وغيرها.

وقد ثمّن خميس بن حمود الوهيبي، اختصاصي ثقافة دينية أول بوزارة التربية والتعليم إقامة مثل هذه المحاضرات القيّمة التي تركز في محتواها على البناء الأسري القائم على حياة زوجية مستقرة في عصر متسارع، مشيرًا إلى أن المحاضرة كشفت عن الفهم الخاطئ في التعامل الأسري ومخاطره.

وقال الوهيبي: «يمكن تطبيق هذه المعرفة من خلال إعادة التفكير في التعامل الأسري القائم على الوعي بالمشاعر الزوجية والاحترام المتبادل، وتنمية روح الحوار داخل الأسرة». وأضاف: «من خلال هذه المحاضرة تبصرت عقولنا، حيث يبدأ بناء الأسرة منذ نعومة أظافر الأطفال وذلك بالحوار البنّاء مع الأبناء، والتعليم بالقدوة، والاهتمام باللقاء الأسري القائم على الحُب والتعاون، وتنظيم الحياة الأسرية وتوعية أفرادها في الجانب الديني والاجتماعي، واعتبار الأبناء مشروع أسر قادمة واجب تنميتها منذ الصغر».

جدير بالذكر أن هذه المحاضرة تأتي بتنظيم من وزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثّلة بمركز الإرشاد الطلابي تزامنًا مع يوم الأسرة الخليجية، الذي صادف 14 من سبتمبر. وحضرتها صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، وعدد من المهتمين والباحثين في المجال الأسري.

مقالات مشابهة

  • أمانة مجلس الوزراء: إيقاف بيع العقارات الحكومية لموظفيها غير دقيق
  • أمانة مجلس الوزراء تصدر توضيحاً بخصوص بيع العقارات الحكومية لموظفيها
  • بالأرقام.. إجمالي الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي خلال 24 ساعة
  • “وزارة الطاقة” تطلع “أشغال الشارقة” على تخطيط وتصميم المشاريع
  • شرطة رأس الخيمة تنظم ملتقى حول مفهوم ثقافة احترام القانون ودوره في حماية المجتمع من الجريمة
  • محاضرة بجامعة السلطان قابوس تؤكد أهمية تعزيز ثقافة الحوار العائلي
  • وزارة التعليم الفلسطينية: استشهاد 10888 طالباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
  • فرع وزارة “البيئة” بالمدينة المنورة يرصد مزادات تمور المدينة المنورة
  • أبوالنصر يشهد احتفالية قصر ثقافة أسيوط بذكرى المولد النبوي الشريف
  • بلدي البريمي يناقش المحتوى المحلي لمشروع سكة الحديد