قتل حارس مدرسة.. إحالة أوراق بائع متجول للمفتي لإعدامه شنقا
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
قررت محكمة جنايات المنصورة بمحافظة الدقهلية “الدائرة الخامسة”،اليوم السبت، إحالة أوراق بائع متجول لفضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في قرار إعدامه شنقا وذلك بعد اتهامه بقتل حارس مدرسة بقرية كفر ميت العز مركز ميت غمر أثناء تصديه لمحاولة سرقة حنفيات دورة مياه المدرسة وتحددت جلسة 16 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم.
صدر القرار برئاسة المستشار ممدوح عبد الدايم،رئيس الدائرة، وعضوية المستشارين محمد كمال الخولي، وأحمد على المشد، وتامر محمد مرسى، وسكرتارية رمضان السيد الدياسطى وعماد حمدى الجميل، فى القضية رقم ١٠٥٢٩ لسنة ٢٠٢٣ مركز ميت غمر والمقيدة برقم ١٠١٩ لسنة ٢٠٢٣ كلي جنوب المنصورة.
كان المستشار عبدالرحمن الشهاوي، المحامي العام لنيابة جنوب المنصورة، قد أحال "السيد.ح.م.ف"،محبوس، لأنه في يوم 23 /3/2023 بدائرة مركز ميت غمر – محافظة الدقهلية، قتل المجني عليه "سعد محمد سعد محمد"، عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على سرقة المدرسة محل عمل المجني عليه وإزهاق روح كل من يحاول ضبطه خشية عودته للسجن مرة أخرى، وأعد لذلك الغرض أداتين "جاكوش-ماسورة حديدية".
وثبت فى امر الاحالة ان المتهم إنه نفاذا لما انتوى اليه المتهم دلف إلى المدرسة بواسطة السور واستولى على المنقولات محل الاتهام الثاني ورؤيته للمجني عليه كمن له وترصد به وما ان ظفر به حتى أجهز عليه وكال له عدة ضربات بماسورة حديدية حتى خارت قواه وأطبق على عنقه بتلك الماسورة محدثا إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته.
وقد اقترنت تلك الجناية بجناية أخرى وهي إنه فى ذات المكان والزمان سرق المتهم الهاتف النقال المملوك للمجني عليه وكذلك المهمات " 7 حنفيات مياه، ماسورة حديدية، صنبور اطفاء حريق"، والمملوكة لمدرسة كفر ميت العز الابتدائية بميت غمر وكان ذلك بواسطة التسور حال كونة محرزا سلاح أبيض.
وقال ثناء على عبدالغفار،52 عاما، مقيم قرية كفر ميت العز، ومدير المدرسة بأنه أبلغ من الأهالي بإزهاق روح المجني عليه داخل المدرسة فانتقل رفقة الشهود وتبين سرقة بعض المحتويات الخاصة بالمدرسة.
وشهد المقدم رامي أبوشتية، رئيس مباحث مركز ميت غمر، في تحقيقات النيابة العامة بان تحرياته السرية دلته على ان المتهم تخصص فى إرتكاب جرائم السرقات متخذا منها وسيلة للكسب ويوم الواقعة اتجهت إرادته لارتكابها فبيت النية وعقد العزم على سرقة مدرسة كفر ميت العز الإبتدائية، محل عمل المجني عليه، وأعد لذلك الغرض "جاكوش" وتسور بداخلها وحال إتمام جريمته ترصد حركة المجني عليه وما ان اكتشف أمره حتى باغته بضربة بواسطة ماسورة حديدية محدثا إصابته ولاحقه بأن عاجله بعدة ضربات أخرى وأحكم على عنقه بواسطة الأداة إحرازه حتى خارت قواه وفارق الحياة وتمكن المتهم من الاستيلاء على المسروقات ولاذ بالفرار.
وثبت بتقرير الصفة التشريحية للمجني عليه إنه تبين وجود انسكابات دموية بيمين العنق مصحوب بكسر العظم اللامي وأن وفاته تعزي إلى اسفكسيا الخنق العنقي الجنائي باستخدام جسم صلب لمنع مرور الهواء إلى الجسم والضغط على الأوعية الدموية الرئيسية على جانبي العنق لإعاقة حركة وصول إمداد المخ بالدم مما تسبب فى هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية انتهت بالوفاة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية اليوم السبت محكمة جنايات محافظة الدقهلية مركز ميت غمر إطفاء حريق سرقة مدرسة تقرير الصفة التشريحية محكمة جنايات المنصورة جرائم السرقات مرکز میت غمر المجنی علیه
إقرأ أيضاً:
نوتردام دو بيتارام.. مدرسة كاثوليكية تهدد انتهاكاتها عرش رئيس الحكومة الفرنسية
مؤسسة تعليمية كاثوليكية خاصة، أسسها القديس "ميشيل غاريكويتس" (1798-1863) على ضفاف نهر "غاف دو بو" في مدينة "ليستيل بيتارام" جنوب غرب فرنسا. ومنذ تأسيسها عام 1837، حظيت بسمعة طيبة وشعبية كبيرة بين الأوساط الاجتماعية في منطقة البرانس الأطلسية.
