“سأحمل روحي على راحتي”؛ المجد للمقاومة ..وللشهيد الخلود
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
ككلّ محبّ للحياة ..أجابه هذه الهجمة الصهيونية بالصهيل ..باستحضار أجمل مقاطع شعرية قيلت في الصمود والمقاومة ضدّ أبشع احتلال عرفته الإنسانية ، ولديّ بين يديّ وفي ذاكرتي وفي حنجرتي آلاف الأسطر الهادرة بالغضب والطافحة بعشق فلسطين، وعليّ أن أنتقي منها ما يزيح عنّي هذه الغمامة المنسدلة على روحي .
لنبدأ من أوّل الجرح النازف ..، من مقطع من قصيدة “الشهيد ” التي حبّرها الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود حوالي عام 1939 (أي قبل استشهاده بقرابة 10 سنوات) وقد ولد سنة 1913م في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم، واستشهد في معركة الشجرة عام 1948م..:
سأحمل روحي على راحتي * * وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق * * * وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان * * * ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن * مخوف الجناب حرام الحمى
ولنوغل أكثر في ذاكرتي المهدّمة مثل هذا الخراب المطلّ علي من شاشة التلفزة، سأبصر في الرؤيا معين بسيسو.. ابن الزنزانة وملهم الثورة وشاعر المقاومة، مازلت أذكره وأذكر قصيدته ( سفر سفر ) وكم تغنّيت بها رفقة أبناء جيلي ..فقد كانت تعبّر عنّا وعن اندفاعنا الكبير ..، رحمه الله لقد كتب كثير القصائد والمتون السردية لكنّه باض بيضته الأولى والأخيرة ..ففيها قال كلّ شيء ..، وأنصح الشبّان أن يبحثوا عنه وعنها في جوجل:
” حَاوَلْتُ وَصْفَكَ فِي المَوَانئ
مَا الذِي أَصِفُ
وَلاَ أَصِفُ؟
يَا أَيُّهَا القُرْبَانُ فَوْقَ أَصَابِعِي
يَقِفُ
وَالرِّيحُ عَاتِيَةٌ وَالكَفُّ تَرْتَجِفُ
وَأَنْتَ تَرْتَجِفُ
يَا أَيُّهاَ الصَوَّانُ وَالخَزَفُ
ياَ أيها الدم يطفو فوقه الصدفُ
حاولت وصفكَ فِي المَوانِئ
ما الذِي أَصفُ
ولاَ أصِفُ؟
وذِراعُكَ العَنْقودُ
كَمْ عَصَرُوا
كَمْ قَطَفُوا ”
أمّا الهائج السائل في كلّ صوب ..، فهو الشاعر الكبير سميح القاسم ..رفيق درب محمود درويش ..، ما يزال صوته مرعبا وهو يقرأ قصيدته ” تقدّموا ” وكم حضرت له من قراءة مذهلة في مدينة تونس العتيقة وفي فضاءات أخرى ..، لكم كان مخلصا لقضيته الفلسطينية ورحل مشتاقا ليوم مثل هذا اليوم ..، فهو تاريخي بما في الكلمة من معنى ..، وها إنّنا نستحضر قصيدته حبّا فيه وفي فلسطين المتروكة لقدرها ..:
” تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنمُ
وكل ارض تحتكم جهنم
تقدموا
يموت منا الطفل والشيخ
ولا يستسلمُ
وتسقط الام على ابنائها القتلى
ولا تستسلم
تقدموا
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا اعماقنا
لن تهزموا اشواقنا
نحن القضاء المبرمُ ”
ثمّة شاعر فحل ورهيف ..يفرض نفسه عليّ ..هو عزّ الدين المناصرة الذي كرّس حياته للدفاع عن فلسطين ..وكنّا قد كتبنا عليه في ( قامات مضيئة ) ، وكان قد قال قبل رحيله بعشرة أعوام :
” سأواصل ثقافة المقاومة حتى الرحيل، فإما إلى القبر وإما إلى فلسطين “، لكنّه مات جرّاء إصابته بداء كوفيد يوم 5 أفريل 2021، ولم يمت فمازال فينا شعره هادرا وصارخا بنا أن هبّوا ..فإمّا حياة وإمّا فلا :
” طفتُ المدائنَ : بعضهمْ قذفَ القصائدَ
من عيونِ الشعرِ ،
يرثي والدي
والآخرونَ تنكروا : ( اذهبْ وربّكَ قاتلا )
وكأنّهم ما مرّغوا
تلك الذقون
على فُتاتِ موائدي
“والله لا يذهب مُلكي باطلا”
وبكى حصاني ، فارتميتُ من التَعَبْ
وسمعتُ والينا يقولُ وعينُهُ فيها القذى:
لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى
حتى تُقالَ على مسامعهِ الخُطَبْ ”
يا محمود درويش أنجدني الآن فقد جفّ الريق وارتعدت كلّ المفاصل ..وما يزال العربيد الصهيوني يفعل ما لا أستطيع وصفه ..، إنّه القتل المبرمج ..إنّها عملية إبادة جماعية في وضح النهار أمام العالم ( الحرّ ) ..
” أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي “
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: مكتب تونس
إقرأ أيضاً:
شاهد| بطاقة سلاح – صاروخ “فاتح 110”
يمانيون/ فيديو
https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/صاروخ-فاتح.mp4