حرمني من أجمل حقوقي وسلبني أملي. هل أختفي من حياته أم أبقى لأكون السبب في أهاته؟
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
سيدتي، هفا قلبي إلى هذا الركن الذي من خلاله سأتمكن من سرد تفاصيل قصتي التي أعيت كاهلي. قصة زوجة منحت زوجها الوفاء والحب وكل شيء جميل إلا أنه وفي أخر المطاف وجدت نفسي قاب قوسين أو أدنى. من أن أتعافى ويستكين قلبي ويرتاح، واسترجع أملي.
بالمختصر سيدتي، أنا زوجة جبلات على مكارم الأخلاق. حيث أنني لم أتوانى في دعم زوجي ماديا ومعنويا حتى أجعله يحقق من المشاريع ما يريده ويبتغيه.
كما أهملت نفسي سيدتي ولم أستفق من غيبوبتي إلا وأنا أجد المرض الخبيث يتسلل إلى جسدي ليسرق فرحتي ويمنيني بعدم قدرتي على الإنجاب . أمر لم يأبه له زوجي ولم يكترث له مشيرا أنه لم يكن يوما في باله أن يكون له مني أبناء.
ولعل الطامة الكبرى يوم أتاني ليخبرني من أنه إختار له زوجة تناسب كيانه الجديد حتى تكون ثانية في حياته. مشيرا إليّ أنه يمكنني من أن أبقى على ذمته وأنه ليس لي أن أنتظر منه الشيء الكثير من حب وحنان وإحتواء.
لا يمكنني سيدتي وصف ما ألأمّني من شعور، لكنني اليوم أحيا على تحضيرات زوجي لإستقدام غريمتي. التي ستظفر بزوج أنا من صنع مجده وكيانه، في حين لم أنل أنا سوى الذل والهوان.
الخيار الذي وضعني فيه زوجي لم يدفعني لإختيار أي نهج أسلكه، فلا أنا أقوى على العودة مثقلة بالمرض والخيبة. ولا أنا أقوى على البقاء لأراه مستمتعا بحياته الزوجية الجديدة وأنا أحترق من فرط الألم.
ثمة شيء في قلبي يجبرني على البقاء أمام زوجي حتى أذله بما قدمته له من جسيم التضحيات. فهو لن ينسى ما حيا فضلي بعد فضل الله ولن يجرأ يوما على كسر شوكتي حتى بزواجه من إمرأة يدرك جيدا أنني أحسن منها.فما هو رأيك سيدتي، هل أنسى ما كان وأحيا في أمان أم أبقى إلى جانب من تسبب في كسر قلبي وتعب الوجدان؟
أختكم ع.لبنى من الشرق الجزائري.
الرد:أختاه هوني عليك، ولا تحملي قلبك المتعب ما لا طاقة لك به. من المؤسف أن يتسلل لمن نغمرهم حبا وحنانا قرار ركننا على الرف، أناس لم يكونوا سوى نتاج تضحياتنا وأهاتنا. كنا كالشمعة المتقدة تحترق لتنير طريقهم. ليكون مآلنا في الأخير صدا وهجران مع ضرورة القبول منا والخنوع.
كما انه لم ولن تكوني أختاه الأولى أو الأخيرة ممن صنعت مجد زوج ناكر للجميل. صحيح أن كرامتك لم تهدر في شيء لأنك ابديت الولاء لمن ظننته رفيقا للدرب مقدرا للتضحيات. لكن ومادامت الأمور على هذا القدر فكبرياءك وكرامتك أولى بك من أن تبقي كظلّ منسي أو حطام بيت مهجور.
صحيح أن مرضك وفناء صحتك هما من جعلاك في حالة الإنكسار هاته. لكن عليك أختاه أن تعلمي من أن الله وضعك في هذا الإختبار حتى تتأكدي من معدن من هم حولك، فالبقاء في القلوب للأوفى والأصلح. وما خيار زوجك بالزواج في هذا الوقت بالذات سوى جبن ونكران لجميل قد ينقلب ضده فيعود أسفل سافلين وإلى نقطة الصفر.
تحاملي على نفسك وعودي إلى بيت أهلك من دون أن تطلبي من زوجك الطلاق، وأمكثي بينهم وأنهلي من دعمهم النفسي لك خلال فترة مرضك إلى أن يأذن الله لك بالشفاء والمعافاة. بعدها أنت حرة إن عدت أدراجك إلى عش الزوجية، فمن حقك أن تحيي تحت كنف زوجك وتنالي منه الإنفاق والرعاية ولا تشحذي منه الحب لأنه لو كان له مقدرا لكان منحك إياه في بداية مرضك كعرفان منه على ما قدمته له .
إتركيه للأيام تعلمه معنى الوفاء وتخذله فيمن وضع ثقته فيه. فزوجك أختاه كضرير تخلص من عصاه عندما عاد إليه البصر. ومثل هؤلاء لا يجوز معهم الجدال أو السجال ولا حتى الإنتقام لأن عدالة الله أكبر وعند الله تلتقي الخصوم.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً: