"لقد مر أسبوع على لحظة ولادتي من جديد".. كانت هذه الجملة التي اختارها الشاب الإسرائيلي، يوفال سيمانتوف، لوصف الأيام التي تلت نجاته من الهجوم الذي نفذه مقاتلو حركة حماس، السبت الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.

وبألم وحسرة كبيرتين، يستحضر سيمانتوف البالغ من العمر 23 عاما، مشاهد مما يعتبره "أصعب يوم في كل حياته"، بعد الهجوم الذي فاجأه رفقة مئات الشباب الآخرين خلال حضورهم مهرجان "نوفا الموسيقي" في منطقة زراعية جنوب إسرائيل، قائلا لموقع "الحرة": "مات صديقي ونزف حتى الموت، أما أنا فلا أعرف بعدُ كيف نجوت".

"شاهدنا أضواء بالسماء، توقف منسق الأغاني (DJ)، وحل مكان الموسيقى دوي صافرات الإنذار والرصاص، لنقرر الفرار.."، يسترسل الشاب الإسرائيلي في شهادته عن الحادث الذي سقط فيه حوالي 270 شخصا، قائلا: "أطلقت على السيارة مئات الرصاصات خلال محاولتنا الهروب.. وكأنها اللحظات التي تسبق الموت".

جنود إسرائيليون يروون تفاصيل اللحظات الأولى من هجوم حماس كشفت شهادات لجنود وحرس حدود إسرائيليين عن بعض تفاصيل اللحظات الأولى للهجوم الذي شنه مسلحون من حركة حماس على مناطق إسرائيلية السبت الماضي، بعد أن اخترقوا "الجدار الحديدي" الإسرائيلي حول قطاع غزة وفي مواقع متعددة. "الأكثر مأساوية"

من جهتها، تتحدث ميشيل بيريز، التي تقطن بمدينة أشدود (جنوب)، ومواطنون آخرون بمختلف أنحاء إسرائيل لموقع "الحرة" عن موقفهم من الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس بعد هجوم الحركة المباغت.

وتقول السيدة البالغة من العمر 41 عاما، إنها "حزينة جدا شأنها شأن جميع الإسرائيليين"، مضيفة أن الأسبوع الأخير "كان الأكثر مأساوية في حياتي.. منذ أن كنت طفلة واجهت الإرهاب بوجوهه القبيحة العديدة.. لكن صدمتي كانت كبيرة بعد أبشع مذبحة وحشية، استهدفتنا في يوم عطلتنا".

وردا على سؤال حول الحرب الدائرة حاليا مع حماس، تضيف ميشيل في حديثها للحرة: "أنا لست خائفة (..) سننهض وسنصبح أقوى".

وأطلقت حماس  المصنفة حركة إرهابية بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في السابع من أكتوبر ما أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر طائرات شراعية آلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل، ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا واختطفوا آخرين.

وخلال هذا الهجوم غير المسبوق، قتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن الذي اختطفتهم حركة حماس حوالى 150، وفقا لفرانس برس.

كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.

والسبت، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن ما لا يقل عن 2269 فلسطينيا قتلوا وأصيب 9814 جراء الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية.

تقول بيريز: "سئمنا وتعبنا من عقود من الإرهاب المستمر. نريد أن نعيش حياة طبيعية إذا لم يكن لدى سكان غزة الذين اختاروا حماس القوة أو الإرادة أو الشجاعة للتمرد والتخلص من الحركة، فعلينا أن نحرر أنفسنا وشعب غزة من حماس".

وأضافت: "لقد دفعت إسرائيل بالفعل ثمنا باهظا، لذا فإننا جميعا هنا متحدون على أننا هذه المرة لن نتوقف حتى نقضي عليها" في إشارة إلى حركة حماس.

"بين المنزل والمأوى"

وعن كيف تقضي أيامها في ظل "حالة الحرب" والتوترات الأخيرة، تقول بيريز: "نركض معظم اليوم بين المنزل والمأوى، أنا أعمل من المنزل الآن، وكل شيء مغلق.. لأن الوضع خطير. الصواريخ والإرهاب في كل مكان".

