جريدة الوطن:
2024-07-23@14:10:36 GMT

محاور : فلسطين .. أيقونة الصمود والمقاومة

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

محاور : فلسطين .. أيقونة الصمود والمقاومة

ما يحدث في فلسطين وفي قطاع غزة تحديدًا لا يمكن تجاهله أبدًا، كيف لأي عاقل ألا يلين قلبه وعواطفه مع إخواننا في هذا القطاع، الذي شكَّلَ أيقونة للصمود ببقائه ومقاومته الشريفة ضد المحتل وعدوانه الغاشم الذي لا يتوقف ويزداد شراسة وشرًّا ضدهم وهم عُزَّل ليس لهم سلاح إلَّا الصبر، وعدوّهم مدجج بكلِّ المعدات والأسلحة العسكرية، بل ويحظى بدعم عالمي يشرع له القتل والتدمير والتهجير والفصل العنصري وممارسة جميع أشكال العنف، وفي المقابل لا يجد أشقاؤنا في فلسطين إلَّا الخذلان والتجاهل للأسف الشديد.


معادلة غير منصفة استمرَّت لعقود طويلة ضد الشعب الفلسطيني المقاوم، وعلى الرغم من ذلك لم يمُت بل ظل يقاوم لأجل كرامته والدفاع عن مقدَّسات المسلمين وعن أرضه وشرفه، وعملية طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر والتي جاءت نتيجة للانتهاكات المتكررة من قبل العدوِّ والاقتحامات غير المبررة للمسجد الأقصى والتنكيل بالمصلين رجال ونساء شيوخًا وأطفالًا، تؤكد قوَّة هذا الشَّعب وصلابته وطموحه في استرداد كلِّ حقوقه المسلوبة، وقد جاء الرد من قبل المقاومة الفلسطينية الباسلة بهذه العملية التي فاجأتنا جميعًا وأثلجت صدورنا بنتائجها ونجاحها في إذلال جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي طالما تباهى بقوَّته الاستخباراتية والأمنية وعتاده الذي لا يقهر، إلَّا أنَّه اخترق بعزيمة الفلسطينيين وإرادتهم القوية.
وبعد الإذلال الذي تعرض له المحتل، جاءت ردة فعله كالعادة باستهداف المدنيين العُزَّل في قطاع غزة للضغط على المقاومة التي نجحت في أسْر الكثير من جنود الاحتلال، وهذا ديدن الاحتلال وأخلاقه الرديئة وخطته كما يزعم باستهداف مواقع المقاومة، حيث إنَّه وحسب وزارة الصحة الفلسطينية استشهد حتى الآن أكثر من 2200 نسبة كبيرة منهم أطفال ونساء، ليس هذا وحسب فقد وصلت دناءة الاحتلال بقطع الماء والكهرباء والخدمات العامة عن سكان غزة ضاربًا بالقوانين الدولية عرض الحائط، واستخدم الفسفور الأبيض المحرم دوليًّا في قصف المدنيين العُزّل، وتجاوزات صريحة واضحة وانتهاكات وجرائم حرب أمام العالم، العالم الذي خذل فلسطين ولم يكترث بمآسيها.
كعرب ومسلمين يجب أن نقف مع إخواننا بدعم المحتوى الذي يؤيد موقفهم المشرِّف وتكذيب الروايات الإسرائيلية المزيفة، فـ»إسرائيل» بارعة في صناعة الكذب ولكنَّنا واعون جدًّا لمحاولاتهم البائسة في تغييب القضية الفلسطينية ومدركون للحقيقة التي لن تضيعَ ـ بإذن الله ـ بأنَّ للفلسطينيين حقهم في العودة إلى أراضيهم المغتصبة وحقوقهم المنهوبة، كان الله في عون أشقائنا في غزة الصمود، غزة الإباء، غزة العزة، ونسأل الله أن ينصرهم ويثبت أقدامهم.. آمين يا رب العالمين.

عيسى بن سلام اليعقوبي
Issasallam@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ما هي الدوافع والأسباب الحقيقية وراء "حادثة الوادي الكبير"؟!

