مدافع ألمانيا: كرة القدم تمر بمرحلة خطيرة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
يرى روبن جوسينس مدافع منتخب ألمانيا، أن مستقبل كرة القدم في خطر، بسبب ما أسماه بتزايد التسويق التجاري، وتفضيله على الجانب الرياضي.
وقال جوسينس في مقابلة مع الصحيفة الصادرة عن دار نشر "ار اند دي" اليوم السبت لدى سؤاله عن إقامة كأس العالم 2030 في ست دول، انتظارا لوصول التصديق الرسمي، مع ترشح السعودية لاستضافة مونديال 2034 "كرة القدم بشكل عام في منعطف خطيرة للغاية في الوقت الراهن، وهي مسألة ليست بالضرورة صحية".
وأضاف "المزيد والمزيد من الأموال والاتفاقات التجارية، على المستوى الشخصي أريد أن تكون الرياضة في المقدمة وعدم انخراطها في الأعمال التجارية، ولكن لسوء الحظ، قد يتعين علينا قبول ذلك إلى حد ما".
وبالنظر إلى رواتب اللاعبين، أكد جوسينس لاعب يونيون برلين "في نهاية المطاف الأمر عرض وطلب".
وأشار "نحن في غاية الحظ لكوننا نمارس الرياضة الأشهر في العالم، وهو ما يعني الكثير من الأموال، وهو ما يؤثر أيضا على عقودنا، لكني لا أعتقد أنه ينبغي علي الاعتذار عن ذلك".
كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلن مؤخرا أن كأس العالم 2030 ستقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب مع إقامة مباراة واحدة في كل من دول أوروجواي والأرجنتين وباراجواي، الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، وذلك انتظارا للموافقة خلال الجمعية العمومية للاتحاد الدولي (كونجرس الفيفا).
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: منتخب ألمانيا روبن
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: اختراعان استعماريان باقيان
اختراعان إنجليزيان هما كرة القدم واللغة الإنجليزية ذاتها، وكلاهما عبر طريقه للعالمية واكتسحا الفضاء البشري، وكل شعوب العالم اندمجت مع كرة القدم ممارسةً وتعشقاً لدرجات عميقة تصل لحد تصورها قيمةً وطنية تحمل شعار الوطن وترمز لمعانيه وهوياته ومكانته العالمية، ويتساوى في ذلك الدول العظمى مع الدول الأخرى، وتتسابق الأمم لكسب كأس عالمية هي كأس العالم لكرة القدم، وهي حدث يتكرر كل أربع سنوات تتبارز الأمم على استضافته، وتدفع أموالاً طائلةً لتحظى بمزية حدوثه على أرضها، كما تتوجه عيون البشر كلهم وقلوب المتنافسين من الجماهير الذين تحولوا ليكونوا أشد من اللاعبين أنفسهم حماسةً وتطلعاً مع قوة الانفعال والتحفز في بضعة أسابيع تأتي مرة كل أربع سنوات، وتسبقها مباريات حاسمة ومدوية لتأهيل أي فريق ليصل براية وطنه ولونه الوطني، فيظهر على شاشات الفضاء العالمي بنشيده الوطني وشعاره المميز والمطعم بقلوب الجماهير، وسيترتب على أي فوز موجاتٌ هادرةٌ من المشاعر المتضاربة بين كاسب يتباهى بكسبه وخاسر يتحسر على عثرته، والأصل كله ظهور اللعبة في وقت ملائم لصناعة التأثير، ويجاري ذلك حدثٌ وقع قبل قرنين حين اختارت أميركا اللغة الإنجليزية لتكون لغتها الوطنية بعد الاستقلال عن بريطانيا، فاستقلت عن سلطة الإمبراطورية البريطانية، لكنها سلمت عقلها وذوقها ونظام تفكيرها للغة المستعمر التي أصبحت لغة الدولة في تلك الولايات التي اتحدت لتصنع دولةً عظمى تكتسح العالم من مغاربه لتسيطر على المشارق والمغارب بذوقها في الملبس والمأكل وفي اللغة التي لم تك لها، ولكنها استولت عليها وجعلتها لغةً عالمية، ولم يبقَ لمخترعيها الأول سوى اسمها (الإنجليزية)، أما قوتها ودافعيتها وإغرائيتها فأصبحت أميركيةً، وتبعاً لقوة أميركا نشأت قوة اللغة ذاتها، وأصبحت سلطةً معنويةً ذات هيمنة عقلية وبلاغية معاً، وظلت أجيال العالم تتسابق لتعلم هذه اللغة وتعشقها، ومن هنا ساد مخترعان إنجليزيان ليكونا أهم رمزيات المعنى البشري المعاصر. وهذا يشير إلى قدرة القيمة المعنوية لتفعل أضعاف ما تفعله الجيوش الجرارة في قدرة القوة الرمزية على السيطرة على العقول والأذواق بأسلوب ناعم يتسلل للنفوس والعقول، فيحتلها ويستعمرها بدافع ذاتي يتبدى طبيعياً ومقبولاً وسلمياً ونفعياً كذلك، مما مكن كلتا الرمزيتين من الانتشار والتوغل حتى لم يعد أحد يشعر بأنهما من منتوج قوة استعمارية سيئة السمعة كتاريخ، ولكنها تمكنت من صناعة أثرها وتغلغلها المعنوي ليبقى هذا الأثر، ولا يطالب أحد برحيله.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض