حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي بات ركاما
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
حي الرمال من أقدم أحياء مدينة غزة وأكثرها ازدهارا، ويعد الشريان التجاري لقطاع غزة. تبلغ مساحته نحو 5 كيلومترات مربعة (5 آلاف دونم) ويبعد عن مركز مدينة غزة 3 كيلومترات بمحاذاة الخط الساحلي. وسمي بهذا الاسم لأنه كان منطقة كثبان رملية لا حياة فيها.
الموقعيقع حي الرمال شمال شرق غزة على امتداد شارع عمر المختار، الذي يصل شرق المدينة بغربها.
تبلغ مساحة الحي نحو 5 كيلومترات مربعة حسب المجلس البلدي لغزة. ويُعرف بأنه شريان أساسي للحياة التجارية في المنطقة، وسمي بحي الرمال لأنه كان منطقة كثبان رملية لا حياة فيها ولا عمل.
ويحيط بالحي 20 حيا اعتمدها المجلس البلدي، منها حي الدرج والتفاح والزيتون والشجاعية والشيخ رضوان والصبرة والشيخ عجلين وتل الهوا.
وبفضل شارع عمر المختار، صار حي الرمال مركزا تجاريا نشطا للقطاع، إذ تنتشر على امتداده مختلف أنواع المحال التجارية.
السكانيعد حي الرمال من أغنى وأهدأ أحياء مدينة غزة وأكثرها كثافة سكانية، إذ يقطن فيه نحو 70 ألف نسمة، ويضم مقار معظم المؤسسات الدولية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني والأبراج والمدارس والمساجد والبنوك ومحلات الصرافة والاتصالات وشركات الإنترنت.
ويضم أيضا مقر المجلس التشريعي والشرطة والأمن، ومقر النيابة العامة والمقر الرئيسي لكبرى الجامعات الفلسطينية، ومقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة لأشهر معالم القطاع مثل متنزه الجندي المجهول ومركز رشاد الشوا الثقافي.
تاريخ التأسيستأسس حي الرمال في عهد الانتداب البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى عام 1920، وكان عبارة عن مناطق خالية، ولكن في عهد الإدارة المصرية في خمسينيات القرن الماضي أسكنت فيه السلطات الموظفين وفتحت شوارع امتدادا له، وبعد ذلك أصبح الحي الأكثر حيوية وازدهارا في قطاع غزة.
حي الرمال يعد منطقة مكتظة بالسكان وبقيت لفترة طويلة ملاذا آمنا بعيدا عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي (الأناضول) قصف الاحتلالوبقي الحي لفترة طويلة أكثر المناطق هدوءا وأمانا حتى وقوع العدوان الإسرائيلي على غزة مايو/أيار 2021، فتعرَض للقصف بأكثر من 200 غارة جوية خلال 9 أيام، فتضررت الطرق ولم يبق في الحي أثر للبنايات الشاهقة، ودُمّرت الاستراحات على طول شاطئ بحر المدينة، وكان أهل غزة يلجؤون للعيش فيه توقعا منهم أنه المكان الأكثر أمانا والأبعد من نيران الاحتلال.
وكان الحي ملاذا آمنا ومتنفسا إلى حد ما من ضغوط الحياة لكثير من سكان قطاع غزة، ولكن بين ليلة وضحاها، اختفت ملامحه في أثناء القصف الإسرائيلي ردا على معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ واجه الحي سلسلة غارات عنيفة استهدفت مباني سكنية ومكاتب شركات اتصالات وإدارات مختلفة.
واستمرت هذه الغارات ليلة كاملة، ولم تهدأ حتى فجر اليوم التالي، الأمر الذي أدى إلى تدمير الحي تدميرا شاملا، وتهجير سكانه، وقطع غالبية الطرق المؤدية له، ولم يتبق منه سوى اسمه.
صورة لحي الرمال وسط مدينة غزة عام 2019 (صفحة صور فلسطين على منصة إكس) أبرز المعالم ساحة الجندي المجهولشهدت ساحة الجندي المجهول عديدا من الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات والاحتفالات، وتُقام بالقرب منها كثير من النشاطات والفعاليات الوطنية وخيمات الاعتصام، فهي تجسد "ثورية المناضل"، كما أصبحت ساحة عامة ومتنفسا لآلاف الغزيين الذين يتوافدون إليها يوميا من مختلف مناطق القطاع.
يعود تاريخ الساحة إلى ما بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة عقب عدوان عام 1956، حيث أقيم نصب تذكاري للجندي المجهول تكريما للشهداء والتضحيات الفلسطينية، فأصبحت للمنطقة بأكملها قيمة رمزية كبيرة عند سكانها، وتكتسب قيمتها أيضا من كونها تقع شرق المجلس التشريعي الذي له رمزية تمثيل الشعب الفلسطيني.