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي *

العالم من أقصاه إلى أقصاه يشعرُ بالامتعاض والصدمة من العمل الجنائي الذي استهدف المُصلين الأبرياء في مسجد الإمام علي -كرم الله وجهه- في الوادي الكبير بولاية مطرح، يوم الإثنين الماضي، لم يكن ذلك اليوم من الأيام العادية في تاريخ هذا البلد المُبارك الذي ينبذ التطرف والإرهاب بكل أشكاله، لم لا وعُمان واحة السلام والوئام والتسامح ليس على مستوى الإقليم الذي يشهد توترات وقلاقل بين وقت وآخر، بل على مستوى العالم قاطبة؟! فقد سجلت سلطنة عمان "صفر إرهاب" طوال العقود الماضية، بفضل من الله وإخلاص أبناء عمان وولائهم لله والوطن والسلطان، فلا يُوجد في سجل المنظمات الإرهابية عماني واحد على الإطلاق؛ بعكس بعض الدول التي كانت في حرب ضروس لحماية أبنائها من الانخراط في هذه العصابات المجرمة؛ بداية من القاعدة في عقد التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، ثم تنظيم داعش الإرهابي منذ العقد الأخير، إذ إنَّ هذه التنظيمات المُظلِمة زرعتها مخابرات أجنبية لاستهداف المسلمين وقتلهم بمجرد النطق بشهادة التوحيد؛ وكذلك الإساءة إلى الدين الحنيف مقابل الأموال تارة بالنسبة لقادة التنظيم، والتغرير بالشباب وغسل أدمغتهم باسم الجهاد المزيف في سبيل الشيطان تارة أخرى.

صحيح هذه المرة نجح أصحاب الفكر التكفيري الضال بالوصول إلى المتورطين الثلاثة في حادث الوادي الكبير وهم يحملون الجنسية العمانية؛ كأول سابقة يشهدها هذا الوطن المتصالح مع مختلف شرائحه وطبقاته الاجتماعية، وهم إخوة خسرهم المجتمع العُماني ووقعوا في براثن أعداء الحياة من المأجورين من خارج السلطنة، ونحن على ثقة تامة بأنَّ هذه الجريمة ستكون الأولى والأخيرة، وذلك ليقظة المُواطنين وإدراكهم لهذا المصاب الجلل وانعكاساته السلبية على سمعة السلطنة في الداخل والخارج؛ فعُمان أرض السلام والمحبة وليست غابة للذين اعتنقوا أفكارًا هدامة ومضللة من التنظيمات المخترقة والتي تدار من أعداء الأمة.

السؤال المطروح الآن: لماذ تم اختيار السلطنة لأول مرة لتكون مسرحًا وميدانًا لهذا العمل الجنائي المنبوذ من جميع أفراد المجتمع العماني؟

الإجابة عن هذا السؤال تتمحور في القرارات السيادية لهذا البلد العزيز الذي يقف شامخًا مع الحق والدفاع عن المظلومين؛ خاصة المواقف العمانية المشرفة من قضية فلسطين المحتلة والدعوة لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني على الجرائم التي اقترفوها في قطاع غزة كإبادة الأبرياء من النساء والأطفال، وكذلك رفض القيادة العمانية الاصطفاف مع الآخرين لصنع المؤامرات وإشعال الفتن بين الأشقاء والجيران، فلا توجد أطماع أو أجندة سرية في القاموس السياسي العماني. ولعلَّ نجاح عمان في إطفاء الحرائق والحروب في الإقليم، وتثمين معظم دول العالم حكمة القيادة العمانية في حل المشاكل، واحد من أهم الأسباب في اعتقادي لمثل هذه الأعمال التي يستنكرها ويدينها كل عماني شريف.