وتضيف "من الصعب علي التركيز في العمل نظرا لأن معظم عملائي يتواجدون في الخارج، لكننا نتلقّى الكثير من الدعم، ويفهم الناس أخيرا ما كنا نتعامل معه ونجتازه منذ عقود".

ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية على حدود غزة، قال نتانياهو في كلمة بثها التلفزيون "أعداؤنا بدأوا للتو في دفع الثمن. لا أستطيع الكشف عما سيحدث، لكنني أقول لكم إن هذه ليست سوى البداية".

من جانبه، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الجمعة، إسرائيل بـ"ارتكاب إبادة جماعية ضد أهلنا في قطاع غزة"، الذي قال إنه أصبح "منطقة منكوبة".

وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل لا يبرر تدمير قطاع غزة، مطالبة "بفترات توقف في المعارك".

وقود ينفد وأسر تكافح للنجاة.. كيف يواجه أهل غزة "ثنائية القصف والحصار"؟ على مدار الأيام الماضية شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية متواصلة على قطاع غزة، ردا على هجمات حركة حماس ضد بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، بجانب فرض حصار كامل تم فيه قطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء عن القطاع المحاصر بالفعل منذ سنوات طويلة. "حرب من أجل الوجود"

جوناثان الخوري، مواطن إسرائيلي في الـ31 من عمره، يقول من جهته، إن ما تعيشه إسرائيل اليوم "حرب من أجل وجودها"، معتبرا أن "الوجع والألم يبقى سيد الموقف بعد المجزرة الوحشية التي ارتكبتها حماس".

ويكشف الخوري أن "كل الإسرائيليين يتتبعون تطورات الحرب مترقبين ما سيحصل"، مشيرا إلى أن "من لم ينضم إلى صفوف القوى الأمنية في إطار الاحتياط، أخذ على عاتقه مهمة التجنّد في الحرب في مجالات أخرى".

وأضاف أن "كل مواطن اسرائيلي تحول إلى جندي على الجبهة سواء في كشف الحقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في الميدان من خلال جمع المساعدات والأغذية للجنود أو من خلال استقبال أهالي الجنوب".

من جانبها، تحدثت إيمان (اسم مستعار)، وهي مواطنة إسرائيلية من أصول عربية، عن قلقها من ارتدادات الأحداث الأخيرة على عرب إسرائيل، مشيرة "ما زلنا لا نعلم تداعيات ما حدث.. عند هدوء الأوضاع على الحدود وعودة الجنود والشعب لحياته الروتينية.. سنرى كيف سيتم التعامل معنا".

وتضيف إيمان في حديثها لموقع "الحرة": "كوني عربية لا يعني أن علي قبول أو الترحيب بما حدث، لأن ما ارتكبته حماس عمل بربري، وجريمة بكل ما للكلمة من معنى.. وعمل بشع نستنكر حدوثه وبشدة". 

وتشير إلى أن حماس عندما قررت الهجوم، كانت تعرف وتدرك أن رد الفعل الإسرائيلي سيكون قاسيا تجاه شعبه في غزة، ورغم ذلك نفذته، دون أي مراعاة لردود الفعل على ما أقدمت عليه".

وفي غزة، ينزح الآلاف من الفلسطينيين اتجاه جنوب القطاع بعد تحذيرات وتوجيهات إخلاء وجهها الجيش الإسرائيلي، ورفضتها حماس، وأكدت الأمم المتحدة أنها تشمل 1.1 مليون شخص وستكون لها تبعات "مدمّرة".

وتتصاعد الدعوات لفتح ممر إنساني في غزة حتى يتمكن المدنيون من الوصول إلى الإمدادات الأساسية مثل الماء والغذاء والوقود والأدوية، وسط تحذيرات من خبراء أممين من أن السكان معرضون لخطر المجاعة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب

قررت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عقب ساعات من انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وتل أبيب، وعرقلة الأخيرة الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

 

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان على "إكس": "مع انتهاء المرحلة الأولى من صفقة المختطفين، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط (مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ويتكوف لمواصلة المحادثات ـ الذي وافقت عليه إسرائيل ـ قرر رئيس الوزراء أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".

 

وأضاف المكتب: "لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح مختطفينا، وإذا استمرت حماس في رفضها فسيكون هناك عواقب أخرى"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

 

وفي تعليقها على البيان الإسرائيلي، قالت حماس إن قرار نتنياهو وقف المساعدات الإنسانية يعد "ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق".

 

ودعت الوسطاء والمجتمع الدولي إلى "التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".

 

وفي السياق، قالت القناة 14 الخاصة: "في نقاش عقد الليلة الماضية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تم اتخاذ قرار بوقف دخول الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، حتى إشعار آخر".

 

وأضافت أن القرار اتُخذ بالتنسيق مع الوسيط الأمريكيين، دون ذكر تفاصيل أكثر.

 

ولم يصدر على الفور من الوسطاء المصري والقطري والأمريكي تعليقات بشأن تلك الأنباء.

 

وتعليقا على قرار وقف المساعدات إلى غزة، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير، بالقرار، داعيا إلى ما سماه "فتح أبواب الجحيم" على القطاع الفلسطيني.

 

وقال بن غفير على "إكس": "أرحب بقرار وقف المساعدات الإنسانية إذا تم تنفيذه. لقد تم اتخاذ القرار أخيرا – أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا".

 

وتابع: "ينبغي أن تظل هذه السياسة سارية حتى عودة آخر مختطف. الآن هو الوقت المناسب لفتح أبواب الجحيم، وقطع الكهرباء والمياه، والعودة إلى الحرب".

 

ومضى بن غفير الذي استقال من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس: " الأهم من ذلك - عدم الاكتفاء بنصف المختطفين، بل العودة إلى مهلة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب - (بإطلاق سراح) جميع المختطفين على الفور وإلا فإن الجحيم سيُفتح على غزة".

 

وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار رسميا والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

 

وعرقل نتنياهو ذلك، إذ كان يريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.

 

فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

 

وليلة الأحد، قال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لخطة اقترحها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/ نيسان)"، فيما لم يصدر بعد عن ويتكوف أي إعلان رسمي عن هكذا خطة.

 

وبحسب البيان الإسرائيلي، سيتم بموجب الخطة، إطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين في غزة، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من الهدنة المقترحة.

 

وأضاف البيان: "وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار يجري الإفراج عن النصف الثاني من المحتجزين في غزة".

 

وتقدر تل أبيب وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (أحياء وأموات)، بحسب إعلام عبري، فيما لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.

 

وادعى المكتب أن "إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي بهدف استعادة رهائنها، لكن حماس لم تقبل به حتى الآن"، وفق تعبيره.

 

وأضاف أنه في حال عدّلت الحركة موقفها، ووافقت على خطة ويتكوف، فإن إسرائيل ستدخل فورًا في مفاوضات بشأن تفاصيل الخطة.

 

وصباح الأحد، قالت حماس إن بيان مكتب نتنياهو بشأن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق يعد "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه".

 

وأوضحت أن "مزاعم الاحتلال الإرهابي بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق".

 

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

 

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


مقالات مشابهة

  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يماطل حفاظا على حكومته والعودة للحرب ليست خيارا
  • نتنياهو يهدد باستئناف الحرب في غزة ومواصلة تدمير قوة حركة حماس
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • حركة حماس: عملية حيفا رد طبيعي على جرائم إسرائيل
  • 3 منهم في حالة خطرة.. إصابة 4 أشخاص في عملية طعن شمال كيان الاحتلال الإسرائيلي
  • مسؤولون إسرائيليون: تل أبيب توافق على المحادثات مع حماس بشرط واحد
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يعترف: تلقينا تحذير من هجوم حماس ليلة 7 أكتوبر لكن نتنياهو ظل نائما