حرب "قاسية" تنتظر محاولة التوغل الإسرائيلي البري الجديدة، التي باتت "وشيكة"، ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة "حماس" قبل أسبوع، وسط تقديرات بأن القضاء على حركة المقاومة قد لا يكون ممكنا من دون احتلال مباشر للأرض.

هكذا يتناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية، وترجمه "الخليج الجديد"، والذي يرجخ أن تكون محاولة الغزو البري هذه المرة "أكبر وأطول وأشد عنفا" من المحاولتين السابقتين.

وخلال السنوات الـ18 التي تلت الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، غزت إسرائيل تلك المنطقة بقوتها وجبروتها مرتين، الأولى خلال عملية "الرصاص المصبوب" التي امتدت 15 يوماً من الاجتياح البري في يناير/كانون الثاني عام 2009.

أما الثانية، فكانت في عملية "الجرف الصامد" عام 2014، والتي أمضى فيها الجيش الإسرائيلي 19 يوماً في حرب برية.

وتتعرض غزة الآن لغارات جوية وقذائف المدفعية التي تشتمل على صواريخ يتم إطلاقها من البر والبحر، لكن القصف بات ينفذ على نطاق واسع وبقدر أقل من التروي أو التحذير المسبق مقارنة بما كان عليه الوضع خلال الحملات السابقة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن الجيش لم يعد يطبق أسلوب "القذائف التحذيرية" والتي يحذر من خلالها سلاح الجو من غارات جوية عبر البدء بإطلاق ضربات لا تضر أحداً تستهدف بناء معيناً، ولكن حتى الآن، قتل ما لا يقل عن ألفي فلسطيني، معظمهم مدنيون، حسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تعلن بدء عملية توغل بري في قطاع غزة

خيارات

وحالياً، يدرس القادة السياسيون في إسرائيل مجال الهجمة البرية الثالثة، وأول خيار أمامهم هو تنفيذ اجتياح سطحي كذلك الذي تم في عام 2014، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على الأراضي المتاخمة للحدود بهدف إغلاق الأنفاق التي تستخدم لتهريب الأغذية والمقاتلين والسلاح، إذ بقي الاجتياح عندئذ على تخوم المدن الرئيسية بهدف تجنب حرب المدن.

أما الخيار الثاني فهو خيار الاجتياح الأعمق بهدف احتلال مساحات أوسع من قطاع غزة، غير أن هذه المنطقة تتمتع بكثافة سكانية عالية، ويقطنها أكثر من مليوني نسمة.

كما قد يشتمل هذا الاجتياح اقتحام المدن، كما حدث في عام 2009، إلا أن هذين الخيارين غير كافيين بنظر الإسرائيليين، وذلك بسبب الكره الكبير الذي خلفته هجمات "حماس" في نفوس شريحة كبيرة من الإسرائيليين.

في مؤتمر صحفي، عقد صبيحة الثلاثاء الماضي، ذكر الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيكت، أن "مجال هذه العملية سيكون أكبر مما سبق وأشد ضراوة، أي إن العملية لن تكون نظيفة... لأننا سنعامل حماس بعدوانية شديدة للغاية".

كما تعهد القادة الإسرائيليون بضرورة تغيير هذا الأسلوب، بهدف تدمير "حماس" بدلاً من مجرد إضعافها كما حدث في السابق، إذ أعلن جلعاد إيردان، وهو المبعوث الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة أن "حقبة المنطق والتفكير مع هذه الاعتداءات الوحشية قد انتهت، وحان الوقت الآن لمسح البنية التحتية الإرهابية لحماس من الخريطة ولإبادتها كلياً، لئلا ترتكب فظائع كهذه مرة أخرى".

وبعد أن تناقلت قنوات الأخبار وقوع مجزرة مروعة في مستوطنة كفار عزة الواقعة جنوبي البلاد، ازداد المزاج العام حدة وعدوانية وتصلباً على موقفه تجاه ما يجري، كما ألمح بعض القادة لأسلوب العقاب الجماعي، إذ قال جنرال إسرائيلي: "لقد تحولت حماس لداعش وأضحى المدنيون في غزة يحتفلون بدلاً من أن يشعروا بالرعب... وسيجري التعامل مع الوحوش البشرية وفقاً لذلك".

اقرأ أيضاً

بدلا من الاجتياح البري.. إسرائيل تدرس نهج لينينغراد لتجويع حماس في غزة

جذور حماس

من جانبه، يقول دانيال بايمان من جامعة جورج تاون، إن حماس متجذرة بعمق في غزة، إذ أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الجمعيات الخيرية والمدارس والمساجد.

ويضيف: "من المستحيل فصل حماس عن غزة"، كما أن احتلال غزة من جديد أمر غير منطقي، فقد خرجت منها إسرائيل في عام 2005 بسبب الثمن الكبير الذي يترتب عليها دفعه في حال بقائها هناك.

أما في الضفة الغربية، فيرى بايمان أن إسرائيل تستغل السلطة الفلسطينية بما أنها منافسة لحماس لتصبح قوة مساعدة لها.

غير أن هذا الخيار ليس مطروحاً في غزة، كما أن الاستعانة بالجنود الإسرائيليين تعني نشر قسم كبير من الجيش هناك، وهذا سيؤدي إلى ظهور نقص في عدد الجنود الموجودين في الضفة الغربية التي تعاني من اضطرابات هي أيضاً.

ولهذا يعلق بايمان بالقول: "آخر شيء يريده السياسيون الإسرائيليون هو سقوط مستمر وتدريجي للضحايا الإسرائيليين في غزة، إذ سيحمل كل أسبوع في جعبته مزيداً من القتلى بين صفوف الجنود الإسرائيليين".

أما الخيار البديل، حسب "إيكونوميست"، فهو النسخة الموسعة من عملية "الرصاص المصبوب"، بيد أن الجيش الإسرائيلي لم يستعد لذلك بعد، إذ حشد عبر التعبئة العامة 360 ألف جندي احتياطي، أي العدد نفسه تقريباً الذي حشدته إسرائيل في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

اقرأ أيضاً

صحيفة عبرية: على نتنياهو تنفيذ صفقة تبادل أسرى فورية مع حماس والجهاد

نموذج الضفة

لكن غالبية هؤلاء الجنود ليسوا مدربين على القتال، بل سيعملون على دعم وحدات الاستخبارات وأسراب سلاح الجو والوحدات اللوجستية، ومن المرجح أن ينشر الجيش الإسرائيلي فرقتين مدرعتين وفرقة جوية أخف منهما، وكل منها ستكون مؤلفة من خمسة ألوية.

وبعض هذه القطعات تنتظر وصول دباباتها وغيرها من العربات المصفحة إلى مسرح العمليات المحيط بغزة، في حين تكبدت قطعات أخرى خسائر خلال الأيام الماضية، في أثناء قتالها مع "حماس".

وفي حال أصدر قادة إسرائيل أوامرهم بشن غزو واسع، فمن المرجح للواء أو اثنين من الألوية المدرعة المزودة بالدبابات أن تتقدم 6 كيلومترات غرباً لتصل إلى الساحل في شمالي أو جنوبي مدينة دير البلح، وذلك حتى تقسم غزة إلى قسمين.

كما قد يقوم لواءان أو 3 ألوية لا يتجاوز عدد رجالها بضعة ألوف، بالتركيز على القسم الشمالي الذي يشمل محيط مدينة غزة، في حين سيقوم لواء أو اثنان آخران بالتركيز على خانيونس أو رفح في الجنوب.

والهدف من كل ذلك، حسب "إيكونوميست"، هو استهداف "حماس" وحركة "الجهاد الإسلامي"، وهي جماعة مقاتلة أخرى مقربة من إيران، مع التركيز على القيادات والبنية التحتية التي يمكن أن تقصف من الجو، أو في المناطق التي يترتب على قصفها سقوط عدد كبير من المدنيين.

بيد أن لـ"حماس" أنفاقا في غزة تمتد مئات الكيلومترات، ولهذا ستصبح عملية تحديد مداخل تلك الأنفاق وقصفها أولوية بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: تحذيرات من إعدام جرحى فلسطينيين بمستشفيات إسرائيل

أما التحدي الأكبر فهو حرب المدن، لما يشوبها من فوضى واضطرابات.

ويشير التقرير إلى أنه في عام 2014، استعانت "حماس" بفرق هجوم صغيرة لكنها مدججة بالسلاح ومزودة برشاشات آلية، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات وقنابل يدوية، كما ارتدى بعض رجالها زي جنود الجيش الإسرائيلي في بعض الأحيان، وذلك لإيقاع قتلى حتى بين أفضل التشكيلات الإسرائيلية والمدرعة.

وينقل عن دراسة أجرتها مؤسسة "راند"، القول: "كانت المقاومة بارعة ضد القوات البرية الإسرائيلية، إذ تكيفت مع الظروف وعملت بشكل منظم، فكان الجنود على استعداد للدخول في قتال قريب مع القوات الإسرائيلية ولتنفيذ عمليات تسلل وكمائن بعزم وتصميم كبيرين".

وأمام ذلك، يلفت التقرير إلى أنه "لا بد أن تعتمد كثير من الأمور على ما تعلمته إسرائيل أو حماس من جولة القتال السابقة".

ويضيف: "الجيش الإسرائيلي سيتجرأ على الاجتياح بفضل خبرته السابقة في الضفة الغربية، إذ في يويو/تموز الماضي، اقتحمت كتيبتان صغيرتان مؤلفتان من ألف رجل مزودين بدبابات ومركبات قتالية مخصصة للمشاة، مدينة جنين لمدة 48 ساعة، فدمرتا العشرات من الأبنية التي يستخدمها المقاتلون، وقتلتا 12 فلسطينياً، أغلبهم مقاتلون، في حين خسر الجيش الإسرائيلي جنديين اثنين".

ويتابع: "إلا أن ما سيسهل مهمته في غزة، خسارة حماس لزهاء 1500 رجل خلال الاقتحام الذي نفذته، معظمهم من مقاتليها الأشاوس".

اقرأ أيضاً

الاجتياح البري بات محتوماً.. إسرائيل تتجهز للرد على طوفان الأقصى

وووفق التقرير، فإن الفضل في النجاح الذي حققته إسرائيل في جنين، يعود إلى التخطيط الدؤوب، وجودة الاستخبارات، والتحرك السريع، والتغطية المتواصلة للمسيرات.

قبل أن يضيف: "إلا أن ما حدث لا يمكن أن يتكرر في غزة، لأن التغطية هناك ستحتاج إلى عدد كبير من المسيرات، ولهذا قد يلجأ الجيش الإسرائيلي للعمل على مراحل، مع التركيز على بضعة أحياء في كل مرة".

ويتابع: "لا بد أن تلعب المسيرات دوراً مهماً في هذه الحملة بسبب تدمير حماس لعدد كبير من الكاميرات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بقواعد برية حول غزة خلال الغارة التي نفذتها، وهنا لا بد أن نتحدث عن مقتل الكولونيل روي ليفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو قائد الفرقة النخبوية التي تعرف باسم الشبح في الجيش الإسرائيلي، وهي فرقة استطلاع سرية ومتخصصة في العثور على الأهداف المخفية".

ويزيد التقرير: "لكن الاجتياح الكبير لابد أن تواجهه عقبات جمة، بصرف النظر عن التأخر في رص صفوف القوات، وذلك لأن الخسائر الإسرائيلية ستكون كبيرة، وهذا ما سيدفع الجيش الإسرائيلي للاستعانة بمزيد من القوة النارية".

وهنا يقول بايمان: "أعتقد أن الجيش الإسرائيلي مستعد لإيقاع عدد كبير من الضحايا، وذلك ليستعيد حالة الردع، وليحمي قواته أيضاً".

ويتعين على الجيش الإسرائيلي، أيضا، وفقا لبايمان، حراسة حدوده الشمالية خشية انضمام حزب الله إلى القتال، ولهذا أخليت المدن الواقعة في الشمال من سكانها.

وفي ساعة متأخرة من 10 أكتوبر/تشرين الأول، ردت إسرائيل بنيران مدفعيتها على غارات أطلقت من سوريا.

اقرأ أيضاً

فخ استراتيجي وجيش غير مؤهل.. تحذيرات لإسرائيل من اجتياح غزة بريا

ملف الرهائن

ووفق التقرير، تبقى عقبة أخرى تتمثل بوجود نحو 100 رهينة إسرائيلية وأجنبية في غزة.

وسبق أن هددت حماس بإعدام رهينة مقابل أي غارة إسرائيلية تستهدف بيوت المدنيين، ولهذا دعا بتسلئيل سموتريش وهو وزير المالية الإسرائيلي من اليمين المتطرف، الجيش الإسرائيلي لعدم أخذ قضية الأسرى بعين الاعتبار كثيراً.

ثم إن الجيش الإسرائيلي سيستعين بالقوات الخاصة ليعثر على الرهائن، ولينقذهم إن أمكن، ولكن من المرجح أن تعمل "حماس" على توزيعهم ضمن منطقة واسعة، حتى تحت الأرض.

وسبق أن عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن، على إسرائيل مساعدة ودعماً كبيرين، وتعهد بتقديم الدعم العسكري، وقد أرسل بعضاً منه بالفعل، ومنها ذخائر موجهة بدقة وأجهزة اعتراض لدعم منظومة الدفاع الصاروخي في قبتها الحديدية، والتي لا بد أن تحتاج إلى الكثير في حال امتداد الحرب لفترة طويلة.

في نهاية الأمر، فقد ألقى قادة إسرائيل أنفسهم بين خطاب متشدد عالي النبرة يهدف إلى القضاء على حماس، وبين عدم منطقية فكرة احتلال غزة من جديد، إذ من المرجح لقيادات حماس ونسبة كبيرة من مقاتليها أن يخرجوا من مخابئهم ليستعيدوا السيطرة على القطاع بمجرد أن تجتاحه إسرائيل.

ويختتم القترير بالقول: "حتى لو نجحت إسرائيل في تدمير هذه الجماعة، من غير الواضح لمن ستلتفت إسرائيل لتعهد إليه بإدارة هذه المنطقة".

اقرأ أيضاً

أدرعي: إسرائيل تطبق حصارا محكما على غزة وخيار العملية البرية وارد بقوة

المصدر | إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى فلسطين غزة إسرائيل توغل بري الجیش الإسرائیلی عدد کبیر من إسرائیل فی من المرجح اقرأ أیضا لا بد أن فی عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر

القدس المحتلة- صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعند الساعة 5:34، وردت رسالة صوتية على شبكة الاتصالات العسكرية وفرق الحراسة بمستوطنات "غلاف غزة"، بعث بها سماغد كيسوفيم نائب قائد الكتيبة 51 في لواء "غولاني"، يطمئن السكان اليهود في المنطقة، وأعلن أن القوات رفعت حالة التأهب والاستنفار وفقا للأوامر المتبعة وتقييم الوضع.

وعكست الرسالة الفشل الذريع في منع معركة "طوفان الأقصى"، حيث اتضح أن جميع قوات العسكرية وبضمنها "فرقة غزة" كانت غافلة تماما عن خطط حماس للهجوم، وفق صحيفة "هآرتس" التي استعرضت أبرز محاور الفشل والإخفاق في انهيار القيادة العسكرية وسقوط كيبوتس "نير عوز" بأيدي المقاومين الفلسطينيين أكثر من 6 ساعات.

وتشير كلمات كيسوفيم عبر شبكة الاتصالات، حسب يانيف كوبوفيتش مراسل الشؤون العسكرية بـ"هآرتس"، إلى أنه والقوات الأخرى في القطاع لم يكونوا يعلمون أنه في غضون 55 دقيقة سيتسلل آلاف المقاومين الفلسطينيين إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

مشاهد وثقها صحفيون دخلوا مستوطنات غلاف غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول (الجزيرة) سقوط "نير عوز"

وعند الساعة 06:49 دخل أوائل المقاومين إلى الكيبوتس من البوابة الشمالية، ومن ثم من بوابة "كيرم" والبوابة الجنوبية، وبداية دخل 100-130 مقاتلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي الذروة 300-500 مقاتل من منظمات مختلفة، وبعد دقائق، بدأ أول اشتباك وتبادل لإطلاق النار، في "نير عوز"، المعزول عن القوات الإسرائيلية.

واستمر تبادل إطلاق النار بين عناصر فرقة الحراسة وقوات النخبة (من المقاومين) أكثر من ساعتين، وبعدها سقط الكيبوتس بأيدي المقاومين، وعند الساعة 09:22، وصلت، لأول مرة، مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وهاجمت جنوب المحور المؤدي من قطاع غزة إلى الكيبوتس، حيث تم تجمع عشرات المقاومين.

ووفق "هآرتس" لم يعلم الجيش الإسرائيلي بسقوط "نير عوز"، حيث طُلب من المروحية عبر الاتصال اللاسلكي إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية، لكنها وبفعل تحليقها المنخفض أصابها المقاومون بنيرانهم عند مشارف الكيبوتس، وهبطت اضطراريا.

إعلان

ومع استمرار المعارك عند تخوم "نير عوز"، كانت هناك 4 طلعات جوية أخرى لطائرات الهليكوبتر الحربية الإسرائيلية، التي أطلقت النار على المنطقة وأصابت عددا من المقاومين، وقتل أيضا عدد من سكان الكيبوتس المحتجزين.

وتتابع الصحيفة الإسرائيلية أن الأمر لم يقتصر على مهاجمة محور ومنطقة الكيبوتس، فعند 09:45، وردت تقارير عبر شبكة الاتصالات، ومجموعة قادة المجلس الإقليمي "إشكول"، حول إحراق منازل في "نير عوز"، وبعد دقائق، وصلت دبابة إلى بوابة الكيبوتس وأبلغت عن وجود مقاومين عند المدخل، قبل أن يتمكنوا من تفجيرها.

ووصلت قوات الاحتلال إلى المكان عند الساعة 13:10، بعد حوالي 40 دقيقة من آخر تحديد لهوية مقاتلي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لكنها لم تعثر على أي منهم، وفي المساء، انضمت قوات أخرى لعمليات التفتيش والإنقاذ.

هرتسي هاليفي رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي أقر بإخفاق الجيش في السابع من أكتوبر/تشرين الأول (الجيش الإسرائيلي) "فشل ضمن فشل"

وتقول "هآرتس" إن المقاومين الفلسطينيين اشتبكوا أكثر من 6 ساعات مع عناصر فرقة الحراسة وقتلوهم وأسروا نحو ربع السكان، ولم يدخل خلال تلك الساعات أي جندي إلى الكيبوتس، ولم يكن الجيش الإسرائيلي يعلم بما يحدث هناك.

كما لم تقع أي معركة في "نير عوز"، الذي تلقى الضربة الأكثر إيلاما وصدمة، و"كان هذا فشلا، ضمن فشل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)"، حسب اعتراف هرتسي هاليفي رئيس الأركان المنتهية ولايته، خلال عرض نتائج التحقيق العسكري في الهجوم المفاجئ، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأظهرت نتائج التحقيقات في الهجوم المفاجئ على "نير عوز"، أن جيش الاحتلال فشل بالوصول إلى الكيبوتس، الذي كان يوجد فيه يوم الهجوم 386 شخصا، وقتل خلال الاشتباكات41 من المستوطنين العسكريين والمدنيين، وأُسر 76 آخرين، لا يزال 14 منهم محتجزين لدى حماس.

إعلان

انهيار

ووفق تحقيقات استعرضها يوآف زيتون مراسل الشؤون العسكرية لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن القيادة الأمنية الإسرائيلية انهارت بالكامل وفقدت السيطرة، وإن القوات العسكرية في "نير عوز" لم تأت لحماية المستوطنين الذين طلبوا مساعدتها بكل الوسائل المتاحة، لكنهم تركوا وحدهم لمواجهة هجوم قوات النخبة.

ونقل زيتون عن فريق التحقيق، قوله إن "فشل الجيش الإسرائيلي في عدم الوصول إلى نير عوز ليس تكتيكيا أو أخلاقيا، بل هو منهجي، حيث لم تفهم القيادات العسكرية أن الوضع كان صعبا، ولم تعط الأولوية لإرسال القوات إلى هناك على حساب أماكن أخرى".

وذكر الفريق أن "انهيار أنظمة القيادة والسيطرة، وخاصة في لواء وفرقة غزة، عامل رئيسي في فشل بناء صورة وتقييم حقيقي للوضع، وكان متوقعا أن تسعى هيئة الأركان العامة لاستخلاص صورة وضع حقيقية، وعدم الاعتماد فقط على التقارير الاستخباراتية التي اتضح أنها كانت غير صحيحة ومضللة".

الانهيار الأمني السريع بمستوطنات غلاف غزة كافة وقواعدها العسكرية لم يكن متوقعا (مواقع التواصل)

وحاول فريق التحقيق الإجابة عن 4 أسئلة رئيسية في التحقيق بالفشل والإخفاق الممنهج خلال الهجوم؛ ما هو تسلسل الأحداث؟ ولماذا وصل هذا العدد الكبير من المقاومين إلى نير عوز؟ ولماذا فشلت الكتيبة في القطاع بإيقاف المسلحين؟ ولماذا لم تصل قوات الاحتياط بالوقت المناسب لتغيير الوضع، وأضاف الفريق "لو وُجِّه تحذير، حتى لو كان قصيرا، كان من الممكن تقليل الأضرار".

ويظهر التحقيق -حسب يديعوت- أن الكتيبة 51 لم تكن مستعدة بشكل صحيح لسيناريو بحجم السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولم تتلق أي تحذير، وانهارت سلسلة قيادتها بأقل من ساعة، ولم يتمكن مقاتلوها للتجمع لإجراء تقييم منظم للوضع، وكان عليها أن تتعاون مع فرق الحراسة بمستوطنات الغلاف لفهم حقيقة الوضع.

إعلان

وأشار معدو التحقيق إلى أن إخفاق مراكز القيادة العسكرية في فهم الوضع الصعب، وحقيقة أنهم كانوا في حالة هجوم، وانهيار القيادة من مستوى اللواء والكتيبة إلى مستوى الفرقة، وخلصوا إلى أن "التحضيرات التي جرت السبت -قبل الهجوم- روتينية، وليست استعدادات للحرب، ولم تكن هناك وحدات مأهولة لحالات الطوارئ".

مقالات مشابهة

  • هرتسي هاليفي: حماس استخدمت الهدوء كفخ محكم لخداع الجيش الإسرائيلي
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق يُشيد بـ "حماس"!  
  • لماذا فشلت خطة ترامب؟
  • لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
  • تحقيق: هكذا فشل الجيش الإسرائيلي في حماية نير عوز بـ7 أكتوبر
  • معاريف: إسرائيل تنتظر الدعم الأمريكي لمهاجمة إيران وترامب له رأي آخر
  • يتسحاق بريك: “الجيش الإسرائيلي” لا يستطيع حسم المعركة مع “حماس” 
  • حماس تعلن موافقتها الإفراج عن مجند في الجيش الإسرائيلي وتسليم رفات 4 رهائن آخرين
  • الجيش الإسرائيلي يقتل ويصيب العشرات بالضفة.. وأنباء عن استئناف مفاوضات غزة
  • الجيش الإسرائيلي: هذا سبب عدم وصول أي قوات إلى "نير عوز" بهجوم 7 أكتوبر