الجامعة الإسلاميةمؤسسة تعليمية مستقلة تأسست عام 1978، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، يقع فرعها الرئيسي في حي الرمال الجنوبي بمدينة غزة، وللجامعة مواقع أخرى في قطاع غزة.
تعرضت أجزاء واسعة من مباني الجامعة لأضرار كبيرة وخسائر بالغة إثر قصف الاحتلال لغزة ضمن عمليته "السيوف الحديدية" عام 2023، إذ تعرض كل من مبنى كلية تكنولوجيا المعلومات ومبنى عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر ومبنى كلية العلوم بالجامعة لأضرار كبيرة بكل ما فيه من تجهيزات ومختبرات وأثاث، إضافة لتكسر معظم زجاج وواجهات المباني.
وسابقا قصفت الجامعة خلال عدوان العصف المأكول الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة عام 2014. واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى الإدارة الرئيس في الجامعة مما أدى لتدميره بالكامل وإلحاق أضرار جسيمة بالمباني الأخرى.
الفنان الفلسطيني بلال حاليت يرسم على صاروخ ألقاه الاحتلال على غزة يوم 20 مايو/أيار 2021 (الأناضول) جامعة الأزهرمؤسسة تعليمية أُسست عام 1991 بهدف تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في مجال التعليم العالي. بدأت الجامعة بكليتين فقط وهما كلية الحقوق وكلية التربية، ثم توسعت لتشمل كليات أخرى مثل الصيدلة والزراعة والعلوم والآداب الإنسانية، وأُنشئت كليات إضافية مثل كلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الطب.
البنك الوطني الإسلامييقع في وسط مدينة غزة في حي الرمال على امتداد شارع عمر المختار، تعرض البنك في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 للاستهداف من قبل الطائرات الإسرائيلية مما أدى لتدميره بالكامل وتضرر المواقع المحيطة به.
برج فلسطينيقع وسط مدينة غزة بحي الرمال، ويعد من أهم المباني السكنية في قطاع غزة، وهو من أكبر الأبراج السكنية والتجارية في القطاع، يتكون من 14 طابقا، ويضم العديد من المؤسسات الإعلامية والعيادات والشقق السكنية.
استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج فلسطين بعدة غارات جوية مما أدى لتدميره بالكامل في عملية "السيوف الحديدية".
وكانت طائرات الاحتلال استهدفت البرج في آب/أغسطس 2022، فتضرر عدد كثير من الطوابق وتضررت شبكات المياه والكهرباء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی مدینة غزة حی الرمال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما السلاح الإسرائيلي السري الذي ضرب إيران؟.. إليك تفاصيله
سلطت صحيفة عبرية، اليوم السبت، الضوء على ما وصفته السلاح "السري" الذي استخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي الشهر الماضي، في هجماته الجوية التي طالت العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت صحيفة "كالكاليست" العبرية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا الصاروخ الخاص والسري، تم اختراعه عام 1956 لكسب حرب الميزانيات، وتعتبر إسرائيل بطلة العالم في تطويره".
وذكرت الصحيفة أنه جرى استخدام هذا السلاح صباح يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2024، خلال الهجمات الجوية الإسرائيلية في عمق إيران، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للدفاع الجوي والبنية التحتية لإنتاج الصواريخ، ولم تفقد تل أبيب طائرة واحدة.
ولفتت إلى أنه وفقا للوثائق التي سربتها الولايات المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي خطط لاستخدام الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الجو، وهو سلاح غير عادي للغاية وله تاريخ مثير للاهتمام.
تاريخ الصاروخ السري
وتطرقت إلى تاريخ الصاروخ الباليستي السري الذي "يعود لعام 1956 عندما بدأت الولايات المتحدة باختراعه، رغم أن السفن الحربية كانت هي الوسيلة الرئيسية لأمريكا لإبراز القوة وإخضاع المعارضين لإرادتها".
وتابعت: "جاء هذا الصاروخ الذي قلب الموازين، وبدأ الجيش الأمريكي بتطوير صاروخ باليستي يمكن إطلاقه تجاه الغواصات حتى عندما تكون تحت الماء، لضرب الاتحاد السوفيتي من أي مكان، وتم إعطاء جزء كبير من الميزانية لهذه الصواريخ الجديدة".
ونوهت إلى أن القوات الجوية قررت اصطحاب هذا الصاروخ الباليستي وتطويره لإمكانية إطلاقه من السماء، وتم تصميم الإصدارات الأولى لتتصرف مثل أي صاروخ باليستي عادي، يصعد إلى الفضاء بصاروخ قوي، ويسقط على الأرض في مسار منحني، ويكون صغيرا وخفيفا بما يكفي الوصول لأي نقطة.
وأفادت الصحيفة بأنه في البداية كانت هذه الصواريخ كبيرة جدا، وتم تطوير الصاروخ الأول وكان يحمل قاذفات قنابل كبيرة مزودة بستة محركات، مؤكدة أنه تم إطلاق الصاروخ لأول مرة في مايو 1958.
وأشارت إلى أنه تم تطوير النسخة التشغيلية الأولى من الطائرة دون طيار بالتعاون مع البريطانيين عام 1962، وكانت تحتوي على صاروخ يحمل قاذفات قنابل عملاقة، وصاروخ آخر يحمل قاذفات بريطانية.
وأوضحت أن الطائرة كان يمكنها التحليق في مدار مرتفع نسبيا يبلغ 480 كيلومترا، لمسافة 1850 كيلومترا، ومن ثم تنفيذ قصف جوي بعيد المدى، مضيفة أن "الطائرة يمكنها البقاء في الجو لمدة يوم كامل، إذا تم ربطها بطائرة للتزود بالوقود".
وتابعت: "بهذه الطريقة سيكون المهاجم قادرا على التجول على طول حدود الاتحاد السوفيتي وإثارة الرعب، وهو بالضبط ما أرادته الولايات المتحدة".
وذكرت أن النسخة البريطانية كانت أصغر حجما وأضعف بكثير، وحلقت لمسافة تزيد قليلا عن 900 كيلومترا، ولم يكن النموذج الأول صاروخا باليستيا مناسبا على الإطلاق، وقد وصل ارتفاعه فقط إلى 20 كيلومترا، وتم إيقاف هذه النسخة، واعتمدت بريطانيا على النسخة الأمريكية.
ولفتت إلى أنه عام 1974 ظهرت النسخة الأمريكية الأكثر جنونا، وتم وضع صاروخ باليستي أرضي من نوع Minuteman على منصة نقالة، وتم إدخال طائرة شحن ضخمة من طراز C5 Galaxy، وأثناء طيرانها على ارتفاع 20 ألف قدم، تم سحب مظلات كبيرة للصاروخ من الباب الخلفي للطائرة ووجهته للأعلى، ثم اشتعلت محركاتها وذهب إلى الفضاء.
وأكدت الصحيفة أن "هذه الطريقة الغريبة نجحت وعملت بشكل جيد، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء المزيد من التجارب المماثلة، ما أثبت أن طائرات الشحن يمكن أن تصبح قواعد صواريخ متنقلة".
واستكملت بقولها: "هكذا أصبح الصاروخ الباليستي المحمول جوا وسيلة حربية ذات مزايا لا يتمتع بها أي صاروخ باليستي عادي"، مشددة على أن "الصاروخ يتميز بالدقة، ويمكن توجيهه عبر الأقمار الصناعية، ويسمح بضرب هدم بحجم رادار مضاد للطائرات من مسافات طويلة جدا، ويمكن استخدامه لاختراق الأنظمة الدفاعية، واختراق الطلعات الجوية دون تعريض الطائرات للخطر".
النسخة الإسرائيلية
وذكرت أن شركة رافائيل الإسرائيلية قامت بتطوير هذا الصاروخ، وبات يتم إطلاقه من طائرات F15 الحربية، إلى جانب إطلاق طائرة بدون طيار اسمها "روكس"، وهي تجمع بين الملاحة عبر الأقمار الصناعية وكاميرا ذكية، ما يمنحها دقة لا يتمتع بها أي سلاح يسقط من ارتفاع الفضاء.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي لا يكشف عن الصواريخ التي يستخدمها، لكن وثائق البنتاغون التي تم تسريبها قبل أسابيع من الهجوم على إيران، تشير إلى استخدام هذا الصاروخ الباليستي المحمول جوا.
وتابعت: "من الناحية النظرية إيران تمتلك صواريخ دفاعية من نوع S300 وS400 والتي يمكنها صد الصواريخ الباليستية، لكن هذا إنجاز معقد للغاية، ويجب التدرب عليه كثيرا حتى يكون ناجحا، وربما لا تفعل إيران ذلك في الوقت الحالي لأسباب متعلقة بالميزانية".
وأردفت بقولها: "نعم لدى إيران نفقات دفاعية كبيرة للغاية، لكن تطوير القدرة على اعتراض الصواريخ من الفضاء أمر مكلف للغاية"، مضيفة: "إلى أن تتمكن إيران من تحقيق مثل هذه القدرة الاعتراضية، فإن إسرائيل تتمتع نظيرا بالتفوق من خلال الصواريخ الباليستية المحمولة جوا".