لقد أسَّس سلاطين عُمان الميامين بداية من السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- منذ فجر السبعين المبارك عند وضع الخطوط العريضة للدولة العصرية؛ ثم خليفته جلالة السلطان هيثم -يحفظه الله- الذي أسس النهضة العمانية المتجددة والذي أبهر القاصي والداني بعزيمته النادرة وشجاعته على بناء الدولة واستمرارية المشروع الوطني ووحدة المجتمع العماني تحت مظلة الوطن الواحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين، بل وطن واحد للجميع، يعيش في رحابه المجتمع العماني الأصيل الذي هو مضرب للمثل في التعايش السلمي والتسامح بين المدارس الإسلامية الثلاثة المعروفة بـ(السنة والأباضية والشيعة). لا شك أنَّ أهم مكسب للسلطنة طوال العقود الماضية نجاح المشروع الوطني الذي يُعتبر صمام الأمان للوحدة الوطنية بين مختلف أطياف هذا المجتمع المسالم والمحافظ على قيمه وأخلاقه، فقد درَّست في جامعة السلطان قابوس عقودًا طويلة وعملت أيضاً في وظيفة عميد شؤون الطلاب لعدد أكثر من 15 ألف طالب وطالبة في تلك الجامعة العريقة المنوط بها إعداد القيادات المستقبلية لهذا البلد؛ وذلك قبل أكثر من عقد من الزمن، ولم أعرف أو يخطر على بالي أو حتى جميع الطلبة في هذه الجامعة السؤال أو البحث عن أي من هذه المذاهب أو المدارس الإسلامية التي قد ينتمي إليها هؤلاء الطلبة، بل نعيش جميعًا في رحاب الإسلام الذي لا يعرف التفرقة بين أبنائه، فيجمعنا كتاب واحد هو القرآن الكريم وخاتم الأنبياء هو سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام؛ والولاء للقيادة العمانية التي يشهد لها العدو قبل الصديق بالحكمة والتسامح واحترام الإنسان أينما وُجِد في هذا العالم مع اختلاف الأجناس والقوميات في هذا العالم، إذ إنَّ عمان حكومة وشعبا يُشار لهما بالبنان في احترام الغير مهما اختلفت وجهات النظر والمقاصد بين المجتمعات والشعوب التي تتعامل مع هذا البلد الطيب الذي قال عنه رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك"، هذه هي أخلاق كل من عاش على هذه الأرض الطيبة التي لا تقبل بأي حال من الأحوال أن تزرع في تربتها النباتات الخبيثة والفتن والتحزب؛ نعم هذه هي عمان الشامخة التي فيها شعب يُضرب به المثل في كل نواحي الحياة، وعلى الرغم من ذلك لم تغفل القيادة الحكيمة في هذا البلد؛ بناء جيش ومنظومة أمنية قوية متطورة لتكون الملاذ الآمن والعين الساهرة لحماية التراب الوطني المقدس، والمكتسبات الاقتصادية والتنموية التي يفتخر فيها كل عماني، وقد ظهر ذلك جليا خلال الاشتباكات والمواجهات بين المهاجمين المعتدين على بيوت الله؛ والقوات العمانية بمختلف تشكيلاتها وشرطة عمان السلطانية لاحتوى الموقف وتطويق الجناة ومحاصرتهم والتقليل من الخسائر البشرية في هذا الحادث لمؤلم للجميع.

يجب التأكيد هنا على أنَّه لا يوجد بلد في هذا العالم محميٌّ وله حصانة من الأعمال الجنائية التي تشهدها بعض الدول العربية؛ بل وحتى كوكبنا الصغير،  فأصحاب النفوس الضعيفة والمغرر بهم يجنحون دائما إلى الأذى واستباحة نفوس الآمنين.

وفي الختام.. أسجل هنا ومن على هذا المنبر؛ أحر التعازي للعمانيين جميعا، وكذلك لأسرة شهيد الوطن الرقيب يوسف الندابي من شرطة عمان السلطانية الذي ضحى بنفسه في سبيل الله والذود عن حياض الوطن، ونتضرع إلى الله أن يسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصديقين، فهذا الاسم (يوسف) سوف يُكتب بأحرف من نور ويُخلَّد في ذاكرة التاريخ العماني المعاصر.

* أكاديمي وباحث مختص في الرأي  العام والاتصال

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مرة أخرى.. من يحرّم نقد المقاومة؟!
  • لماذا لا توافق المقاومة الفلسطينية على وقف الحرب في غزة؟
  • نجل حاخام.. الاحتلال يعلن مقتل أحد ضباطه خلال المعارك في غزة (صورة)
  • حركة النجباء العراقية تتوعد “إسرائيل” بالعقاب: وتيرة العمليات ستتوسع من اليمن والعراق لدعم إخواننا في فلسطين
  • جيش الاحتلال يقر بإصابة 8 عسكريين.. 6 منهم في معارك غزة
  • نداء من لاهاي: العدل الدولية تُطالب العالم بإنقاذ فلسطين
  • باحثة: الاحتلال الإسرائيلي إقتلاع جذور المقاومة الفلسطينية من الضفة الغربية
  • السفير حجازي: قرار "العدل الدولية" بعدم قانونية الاحتلال انتصاراً لشعب فلسطين
  • المتآمرون على فلسطين
  • ما هي الدوافع والأسباب الحقيقية وراء "حادثة الوادي الكبير"؟!