محلل مالي وجيوسياسي: حرب إسرائيل مع حماس تضر بالاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
حذر توم لونغو، المحلل المالي والجيوسياسي، من أن حرب إسرائيل مع حماس في قطاع غزة قد تضر بالاقتصاد العالمي إذا تصاعدت إلى صراع أوسع.
وتشير مؤشرات السوق إلى أن تأثير الصراع بين إسرائيل وحماس لا يزال تحت السيطرة حتى الآن، لكن الوضع قد يتغير إذا سارت عملية تل أبيب البرية في غزة بشكل خاطئ وتدخلت إيران.
وكان للهجوم المفاجئ الذي شنته حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني ومسلحون آخرون في غزة يوم السبت الماضي، فضلاً عن الضربات الانتقامية الإسرائيلية، أثراً سلبياً على اقتصادات المنطقة.
وخسر الشيكل، العملة الإسرائيلية، 3% مقابل الدولار الأمريكي، في حين انخفض مؤشر الأسهم القياسي في البلاد بنسبة 6.4% هذا الأسبوع. كما تضررت السندات التي أصدرتها الدول المجاورة لإسرائيل ـ لبنان، والأردن، ومصر ـ بشدة.
وقال توم لونغو، المحلل المالي والجيوسياسي، وفقا لـ وكالة 'سبوتنيك' الاخبارية الروسية: 'يبدو اقتصاد الحرب دائمًا جيدًا على المدى القصير مع ارتفاع أرقام الإنتاج، لكن ذلك على حساب الميزانية العمومية للحكومة'.
واضاف 'في اليوم التالي للهجوم، اضطرت إسرائيل إلى إنفاق جزء كبير من احتياطياتها من النقد الأجنبي للدفاع عن الشيكل. وسيستمر ذلك.
وتابع “سوف يتم تحويل أرقام الإنتاج المرتفعة، إلى جانب التضخم والاقتصاد الخاص، إلى المجهود الحربي إذا واصلت إسرائيل المضي قدمًا في التهديدات التي وجهوها حتى الآن”.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار النفط بسبب المخاوف من تصاعد الصراع. وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 5.41% إلى 90.65 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5.46% إلى 87.44 دولار للبرميل. ويشير المراقبون الدوليون إلى ثلاثة محركات محتملة لارتفاع أسعار النفط الخام: فرض عقوبات نفطية جديدة على إيران؛ طهران ترفع المخاطر على نقل النفط في مضيق هرمز؛ وتعليق التطبيع السعودي الإسرائيلي المحتمل، والذي كان من الممكن أن يؤدي، كما كان يأمل بعض الخبراء، إلى زيادة إنتاج المملكة من النفط.
وقال لونغو: 'إن التأثير المباشر لهذا الصراع [بين إسرائيل وحماس] كان بمثابة تحرك شبه كتابي في الأصول الأمريكية في جميع المجالات - الأسهم والسندات والدولار الأمريكي'.
'كانت الحركة في الأسهم متباينة. أنهى مؤشر ناسداك الأسبوع بنسبة أقل من 0.1%، في حين ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1.1%.
وهذا يدل على هروب رأس المال الأجنبي إلى الأسهم القيادية الأمريكية بدلاً من أسهم التكنولوجيا الأكثر مضاربة. جيد للابتكار حتى بعد توقف التصوير.'
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل وحماس اقتصاد الحرب اقتصاد العالم الجهاد الإسلامي الدولار الأمريكى
إقرأ أيضاً:
ملخص الأسواق.. العوامل الرئيسية المؤثرة على الأسواق المالية
شهدت الأسواق المالية خلال الأيام الماضية تقلبات حادة نتيجة مزيج من تقارير أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية والتطورات السياسية. يوم الجمعة، الموافق 15 نوفمبر 2024، سجلت الأسواق الأمريكية أكبر انخفاض لها منذ يوم الانتخابات. تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.2%، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.3%، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%. قادت أسهم التكنولوجيا هذا التراجع، حيث قام المستثمرون بإعادة تقييم مراكزهم وسط ارتفاع عوائد السندات ومخاوف من تغييرات تنظيمية محتملة.
في سوق السندات، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية، حيث صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى حوالي 4.45%. يعكس هذا الارتفاع استمرار المخاوف بشأن التضخم وتوقعات بتشديد السياسة النقدية، مما ألقى بثقله على الأسهم ذات النمو المرتفع، وخاصة في قطاع التكنولوجيا.
على الصعيد الاقتصادي، كانت البيانات مختلطة. أظهرت مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر مراجعات إيجابية، مما يشير إلى استمرار قوة إنفاق المستهلكين، وهو ما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا. ومع ذلك، يظل الاحتياطي الفيدرالي أمام تحدٍّ في إدارة التضخم دون التأثير على النمو. سجل مؤشر إمباير ستيت للصناعات التحويلية نموًا غير متوقع، مما يبرز التفاوتات الإقليمية في النشاط الاقتصادي. أما التضخم، فقد جاءت أرقام مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر متماشية مع التوقعات، لكن الضغوط التضخمية المستمرة لا تزال مصدر قلق رئيسي بالنسبة للمستثمرين وصناع السياسة.
شهدت أرباح الشركات خلال الأسبوع أداءً متفاوتًا. تأثرت أسهم التكنولوجيا بشكل خاص مع تسجيل شركات مثل ميتا بلاتفورمز وأريستا نيتووركس خسائر كبيرة. أدت المخاوف من ارتفاع العوائد وتقييمات الأسهم إلى إعادة تقييم المستثمرين لهذا القطاع. في المقابل، شهدت القطاعات الدفاعية مثل المرافق والعقارات مكاسب، حيث لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين. ويترقب المستثمرون بشدة تقرير أرباح إنفيديا هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن تسجل الشركة زيادة بنسبة 82% في الإيرادات على أساس سنوي، مدفوعة بالطلب الكبير على رقائق الذكاء الاصطناعي، وخاصة رقاقة Blackwell AI الجديدة. يتوقع المحللون أيضًا أن يرتفع صافي دخل الشركة بنسبة 89% ليصل إلى 17.4 مليار دولار، مما يجعلها مؤشرًا رئيسيًا لأداء قطاع التكنولوجيا.
على الصعيد السياسي، أثارت التعيينات الأخيرة للرئيس المنتخب دونالد ترامب ردود فعل متباينة في الأسواق. اختيار روبرت ف. كينيدي الابن لإدارة الصحة والخدمات الإنسانية، وإيلون ماسك لإدارة جديدة تركز على كفاءة الحكومة، أثار توقعات بإمكانية حدوث تغييرات كبيرة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطاقة، فضلًا عن القطاعات التي تعتمد على العقود الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، تستمر السياسات التجارية والمالية للإدارة القادمة في تشكيل توقعات المستثمرين، حيث تقدم هذه السياسات مزيجًا من الفرص والمخاطر.
مع دخول الأسبوع الجديد، يتطلع المستثمرون إلى عدة عوامل رئيسية ستؤثر على الأسواق. تظل تقارير الأرباح في مقدمة اهتمامات المستثمرين، حيث من المتوقع أن تحدد نتائج إنفيديا النغمة لقطاع التكنولوجيا بأكمله. إلى جانب ذلك، ستحظى البيانات الاقتصادية الإضافية، مثل ثقة المستهلك وسوق الإسكان، بتركيز كبير لتقييم صحة الاقتصاد.
وستكون قرارات الاحتياطي الفيدرالي وتعليقاته حول التضخم ذات أهمية قصوى، حيث ستؤثر بشكل كبير على أسواق السندات والأسهم. أخيرًا، ستظل التطورات السياسية قيد المتابعة، مع التركيز على السياسات الجديدة التي قد تؤثر على القطاعات الحيوية.
تستمر الأسواق في مرحلة دقيقة وحساسة. تقدم البيانات الاقتصادية المختلطة، وتقلبات أرباح الشركات، والتطورات السياسية تحديات وفرصًا للمستثمرين. في مثل هذه الأوقات، يُنصح بالمحافظة على تنويع المحفظة الاستثمارية والتحلّي بالمرونة في اتخاذ القرارات. وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يظل التركيز على الأساسيات طويلة الأجل هو المفتاح لتحقيق النجاح، حتى مع استمرار التقلبات قصيرة الأجل في التأثير على الأسواق.