استقطبت مدرسة نوتردام دو بيتارام بموجب ذلك العديد من أبناء العائلات الميسورة من داخل المدينة ومن خارجها، وكانت توفر المأوى لطلابها في قسم داخلي يخضع لنظام تربوي صارم، مما شجع الكثير من الآباء والأمهات وأولياء الأمور على إرسال أبنائهم للدراسة فيها رغبة منهم في تعديل سلوكهم وصقل شخصياتهم.
التاريخ والتأسيسبدأت قصة المدرسة يوم الاثنين 25 أبريل/نيسان 1825، مع وصول 3 راهبات -تقودهن جان إليزابيث بيشيي- إلى بلدة إيغون، فقررن الاستقرار في مزرعة وحولن أحد مبانيها إلى دير، وأسسن مجمعا باسم "بنات الصليب"، خصصن جزءا منه لما يشبه مدرسة صغيرة.
بعد أقل من أسبوعين من افتتاح الدير، استقبلت جان إليزابيث الكوكبة الأولى من تلامذتها في ظروف تفتقر لأدنى الوسائل الضرورية، حتى إنه لقلة المقاعد، كان بعضهم يجلسون على أحجار كبيرة يجلبونها من النهر.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1825، عيّن أسقف منطقة بايون "ميشيل غاريكويتس" قسا لبلدة بيتارام، وأثناء زياراته للبلدة، التقى الراهبات في ديرهن وأعجب بعملهن، فراودته رغبة في الاستفادة من تجربتهن وتأسيس مجمع مماثل للرجال في مدينة "ليستيل بيتارام".
ولم يتأت له تحقيق هذا المبتغى إلا في مطلع عام 1835 حين أسس مجمع "كهنة القلب المقدس ليسوع" في "ليستيل بيتارام"، الذي افتتح أبوابه رسميا عام 1837 وأصبح مدرسة دينية على نهج مجمع "بنات الصليب" في إيغون، وبدأ يستقبل التلاميذ الذكور، في حين تخصص مجمع "بنات الصليب" في تدريس الإناث.
على مدى عقود من الزمن حجزت المدرسة مكانا ضمن المؤسسات التعليمية الأكثر استقطابا، وامتد إشعاعها إلى مناطق أبعد، فصارت قبلة للطلاب من مختلف الفئات الاجتماعية، لا سيما أبناء الطبقات الميسورة.
إعلانذاع صيتها بعد أن أصبحت مدرسة مرجعية في التربية على التعاليم المسيحية الكاثوليكية، كما اشتهرت بالصرامة والانضباط في إدارتها التربوية، الأمر الذي جعل الكثير من الآباء يقصدونها لمساعدتهم في ضبط أبنائهم "المشاغبين" وتعديل سلوكهم.
بفضل سمعتها استقطبت المدرسة العديد من أبناء الشخصيات البارزة، وبينهم أبناء السياسي الفرنسي البارز فرانسوا بايرو، الذي تدرج في مناصب سياسية عدة منذ شبابه إلى أن عيّنه الرئيس إيمانويل ماكرون رئيسا للحكومة الفرنسية أواسط ديسمبر/كانون الأول 2024.
هزة عنيفةفي مايو/أيار 1996، تعرضت سمعة مدرسة "نوتردام دو بيتارام" إلى هزة عنيفة، كسرت تحت تأثيرها تلك "الصورة المشرقة" التي تميزت بها لعقود طويلة من الزمن، فقد فتحت السلطات تحقيقا بناء على شكوى من والد طالب في المدرسة يتهمها بـ"سوء المعاملة" وبـ"الاعتداء الجسدي الوحشي".
وتقول شكاية الوالد إن مدير المدرسة صفع ابنه -البالغ من العمر 14 عاما- صفعة أفقدته السمع بشكل جزئي (بنسبة 40%)، إلا أن نتيجة التحقيق اعتبرت الأمر "حادثا معزولا"، ولا يمكن اعتباره ممارسة ممنهجة، وأشار إلى وجود تباين بين الاتهامات الموجهة للمدرسة، وما تم رصده في الميدان طيلة أيام التحقيق.
وخلص تقرير التحقيق -الذي استمر 3 أيام متتالية- إلى أن "مدرسة نوتردام دو بيتارام ليست مؤسسة يتعرض فيها التلاميذ للمعاملة الوحشية".
ولم تنته الحكاية بصدور هذا التقرير الرسمي، بل أخذت القضية أبعادا أخرى وضعت سمعة المدرسة والمسؤولين على تدبيرها على المحك، ففي عام 1998، قدم العديد من الطلاب السابقين شكاوى رسمية ضد المؤسسة، متهمين إياها بـ"ممارسات وحشية واعتداءات جنسية".
تضمنت الشكاوى المقدمة اتهامات بالتعنيف البدني بالضرب المبرح، والتعنيف المعنوي عبر ما سمته "تعذيب الشرفة"، إذ كان يتم إجبار التلاميذ المعاقبين على البقاء بملابسهم الداخلية لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين في منتصف الشتاء على الشرفة المطلة على نهر "غاف دو بو"، كما أشارت إلى "ممارسات واعتداءات جنسية واغتصابات".
إعلانأحيلت تلك الشكاوى على القضاء، وفي الوقت نفسه اعتبر جزء من الرأي العام المحلي أن العنف وسيلة تربوية تعتمدها المدرسة بشكل شبه رسمي، وكان عدد مهم من الآباء على علم بالأمر ويقبلون به، بل ويرونه أسلوبا مجديا لتعديل سلوك أبنائهم "المنحرفين".
في أكتوبر/تشرين الأول 2023 قرر أحد الطلاب السابقين في المؤسسة يدعى "ألان إسكير" إنشاء مجموعة على منصة فيسبوك بعنوان (قدماء إعدادية وثانوية بيتارام)، بهدف "جمع كل الطلاب السابقين الذين عانوا من الإساءة في المؤسسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف توحيد كلمتهم وفضح الممارسات التي كانوا ضحايا لها"، وعلى الفور بدأت التقارير تتوالى عن "العنف والاعتداء الجنسي".
في يناير/كانون الثاني 2024 فتحت النيابة العامة في مدينة "بو" تحقيقا أوليا بناء على 20 شكوى من تلاميذ سابقين تتعلق بـ"أعمال عنف جسدي ومعنوي، واغتصاب واعتداء جنسي على قاصرين" داخل المؤسسة في فترة الثمانينيات من القرن العشرين.
في فبراير/شباط 2024، رفع طلاب سابقون 13 دعوى أخرى ضد مؤسسة "نوتردام دو بيتارام"، ضمنها 10 دعاوى بتهمة "الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي"، ومع تراكم الشكاوى تمت إقالة أحد المشرفين من منصبه في مدرسة الغصن الجميل -وهو الاسم الجديد للمدرسة منذ 2009- بعدما تردد اسمه في 8 شكاوى، وذلك يوم 14 فبراير/شباط 2024.
وفي 23 أبريل/نيسان 2024 تقدم مواطنون آخرون بشكاوى جديدة ضد المدرسة، ووصل العدد الإجمالي للشكاوى إلى 76، بينها 38 لها علاقة بـ"أفعال ذات طبيعة جنسية". وفي 9 يوليو/تموز 2024 وصل العدد الإجمالي إلى 102 شكاية، 50 منها تتعلق بـ"جرائم جنسية".
عودة بعد خفوتوفي 12 فبراير/شباط 2025، وبعد سنوات من الخفوت الإعلامي، عادت قضية مدرسة "نوتردام دو بيتارام" إلى الواجهة وشغلت الرأي العام في فرنسا، بعدما نشرت صحيفة "ميديا بارت" الإلكترونية وثائق وشهادات تشير إلى "وقوع حالات اغتصاب وعنف جنسي" ضد الطلاب داخل المدرسة في الفترة الممتدة ما بين سبعينيات القرن العشرين وعام 2010.
إعلانوردا على الوثائق المنشورة، نفى فرانسوا بايرو -الذي كان وزيرا للتعليم في الفترة ما بين 1993 و1997- علمه بوجود تلك الانتهاكات، إلا أن صحيفة "ميديا بارت" نشرت يوم 14 فبراير/شباط من العام نفسه وثائق جديدة قالت إنها "تثبت علمه بالانتهاكات التي كانت تشهدها المدرسة"، عندما كان وزيرا للتعليم.
وفجّرت هذه القضية سجالا سياسيا قويا في فرنسا، فنادت المعارضة باستقالة بايرو من منصب رئيس الحكومة، وأعلن هو بدوره عزمه مقاضاة الصحيفة بتهمة "التشهير"، مؤكدا أنه لم يكن يعلم شيئا عن تلك "الانتهاكات".
وتقول "ميديا بارت" إن بايرو تلقى 3 تنبيهات على الأقل، حول حالات العنف والاعتداءات الجنسية في المدرسة، لكنه لم يتخذ أي إجراء لحماية الطلاب.
إحدى الشهادات البارزة كانت من جان ماري ديلبوس، الذي يقول إن راهبا في المدرسة اغتصبه بين عامي 1957 و1961، ويضيف أنه أرسل رسالة إلى بايرو في مارس/آذار 2024 دون أن يتلقى أي رد.
خلفت هذه الوقائع ردود فعل سياسية قوية، إذ واجه بايرو انتقادات واسعة من المعارضة اليسارية، التي اتهمته بـ"التستر على هذه الجرائم لحماية المؤسسة الكاثوليكية". وكان من أبرز المنتقدين النائب عن حزب فرنسا الأبية بول فانييه، الذي اتهم بايرو بالصمت لمدة 20 عاما على الرغم من علمه بما يحدث داخل المدرسة.
كما أثارت هذه القضية غضبا واسعا بين الجمهور، وطالب العديد من الناشطين بمحاسبة المسؤولين وتقديمهم للعدالة، كما أنشأ بعض الطلاب السابقين في المدرسة جمعية لتقديم الدعم للضحايا.