ثقافة المحتوى المحلي
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
خلفان الطوقي
بدأت مساعي ثقافة المنتج أو المحتوى العُماني منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتطورت فعليًا منذ عام 2010، وأول من نجح فيها هي شركة تنمية نفط عُمان، ولعبت دور المرجعية أو المعيار (benchmark) للجهود التي تلتها، وبالرغم من الجهود الحثيثة السابقة منذ عام 2010 إلى عام 2020، إلّا أنها وجدت صعوبات عديدة، فيما ظهرت جهود نوعية منذ عام 2021 من خلال أمانة مجلس المناقصات، وبعدها بعام ونصف العام وتحديدًا مطلع العام الجاري 2023؛ إذ تبنى جهاز الاستثمار العماني مبادرات عدة، إلى جانب مبادرة تتبنَّاها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وغيرها من مبادرات تظهر أحيانًا وتخفت أيضًا!
وبالرغم من الجهود التي تقوم بها وتقودها أمانة مجلس المناقصات، إلّا أنَّ هناك لاعبين آخرين لا بُد لهم أن يدعموا ثقافة المنتج أو المحتوى المحلي؛ ففي هذه المقالة نحاول التطرق إليهم وذكر ما يمكن القيام به تجاه تعزيز هذه الثقافة التي يمكن لها أن تتطور يومًا بعد يوم، وأهم هذه الجهات:
الأمانة العامة لمجلس المناقصات: وهي الجهة التي تقود هذا المشروع الوطني، ويمكنها أن تعطي المنتج الوطني أولوية ووزنًا إضافيًا في شروط التناقص و"كراسة" المناقصات، ويمكن أن تُشرف على مراحل التنفيذ، وتطبيق المعايير التي تخص جزئية المحتوى المحلي.وزارة المالية: من خلال دعم هذه المبادرة ماليًا وقت الحاجة، وتوجيه الوزارات والهيئات الحكومية بشكل مستمر نحو ضرورة استخدام المنتج المحلي في حالة توفر سلع أو خدمات محلية مشابهة. وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: من خلال مراقبة الطلب والعرض من خلال الحدود البرية والبحرية والجوية لبعض السلع المستوردة التي تسبب إغراقا في السوق المحلي في بعض الأحيان، وقد تسبب خسارة للشركات المحلية، ولابد من إقرار الحمائية اللازمة التي تحافظ على التوازن بين المنتجات المحلية والعالمية. وزارة الاقتصاد: من خلال نشر الوعي بكافة الأدوات بين الوزارات والهيئات الحكومية وموظفيها بثقافة المنتج المحلي، والاستمرارية في التوعية اللازمة. جهاز الاستثمار العماني: من خلال البرامج الأربع التي تم إقرارها بداية هذا العام، وربطها مع البرامج التي تنفذها أمانة مجلس المناقصات. الأجهزة العسكرية والأمنية: من خلال أعمالهم ومشاريعهم المباشرة، وتنسيق مبادراتهم المعنية بتعزيز المنتج المحلي مع أمانة مجلس المناقصات. وزارة الإعلام: عبر بث برامج توعوية عصرية تشجع على تنمية ثقافة المحتوى المحلي. شرطة عُمان السلطانية: كجهة جمركية تنفيذية تراقب دخول المنتجات من خلال المنافذ الحدودية المختلفة. غرفة تجارة وصناعة عُمان: من خلال المساهمة في نشر ثقافة المحتوى المحلي بكافة الطرق؛ سواءً التوعية المباشرة وحتى تمويل البرامج التي تقوم بها أمانة مجلس المناقصات. هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: عبر التعاون الوثيق فيما بينها وبين الأمانة، والتطوير المستمر فيما يخص هذا البرنامج. بنك التنمية العُماني: من خلال إعطاء الأولوية للشركات المحلية المستفيدة من تمويل البنك في دخول المناقصات الحكومية؛ لضمان دوران رأس المال داخل الاقتصاد الوطني. وزارة التنمية الاجتماعية: ويتمثل دورها في تشجيع الجمعيات والفرق الخيرية المُسجلة لأن تركز مشترياتها من المنتجات المحلية.
الخلاصة.. إنَّ برنامج المحتوى المحلي يتضمن العديد من الفوائد، لكنه يواجه- في الوقت نفسه- الكثير من التحديات، ما لم تشارك فيه جميع الجهات المذكورة أعلاه، وإن تطورت هذه المبادرة الوطنية المقترحة، فإنَّ نضجها لن يكون بالشكل المستهدف إلّا من خلال تكاتف الجميع.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"قمة المليار" تطلق برنامجي "تدريب" و"إرشاد" لأصحاب الشركات الناشئة والأفراد
أعلنت قمة المليار متابع، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها على مستوى العالم، انطلاق برنامجي "تدريب" و"إرشاد" تنظمهما لأصحاب الشركات الناشئة والأفراد المشاركين في برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى"، الأول من نوعه عالمياً.
ويستهدف برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى" توفير التمويل والدعم المالي للشركات الناشئة والأفراد من أصحاب الأفكار الإبداعية في صناعة المحتوى لطرحها أمام لجنة تحكيم تضم نخبة من الخبراء وكبار المستثمرين والشركات التي تتولى رعاية الأفكار والاستثمار فيها.ويقدم البرنامج التدريبي خبراء ومتخصصون عالميون يمثلون نخبة من كبار المستثمرين ورؤساء كبرى شركات الاستشارات وتأسيس الأعمال والاستثمار في المنطقة. جلسات افتراضية ويأتي هذا البرنامج على شكل جلسات افتراضية مباشرة خلال ديسمبر "كانون الأول" الجاري وذلك لإعداد وتأهيل مؤسسي الشركات الناشئة المشاركة في برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى".
فيما يأتي البرنامج الإرشادي بموجب شراكة بين قمة المليار متابع و"بيوند كابيتال"، وهي شركة رأس مال استثماري تهدف إلى تعزيز بيئة ريادة الأعمال والاستثمار من خلال دعم شامل لرواد الأعمال ومديري الصناديق الاستثمارية والمستثمرين المبادرين.
وستقدم "بيوند كابيتال" هذا البرنامج خلال القمة، حيث ستخصص جلسات إرشادية وجهاً لوجه مع مؤسسي الشركات الناشئة وفرقها المتعددة.
وكانت "قمة المليار متابع" قد أعلنت في 26 نوفمبر "تشرين الثاني" الماضي عن شراكتها مع شركة "شروق"، إحدى أكبر شركات الاستثمار البديل في العالم العربي ومقرها أبوظبي، لدعم برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى"، بمبلغ 50 مليون درهم، موزعة على 30 مليون درهم كتمويل واستثمار مباشر من "شروق"، و20 مليون درهم دعماً من القمة. تجاوز التحديات وقالت عالية الحمادي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد إن برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى" التابع لقمة المليار متابع، يوفر منصة تساعد صناع المحتوى وأصحاب الشركات الناشئة على تحقيق أهدافهم وتجاوز التحديات التي تواجه مسيرتهم نحو عالم ريادة الأعمال.
وأكدت أن القمة تسعى من خلال شراكتها مع "بيوند كابيتال" إلى دعم رواد الأعمال وصناع المحتوى وإكسابهم المزيد من الخبرات بما يؤهلهم لدخول سوق صناعة المحتوى، ويرسخ رسالة القمة في تطوير الإعلام الرقمي ورفده بصناع محتوى مدربين وفق أعلى المعايير العالمية.
وأشارت إلى أن تنوع محاور برنامجي التدريب والإرشاد يسهم في دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال وصناع المحتوى لتقديم مشاريع قوية وجذابة في صناعة المحتوى ويساعدهم على إبراز الميزات التنافسية لمشاريعهم، بما يزرع الثقة لدى شركات الاستثمار والممولين. تحفيز الأنشطة ومن شأن البرنامجين التدريبي والإرشادي، أن يعملا على تحفيز أنشطة الاستثمار في المراحل المبكرة في الشركات الناشئة القائمة على المعرفة، ودعم مهارات صناع المحتوى ورواد الأعمال، ورفد خبراتهم بالمزيد من المعارف والمعلومات، وتعزيز استدامة أعمال الشركات الناشئة، من خلال تطوير حلول مبتكرة تضيف قيمة للمشروع وتحسن أداء رواد الأعمال وتساعدهم على مواجهة المخاطر المحتملة التي قد تواجه المشروع، وتمنحهم القدرة على التكيف مع المتغيرات في السوق، بالإضافة إلى بناء الثقة بين رواد الأعمال والمستثمرين، بما يمكنهم من الوصول إلى التمويل اللازم لتطوير مشاريعهم.
ويشمل البرنامج التدريبي 4 محاور أساسية تتمثل في: الاستراتيجية، والمنتجات، والنمو، والتمويل، ويتضمن كل محور محاضرتين، بواقع ساعة واحدة لكل محاضرة.